مقالات عن الجهمية

(2) الجهمية المطاطة!!!

وبعد، فهذه عشرة كاملة، أي عشرة أقوال في المسألة، معظمها أن القائل بأن لفظي بالقرآن جهمي أو شر من الجهمية، بيد أن جمهور العلماء المتأخرين رجحوا القول الأول الذي ذهب إليه البخاري والكرابيسي وغيرهما من أن لفظنا بالقرآن مخلوق، ولم يعبؤوا بما روي عن أحمد وغيره من أن هذا قول الجهمية، بل استشفوا من كلام أحمد نفسه أنه أراد بذلك حسم المادة وسد الذريعة لا أكثر وإلا فلا يرتاب أحد أن لفظنا مخلوق، بل أنكروا على من أنكر على البخاري مذهبه في ذلك، وإليك نصوص العلماء في ذلك بمن فيهم ابن تيمية…

(2) الجهمية المطاطة!!!

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/3384092398371425

خامسا: البخاري مذهبه في اللفظ شر من الجهمية عند الذهلي وهو كافر عند أحمد [1]

اختلف العلماء في حكم من قال “لفظي بالقرآن مخلوق” فمنهم من أجاز ذلك ولو ضمنا كما هو مذهب البخاري كما سيأتي، ومنهم من أجاز ذلك صراحة كالكرابيسي – ومن معه – بل جعل خلافَ ذلك كفرا!!

ومنهم من حظر ذلك كالإمام أحمد – وغيره – وجعل القول بذلك هو قول الجهمية!! ولكن اختلفت الروايات عن أحمد في ذلك فروي عنه أنه قال: اللفظية ليسوا جهمية وإنما الجهمية من يقول القرآن مخلوق، وروي عنه أن كليهما من الجهمية، وروي عنه أيضا أن اللفظية جهمية إن كانوا يعرفون علم الكلام، وروي عنه أنهم جهمية إن قصدوا القرآن، وروي عنه أنه قال اللفظية جهمية مطلقا، وروي عنه أنه اللفظية شر من الجهمية، وروي عن غيره نحو ذلك، وإليك هذه الأقوال والروايات:

القول الأول: قول البخاري ومن معه “لفظي بالقرآن مخلوق”تصريحا أو تلميحا

قال الحافظ ابن عبد البر عن الإمام الكَرَابيسي: (وكانت بينه وبين أحمد بن حنبل صداقة وكيدة، فلمّا خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة، فكان كل منهما يطعن على صاحبه، وذلك أن أحمد بن حنبل كان يقول : من قال القرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: القرآن كلام الله ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال لفظي في القرآن مخلوق فهو مبتدع.وكان الكرابيسي، وعبدالله بن كُلاَّب، وأبو ثور، وداود بن علي، وطبقاتهم يقولون: إن القرآن الذي تكلّم الله به صفة من صفاته، لا يجوز عليه الخلق، وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسبٌ له وفعلٌ له وذلك مخلوق، وإنه حكاية عن كلام الله وليس هو القرآن الذي تكلم الله به)[2].اهـ

وقال ابن حجر: وقال أبو حامد بن الشرقي سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول القرآن كلام الله غير مخلوق ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع ولا يجالس ولا يكلم ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه وقال الحاكم ولما وقع بين البخاري وبين الذهلي في مسألة اللفظ انقطع الناس عن البخاري إلا مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة قال الذهلي ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم رداءه فوق عمامته وقام على رؤوس الناس فبعث إلى الذهلي جميع ما كان كتبه عنه على ظهر جمال[3].

وهذا أورده ابن القيم عن الذهلي بأطول منه وفيه: “ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع ولا يجالس ولا يكلم، ومن وقف وقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق فقد ضاهى الكفر، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى مجلس محمد بن إسماعيل – أي البخاري – فاتهموه فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه”[4].

وقال أبو حامد بن الشرقي: حضرت مجلس محمد بن يحيى، فقال: ألا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فلا يحضر مجلسنا. فقام مسلم من المجلس[5].

وقال ابن تيمية: وحصل بين البخاري وبين محمد بن يحيى الذهلي في ذلك ما هو معروف، وصار قوم مع البخاري كمسلم بن الحجاج نحوه، وقوم عليه كأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وغيرهما، وكل هؤلاء من أهل العلم والسنة والحديث وهم من أصحاب أحمد بن حنبل ولهذا قال ابن قتيبة : إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألة اللفظ[6] .اهـ.

وقال أيضا: والقول بأن ” اللفظ غير مخلوق ” نسب إلى محمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي؛ بل وبعض الناس ينسبه إلى أبي زرعة أيضا ويقول إنه هو وأبو حاتم هجرا البخاري لما هجره محمد بن يحيى الذهلي والقصة في ذلك مشهورة[7].اهـ

وقال ابن تيمية: وكذلك وقع بين أبي ذر الهروي وأبي نصر السجزي في ذلك، حتى صنف أبو نصر السجزي كتابه الكبير في ذلك المعروف بالإبانة.. لكنه نصر فيه قول من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، وأنكر على ابن قتيبة وغيره ما ذكروه من التفصيل، ورجح طريقة من هجر البخاري،، وزعم أن أحمد بن حنبل كان يقول لفظي بالقرآن غير مخلوق، وأنه رجع إلى ذلك.. وليس الأمر كما ذكره، فإن الإنكار على الطائفتين مستفيض عن أحمد[8].اهـ

وقال البخاري نفسه: ( … فالصلاة طاعة الله والأمر بالصلاة قرآن وهو مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء على الألسن، والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق، وما قُرئ وحُفظ وكُتب ليس بمخلوق)[9].

وعنون البخاريفي صحيحه باب قوله: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} يتخافتون: يتسارون[10].

قال ابن المنير: وإنما قصد البخاري – والله أعلم – الإشارة إلى النكتة التي كانت بسبب محنته حيث قيل عنه: إنه قال: ” لفظي بالقرآن مخلوق ” فأشار بالترجمة إلى تلاوة الخلق تتصف بالسر والجهر. وذلك يستدعي كونها مخلوقة[11].

ونحوه قول البخاري: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل[12].

وقال الكرماني: قال شارح التراجم: فيه أن الجهر مطلوب وأشار البخاري بالترجمة إلى أن تلاوة الناس تتصف بالجهر والإسرار وذلك يدل على أنها مخلوقة لله تعالى وكذا في ” ألا يعلم من خلق ” دليل على أن قولهم مخلوق وكذا قوله تعالى ” ولا تجهر بصلاتك ” أي بقراءتك دل على أنها فعلة وكذلك من لم يتغن بالقراءة أضاف الفعل إليه[13].

وقال الذهبي: … ظهرت مقالة حسين بن علي الكرابيسي، وهي: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن ألفاظنا به مخلوقة، فأنكر الإمام أحمد ذلك، وعده بدعة، وقال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن فهو جهمي[14].

قال وليد: فثبت بما سبق أن البخاري من مذهبه أن اللفظ بالقرآن مخلوق ، ومع ذلك فثمة من شكك في ثبوت ذلك عنه مستدلا ببعض الروايات في ذلك وسنخصص للنظر في ذلك منشورا لاحقا إن شاء الله.

القول الثاني: ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر!!!

قال الذهبي في ترجمة الكرابيسي في قصة له وفيها: … ثم انكشف أمره فبلغ الكرابيسي، فقال: لأقولن مقالة حتى يعمل أحمد بخلافها فيكفر، فقال:لفظي بالقرآن مخلوق، فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا، قالوا: كلام الله، ثم قالوا: مخلوق، وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق[15].

وقال الصفدي: وكان يقول – أي الكرابيسي – كلام الله منزل غير مخلوق إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر. قال أبو عبد الله –أي أحمد بن حنبل – بل هو كافر أي شيء قالت الجهمية غير ذلك[16].اهـ

القول الثالث: اللفظية ليسوا جهمية وإنما الجهمية من يقول القرآن مخلوق

ذكر الذهبي أن الأثرم سأل أحمد فقال: ..فاللفظية تعدهم يا أبا عبد الله في جملة الجهمية؟ فقال: لا، الجهمية الذين قالوا: القرآن مخلوق[17].

القول الرابع: اللفظية جهمية إن كانوا يعرفون علم الكلام

قال عبد الله في السنة: سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي وقال مرة هم شر من الجهمية وقال مرة أخرى هم جهمية[18].

القول الخامس: اللفظية جهمية إن قصدوا القرآن!!

قال عبدالله في السنة: سمعت أبي يقول كل من قصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد مخلوقا فهو جهمي // إسناده صحيح[19].

وقال ابن تيمية: وفي بعض الروايات عنه – أي عن أحمد – : من قال لفظي بالقرآن مخلوق يعني به القرآن فهو جهمي[20]

القول السادس: اللفظية جهمية مطلقا

قال عبد الله بن أحمد في السنة:

181 – سمعت أبي رحمه الله يقول من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.

182 – سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال هم جهمية وهو قول جهم ثم قال لا تجالسوهم.

186 – سمعت ابي يقول من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية. قال له أن الكرابيسي يقول هذا. فقال كذب هتكه الله الخبيث وقال قد خلف هذا بشرا المريسي وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء[21].اهـ

وقال أبو حاتم الرازي : من كلام جهم بن صفوانجهم بن صفوان، وحسين الكرابيسي، وداود بن علي: أن لفظهم بالقرآن مخلوق، وأن القرآن المنزل على نبينا – صلى الله عليه وسلم – مما جاء به جبريل الأمين حكاية القرآن، فجهمهم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وتابعه على تجهيمهم علماء الأمصار طرّاً أجمعون، لا خلاف بين أهل الأثر في ذلك)[22]اهـ

وقال ابن القيم: واللفظية الذين يقولون ألفاظا بالقرآن مخلوقة مبتدعة جهمية عند الإمام أحمد والشافعي … يقول: من قال لفظي بالقرآن أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي[23].

القول السابع: اللفظية شر من الجهمية

قال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، سمعت ابن علي المخلدي، سمعت محمد بن يحيى يقول: قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية، واللفظية عندي شر من الجهمية[24].

وقال الذهبي: الحكم بن معبد: حدثني أحمد الدورقي، قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق؟ فرأيته استوى، واجتمع، وقال: هذا شر من قول الجهمية[25].

القول الثامن: من قال بأن لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي وإن لم يقصد القرآن، وهو كافر وكافر لم يكفرّه!!!

جاء في السنة لعبد الله بن أحمد : سألت أبي رحمه الله قلت ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة والفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز و جل وليس بمخلوق وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا فقال هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق[26].اهـ ونقله الذهبي في العلو[27].

وقال أحمد –كما في رسالة الاصطخري- : من زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام اللَّه: فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم[28].

القول التاسع: أن من يقول القرآن مخلوق، ومن يقول لفظي بالقرآن مخلوق كلاهما من الجهمية:

قال ابن رجب: وكذلك الإمام أحمد، قال في الصلاة خلف الجهمية: إنها تعاد. والجهمي عنده من يقول: القرآن مخلوق؛ فإنه كافر. أو يقف ولا يقول مخلوق ولا غير مخلوق، ونص أنه تعاد الصلاة خلفه – أيضا -، وقال: لا يصلي خلف من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وهو جهمي.

القول العاشر: من قال بأن لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قاله بأنه ليس بمخلوق فهو مبتدع!!

قال وكيع بن الجراح: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر. قال أبو حمدون: ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن قال: إن لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع[29].

وقال عبد الله بن أحمد يقول: وكان أبي يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال مخلوق أو غير مخلوق”.[30]

وقال ابن تيمية: وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري في صريح السنة أنه سمع غير واحد من أصحابه يذكر عن الإمام أحمد أنه قال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال إنه غير مخلوق فهو مبتدع[31].

وقال الذهبي: فأنكر الإمام أحمد ذلك، وعده بدعة، وقال: من قال لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن فهو جهمي. وقال أيضا: من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع. فزجر عن الخوض في ذلك من الطرفين[32].

وقال الذهبي: وقال أبو بكر المروذي في كتاب (القصص) : ورد علينا كتاب من دمشق: سل لنا أبا عبد الله، فإن هشاما قال: لفظ جبريل عليه السلام، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله، فقال: أعرفه طياشا، لم يجتر الكرابيسي أن يذكر جبريل ولا محمدا. هذا قد تجهم في كلام غير هذا. قلت: كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب، ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق[33].

وقال الذهبي: جاء رجل إلى الحسين الكرابيسي فقال: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق. قال الرجل: فما تقول في لفظي بالقرآن؟ قال حسين: لفظك به مخلوق. فمضى الرجل إلى أحمد بن حنبل فعرفه ذلك، فأنكره، وقال: هذه بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حسين: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فرجع إلى أحمد فعرفه رجوع حسين، وأنه قال: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضا، وقال: هذا أيضا بدعة. فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله أيضا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي؟ إن قلنا: مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة؟ فبلغ ذلك أبا عبد الله، فغضب له أصحابه، فتكلموا في حسين الكرابيسي[34].

قال وليد– أغدق الله عليه من فضله – : وبعد، فهذه عشرة كاملة، أي عشرة أقوال في المسألة، معظمها أن القائل بأن لفظي بالقرآن جهمي أو شر من الجهمية، بيد أن جمهور العلماء المتأخرين رجحوا القول الأول الذي ذهب إليه البخاري والكرابيسي وغيرهما من أن لفظنا بالقرآن مخلوق، ولم يعبؤوا بما روي عن أحمد وغيره من أن هذا قول الجهمية، بل استشفوا من كلام أحمد نفسه أنه أراد بذلك حسم المادة وسد الذريعة لا أكثر وإلا فلا يرتاب أحد أن لفظنا مخلوق، بل أنكروا على من أنكر على البخاري مذهبه في ذلك، وإليك نصوص العلماء في ذلك بمن فيهم ابن تيمية:

وقال ابن تيمية: فالذين قالوا التلاوة هي المتلو من أهل العلم والسنة قصدوا أن التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو. وآخرون قالوا: بل التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، والذين قالوا ذلك من أهل السنة والحديث أرادوا بذلك أن أفعال العباد ليس هي كلام الله، ولا أصوات العباد هي صوت الله،وهذا الذي قصده البخاري، وهو مقصود صحيح[35].

وقال: فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو القراءة، أو التلاوة، مخلوقة أو لفظي بالقرآن، أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو، وذلك هو كلام الله تعالى. وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحاً، لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره[36].اهـ “لأن اللفظ يراد به مصدر لفظ يلفظ لفظا ومسمى هذا فعل العبد وفعل العبد مخلوق، ويراد باللفظ القول الذي يلفظ به اللافظ وذلك كلام الله لا كلام القارئ … ولم يقل أحمد قط: من قال إن صوتي بالقرآن مخلوق فهو جهمي وإنما قال من قال لفظي بالقرآن والفرق بين لفظ الكلام وصوت المبلغ له فرق واضح[37].

وقال الحافظ الذهبي في ترجمة الكرابيسي في “السير” (12/80) : (وهو أوّل مَن فتق اللفظ) وقال في آخر الترجمة: ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرّره في مسألة التلفظ وأنه مخلوق هو حق[38].اهـ

وقال الذهبي بعد أن نقل عن عبد الله بن أحمد: وكان أبي يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال مخلوق أو غير مخلوق”. قال: فعل الإمام أحمد رضي الله عنه هذا حسما للمادة وإلا فالملفوظ كلام الله والتلفظ به فمن كسبنا[39].اهـ

وقال ابن كثير: وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: حديث الكرابيسي يعز جدا، وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه، بسبب مسألة اللفظ، وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب، قلت: الذي رأيته عنه، أنه قال: كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، وهذا هو المنقول عن البخاري، وداود بن علي الظاهري، وكان الإمام أحمد بن حنبل يشدد في هذه كثيرا، لأجل حسم مادة القول بخلق القرآن، فلهذا هجر الكرابيسي، كما هجر داود بسبب ذلك، ولكن الكرابيسي، رحمه الله، بالغ في القول، وقابل الإمام أحمد بكلام غليظ[40].

وقال أبو العباس القرطبي في المفهم منكرا على ابن أبي حاتم للترجمة المشينة التي ذكرها للبخاري [41]: والعجب مما ذكره أبو محمد بن أبي حاتم في ترجمة البخاري، فقال: إن أبي وأبا زرعة تركاه – يعني البخاري – لأنه قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ولم ينقل شيئا من فضائله، وكأنه أعرض عنه وصغر أمره. قلت: وهذا ترك يجب تركه، وتصغير يتعين ضده، كيف ينزل مثل هذا الإمام، لحق أظهره في الأنام، وتطاع فيه أهواء الطغام[42]؟ !

وقال الكرماني: وكان محمد بن يحيى الذهلي أنكر على البخاري فيما قال لفظي بالقرآن مخلوق حيث قال من قال إن القرآن مخلوق فقد كفر ومن قال لفظي به مخلوق فقد ابتدع وروي أن البخاري سئل عن ذلك فقال أعمال العباد كلها مخلوقة وكان لا يزيد على ذلك أقول الحق مع البخاري[43].

وقال الشيخ زروق: قال الشيخ ناصر الدين وكل معتقد أن القول بأن القرآن مخلوق محرم بخلاف قول القائل قراءتي ولفظي بالقرآن مخلوق كما ذهب إليه البخاري وأبو سعيد الكلاعي وأكثر المتأخرين بحدوث الحروف والأصوات والكتابة الدالة عليه وامتنع أحمد بن حنبل من هذا الإطلاق فقيل له لفظي بالقرآن مخلوق فقال لا أقول ذلك، ولا يسمع مني التلفظ بالخلق مع ذكر القرآن حسما للذريعة حتى لا يحتج به المبتدعة في القول بخلق القرآن وصبر على ما أوذي في الله لأجل امتناعه إذ سجن وضرب لأجل ذلك[44].

وقال السبكي في طبقاته: ولا يظن بأحمد رضى الله عنه أنه يدعى أن اللفظ الخارج من بين الشفتين قديم ومقالة الحسين هذه قد نقل مثلها عن البخارى والحارث بن أسد المحاسبى ومحمد بن نصر المروزى وغيرهم .. ونقل أن أحمد لما قال هذه بدعة رجع السائل إلى الحسين فقال له تلفظك بالقرآن غير مخلوق فعاد إلى أحمد فعرفه مقالة الحسين ثانيا فأنكر أحمد أيضا ذلك وقال هذه أيضا بدعة. وهذا يدلك على ما نقوله من أن أحمد إنما أشار بقوله هذه بدعة إلى الكلام فى أصل المسألة وإلا فكيف ينكر إثبات الشئ ونفيه فافهم ما قلناه فهو الحق إن شاء الله تعالى

وبما قال أحمد نقول فنقول الصواب عدم الكلام فى المسألة رأسا ما لم تدع إلى الكلام حاجة ماسة ومما يدلك أيضا على ما نقوله وأن السلف لا ينكرون أن لفظنا حادث… فإذا تأملت ما سطرناه ونظرت قول شيخنا – أي الذهبي – فى غير موضع من تاريخه إن مسألة اللفظ مما يرجع إلى قول جهم عرفت أن الرجل لا يدرى فى هذه المضايق ما يقول وقد أكثر هو وأصحابه من ذكر جهم بن صفوان وليس قصدهم إلا جعل الأشاعرة– الذين قدر الله لقدرهم أن يكون مرفوعا وللزومهم للسنة أن يكون مجزوما به ومقطوعا – فرقة جهمية.اهـ

وقال ابن ناجي في شرح الرسالة: وأما امتناع الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه من ذلك حين امتحن على أن يقول بخلق القرآن فأبى فقيل له فقل لفظي بالقرآن مخلوق فقال ولا أقول ذلك، ولا يسمع من التلفظ بالخلق مع ذكر القرآن مع ما في ذكر اللفظ من معنى المج والطرح فاتقى رضي الله عنه أن يوهم المتبدعة على السامعين القول بخلق القرآن ويتوصلون بذلك إلى غرضهم فامتنع من كل إطلاق يؤدي إلى ذلك حسما للذريعة وصبرا على ما أوذي في الله عز وجل[45].

وقال ولي الدين العراقي: وهذا الذي ذكرناه من أن القرآن غير مخلوق هو في القائم بالذات المقدسة، أما العبارات الدالة عليه وهي القراءة فهي مخلوقة حادثة، لكن امتنع العلماء من إطلاق الخلق والحدوث عليها إذا سميت قرآنا لما فيه من الإيهام، وبدعوا القائل: لفظي بالقرآن مخلوق كحسين الكرابيسي، سدا للباب، وهذا كما أن الجبار يطلق على النخلة الطويلة إطلاقا لغويا حقيقيا، ويمتنع أن يقال: الجبار مخلوق، مع إرادة النخلة؛ لما فيه الإيهام، أما قولنا: القراءة مخلوقة فلا منع فيه؛ لزوال الإشكال[46].

وقال العطار في حاشيته على شرح المحلي: والذي تحرر فيها أن هذه الألفاظ التي نتلوها ونتعبد بتلاوتها حادثة، والقول بقدمها سفسطة إلا أن السلف تحاشوا عن القول بحدوثها فمنع الإمام أحمد أن يقال لفظي بالقرآن حادث وإن كان صحيحا في نفسه لكنه بما أوهم وقد يلبس به المبتدع[47].

وقال المرداوي الحنبلي: وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه: إلى أن القراءة هو المقروء والتلاوة هي المتلو. قال البيهقي: (وأما ما نقل عن الإمام أحمد أنه سوى بينهما فإنما أراد حسم المادة لئلا يتدرج أحد إلى القول بخلق القرآن، كما نقل عنه أنه أنكر على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو غير مخلوق، حسما للمادة) انتهى. وإلا فلا يخفى الفرق بينهما، وهو ظاهر[48]. اهـ

قال وليد: فمن هذه النصوص السابقة يتبين أن من قال بأن لفظي بالقرآن مخلوق لا حرج عليه بل هو الحق، وإنما منعه أحمد سدا للذريعة، وإلا فكيف يمنع هذا ويمنع ضده وهو القول بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق، فإن أحمد منع من ذلك واعتبره صاحبه مبتدعا كما سبق، بل أنكر على من حكى عنه ذلك.

قال ابن تيمية: ولم يقل أحد من السلف: إن هذا القرآن عبارة عن كلام الله ولا حكاية له ولا قال أحد منهم إن لفظي بالقرآن قديم أو غير مخلوق فضلا عن أن يقول: إن صوتي به قديم أو غير مخلوق[49]. “ولم يقل ذلك لا الإمام أحمد ولا أئمة أصحابه ولا غيره من الأئمة؛ بل هم متفقون على الإنكار على من قال إن لفظي بالقرآن غير مخلوق”[50].

وقال: “وبهذا السبب غَلّط أبا طالب ” الإمامُ أحمد ” فيما نقله عنه فإنه قرأ عليه: {قل هو الله أحد} وسأله هذا مخلوق؟ فقال له أحمد هذا ليس بمخلوق. فبلغه أن أبا طالب حكى عنه أنه قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فغضب عليه أحمد وقال. أنا قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ فقال: لا. ولكن قرأت عليك: {قل هو الله أحد} فقلت لك: هذا غير مخلوق فقلت نعم.فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ فقال: لم أحكه عنك وإنما حكيته عن نفسي قال: فلا تقل هذا فإني لم أسمع عالما يقول هذا؛ ولكن قل: القرآن حيث تصرف كلام الله غير مخلوق[51].اهـ

قال وليد: فتأمل كيف أنكر الإمام أحمد القول بأن لفظي بالقرآن مخلوق وأنكر أيضا القولَ بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق، وهذا يحكيه ابن تيمية نفسه الذي يتهم الأشاعرة بالتناقض في قولهم بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه، وقد بينا أنه لا تناقض[52]، ولا يسمى هذا تناقضا أصلا لأن تناقض أن تقول مثلا: هو داخل وغير داخل، أو خارج وغير خارج، إثباتا أو نفيا، كما نحن فيه هنا: وهو أن تقول اللفظ بالقرآن مخلوق وغير مخلوق، إثباتا أو نفيا، وهذا ما وقع هنا حيث منع أحمد رحمه الله من القول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق، ومنع أن تقول غير مخلوق، فهذا تناقض لأن اللفظ بالقرآن إما أن يكون مخلوقا أو غير مخلوق ضرورة، وهذا مما دل العلماء على أن أحمد أراد عدم الكلام في المسألة سلبا أو إيجابا سد للذريعة بأن القرآن نفسه مخلوق كما سبق.

ثم إن الادعاء بأن الجهم بن صفوان كان يقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق هذا لا يصح قط، لأن هذا القول – أي لفظي بالقرآن مخلوق – لم يُعرف إلا بعد موت الجهم بأكثر بمئة سنة، إذ الجهم توفي حوالي 130 ه، وهذا القول لم يعرف نسبته – حسب علمي – لأحد قبل البخاري ( 256 هـ) ومسلم ( 261 هـ) والكرابيسي (248ه) وداود (270 هـ) ومن معهم ممن توفي في منتصف القرن الثالث، وقد قلنا أصلا في المنشور السابق بأنه لم يثبت عن الجهم بالسند المتصل إليه شيء!!! وهذا يدلك على أن الزج باسم الجهم والجهمية هنا ما هو إلا للتشنيع لا أكثر.

بقي أن نبسط ما قيل من أن البخاري لم يقل بأن لفظه بالقرآن مخلوق فانتظره.

————-

[1] انظر السابق:

https://www.facebook.com/…/permalink/3371720682941930/

[2] الانتقاء لابن عبد البر (ص165) ت أبو غدة.

[3] «فتح الباري لابن حجر» هدي الساري (1/ 490)، وانظر أيضا: «تاريخ الإسلام ت تدمري» (19/ 268)، تاريخ بغداد 2/ 31، 32، سير أعلام النبلاء 12/ 455، 456.

[4] «مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» (ص 1348) ط أضواء السلف.

[5] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (12/ 572):

[6] درء تعارض العقل والنقل (1/ 262)

[7] مجموع الفتاوى 12/ 207

[8] «درء تعارض العقل والنقل» (1/ 268)

[9] خلق أفعال العباد ص114، 2/304 من ط الفهيد

[10] صحيح البخاري (9/ 153)

[11] «المتواري على أبواب البخاري» (ص428)

[12] صحيح البخاري (9/ 154)

[13] «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (25/ 219):

[14] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (13/ 100)

[15] تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 1125)

[16] «الوافي بالوفيات» (12/ 268)

[17] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (11/ 291)

[18] السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 165)

[19] السنة – الخلال (1/ 245)

[20] «مجموع الفتاوى» (12/ 74)

[21] السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 165)

[22] انظر: «الأشاعرة في ميزان أهل السنة» (ص655): نقلا عن الحجة في بيان المحجة (2/ 192).

[23] «اجتماع الجيوش الإسلامية» (2/ 178)

[24] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (١٢/ ٤٥٩)

[25] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (11/ 290)

[26] السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 163)

[27] العلو للعلي الغفار (ص: 193)

[28]«طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (1/ 29 ت الفقي):

[29] «الجامع لعلوم الإمام أحمد – العقيدة» (3/ 561)

[30] العلو للعلي الغفار (ص: 193)،

[31] «درء تعارض العقل والنقل» (1/ 261)

[32] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (13/ 100)

[33] «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (11/ 432)

[34] تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 1124)، وانظر: سير أعلام النبلاء (12/81)

[35] «درء تعارض العقل والنقل» (1/ 264)

[36] «درء تعارض العقل والنقل» (1/ 264)

[37] «مجموع الفتاوى» (12/ 74)، وكلامه بتمامه: وفي بعض الروايات عنه: من قال لفظي بالقرآن مخلوق يعني به القرآن فهو جهمي؛ لأن اللفظ يراد به مصدر لفظ يلفظ لفظا ومسمى هذا فعل العبد وفعل العبد مخلوق ويراد باللفظ القول الذي يلفظ به اللافظ وذلك كلام الله لا كلام القارئ فمن قال إنه مخلوق فقد قال إن الله لم يتكلم بهذا القرآن وإن هذا الذي يقرءوه المسلمون ليس هو كلام الله ومعلوم أن هذا مخالف لما علم بالاضطرار من دين الرسول. وأما صوت العبد فهو مخلوق وقد صرح أحمد وغيره بأن الصوت المسموع صوت العبد ولم يقل أحمد قط: من قال إن صوتي بالقرآن مخلوق فهو جهمي وإنما قال من قال لفظي بالقرآن والفرق بين لفظ الكلام وصوت المبلغ له فرق واضح فكل من بلغ كلام غيره بلفظ ذلك الرجل فإنما بلغ لفظ ذلك الغير لا لفظ نفسه وهو إنما بلغه بصوت نفسه لا بصوت ذلك الغير ونفس اللفظ والتلاوة والقراءة والكتابة ونحو ذلك لما كان يراد به المصدر الذي هو حركات العباد وما يحدث عنها من أصواتهم وشكل المداد ويراد به نفس الكلام الذي يقرؤه التالي ويتلوه ويلفظ به ويكتبه منع أحمد وغيره من إطلاق النفي والإثبات الذي يقتضي جعل صفات الله مخلوقة أو جعل صفات العباد ومدادهم غير مخلوق.اهـ

[38] سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 82)

[39] العلو للعلي الغفار (ص: 193)، وقال الذهبي فيه أيضا: فالقرآن المتلو مع قطع النظر عن أعمالنا كلام الله ليس بمخلوق وهذا إنما يحصله الذهن وأما في الخارج فلا يتأتى وجود القرآن إلا من تال أو في مصحف فإذا سمعه المؤمنون في الآخرة من رب العالمين فالتلاوة إذ ذاك والمتلو ليسا بمخلوقين ولهذا يقول الإمام أحمد من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي. فتأمل هذا فالمسألة صعبة وما فصلته فيها وإن كان حقا فأحمد رحمه الله تعالى وعلماء السلف لم يأذنوا في التعبير عن ذلك وفروا من الجهمية .

[40] «طبقات الشافعيين» لابن كثير (ص133)

[41] حيث قال ابن أبي حاتم في كتاب “الجرح والتعديل” (7/191) :[محمد بن إسماعيل البخاري أبو عبد الله..سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق]

قال المعلق على “سير أعلام النبلاء” (12/462) :[هذا عجيب من أبي زرعة وأبي حاتم، فإنهما قد وثقا مسلما، وأثنيا عليه، مع أنه يقول بمقالة شيخه البخاري في مسألة اللفظ، ولا يمكن أن يسوغ صنيعهما هذا إلا بحمله على العصبية والهوى والحسد]. وقال الذهبي في “سير النبلاء” (12/572) كان مسلم بن الحجاج يُظهر القول باللفظ ولا يكتمه.

[42] «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (1/ 96)

[43] «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (25/ 219):

[44] «شرح زروق على متن الرسالة» (1/ 50):

[45] «شرح ابن ناجي التنوخي على متن الرسالة» (1/ 31):

[46] «الغيث الهامع شرح جمع الجوامع» (ص745)

[47] «حاشية العطار على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع» (2/ 459)

[48] «التحبير شرح التحرير» (3/ 1349)

[49] «مجموع الفتاوى» (12/ 302)

[50] «مجموع الفتاوى» (12/ 167)

[51] «مجموع الفتاوى» (12/ 168)، وانظر القصة أيضا في «سير أعلام النبلاء ط الرسالة» (11/ 288)

[52] انظر:

https://www.facebook.com/…/permalink/3106298609484140/

السابق
تنزيل بحث: الهيئات المستحدثة في العبادة(دراسة فقهية مقارنة) د. عبد السميع محمد الأنيس
التالي
“الجهمية المطاطة” (1)