بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه اجمعين
كلمات سيدي علي بن محمّد بن وفا رحمه الله
أطــع أمـرَنــا نـرفــعْ لأجـلــك حُجـبـنـا * فـإنّــا منـحْـنـا بـالـرضـا مـَــن أحـبـنـا
ولـُـــذْ بـحـمـانـا واحـتـمِ بجـنـابـنـا * لنحـمـيـك مـمــا فـيــه أشـــرار خلـقـنـا
وعــش فــي حـمـانـا خـاضـعـًا مـتـذلّـلاً * وأخـلـصْ لـنـا تـلـقَ الـمـسـرة والـهـنـا
وسلّـم إليـنـا الأمــر فــي كــل مــا يـكـن * فـمــا الـقــربُ والإبــعــاد إلا بـأمـرنــا
ولا تعترضـنـا فــي الأمــور فـكــل مـَــن * أردنــــاه أحـبـبـنـاه حــتــى أحـبَّـنــا
يـُنـادى لــه فــي الـكــون:أنـــا نـحـبـه * فيسـمـع مـَـن فــي الـكـون أمــر مُحـبـنـا
فـيـُكـسـى جــــلالاً بـالـوقــار لأنــــه * أقـــام بـــإذلال عـلــى بـــاب عــزِّنــا
رفـعـنـا لـــه حـجـبـا،أبـحـنـاه نـظــرة * إلـيـنـا وأودعـنــاه مـِــن ســـرّ سـرّنــا
تـمـسّـكْ بــأذيــال الـمـحـبـة واغـتـنــم * لـيـالٍ بـهــا تـحـظـى بـأوقــات قـربـنـا
وقـم فـي الدجـى فاللـيـل ميـقـات مـَـن يــرد * وصــال حبـيـب فاغـتـنـم فـيــه وصـلَـنـا
فــمــا الـلـيــل إلا لـلـمـحـب مـطـيــة * ومـيـدان سـبــق فاسـتـبـق تـبـلـغ الـمُـنـى
وسـر نحـونـا فــي اللـيـل لا تـخـشَ وحـشـة * وكــن ذاكــرًا فـالأنـس فــي طـيـب ذكـرنـا
وعـــن ذكـرنــا لا يشـغـلـنـّك شــاغــلٌ * ولا تنـسـنـا واقـصــد بـذكــرك وجـهـنــا
ولا تـنــس عـهــدًا قــــد أخــذنــاه أولاً * عـلـيــك بــإقــرار كـتـبـنـاه عـنـدنــا
ولا تـنـس إحسـانـًا بسـطـنـاه يـــا فـتــى * نـسـيـت فـقـرّبـنـاك حــتــى عـرفـتَـنـا
كفيـنـاك أغنيـنـاك عـــن سـائــر الـــورى * فــلا تلتـفـت يـومـًا إلــى غـيــر وجـهـنـا
ولا تـنـسَ ميثـاقـاً عـهــدت وكـــن بـنــا * وثـيـقـًا ولا تـنـقـض مـواثـيــق عـهـدنــا
كفيـنـاك أغنيـنـاك عـــن سـائــر الـــورى * فــلا تلتـفـتْ يـومـاً إلــى غـيــر وجـهـنـا
نسـيـتَ فذكّـرنـاك .هــل أنــت ذاكـــر لإحسـانـنـا * أم أنـــت نـــاسٍ لفـضـلـنـا
وجـدنـاك مضـطـرًّا فقـلـنـا لـــك ادعـنــا * نُجـبْـك فـقـل هــل أنــت حـقـًا دعـوتـَنـا
دعـونــاك للـخـيـرات أعـرضــتَ نـائـيــاً * فـهـل تـلـقى مـَـن يُحـسـن لمـثـلـك مثـلَـنـا
سـألـتَ فأعطيـنـاك فـــوق الـــذي تـــرى * عـصـيـتَ فأمـهـلـنـا عـلـيــك بحِـلـمـنـا
غـفـرنــا،تـكـرّمـنـا عـلـيــك وكـلـمــا * تـسـتّـرتَ أسـبـلـنـا عـلـيــك بـسـتـرنـا
نـُبـاديـك بـالإحـســان تــأتــي بــضــده * مـــع الـعـلـم والإقـــرار أنـــك عـبـدنـا
فـيـا خجلـتـي مـنـه إذا مــا قـــال لـــي * أيــا عـبـدَ ســوء مـــا قـــرأت كتـابـنـا
أمــا تستـحـي مـنـا ويكفـيـك مــا جـــرى * أمــا تخـشـى مــن عتبـنـا يــوم جمـعـنـا
أمــا آن أن تَرقى علــى الـذنــب راجـعــاً * إليـنـا وتنـظـر مــا بــه جـــاء وعـدُنــا
فأحبـابـُنـا اخـتــاروا الـمـحـبـةَ مـذهـبــًا * ومـا خالـفـوا فــي مـذهـب الـحـبّ شرعَـنـا
وقلـنـا لأهــل الـحـب فــي خـلـوة الـرضـا * أبحـنـاكـم الــرؤيــا؛ تـمـلُّــوا بحـسـنـنـا
فـلـو شـاهـدتْ عيـنـاك مــن حسنـنـا الــذي * رأَوه لـَـمــا ولـّـيــتَ عــنــا بـغـيـرنـا
ولـــو لاح مـِــن أنـوارنــا لـــك لائـــحٌ * تـركــت جـمـيــع الـكـائـنـات لأجـلـنــا
ولــو نسـّمـت مــن قربـنـا لـــك نـسـمة * لـَـمُــتَّ غـريـبــاً واسـتـبـاقـاً لـقـربـنـا
ولــو ذقـــتَ مــِـن طـعــم المـحـبـة ذرةً * عــذرتَ الــذي أضـحــى قـتـيـلاً بحـبـنـا
ولــو سمـعـتْ أذنـــاك حـســن خطـابـنـا * خلـعـتَ ثـيـاب الـعـجـب عـنــك وجئـتـنـا
مجـيـبـاً مـطـيـعـاً خـاضـعــاً مـتـذلّــلاً * لنعـطـيـك أمــنــاً بـحـضــرة قـدسـنــا
فـمـَن جـاءنــا طـوعــًا رفـعـنـاه رتـبــة * وعـنــه كشـفـنـا الـهــم والـغــم والـعـنـا
ومـَـن حــاد عـنـا ضــلّ سعـيـاً ومـذهـبـاً * وبـــاءَ بـحـرمـانٍ ولـــم يـبـلـغ الـمـنـى
ومـَـن جاءنا يعـتَـدُّ للصـبـر فـــي الـبـَـلا * ويصـبـر عـلـى البـلـوى لإنـفــاذ حكـمـنـا
فـمـا حبُّـنـا سـهـلٌ.وكــل مـَــن ادّعـــى * سهـولـتـَه قـلـنـا لـــه: قــــد جهـلـتَـنـا
وأيـسـرُ مــا فــي الـحـب للـصـب قـتـلُـه * وأصـعـبُ مـِـن قـتـلِ الفـتـى يــومُ هجْـرِنـا
فـيــا أيـهــا الـعـشـاق:هـــذا خطـابـنـا * إليـكـم فـمـا إيـضـاح مــا عـنـدكـم لـنــا
فـقــال خــــواص العـاشـقـيـن تــذلـُّـلاً * يطـيـب لـنـا فــي مـعـرض الـحـب قتـلُـنـا
إذا كـنـت عـنـا راضـيــاً فـهــو قـصـدنـُا * وكــلٌّ يـقـول أنــت فــي الـحِــبِّ حِـبُّـنـا
وجـدنــاك لـلأحـبـاب أوفــــى مَــــواردٍ * وأكـــرمَ مـحـبــوبٍ يـهـيــمُ لـوصـلـنـا
تداركتَـنـا باللـطـف فـــي ظـلـمـة الـحـشـا * وخـيـر كفـيـلٍ فــي الحـشـا قـــد كفلـتَـنـا
وأسـكـنـتَ قــلــب الأمــهــات تـعـطُّـفـًا * علينا وفــي الثـديـيـن أجـريــت قُـوْتَـنـا
وجـعـلـتَ بـطــون الأمــهــات مـهـادَنــا * ودبـّرتـنـا فــــي ضـعـفـنـا ورزقـتَـنــا
وأنشـأتَـنـا طـفــلاً وبـالـلـطـف ألْـسُـنــاً * تـتـرجــم بــالإقــرار أنــــك ربُّــنـــا
وعـرّفـتـنـا إيــــاك فـالـحـمـد دائــمــاً * لـوجـهـك إذ ألهمـتـنـا مــنــك رشــدنــا
وأنـعـمــتَ بــالإســلام ثــــم هـديـتـنـا * بـواسـطـةٍ مـنــا بـــه قـــد رحـمـتـنـا
مـحـمـدٌ الـمـبـعـوثُ لـلـخـلـقِ رحــمــة * أجــلُّ الــورى المـخـتـارُ طـــه شفيـعُـنـا
أجَــــلُّ رســــولٍ جــاءنــا بـشـفـاعـة * وديــنٍ قـويــمٍ وَهْـــوَ عـصـمـة أمـرنــا
بطـاعـتـه سُــدْنــا وحــزنــا كــرامــةً * وفــزنــا بـإسـعــادٍ وتــــمَّ ســرورنــا
عـلـيــه صــــلاة الله فــهــو إمـامـنــا * وخيـرتُـنـا المـجـتـبـى يــــوم حـشـرنــا
فـذا ابـن ُ وفــاءٍ قــال فــي الــذات منـشـداً * أطــع أمـرنــا نـرفــع لأجـلــك حجـبـنـا