قال أحمد بن صالح الجيلي:
دخلت على أبي الوفاء ابن عقيل وهو عند ولده بعد ما مات، وقبل الشروع في غسله، وهو يروحه بمروحة، فلم أدر على أي شيء أحمل ذلك منه، وما أقدمت على كلامه في تلك الحال، فابتدأني وقال:
يا أحمد، ما هو إلا كما ترى، لكن هي جثة عليّ كريمة، وإن عُدم جوهرها، فما دامت بين يدي: فلا يطيب قلبي إلا بتعاهدها وذب الأذى عنها، وإذا غابت عني: فهي في رعاية من هو خير لها مني.
ولولا أن القلوب توقن باجتماع ثان: لتفطّرت المرائر لفراق المحبوبين.