في قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات} كيف نفهم المحافظة وهي لا تكون إلا بين اثنين، كالمخاصمة والمقاتلة؟
ذكر الفخر الرازي (٦٠٦هـ) وجهين:
أحدهما: أن هذه المحافظة تكون بين العبد والرب، كأنه قيل له: احفظ الصلاة ليحفظك الإله الذي أمرك بالصلاة، وهذا كقوله: (فاذكروني أذكركم).
الثاني: أن تكون المحافظة بين المصلي والصلاة، فكأنه قيل: احفظ الصلاة حتى تحفظك الصلاة.
ثم حفظ الصلاة للمصلي على ثلاثة أوجه:
الأول: أن الصلاة تحفظه عن المعاصي، قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
والثاني: أن الصلاة تحفظه من البلايا والمحن، قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة)، وقال تعالى: (وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة) ومعناه: إني معكم بالنصرة والحفظ إن كنتم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة.
والثالث: أن الصلاة تحفظ صاحبها وتشفع لمصليها، قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)، ولأن الصلاة فيها القراءة، والقرآن يشفع لقارئه.
منقول من قناة شوارد الأفكار على التلغرام