صفة الاستواء

عقيدة المجسمة والكرامية ومن تبعهم من أدعياء السلفية الوهابية،في الاستواء بمعنى الاستقرار والمماسة (منقول)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:أحبابي الأفاضل، فهذه عقيدة المجسمة والكرامية ومن تبعهم من أدعياء السلفية الوهابية،في الاستواء بمعنى الاستقرار والمماسة….!!!
الجزء الأول :
تفسير الاستواء بمعنى الاستقرار على العرش .
كيفية نسبها لله تعالى المجسم مقاتل بن سليمان.
ففي قوله سبحانه: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.
قال مقاتل في تفسيره المخطوط والمطبوع : يعني استقر .
وقال ابن جبرين الوهابي:
في التعليقات الزكية ص212
أكثر أهل السنة والجماعة
يقولون الاستواء بمعنى الاستقرار.

قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجرالعسقلاني
رحمه الله في كتابه فتح الباري على شرح صحيح البخاري
في نقله عن ابن بطال المالكي معلقا على المجسمة.
..وأما قول المجسمة معناه الاستقرار ففاسد.
لأن الاستقرار من صفات الأجسام،
ويلزم منه الحلول والتناهي،وهو محال في حق الله تعالى،
ولائق بالمخلوقات لقوله تعالى :
{فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك}
وقوله:{ لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه}.انتهى

وقال الألباني في سلسلة الهدى والنور
لا يجوز أن يوصف الله بأنه مستقر.
لأن الاستقرار أولا :
صفة بشرية،لم يوصف ربنا عز وجل بها حتى نقول :استقرار يليق بجلاله.

وقال الحافظ ابن حجر
العسقلاني في فتح الباري على شرح صحيح البخاري :
غرض البخاري
في هذا الباب.
هو الرد على الجهمية المجسمة، لتعلقهم بتلك الظواهر،فقد تقرر أن الله ليس بجسم، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان،
ومعنى الارتفاع، اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان.
وأما ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنه أنه فسر الاستواء بالاستقرار
فلا يصح عنه
قال الحافظ الإمام البيهقي رحمه الله في كتابه الأسماء والصفات
هذه الرواية منكرة.

تابع الجزء الثاني

===============

الجزء الثاني
أقوال أهل الجرح والتعديل من الحفاظ والمحدثين وغيرهما في مقاتل بن سليمان والكلبي وبيان كذبهما.

أولا :الاستواء بمعنى الاستقرار.
لم يختلقه كذبا إلا الكلبي عن ابن عباس. وهو كذاب معروف.
قال أحمد بن هارون :
سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي ، فقال : كذب ،
قلت : يحل النظر فيه ؟ قَالَ : لا “. انتهى

وقال يحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري ج3 ص280
الكلبي ليس بشيء.

وقال الإمام الذهبي
في ترجمة مقاتل في
سير أعلام النبلاء “
قال وكيع : كان كذابا.

وعن أبي حنيفة قال : أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبه.

وقال عنه الإمام البخاري : مقاتل لا شيء ألبتة.
قلت : أجمعوا على تركه .” انتهى

وقال ابن حبّان عن مقاتل:
“كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي وافق كتبهم، وكان يُشبِّه الرب بالمخلوقات، وكان يكذب في الحديث””أهـ

وقال الحافظ أبو الحسن. أحمد بن سيار بن أيوب المروزي. ت(-268هـ)
وهو فقيه من متقدمي فقهاء الشافعية،
و من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي،
قال عن ((مقاتل)) :
متهم متروك الحديث، مهجور القـــول،
وكان يتكلم في الصـــفات بما لا يحــلُّ ذكره.

ولذلك قال عنه داود الجواربي:
ومقاتل بن سليمان قال أن الله جسم وأنه جثة على صورة الإنسان، من لحم ودم وشعر وعظم،
له جوارح وأعضاء من يد ورجل ولسان، ورأس وعينين،
وهو مع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه.

وحُكي عن الجواربي أنه كان يقول:
أجوف من فيه إلى صدره.

وقد اعتبره شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني من المشبهة.
حيث قال عنه في «فتح الباري»: “
ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان ومن تبعه من الرافضة والكرامية، فإنهم بالغوا في ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه، تعالى الله سبحانه عن أقوالهم علواً كبيراً” انتهى

واعتبره أيضا:
الإمام الجويني من غلاة المجسمة.
فوصفه في الشامل في أصول الدين» قائلاً: “ثم غلا الجهلة من المجسمة، فمن غُلاتِهم مقاتل بن سليمان، وداود الخوارزمي، وهشام بن الحكم” انتهى.
ونقل الإمام الأشعري في مقالات الإسلاميين»
أن مقاتل مجسم.

  • أي يجسم الذات الإلهية.انتهى

وقال عنه الشيخ المطهر المقدسي في
البدء والتاريخ
وأما المقاتلية فهم أصحاب مقاتل بن سليمان، زعم أن الله جسم من الأجسام،
من لحم ودم، وأنه سبعة أشبار بشبر نفسه” !!! تعالى الله عما يقول …

وقال عنه الإمام أحمد:
“مقاتل بن سليمان صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئاً”.انتهى

وقال عنه الحافظ أبو حاتم الرازي:
هو متروك الحديث.

أما الإمام الذهبي فذكر أن العلماء أجمعوا على تركه .. انتهى

إذا لم يفسر أحد من الصحابة ولا من جاء بعدهم من التابعين الاستواء بالاستقرار ، بل لم يثبت ذلك إلا عن رجلين كذابين مبتدعين،
وهما: الكلبي صاحب التفسير،
ومقاتل بن سليمان رأس المشبهة .
فهما سلف المشبهة في ذلك ولا سلف لهم سواهما هنا.

فهذا هو مقاتل، وذاك هو الكلبي عند الحفاظ والمحدثين،فلا يأخذ عنهما في العقيدة إلا ضال مضل لمن علم ما قلناه.
وقد أعرض كثير من السلف عن هذه المقالة وقالوا بمطلق العلو، ولم يعرف عنهم القول بالاستقرار.

======================

الجزء الثالث :
بيان عقيدة السلف الصالح في الاستواء
كما نقل الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/ج 427).
حيث قال:
” وأما قوله تعالى:
ثم استوى على العرش فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا،
ليس هذا موضع بسطها، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح:
مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه
ولا تعطيل،
والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل الأمر كما قال الأئمة -منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر.
وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى.

فما هوالظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين الذي يقصده الحافظ ابن كثير وهو منفي عن الله قطعا؟
أليس هو الاستقرار والتمكن والجلوس والقعود والمماسة….؟
قال الإمام القاضي أبو بكر الباقلاني المالكي رحمه الله (ت403هـ)
في كتابه الإنصاف
( ص/65)فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل بـه ما نصه :
(( إنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات،والاتصاف بصفات المحدثات ،وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود.
لقوله تعالى:
في سورة الشورى
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
،وقوله تعالى في سورة الإخلاص
{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ،}
ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك . فإن قيل أليس قد قال : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى؟ ، قلنا : بلى، قد قال ذلك،
ونحن نطلق ذلك وأمثاله على ما جاء في الكتاب والسنة،
لكن ننفي عنه أمارة الحدوث ،
ونقول : استواؤه لا يشبه استواء الخلق ، ولا نقول إن العرش له قرار ولا مكان، أي لا نقول إن العرش مكان له ،لأن الله تعالى كان ولا مكان ، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان.انتهى.
وقدسأل رجل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن كيفية الاستواء؟

فقد أخرج الحافظ البيهقي رحمه الله
في كتابه الأسماء والصفات قال :
أخبرنا أبو عبدالله الحافظ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهرا،حدثنا أبي،حدثنا أبو الربيع بن أخي رشدين بن سعد قال :
سمعت عبد الله بن وهب يقول:
كنا عند مالك بن أنس،
فدخل رجل فقال :ياأبا عبد الله،الرحمن على العرش استوى كيف
استواؤه؟؟
قال:
فأطرق مالك وأخذته الرحضاء،
ثم رفع رأسه فقال:
الرحمن على العرش
استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع،
وأنت رجل سوء صاحب بدعةأخرجوه،
قال : فأخرج.
وقد صحح هذه الرواية الحافظ الذهبي في العلو فقال: وساق البيهقي بإسناد صحيح، عن أبي الربيع الرشديني.عن ابن وهب….
وجود حافظ الدنيا وأمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح إسنادها.
وسأل رجل الامام إسحاق بن الهيثم الحنظلي (ابن راهوية) فقال: كيف استوى على العرش أقائم
هو أم قاعد؟
فقال: يا هذا إنما يقعد من يمل القيام ويقوم من يمل القعود وغير هذا أولى لك ألّا تسأل عنه.
تفسير الثعلبي الكشف والبيان (٣/ ٢٨)
وذكره عن الإمام ابن راهوية الحافظ أبو موسى المديني
سير أعلام النبلاء ( ٢٠ / ٨٧- ٨٨) .
.طبعة الرسالة

وقد أسند الحافظ البيهقي رحمه الله بسند صحيح، عن أحمد بن أبي الحواري، عن سفيان بن عيينة قال :كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه.
ومن طريق أبي بكر الضبعي قال :
مذهب أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى قال بلا كيف، والآثار فيه عن السلف كثيرة،وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل.

تابع الجزء الرابع

=====

سلسلة تناقضات الوهابية في إنكارهم تأويل الاستواء بالاستيلاء

السابق
هل صحيح أن الأشاعرة حصروا صفات الله سبحانه في سبع أو عشرين صفة؟ (منقول)
التالي
بيان عقيدة أهل السنة والجماعة{الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة} في صفة الاستواء ومخالفة الوهابية لأهل السنة قاطبة (منقول)