تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

عقيدة السادة المالكية عقيدة التنزيه تنسف عقيدة المتسلفة نسفا/ الإمام مكي تلميذ الإمام ابن ابي زيد القيرواني (منقول)

عقيدة السادة المالكية عقيدة التنزيه تنسف عقيدة المتسلفة نسفا

🛑الإمام مكي تلميذ الإمام ابن ابي زيد القيرواني🛑
قَالَ الْإِمَام مَكِّي بْن أَبِي طَالِب الْقَيْسِي الْقَيْرَوَانِي (ت:437هـ) فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[الْبَقَرَة:254] مَا نَصُّهُ: ((﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ﴾[الْبَقَرَة:254]: أَيْ ذُو الاِرْتِفَاعِ عَنْ شَبَهٍ خَلَقَهُ بِقُدْرَتِهِ. ﴿الْعَظِيمُ﴾[الْبَقَرَة:254]: أَيْ لَا شَيْء أَعْظَم مِنْهُ جَلَالَةً وَهَيْبَةً وَسُلْطَانًا. وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ فِي الْـمَسَافَةِ وَالِارْتِفَاعِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ #عُلُوُّقُدْرَةٍوَجَلَالَةٍوَهَيْبَةٍوَسُلْطَانٍ، لَا عُلُوَّ ارْتِفَاعٍ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الْحَرَكَةُ وَلَا الاِنْتِقَالُ وَلَا الْتَّغَيُّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، فَافْهَمْهُ.
وَقِيْلَ: مَعْنَى ﴿الْعَلِيُّ﴾[الْبَقَرَة:254]: الْعَلِيُّ عَنِ الْنُّظَرَاءِ وَالْأَشْبَاهِ، #لَاعُلُوَّمَكَانٍ))(1)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْرِ قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾[الْبَقَرَة:29] مَا نَصُّهُ: ((وَاخْتَارَ الْطَّبَرِيُّ وَغَيْره أَن يَكُونَ “اسْتَوَى” بِمَعْنَى: “عَلَا” عَلَى الْـمَفْهُومِ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وَلَيْسَ: “عَلَا” فِي هَذَا الْـمَعْنَى أَنَّهُ تَعَالَى عَلَا مِنْ سُفْلٍ كَانَ فِيْهِ إِلَى عُلُوٍّ، #وَلَاهُوَ عُلُوّانْتِقَالٍ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، #وَلَاعُلُوٌّبِحَرَكَةٍ تَعَالَى اللهُ رَبّنَا عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، لَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، لِأَنَّهَا صِفَات تُوجِبُ الْحُدُوثَ لِلْمَوْصُوفِ بِهَا، وَاللهُ جَلَّ ذِكْرهُ أَوَّلٌ بِلَا نِهَايَةٍ، لِكِنْ نَقُولُ: #إِنَّهُعُلُوَّقُدْرَةٍوَاقْتِدَارٍ وَلَـمْ يَزَلْ تَعَالَى قَادِراً لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالْصِّفَات الْعُلَا))(2) وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[يُونُس:3]: ((#مُدَبِّراًلِلْأُمُورِ، قَاضِيًا فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ))(3)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[الْرَّعْد:2]: ((أَيْ: عَلَا عَلَيْهِ عُلُوَّ قُدْرَةٍ، #لَاعُلُوَّ مَكَانٍ))(4)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[الْفُرْقَان:59]: ((وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَتَوَهَّمَ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ: #جُلُوسًاوَلَاحَرَكَةًوَلَانُقْلَةً، وَلِكَنَّهُ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ كَمَا شَاءَ، لَا يُمَثَّلُ ذَلِكَ، وَلَا يُحَدُّ، وَلَا يُظَنُّ لَهُ انْتِقَالٌ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ صِفَةُ الْـمُحْدَثَاتِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى ذِكْرهُ: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾[الْشُّورَى:11] فَلَا يَحلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يُمَثِّلَ صِفَات رَبّه -الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ- بِصِفَاتِ الْـمَخْلُوقِينَ الَّذِينَ لَهُم أَمْثَالٌ وَأَشْبَاهٌ، فَكَمَا أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَشْبَهُهُ شَيْءٌ، كَذَلِكَ صِفَاته لَيْسَت كَصِفَاتِ الْـمَخْلُوقِينَ. فَالِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ، وَالْكَيْفُ لَا نَعْلَمُهُ، فَعَلَيْنَا الْتَّسْلِيم لِذَلِكَ))(5)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾[الْدخَان:11]: ((أَيْ: ثُمَّ ارْتَفَعَ إِلَى الْسَّمَاءِ #ارْتِفَاعَ قُدْرَةٍ لَاارْتِفَاعَ نُقْلَةٍ))(6)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[الْحَدِيد:4]: ((أَيْ: ارْتَفَعَ وَعَلَا #ارْتِفَاعَقُدْرَةٍوَتَعْظِيمٍوَجَلَالَةٍ، #لَاارْتِفَاعَ_نُقْلَةٍ))(7)
وَقَالَ فِي تَفْسِيْر قَوْله تَعَالَى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾[الْقَلَم:42]: ((فَمَعْنَى يَكْشِفُ لَهُم عَنْ سَاقٍ، أَيْ: عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ وَقُدْرَةٍ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا الله. فَيَعْرِفُونَهُ تَعَالَى بِهَا أَظْهَر مِنْ قُدْرَتِه إِلَيْهم. #وَلَايَحِلُّلِأَحَدٍأَنْيَتَأَوَّلَفِيهَذَاوَمَاشَابَهَهُجَارِحَة، إِذْ لَيْسَتْ صِفَات الله كَصِفَاتِ الْخَلْقِ، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فَاحْذَرْ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي قَلْبِكَ شَيْءٌ مِنْ تَشْبِيهِ الله بِخَلْقِهِ، فَغَيْر جَائِز فِي الْحِكْمَةِ وَالْقُدْرَةِ أَنْ يَكُونَ الْـمَخْلُوق يَشْبَهُ الْخَالِقَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْصِّفَاتِ، #وَمَنْشَبَّهَالْخَالِقَبِالْـمَخْل…

https://www.facebook.com/groups/1340408109701622/posts/1522881881454243/

السابق
القول التفصيلي الفصل في الاستغاثة (منقول)
التالي
“الصفة أصلها معلوم وكيفيتها مجهولة” (منقول)