دليل الحدوث

دليل جمع وتفريق الجواهر:

‘‘‘‘‘‘علاقة أدلة الحدوث التي أوردها (ابن ميمون) بعلم الكلام:
(1) دليل جمع وتفريق الجواهر:
فيما يتعلق بـ (ابن ميمون)، فإنه وإن كان يعرض لأدلة المتكلمين من المسلمين والتي استخدمها نظراؤهم من اليهود، إلا أن عرضه للأدلة يتبين منه أنه يعتمد على صيغ علم الكلام الإسلامي والتي يتوجه إليها بالنقد معتمدا على ما أورده (ابن رشد) عليها من أوجه، وقد نسب (ابن رشد) الدليل للأشاعرة وجعله مبنيا على القول بالجوهر الفرد، فيقول: “وأما الأشعرية: فإنهم رأوا أن التصديق بوجود الله تبارك وتعالى لا يكون إلا بالعقل، لكن سلكوا في ذلك طرقا ليست هي الطرق الشرعية التي نبه الله عليها، ودعا الناس إلى الإيمان به من قِبَلها، وذلك ان طريقتهم المشهورة انبنت على بيان أن العالم حادث، وانبني عندهم حدوث العالم على القول بتركيب الأجسام من أجزاء لا تتجزأ” (2).


(1) تفسير الرازي، أو التفسير الكبير، او مفاتيح الغيب، فخر الدين الرازي، 27/ 95.، مصدر سابق.
(2) الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، ابن رشد /135.، مصدر سابق. قال وليد: وقد تلقف هذا الكلام ابن تيمية من ابن رشد وقلده فيه فراح يزعم أن دليل الحدوث ليس دليلا شرعيا، وأن الرسل عليهم السلام لم تأت به، وهو زعم مردود، ولبسط هذا الكلام موضع آخر يأتي لاحقا إن شاء الله.


وهذا الدليل ينتقده (ابن ميمون)؛ لابتنائه علي القول بالجوهر الفرد، وهذا يدل علي أنه يقصد دليل (الأشعري)، لا دليل (سعديا)؛ لأن (سعديا) لا يقول بنظرية الجوهر الفرد ـ كما قدمنا ـ، يقول (ابن ميمون): “فقد بان لك أن صاحب هذا الطريق استعمل المقدمة الأولي من مقدماتهم ـ يعني إثبات الجوهر الفرد ـ وكل ما يلزم عنها” (1). و (ابن ميمون) لا يرتضي القول بالجوهر الفرد؛ لأنه يلزم عنه أمور باطلة، فيقول: “وبالجملة: أن بحسب المقدمة الأولى تبطل جميع براهين الهندسة كلها، وينقسم الأمر فيها قسمين: اما بعضها، فيكون باطلا محضا، مثل خواص التباين، والاشتراك في الخطوط والسطوح … وبعضها تكون براهينه غير مطلقة، كقولنا: نريد ان نقسم خطا بنصفين؛ لأنه إن كانت جواهره عددها فرد، فلا يمكن انقسامه بحسب وضعهم… وفي الاحتجاج على تثبيت هذه المقدمات وأشباهها فنيت الأعمار” (2) فـ (ابن ميمون) يرى أن القول بالجوهر الفرد يؤدي إلى بطلان براهين الفلسفة الثابتة يقينا، او على الأقل جعل البعض غير مطرد الصدق، ويرى أن إثبات الجوهر الفرد بالبرهان والحجج مطلب بعيد المنال لاتفي لإثباته الأعمار، فدونه فناؤها.


(1) دلالة الحائرين، موسى بن ميمون، 1/ 216، مصدر سابق.
(2) المصدر نفسه/ 199.


والطعن علي القول بالجوهر الفرد أخذه عن (ابن رشد)، والذي يقول: إن المتكلمين قد بنوا القول بالحدوث علي مقدمات منها: “أن الجواهر لا تتعرى عن الأعراض، فإن عنوا بها الأجسام المشار إليها القائمة بذاتها فهي مقدمة صحيحة، وأن عنوا بالجوهر الجزء الذي لا ينقسم، وهو الذي يريدونه بالجوهر الفرد، ففيها شك ليس باليسير” (1). ولا عجب ان نرى التطابق قائما بين عبارتي (ابن رشد) و (ابن ميمون) فيما يمكن أن يثبت به الجوهر الفرد، فإذا كان (ابن ميمون) يرى أن الأعمار تفنى قبل أن تحصل براهين إثباته، فـ (ابن رشد) يرى أن إثبات الجوهر الفرد -كما نقلنا عنه في النص السابق- فيه شك ليس باليسير، و”أن وجود جوهر غير منقسم ليس معروفا بنفسه، وفي وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند، وليس في صناعة الكلام تخليص الحق منها، وإنما ذلك لصناعة البرهان، وأهل هذه الصناعة قليل جدا” (2).
وهكذا نرى ان (ابن ميمون) كان يقصد الأشاعرة بهذا الدليل، -وقد نقلنا سابقا هذا الدليل عن الأشعري- وأنه قد تابع ابن رشد في هذا الدليل عرضا ونقدا.
(2) دليل الأعراض:
يعتمد (ابن ميمون) في عرضه للدليل على…..’’’انتظره
كذا في : “الفكر العقدي اليهودي بين سعديا الفيومي وموسى بن ميمون
وعلاقته بعلم الكلام الإسلامي”
رسالة دكتوراه، إعداد الباحث: أحمد عبد الرحمن محمد محمد كساب


(1) الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، ابن رشد / 137، 138، مصدر سابق.
(2) المصدر نفسه/138.

السابق
ونحن نقول لدمشقية: والله لو جاءكم الشافعي لرفضتموه ولقلتم له “أصابتك عدوى القبورية “….!!!!
التالي
بعض الوهابية لا يرون القرآن مرجحا ولكن يرون في رواية المجاهيل والوضاعين مرجحا!!! الهلالي نموذجا في ترجيحه لرواية “فيكشف عن ساقه”!!