حقيقة اعتقاد السلف في الآيات المتشابهة
قال الإمام الغزالي رحمه اللّٰه :
” اعلمْ : أنَّ الحقَّ الصريحَ الذي لا مراءَ فيهِ عندَ أهلِ البصائرِ . . .
هوَ مذهبُ السلفِ ؛ أعني :مذهبَ الصحابةِ والتابعينَ ، وها نحنُ
نوردُ بيانَهُ ، وبيانهُ برهانهُ .
فأقولُ : حقيقةُ مذهبِ السلفِ -وهوَ الحقُّ عندنا- :أنَّ كلَّ من بلغهُ حديثٌ من هذهِ الأحاديث من عوام الخلق .. يجب فيهِ سبعة أمورٍ : التقديسُ ، ثم التصديقُ ، ثمَّ الاعترافُ بالعجزِ ، ثمَّ السکوتُ ، ثم الکفُّ، ثمَّ التسليمُ لأهل المعرفةِ .
أمَّـا التقديسُ .. فأعني بهِ : تنزيهَ الربِّ تعالى عنِ الجسميةِ و توابعِها .
وأمَّـا التصديقُ .. فهوَ الإيمان بما قاله صلَّى اللّٰهُ عليهِ وسلَّم ، وأنَّ ما ذكرهُ حقٌ ، وهوَ فيما قالهُ صادقٌ ، وأنَّـهُ حقٌ على الوجهِ الذي قاله وأرادهُ.
وأمَّـا الاعتراف بالعجزِ.. فهوَ أن يقرَّ بأن معرفةَ مرادهِ ليسَ على قدرِ طاقتهِ ، وأنَّ ذلكَ ليسَ من شأنهِ وحرفتهِ .
وأمَّـا السکوتُ .. فألَّا يسألَ عن معناهُ ، ولا يخوضَ فيهِ ، ويعلمَ أنَّ سؤالَهُ عنهُ بدعةٌ ، وأنهُ في خوضهِ فيه مخاطرٌ بدينهِ …
وأمَّـا الإمساكُ .. فألَّا يتصرف في تلكَ الالفاظ بالتصريفِ والتبديل بلغةٍ أُخرىٰ ، والزيادةِ فيهِ ولنقصانِ منهُ ، والجمعِ والتفريقِ ، بل لا ينطقَ إلَّا بذلك اللفظ وعلى ذلكَ الوجه ، من الإيرادِ والاعرابِ ، والتصريفِ و والصيغةِ .
وأمَّـا الکفُّ .. فأن يکفَّ باطنهُ عنِ البحثِ عنهُ والتفکُّرِ فيهِ .
وأمَّـا التسليمُ لأهلِهِ .. فألَّا يعتقدَ أنَّ ذلك إن خفيَ عليهِ لعجزهِ .. فقد خفيَ على الرسولِ صلَّى اللّٰهُ عليهِ وسلَّمَ أو على الأنبياء أو على الصديقينَ و الأولياءِ .
💎 المرجع 💎
[ كتاب الجام العوام عن علم الکلام -للإمام حجة الإسلام الغزالي ]
[طبعة داد المنهاج – ص٤٩ , ص ٥٠ ]
نقلهُ راجيَّ الدعاء : مُـنذِر الـغويـريّ …
ملاحظة : سننقل شرح الوظائف السبع وظيفة وظيفة من کتب الغزالي ، بسلسلة , قريباً باذنه تعالىٰ…