هذا الأخ المدعو أحمد الجوهري رد على تعليقي بمغالطة مع منعي من التعليق عنده. وكأنه يخشاني . والله أحق أن يخشاه.
سأرد على مغالطته :
أولا…اليد لها معان كثيرة في لغة العرب غير الجارحة . ولم يقل أحد من الأشاعرة أن اليد لا معنى لها إلا الجارحة.
ثانيا…نعم… ليس لليد في لغة العرب معنى ظاهر حقيقي إلا الجارحة . وهذا معلوم في اللغة.
ثالثا..كون اليد صفة معنى عند متقدمي الأشاعرة ليس هو المعنى الظاهري لليد بل ولا يعرف في لغة العرب وإنما هو تأويل لمعنى غير معهود في لغة العرب . ودونكم المعاجم .
رابعا…من عدّ اليد معنى ظاهرا حقيقيا لائقا بالله يريد الحقيقة الشرعية لا الحقيقة اللغوية . ذلك أن العقل قضى أن الله لا يتصف بصفات وجودية ذاتية إلا صفات المعاني . فإن كانت اليد ومثيلاتها صفات ذاتية فينبغي أن تكون صفات معان سمعية لذلك عدّها الأشعري وقبله بعض السلف من صفات المعاني السمعية المضافة لصفات المعاني الثمانية عنده.
خامسا …ابن تيمية لعلمه باللغة رفض أن تكون اليد ومثيلاتها صفات معان لأنها ليست من لغة العرب . وأثبتها على ظاهرها اللغوي كأعيان يعني كأجزاء وأبعاض . وفرقها عن صفات المخلوقين بأنها أبعاض قديمة لا تنفصل عن الذات مع الجهل بكيفيتها أي شكلها وهيئتها . وذلك لأن عند ابن تيمية لا يستحيل أن يشغل الله حيزا وأن يتركب من أعيان قائمة بذاتها . بخلاف الأشعري وقبله السلف الذين أحالوا أن يكون الله متحيزا مركبا مما دفعهم لتعيبن ما هي أجزاء للمخلوق صفات معان لله.
سادسا…الأشاعرة الذين ضعفوا كون اليد ومثيلاتها صفات معان نظروا لها من حيث اللغة التي لا تحتمل هذا المعنى . ووجدوا أن تفويض معناها أليق وأسلم من حيث اللغة والتنزيه ومن نَسْب لله صفات معان سمعية اجتهادا لا على سبيل القطع . ومن أوّل منهم أوّل للحاجة جوازا لدفع شبه المبطلين.
سابعا…كون اليد ومثيلاتها صفات معان أو يفوّض معناها أو تؤول هي ثلاثة مذاهب تنزيهية عند السادة الأشاعرة . بخلاف إثباتها أعيانا وأبعاضها يتركب منها الذات كما هو مذهب ابن تيمية ومن تبعه من الوهابية فهو مذهب تجسيمي حيث جعلوا الله متحيزا له حدود وغايات وهو معنى الجسم المتعارف عليه بأنه ذو الأبعاد.
عافانا الله وإياكم من شبهة التشبيه والتجسيم.
والحمد لله رب العالمين.