فوائد وفرائد متفرقة

تعليقي على جملة وردت في برنامج “قرار إزالة” وهي: ” المسلم ليس عنده أوبشن أن لا يطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم” (مشكلة بعض إخواننا المصريين وغيرهم في استخدام الكلمات الأجنبية بكثرة وخلطها بالكلام العربي)

تعليقي على جملة ” المسلم ليس عنده أوبشن أن لا يطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”*

رابط المنشور: https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1703057479870837&id=100004998042091

حيث قلت تعليقا على اليوتيوب : أوبشن …. حضرتك😡😡؟!!! يعني لا تعلمون ما يقابلها بالعربي وهي كلمة “خيار” … أم تخجلون من لغتكم أم أن الإنكليزية أبلغ من لغة القرآن أم أم … ؟!!! لا حول ولا قوة إلا بالله أفسدتم اللغة العربية بمثل هذه الكلمة وكلمة لايك شير بوست …وإلى الله المشتكى.اهـ

وفي الواقع لا يمكن أن أصور لكم كمية الغضب الشديد الذي انتابني حينما سمعته يستخدم كلمة “أوبشن” وكدت أن أكسر الشاشة أمامي غضبا من هذا المتحدث بهذه الكلمة … وهكذا دائما ينتابني غضب كلما سمعت أحدا يدخل في اللغة العربية كلمات أجنبية من الإنكليزية أو الفرنسية أو التركية أو غيرها … مع أني أحب أن أتعلم اللغات الأجنبية وأتعلمها فعلا .. ولكن هذا شيء وأن تخلط بين لغتك الأم لغة القرآن وبين اللغات الأخرى في كلامك: شيء آخر … تخيل لما تسمع أحدهم يقول: “مِرسي إلك على ها البوست” أو “أنا بتشكرك على ها المسج سو ماتش”!!!!

أنت بمجرد أن تستخدم كلمة إنكليزية أو غيرها في كلامك مع أنه يوجد ما يقابلها في اللغة العربية فهذا يعني أنك لديك مشكلة فإما أنك تخجل من لغتك الأم وتجدها عارا وإما أنك تلغز على من تتكلم معه أو تتفاخر عليه أو تجهل ما يقابلها في العربية أو تريد أن تفصل صلتك بلغتك تدريجيا كما يريد عدوك أو تحتقر لغتك أو أو … نحن لا نطلب منك أن تتكلم الفصحى وإن كنا نتمنى ذلك ولكن أضعف الإيمان أن تتكلم باللهحة العامية دون أن تدخل كلمات أجنبية .. نعم لا مانع من استخدام المصطلحات وأسماء الأعلام ونحو ذلك بغير العربية وإن كنا نفضل أن تعرّب ما أمكن.

وهذا البلاء عمّ وطمّ في سائر البلدان العربية لا سيما في #مصر وكم وكم أدخل وأعلق على قنوات إخواننا المصريين ـ والطريف أنها قنوات دينية ـ أو على منشوراتهم حينما أجدهم يستخدمون كلمات إنكليزية وعلى ما أذكر أني مرة علقت على قناة أحدهم فقلت: “أبوس رجلك قل: منشور ولا تقل بوست، قل شاركْ ولا تقل شيّر، قل: ضع إعجابك ولا تقل لايك، قل علّقْ ولا تقل حط كومنت” .. وأيضا هذا الخلط منتشر في #لبنان .. وأما في دول المغرب العربي فحدّث ولا حرج فإخواننا هناك نحن في الشام لا نفهم تقريبا ما يقولون أصلا في لغتهم العامية لاسيما في #المغرب و #الجزائر.. وربما هم لا يفهمون عاميتنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.. ولولا نزول القرآن بالعربية كما قال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2] لكنا الآن نتكلم ربما بالسنسكريتية!!

أخيرا أقول بأن هذا الخلط للغة العربية بألفاظ أجنبية أقل ما فيه أنه يمكن أن يتسبب بقطيعة بين هذا المخلط وبين من يخاطبه فمثلا تصوروا أن أحدا يشاهد هذه الحلقة التي أشرت إليها وسمعه يقول ” المسلم ليس عنده أوبشن أن لا يطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم” ولا يعرف السامع أن “أوبشن” هي كلمة إنكليزية “Option” تعني خيار جمعها خيارات “Options” وهذه نراها في نظام الويندوز والوورد الإنكليزي… ولكن لنفرض أن المستمع لا يستخدم الحاسوب أصلا أو يستخدمه بنظام تشغيل مترجم إلى العربية فكيف سيفهم ما قصد المتحدث بهذه الجملة؟ مع أنها جملة صحيحة ورائعة وهي أن المسلم لا خيار أو لا اختيار لديه شرعا إلا أن يطيع الله ورسوله وهذا نص القرآن كما في قوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب: 36] والخيرة أي الاختيار كما قال أبو حيان في تحفة الأريب، فلو أن هذا المتحدث استخدم هذه الكلمة القرآنية البليغة لفهم منه المستمع قصده ولكنه أذهب الفائدة على المخاطَب بسبب زجه بكلمة إنكليزية كان يمكن أن يستخدم الكلمة العربية مكانها، وهي أبلغ بلا شك لأنها لغة القرآن.

مثال آخر كلمة الميتافيزيقا التي تستخدم حاليا في الفلسفة، هي طبعا تعني ما وراء الطبيعة، أو ما وراء المحسوس، أي عالم الغيب كما هو التعبير القرآني، طبعا هي بالإنكليزية: “Metaphysics”، وهذه الكلمة مشتقة من اليونانية فـ “Meta” تعني ما وراء، و “physics” معناها الفيزيقا ثم عُربت إلى فيزياء فصارت الميتافيزيقا تعني “علم ما وراء الفيزياء” أو “علم العالم ما وراء الطبيعة”**، لأن كلمة “Physical” بالإنكليزية أصلا تعني الشيء المادي أو البدني، فصار معنى الميتافيزيقا العلم الذي يدرس ما وراء المادة بإختصار، وهذا الاشتقاق علمته واستنتجته بنفسي من قريب ولما علمته قلت في نفسي ليت من كان يردد على أسماعنا كلمة الميتافيزيقا بيّن لنا ولو مرة هذا الاشتقاق لنكون على بينة من أمرنا ونبقى على تواصل مع لغتنا أما أن نقتصر على استخدام كلمات منقطعة الصلة بلغتنا العربية فهذا تنكّر للغة القرآن العالية***. والله الموفق

—————————————-

*انظر د5، وقد تكررت في الفيديو

وهو بعنوان “حوار مع باسم يوسف حول مشكلة سارة حجازي”

===============

**انظر : https://ar.wikipedia.org/wiki/ما_وراء_الطبيعة

https://context.reverso.net/…/%D8%A7%D9%84%D8…/physical

==========

*** فضل اللغة العربية ومكانتها

ورد عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت204هـ) رحمه الله في وصف اللغة العربية وتفضيلها على سائر اللغات قوله: “لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعمله يحيط بجميع عمله إنسان غير نبي”. يعلل الإمام الشافعي ذلك بقوله: “.. لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه”.

وقد افتتح اللغوي المفسر، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري (467- 538هـ) كتابه (الفائق) بمقدمة امتدح بها العربية بأنها أفصح اللغات، وذكر أن الله ألهمها نبيه إسماعيل إلهاماً، فقال: “الحمد لله الذي فتق لسان الذبيح بالعربية المبينة والخطاب الفصيح، وتولاه بأثرة التقدم في النطق باللغة التي هي أفصح اللغات، وجعله أبا عذر البلاغة التي هي أتم البلاغات”. وقد ذكر الزمخشري كلاماً نحو هذا في معجمه (أساس البلاغة).

كما ورد عن أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213- 276هـ) اللغوي المعروف، وصفاً للغة العربية يحتوى على تفصيلات محددة لما تميزت به اللغة العربية بفضل هذا القرآن، حيث يقول: ” إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره، واتسع عمله، وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات؛ فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب خصيصي من الله، لما أرهصه في الرسول، وأراده إلى إقامة الدليل على نبوته بالكتاب، فجعله علمه، كما جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه”.

ويوضح أبو عثمان سعيد بن محمد المعافري السرقسطي (ت410هـ) شرف العربية وتفضيلها على سائر اللغات، معللاً ذلك بأنها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، فضلاً عن فصاحتها وبلاغتها فيقول: ” وإن أشرف ما عني به الطالب بعد كتاب الله عز وجل لغات العرب وآدابها، وطرائف حكمها؛ لأن الله تبارك وتعالى اختارها بين اللغات لخير عترة، وأشرف أمة، ثم جعلها لغة أهل دار المقامة في جواره ومحل كرامته، فهي أفصح اللغات لساناً، وأوضحها بياناً، وأقومها مناهج، وأثقفها أبنية، وأحسنها بحسن الاختصار تألفاً، وأكثرها بقياس أهلها تصرفاً”.

أما الإمام أبي الحسين أحمد بن فارس (329- 395هـ) اللغوي المعجمي، فهو أوضح العلماء رأياً في العربية، وأكثرهم صراحة في تفضيلها على سائر اللغات. فقد عقد باباً في كتابه (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها)، عنوانه: (القول بأن العربية أفضل اللغات وأوسعها)، أورد فيه عبارة عربية، ذكر أنه لا يجوز نقلها إلى غير العربية؛ لصعوبة ترجمتها. وعقد باباً آخر عنوانه: (باب القول في لغة العرب، وهل يجوز أن يحاط بها؟)، افتتحه بقول بعض الفقهاء: كلام العرب لا يحيط به إلا نبي، ثم عقب عليه قائلاً: ” وهذا كلام حري أن يكون صحيحاً. وما بلغنا أن أحداً ممن مضى ادعى حفظ اللغة كلها …”. كما عقد باباً آخر بعنوان: (في ما اختصت به لغة العرب)، ذكر فيه من تلك الخصائص: الإعراب والشعر والعروض.

وتبع ابن فارس في ذلك الإمام جلال الدين السيوطي (849- 911هـ) الذي عقد في كتابه (الزهر في علوم اللغة وأنواعها) باباً سماه: (معرفة خصائص اللغة)، لخص فيه ما ذكره ابن فارس من خصائص اللغة العربية، بلغت ستاً وأربعين، ذكر منها: كثرة المفردات، والتعويض الذي هو إقامة الكلمة مكان الكلمة؛ كإقامة المصدر مقام الأمر والفاعل مقام المصدر، وفك الإدغام وتخفيف الكلمة بالحذف، وعدم الجمع بين الساكنين والتفريق بين المعاني بالحركات، وغير ذلك مما سوف نعرض له في موضع لاحق من هذا الكتاب.

أما أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي (ت 350هـ) صاحب ديوان الأدب، فقد فضل العربية على سائر اللغات، معللاً ذلك بأنها كلام أهل الجنة، وأنها مترهة عن كل نقيصة وأنها اختصت بالإعراب وحسن التأليف. يقول الفارابي في معرض حديثه عن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم: “… وأما اللسان فهو كلام جيران الله في دار الخلد، وهو المتره من بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلى عن كل خسيسة، والمهذب عن كل ما يهجن أو يستشنع فبني مباني بها جميع اللغات؛ من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون خلاه به؛ فلم يجمع فيه بين ساكنين، أومتحركين متضادين، ولم يلاق بين حرفين لا يأتلفان …”.

ويرى أبو العباس القلقشندي (756- 821هـ) في كتابه: (صبح الأعشى في صناعة الإنشا)، أن العربية هي اللغة التامة الحروف، الكاملة الألفاظ. يعلل ذلك بأنه لم ينقص عنها شيء فيشينها نقصانه، ولم يزد فيها شيء فيعيبها زيادته، وإن كان لها فروع أخرى من الحروف فهي راجعة في رأيه إلى الحروف الأصيلة، وأن سائر اللغات فيها حروف مولدة ينقص عنها حروف أصلية.

انظر: https://www.new-educ.com/%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%84…

السابق
نظرات في “خلق أفعال العباد” والجهم والتجهم (مقال هام نُشر سابقا في منتدى الأصلين ويبدو أنه حذف وكنت قد احتفظت بنسخة منه سابقا ولم أعرف كاتبه)
التالي
(3) الرد على دمشقية في قوله بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة بحجة أنهم تأثروا في التنزيه بعقائد الشيعة!!! عبارة “كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان” ونحوها مثل: لا يحويه مكان ؟!![1]