تراجم معاصرين

انتقل إلى رحمة الله تعالى العالم أبو الفاروق أحمد بن المجاهد فَتْحُ الله بن العلامة الفقيه عبد الله بن الشيخ الفقيه إسماعيل ابن العلامة الفقيه مَلَّا جَامِي القرشي المخزومي (منقول)

انتقل إلى رحمة الله تعالى ورضوانه أستاذنا سيدي العالم الفقيه المُعَمَّر، المفسِّر المربي، المحقق الزاهد، خادم كتاب الله تعالى، والمقتفي سنة رسول الله ﷺ، قامع الهوى والبدعة، سليل العلماء والمجاهدين؛ أبو الفاروق أحمد بن المجاهد فَتْحُ الله بن العلامة الفقيه عبد الله بن الشيخ الفقيه إسماعيل ابن العلامة الفقيه مَلَّا جَامِي القرشي المخزومي.
ولد شيخنا رحمه الله تعالى سنة (1340هـ) الموافق لــ (1921م) -حسب القيد وفي الحقيقة ولد قبل ذلك-، في قرية من قرى مدينة مُوْش؛ وهي مدينة تركية أثرية.
وكان والد شيخنا رحمه الله تعالى حريصاً على أن يكون ولده –فضيلة شيخنا رحمه الله تعالى– طالب علم يسلك طريق العلماء، فجعله عند من يعلمه العلم الشريف، وهو الشيخ حق شوناس رحمه الله تعالى، ولكن حال بينه وبين ذلك وفاته، تاركاً له أيتاماً، وكان شيخنا رحمه الله أكبرهم سناً إلا أنه لم يتجاوز من العمر ثماني سنوات، فتأخر حفظه الله تعالى عن تحصيل العلم بسبب ظروف اليتم وتربية أخيه محمد وأخواته فكان المعيل لهم..
نشأ رحمه الله في أسرة عريقة ذات شرف ونسب، اشتهرت بالتقوى والصلاح والعلم إضافة إلى الشجاعة وشدة البأس وإغاثة الملهوف، وكان جده الشيخ عبد الله جامي رحمه الله تعالى من العلماء البارزين في وقته، وهكذا أجداده من الشيخ إسماعيل إلى الشيخ ملا جامي رحمهم الله تعالى، أما والد شيخنا –فتح الله جامي– رحمه الله تعالى فقد كان من المجاهدين والمرابطين، وأبلى بلاء حسناً في الحرب العالمية الأولى ضد الروس…
قضى شيخنا رحمه الله تعالى مرحلة الفتوة والشباب (1941-1947م) في طلب العلم والتربية عند أكابر علماء بلده الأتقياء الأنقياء، حيث تفرّغ الشيخُ لطلب العلم وملازمة العلماء، والرحلة لأجل الطلب والتربية، فكان جميع أساتذته العلماء من أهل السلوك والتصوف فأخذ عنهم مع العلمِ التربيةَ والسلوكَ. فكان يقول حفظه الله تعالى في هذا الجانب:
أخذت علومي من المتقين، وتأدبت بآدابهم، حتى أجازوني بالإجازات العلمية، وهذا من فضل الله تعالى، لقد عشت مع المتقين وأخذت الطريق من الصادقين”.
وأبرز العلماء الذين أخذ عنهم:

  • شيخه وأستاذه العلامة المربي الشيخ إبراهيم حقي العلواني.
  • الشيخ العلامة عبد الهادي العمري الفاروقي.
  • الشيخ العلامة عبد الرحمن العمري الفاروقي.
  • الشيخ العلامة محمد ظاهر الملاذ كردي.
  • الشيخ العارف عبد القادر عيسى الحلبي.
    أبرز مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى:
    أولاً: مؤلفاته في خدمة القرآن الكريم وتفسيره:
    -نداء المؤمنين في القرآن المبين
    -من صفات المؤمنين في القرآن المبين
    -منتخبات من آيات القرآن الكريم
    -المجرَّد المختصر من تفسير البيضاوي
    ثانياً: مؤلفاته في علوم الطريقة والتربية:
    -تنزيه القلوب لنظر علاَّم الغيوب
    -الدرر البهية في الوصايا الجامية
    -سوانح قلبية:
    -مختارات من إحياء علوم الدين

توفي في مدينة غازي عينتاب التركية راضياً مرضياً، بين يدي نائبه وتلميذه وخادمه فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله رجو حفظه الله تعالى، وولده فاروق بن أحمد جامي وحفيده محمد سعيد، وفضيلة الشيخ العالم الدكتور. بشير فرح طبيبه الخاص، قرابة الساعة السادسة من عصر يوم الاثنين، لعشرين ليلة خلت من شهر شعبان المكرم، من سنة 1444هـ، الموافق لــ 20/8/2023م.

كتبه محمد الوردي

السابق
العقيدة المرشدة الأشعرية لابن تومرت وانتشارها في المغرب واعتناء العلماء بشرحها، ونشرها في المشرق السلطان صلاح الدين الأيوبي (منقول)
التالي
اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان!…. مقال للأخ الفاضل:عثمان محمد النابلسي