تراجم معاصرين

نعوات للمفكر الإسلامي الأستاذ عصام العطار رحمه الله

لا.. لم يرحل ولن يرحل الأستاذ عصام..
لم يرحل ولن يرحل.. وكذا حملة الدعوات لا يرحلون..
لم يرحل ولن يرحل الإستاذ الداعية عصام العطار ببصيرته وبرؤيته وبثباته وبتفانيه، وبصوته المجلجل على منبر جامعة دمشق، وعلى منبر المسجد في آخن، وعلى منابر قلوب السوريين الأحرار، الممسكين بالكتاب، الصابرين على اللأواء، الداعين إلى الله على بصيرة، بل سيظل باقيا في العقول والقلوب، يحدو للأرواح التي تأبى أن تتعب : الثباتَ الثباتَ يا إخوتي، الصبرَ الصبرَ، البصيرةَ البصيرةَ، يا ركب الدعوة إلى الله على بصيرة..
لم يرحل أبو أيمن، لن يرحل أبدا ولم يرحل من قبله الدكتور السباعي أبو حسان، ولا الشيخ عبد الفتاح ابو زاهد، لا ولم يرحل البنا ولا سيد قطب فمنارات الطريق ستظل تضيء، تمر على صاحب المنار الأول، وترتقي صعدا تستمد القبس من نور أشرق من فاران إلى كل رحاب الكلمة والكليم وإلى يفاع إبراهيم الذي كان أمة..
لم ترحل.. يا أستاذنا ويا معلمنا ويا قائدنا ويا كبيرنا ويا أول أمرنا وما يزال صوتك يدوي في عقولنا وقلوبنا على منبر الجامعة في دمشق البهية: تبصرنا وتثبتنا: أن الطريق إيمان بالمبادئ، وثقة بالقيادة..
وقد آمنا بكل ما جاء به محمد رسول الله، ثم وثقنا، وعلمنا أننا على خطا مثل أستاذنا أبي أيمن، ما كُذبنا..فما كذبنا أبدا..
لم يرحل الأخ الكبير ولن يرحل..
وسيبقى في الضمائر والقلوب والعقول داعية إلى الحق بالحق، داعية ثبات وصبر ومصابرة وإباء، يأبى أن يعطي الدنية، ويأبى أن ينطق هذرا، ويأبى أن ينكشف معدنه- والناس معادن- عن غير النقاء والصلابة والمضاء..
قرابة قرن من الزمان وهو يلقي في وجوه الظالمين المستبدين: لا .. ينطق بها، ويدعو إليها، ويزينها لكل الأحرار..
فإن غبتَ اليوم أيها المعلم الكبير، فإن إرث المواقف الناصعة، والكلمات الخالدة، والروح الملهمة؛ ستظل تعلمنا وتحملنا وتحمّلنا حتى نسّلم الراية كما أردتموها..
إلى شعب سورية العظيم نودع اليوم جميعا، رجلا من أولي البقية، الذين رابطوا على ثغر القضية وثغر الكرامة وثغر الحرية وثغر الحكمة وثغر البصيرة قرابة قرن من الزمان..
فليكن العهد مع المعلم الكبير أن نصون كل التعاليم..
وأن نمضي على الطريق ثباتا مثل ثبات الاستاذ عصام، ونقاء مثل نقاء الاستاذ عصام، وبصيرة متقدة مثل بصيرة الأستاذ عصام، وأخلاقا وسموا مثل سمو الأستاذ عصام..
أستاذنا أبا أيمن..
لن نقول وداعا، ونحن الذين أحببناك في الله، وعاهدناك على كتاب الله.. لن نقول وداعا، فما نطيق في هذا لحَلَك الوداع، وإنما سنقول إلى اللقاء على منابر النور، التي وعدنا سيدنا رسول الله..
لن تقول وداعا بل سنجدد العهد رباطا في الساح، نسلم الراية إلى العدول من أبناء سورية الأحرار الأبرار..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله..
اللهم إن أستاذنا ومعلمنا وأخانا أبا أيمن، قد وفد عليك، فاجعل قراه منك الجنة، وارزقه صحبة من كان يحب..رفقة الأحبة محمدا وصحبه..
اللهم زده إحسانا وعفوا وغفرانا..
وثبتنا على الطريق واجعل لنا على حوض نبينا صلى الله عليه وسلم موعدا..
وخالص العزاء والمواساة لأمة الاسلام عامة، ولأهل الشام خاصة..
ولإخوان الفقيد من أجيال جماعة الثبات والفداء جماعة الاخوان المسلمين
ولأسرة الفقيد لابنه أيمن وابنته هادية.
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، وثبتنا على الطريق،..
ولا نقول إلا ما يزضي ربنا
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
لندن فجر الجمعة: ٢٤ / شوال/ ١٤٤٥- ٣ / ٥/ ٢٠٢٤
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي


ننعى للأمة العربية والإسلامية عامة وللشعب السوري خاصة العلم العالم العامل الأستاذ عصام العطار رحمه المولى تعالى.
الأستاذ عصام العطار، قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب، فهو المراقب العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، الذي قاد الجماعة في ظروف صعبة، كانت تعيشها البلاد، فكان نعم القائد ونعم المسدد، وهو مفكر بارز، ومصلح مميز، ومجاهد تشهد له سوح التضحية والنضال والفداء بكل مفردات العطاء، وخطيب يشار له بالبنان، وتعقد عليه الأنامل، جمع بين الفكرة والفصاحة والبلاغة والشعر والحس المرهف، وما خطبه في مسجد الجامعة عن كاتب التاريخ عنّا ببعيد.
صانع مجد في عالم السياسة، وتاريخ مشرف في خدمة الدعوة والأمة.
كان العطار وطنياً يلبي احتياجات الوطن، وعاش همومه، وعمل له، ضمن توازنه المعهود، وسياسته الحكيمة، وله أدواره المشهودة في قولة الحق، وبناء منظمومة القيم الصالحة، من خلال عمل جماهيري، قارع فيه الظلم والاستبداد ومصادرة الحقوق بفهم سليم للداعية وحركة المجتمع، إذ كان حاضراً بين الناس يعيش واقعهم، ويفهم حاضرهم بوعي لافت، وشجاعة نادرة، وقف إلى جانب ثورة الشعب السوري وناصرها من أول ساعة من انطلاقتها، وعاش تفاصيلها وتابع مسارها بحرقة وحماسة، بلا كلّ ولا تعب، يكتب هنا، يخطب هناك، يرفع المعنويات، ويؤكد على اللازمات، ينصح ويحث ويسدد على طريق الثورة كل ما ينبغي أن يقال ويفعل رغم المرض والشيخوخة، لأن أصحاب الهمم العالية لا يقعدهم حائل، ولا يفل من عزمهم تحدٍ.
ولا شك بأن هذا كلفه كثيراً من المتاعب والهموم على طريق العمل الإسلامي والوطني، وهو أولاً وآخراً شاهد عدل – بكل تفاصيل سيرته – على الظلم الذي وقع عليه من أدوات الاستبداد، وعلى إجرام نظام القتل والبطش في سورية، إذ قتلوا زوجته الداعية الفاضلة (أم أيمن) ابنة العالم الكبير الشيخ علي الطنطاوي – رحمهما الله – فكان الصابر الوفي، والصامد الذي لم يغير أو يبدل، وهجر من بلده كل هذه العقود من السنين، وما ذنبه إلا أنه كان حامل لواء الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرته على أهله وشعبه والناس أجمعين.
رحمك الله يا أبا أيمن رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجعلك الله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا لمحزونون.
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).

د. عامر البوسلامة
المراقب العام لجماعة الإخوان المسلين في سورية


جامعة طرابلس لبنان ناعية الداعية الإسلامي الدمشقي الكبير الأستاذ عصام العطَّار : كان من رموز أئمة الهدى في الأرض ودعاة النهضة الحقيقية للأمة وقادتها

نعت جامعة طرابلس الداعية الإسلامي الكبير الأستاذ عصام العطار الذي وافته المنيّة ليلة الجمعة ٢٣ شوال ١٤٤٥ هجرية الموافق ٣ أيار ٢٠٢٤ م. في مدينة آخن الألمانية عن عمر ناهز السابعة والتسعين عاما قضاها في الدعوة إلى الله تعالى في السرّاء والضرّاء والشدّة والرخاء .

وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي ان الفقيد الكبير كان أحد كبار أعلام الدعوة الإسلامية في العالم على مدى عمره المديد ، وترك تأثيرا بالغا في الأجيال المتعاقبة التي نهلت من صدق دعوته وروعة أدبه وعلوّ عزيمته وثاقب رؤيته ، فكان المفكر المخلص لدينه وأمته والأديب الذي طُوِّعت له المعاني والكلمات ، والخطيب الذي ألهب الجماهير بحماسته وتوقده ، والشاعر الذي انساقت له القوافي سوقا دفاعا عن الدين الحنيف والأخلاق والقيم والشريعة السمحة .

وأضاف إن أنوار صدق ذاك الفقيد الكبير أشرقت على قلب مؤسس الجامعة العالم الرباني الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله مذ كان يستمع إليه بشغاف قلبه مع الألوف في مسجد جامعة دمشق حيث نهل علوم الشريعة الغراء في ستينات القرن الماضي ، فطبعت فيه المزيد من التوقد في خدمة الإسلام العظيم والتفاني في تبليغه للناس كافة بالحكمة والموعظة الحسنة وبلُغَةٍ معاصرة تمهيدًا لاستعادة الأمة دورها الريادي في إنقاذ الإنسانية والارتقاء بها في معارج الحضارة الحقيقية.

ونوّه بثبات الفقيد الكبير وصبره النادر حيث أُخرج من دياره بغير حق في ثمانينات القرن الماضي لينتقل إلى ألمانيا حيث استشهدت زوجته رحمها الله على يد الإرهاب الباطني الحاقد الذي لحقه إلى مهجره القسري وهي ابنة الداعية الكبير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ، وقد أُصيب باستشهادها بكرب عظيم وكان آيةً في وفائه الزوجي ورعايته الأسرية .

ولفت إلى أن الداعية العطار أرسى دعائم الدعوة الإسلامية في ألمانيا من خلال عمله المؤسسي في مدينة آخن والذي امتدّت أشعته لتنير المدن الألمانية وتأخذ بيد الألمان إلى حقائق الدين الحنيف وروعة جوهره ومبادئه وانفتاحه ، فكان بذلك رمز الدعوة الإسلامية الصافية في ألمانيا كما في دمشق ، ومؤسس حضورها الأوروبي الوازن .

وختم ميقاتي :” كم يحتاجك وطنك اليوم الذي أحببته حبا لا نظير له ، وكم تحتاج إخلاصك ورؤيتك اليوم تلك الأجيال المبعثرة في قارات العالم والتي أُخرجت من ديارها في سنوات عجاف تجري فيها استباحة ديارها وتقسيمها ومسخها وسلخها عن هويتها الحضارية الأصيلة .. رحمك الله يا أبا أيمن جبلا أشمّا من جبال الدعوة الراسخة ، وأعلى مقامك في عليين ، وكتبك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وتعازينا القلبية الحارة لأسرتك الكريمة ولكل أحبابك في سوريا الجريحة وألمانيا والعالم الإسلامي ، وإنا لله وإنا إليه راجعون “
https://www.facebook.com/share/p/DrnikvfYKkDdFW9N/?mibextid=oFDknk


بيان المجلس الإسلامي السوري بنعي المجاهد الداعية المربي الأستاذ عصام العطار رحمه الله

Facebook: https://bit.ly/4bnm7IG


مراجعات مع الاستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله تعالى،
فيها الكثير من الفوائد والعبر والتجارب والخبرات، (١٨) حلقة..


📰 وفاة الأستاذ الكبير عصام العطار – رحمه الله تعالى –
https://ibit.ly/R5p8g


تنعى جمعية #الاتحاد_الإسلامي
عَلَماً من أعلام الدعوة والجهاد والصحوة الإسلامية
الداعية الكبير والمفكر الإسلامي القائد عصام العطار

ترجّل فارس الجهاد والكلمة ملتحقاً بزوجته الداعية الكاتبة الشهيدة
بنان الطنطاوي بنت الشيخ العلاّمة علي الطنطاوي

رحمهم الله رحمة واسعة وبوّأهم الفردوس الأعلى
ولا نقول إلا ما يُرضي ربّنا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون

——

السابق
قصائد في رثاء الأستاذ عصام العطار رحمه الله
التالي
كلمات وومضات في ترجمة الأستاذ عصام العطار رحمه الله

اترك تعليقاً