تراجم معاصرين

كلمات وومضات في ترجمة الأستاذ عصام العطار رحمه الله

“منارات من سيرة العطّار”

  • ولد المفكر والداعية الأستاذ عصام العطار في سوريا عام ١٩٢٧ لأسرة دمشقية عريقة تهتم بالعلم والفقه، وبرز منذ شبابه بين الدعاة الإسلاميين، ففي عام ١٩٥٥ عقد مؤتمر في دمشق ضم كبار شيوخ سورية ومفكريها ومنهم محمد المبارك، ومعروف الدواليبي، ومصطفى الزرقا، وكل الجمعيات الثقافية الإسلامية. وفي هذا المؤتمر اختير عصام العطّار بالإجماع أمينا عاما لهيئة المؤتمر الإسلامي.
  • وقابل في مصر الشهيد سيد قطب، كما التقى بعلماء لغة أثروا على مسيرته الأدبية، ومنهم محمود محمد شاكر، وعبدالوهاب عزام أديب.
  • وبعد العودة إلى سوريا عام ١٩٥٤، رافق العطار، أول أمين عام لجماعة الإخوان المسلمين السورية مصطفى السباعي في جولاته ورحلاته، وسافرا إلى أوروبا عام ١٩٥٦.
  • ورفض العطّار عروض المشاركة في الحكومات السورية المتعاقبة في خمسينات وستينات القرن الماضي، وحينها كتبت زوجته له “عندما رفضتَ في سبيل الله المناصبَ والوِزارات، أصبحتَ في نفسي أكبرَ من المناصبِ والوِزارات، ومن كلِّ بهارج الدنيا، فسِر في طريقك الإسلامي الحرِّ المستقلِّ كما تحبُّ، فسأكون معك على الدَّوام، ولن يكونَ هناك من شيء أجلَّ في عيني، ولا أحبَّ إلى قلبي، ولا أثلجَ لصدري من أن أعيشَ معكَ (أبسطَ) حياة وأصعبَها وأخطرَها في أيِّ مكان من الأمكنة، أو وقت من الأوقات، أو ظرف من الظروف، ما دامَ هذا كلُّه في سبيل الله عزَّ وجلَّ، ومن أجل مصلحة الإسلام والمسلمين”.
  • اغتيال زوجته: في عام ١٩٦٤ اختار العطار مع زوجته بنان الطنطاوي (ابنة الداعية السوري الراحل علي الطنطاوي) الإقامة في ألمانيا، وفي عام ١٩٨١ اقتحم عناصر يتبعون للمخابرات السورية منزل عصام العطار لاغتياله، وعندما تعذر عليهم إيجاده، أردوا زوجته قتيلة بخمس رصاصات.

وكتب في رثائها:
“رَحَلتُ عنكُم عَليلاً ناءَ بي سَقَمي.. وما تنازَلتُ عن نَهجي وعن شَمَمي
أُتابعُ الدَّربَ لا شَكوى ولا خَوَرٌ.. ولو نَزَفتُ على دَربِ الإباءِ دَمي
لا أخفِضُ الرَّأسَ ذُلاًّ أو مُصانعةً.. هَيهاتَ هَيهاتَ تأبى ذاكَ لي شِيَمي
اللهُ حَسْبي إذا ما عَقَّني بلَدٌ.. وضاقَتِ الأرضُ عن شَخصي وعن قِيَمي”.
رحم الله أبا أيمن فارس المواقف ورمز الصدق والوفاء والثبات.


في رثاء آخر مراقب عام لحزب الأخوان المسلمين- فرع سورية؟!

كتب الباحث الإسلامي السوري د.حمزة مصطفى ( مدير عام تلفزيون سوريا ) في رثاء الدكتور عصام العطار التالي:

-يرفض العديد من الباحثين المنحازين لنظرية الدمج و الاعتدال ” Inclusion-Moderation ” تصنيفَ العطار بكونه المراقب العام السابق أو الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، بل المراقب الأخير.
-إذ حادت الجماعة بعده عن فكر الشيخ الجليل المؤسس مصطفى السباعي ونحَتْ منحىً يخالف نشأتها الديمقراطية، وهو ما سأتناوله تفصيلا ضمن كتاب يُنشر السنة المقبلة، مع غلبة تيارات أكثر عنفية اعتنقت الفكر القطبيّ “سيّد قطب” وطبقته في سوريا فانقسمت على نفسها وتشتت وترهّلت لعقود من الزمن ولم تستطع ورغم كل محاولاتها الفكرية المتتالية في وثائقها المختلفة، الوصولَ إلى فكر المؤسسين وأقصد الشيخين السباعي والعطار
-آمنَ كلا الشيخين إيمانا عميقا بالديمقراطية فكرا وممارسة تم اختبارها بنجاح في محطات عديدة خلال الخمسينات والستينات، إيمان سما على المناكفات والاستقطابات والمصالح الحزبية والشخصية من أجل بناء وطن يتسع لكل التيارات الفكرية إلى درجة أن الشيخ السباعي، رحمه الله، ألف كتابا سمّاه الاشتراكية في الإسلام أو “اشتراكية الإسلام” لم يكن هدفه، وبخلاف بعض القراءات المتسرعة، التأكيد على جذور الاشتراكية في الإسلام بل القول إن الفكر الإسلامي منفتح نتيجة التراكم الحضاري على تجارب سياسية مختلفة وإن نهج القبول والالتقاء أفضل من الصدام والتكفير، وهو نهج عانت منه وما تزال الحركة الإسلامية
-باختصار، كانت مفردة “ديمقراطية” ملازمة لكتابات وأحاديث العطار وهو ما جعله مرجعا وطنيا لجميع القوى السياسية السورية بغضّ النظر عن أيديولوجيتها


رحيل عصام العطار عدو النظام الشمولي الطائفي العلماني!

‏ألحظ مع رحيل رموز الفضل من أهل الخير والفكر والدعوة والجهاد انتشار أمرين إيجابيين بين الجماهير؛ الأول الثناء الحسن بذكر مآثر الراحل والفضح المتجدد لأنظمة الطغيان والاستبداد لتذكير من نسيها أو كان غافلا عنها وإعلام من ليس يعلمها.
‏وأعود للحديث عن حبيبنا الراحل، ففي عام 1981 ونحن طلبة في الجامعة وردنا خبر الاغتيال الغادر للأديبة والداعية السورية بنان الطنطاوي في مدينة آخن بألمانيا وهي ابنة الشيخ الأديب القاضي علي الطنطاوي الذي ملأ اسمه العالم الإسلامي لعلمه وتحركاته في نصرة فلسطين ودفاعه عن الإسلام وحضوره الإعلامي المبكر.
‏وكان القصد من اقتحام منزلها من 3 سوريين مسلحين تابعين لنظام الطاغية حافظ الأسد هو اغتيال الرمز الفكري والدعوي السوري المعارض الأستاذ ⁧‫#عصام_العطار‬⁩ وسائر عائلته.
‏وبعد ذلك بأيام وصلتنا أشرطة الكاسيت بصوت عصام العطار وهو يلقي خطبة في كلمة تأبينه لزوجته المغدورة بصوته الهادر وبلاغته المعروفة وشجاعته النادرة كلمة يتعهد فيها بالمضي في سبيل الحق والإصرار على فضح النظام الدكتاتوري العميل.
‏حديث الأفاضل عن المجاهد عصام العطار وشمائله الأخلاقية وجهوده الدعوية وسعة ثقافته وجهاده ملأ وسائل التواصل بيد أني أريد الإشارة بلا تعليق لملحظ مهم ينير بصيرة الكثيرين حول ما سيعرفه القارئ عن الغرب حيث نشرت الجزيرة نت قبل 5 سنوات تقريرا تحت عنوان “لماذا لاحق نظام الأسد بنان الطنطاوي بألمانيا واغتالها”
‏ختمه بفقرة بعنوان (تواطؤ ألماني) وهذا نصه:
‏غير أن المثير للريبة هو أن السلطات الألمانية كانت قبل أسابيع قليلة من وقوع الجريمة قد قررت رفع الحراسة عن منزل العطار وهو ما أثار شكوكا عن مدى تواطئها مع النظام السوري بالجريمة.
‏وبحسب العطار، فإن قرار رفع الحماية عنه وعن أسرته كان بمثابة قرار إعدام بحقهم جميعا، مشيرا إلى أن السلطات الألمانية كانت تعلم أنه مستهدف من قبل نظام الأسد.
‏ولكن لماذا تم رفع الحماية عنه؟
‏يقول العطار إنه كان يتعرض للكثير من الضغوط للتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” وبعد فشل جميع المحاولات فوجئ بقرار رفع الحماية عنه كنوع من العقاب له.!!
‏وبعد أن تم إلقاء القبض على بعض الجناة في إيطاليا بعد سنوات طوال قامت السلطات الألمانية باستلامهم من إيطاليا ثم تسليمهم للنظام السوري ليحظوا برعاية نظام الأسد الإجرامي!
‏هذا السلوك العدواني الغادر من السلطات الألمانية يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن كل ادعاءات الغرب بحماية حقوق الإنسان ورعايته ما هي إلا شعارات براقة لواقع ملوث، وأن حقوق الإنسان هي تلك المخصصة للغربيين من ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر أما باقي الأمم فلا بواكي لهم…!
‏نعلم أن نظام الأسد، الأب والإبن، نظام مجرم طائفي متواطىء مع الكيان الصهيوني، وأنه ابن مدلل لسايكس وبيكو أوجدته ورعته القوى الغربية لحماية خاصرة الاحتلال الصهيوني في فلسطين.
‏الحقيقة الجلية الواضحة بلا ريب أن كل شعارات الغرب الجميلة ما هي إلا عنوان خارجي جذاب لحقيقة سوداء مُرّة.
‏رحم الله عصام العطار ورحم زوجته بنان الطنطاوي ورحم كل مظلوم جنت عليه الأنظمة الوظيفية المجرمة فألجأته إلى دول الغدر والعدوان هربا من الظلم والقهر والآلام.
‏⁦‪@Issam_ElAttar‬⁩
الداعيةالمعروف محمد العوضي


في الشهر السابع من عام ٢٠١١ عقد اول مؤتمر اسلامي لنصرة الشعب السوري
حضر ذلك المؤتمر حشد من العلماء والمفكرين والشخصيات الإسلامية المرموقة من جميع اقطار العالم الإسلامي وكنت حينها مع اللجنة التنظيمية للمؤتمر

كل شيء حينها بدا طبيعيا كأي مؤتمر حضرته حتى وصول الزعيم الإسلامي الكبير الأستاذ عصام العطار فتهافت الصحفيون والمراسلون إلى بهو الفندق لالتقاط الصور الشخصية معه و لا غرابة فأنت أمام شخصية استثنائية لا تشبه أحدا من الذين عرفناهم

ألقى الأستاذ العطار حينها كلمة الهبت مشاعر الحاضرين واستنهضت الهمم وكاد يسقط العطار من المنصة من شدة حماسه وانفعاله

بعد انقضاء الجلسة صعدت لغرفة الأستاذ العطار برفقة الصديق Nasir Sangi مراسل قناة البي بي سي لرؤية الشيخ والسلام عليه بادر الأخ عبدالناصر بقوله ياشيخ حضرت للكثير من المشايخ والشخصيات فلم أجد متحدثا ابرع وأكثر تأثيرا منك فما هو السر فكان رد العطار رحمه الله “والله انه حديث قلب إلى قلوب ولا اتذكر يومآ أنني تحدثت الا حديث قلب إلى قلوب فحديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عنـاءِ

رتبت للشيخ رحمه الله يومها لقاء على الجزيرة مباشر بالتنسيق مع الأخ الحبيب خالد الدغيم وكانت ساعة متميزة مليئة بالحنين والمشاعر والدموع

وبعد النجاح الذي سجلته تلك الحلقة والتفاعل الكبير وبطلب من الاخوة في القناة طلبنا من الشيخ حينها تسجيل مقاطع لتبث على قناة الجزيرة مباشر فبادر الشيخ بعد عودته إلى المانيا لتسجيل عدة مقاطع وأرسلها لي ونظرا لوجود بعض الملاحظات الفنية على التسجيل الأول ومدته طلبت من الشيخ اعادة تسجيله ثلاث مرات وكنت في كل مرة أحمل هم هذا الطلب من الشيخ فوالله ما وجدت من الشيخ الا الاخلاق العالية والأدب الجم في تواضع يحار معه كل لسان فيعاود الشيخ التسجيل ويرسله مرة بعد مرة

وبعد عدة أشهر تفاجأت باتصال من الأستاذ العطار قبيل اذان المغرب ليبادر الشيخ الجليل بالسلام ثم يقول “المتصل زائر بلا استئذان فإن كنت في شغل انسحب من مكالمتي” فأجبته واي شغل هذا الذي يشغلني عنكم شيخنا الجليل فوالله هذا اليوم من أسعد الايام لينطلق الشيخ بحديث ما زلت اذكر كلماته المليئة بالتربية والتواضع وكان من حديثه الذي اذكره قوله يجب أن تتلاقى الأجيال فمثلي يحتاج لمن ينصحني ويصوب لي فيما غاب عني من مخاطبة الشباب في هذا العصر واستخدام الإعلام والتكنولوجيا وبقي الشيخ متحدثا لعدة دقائق وانا الصامت المندهش الذي يحار ماذا يقول وانا ربما بعمر أصغر احفاده فوالله لا أذكر اني سمعت حديثا كحديثه ولا تواضعا كتواضعه ولا ذوقا وادبا كأدبه ولطفه

رحم الله الأستاذ العطار لقد كان مدرسة في عطائه ونبله واخلاقه بل كان رجلا بحجم أمة وعلى مثل العطار فلتبكِ البواكي وتراق الدموع من المآقي لله درك من بطل سلك الطريق بغير ضعف أو تردد أو ملل

اللهم أنزل على قبره شآبيب رحماتك وعفوك وغفرانك و رضوانك واجمعنا به في دار كرامتك إخوانا على سرر متقابلين

عمار ياسر المسدي


من أنتَ يا عصام العطّار؟ بعضُ العطر من حياة الزّعيم …

https://arabi21.com/story/1595271/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%86%D8%AA-%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D9%89

أرّق حزب البعث، فلاحقوه لينتقموا منه في ألمانيا… الراحل عصام العطار داعية ومناضل ومفكّر وطني استثنائي، أجمع السوريون على حبه… تعرف إليه!

https://www.facebook.com/share/v/XAPuBRh9TVfiVkNP/?mibextid=qi2Omg



السابق
نعوات للمفكر الإسلامي الأستاذ عصام العطار رحمه الله
التالي
حكم التبرك بالقبور عند المذاهب الأربعة من الموسوعة الفقهية الكويتية

اترك تعليقاً