القول الثبت بالتمام، في جواز تطوّع يومِ السَّبتِ بالصيامِ.
زعم بعضُ الزاعمين، وهوَ الشيخ الألباني في تمام منته (ص : 406) أنَّ صيامَ يومِ السبتِ تطوعا حرامٌ ، سواء أ صامَ يوماً قبله أو يوماً بعدَه أم لا ، بأن صامَه منفردًا ؟!!!
واستدلَّ على زعمه الفاسد ، واحتجَّ على توهُّمهِ الكاسد ، بحديثِ : (( لا تصومُوا يومَ السبتِ، إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم، فإن لم يَجِدْ أحدُكم إلاَّ لِحَاءَ عنبةٍ أو عودَ شجرةٍ فلْيَمْضُغْهُ )) .
ﺭﻭﺍﻩُ أحمدُ (٢٧٠٧٥)، وأبو داود (٢٤٢١)، والترمذي (٧٤٤)، والنسائي في السنن الكبرى (٢٧٦٢)، وابنُ ماجه بعدَ حديث (١٧٢٦) مطولاً، وابنُ خزيمة (٢١٦٣)، وابنُ حبان (٣٦١٥)، ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ (1 /435)، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (4 /302) .
قلتُ : وذلكَ قولٌ تالفٌ ، ولجميع أهلِ العلمِ مخالفٌ ؛ ﻷﻧَّﻪُ أوَّلُ مَنْ قالَ بذلكَ ، ولمْ يسبقه أحدٌ إلى قولِ ذلِكَ ، ولأنَّ ما استدلَّ بهِ على ما ذَهَبَ إليهِ ، ضعيفٌ لا يصحّ ولا يصلح أن يعتمد عليهِ ؛ ﻷﻧَّﻪُ مضطرب سنداً ومتنا ، والدليلُ على ذلِكَ ما روي :
١– ﻋَﻦِ الصَّمَّاءِ بنتِ بسر المازني قالَت: نَهَى رسولُ اللَّهِ ﷺ عن صومِ يومِ السَّبتِ وقالَت: إن لم يجِدْ أحدُكُم إلَّا عودًا أخضرَ فليُفطِرْ عليهِ .
٢– ﻋَﻦِ الصَّمَّاءِ قالَتْ : قالَ لي رسولُ اللَّهِ ﷺ : (( لا تَصوموا يومَ السَّبتِ في غَيرِ ما افترضَ اللَّهُ عليكنَّ، ولو لم تَجِد إحداكُنَّ إلَّا لِحاءَ شجرةٍ، أو عودَ عِنَبٍ، فلتَمضغهُ )) .
٣– ﻋَﻦْ عبدِ اللهِ بنِ بسر المازني قالَ : ترَوْنَ يدي هذه ؟ بايَعْتُ بها رسولَ اللهِ ﷺ وسمِعْتُه يقولُ : (( لا تصومُوا يومَ السبتِ، إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم، فإن لم يَجِدْ أحدُكم إلاَّ لِحَاءَ عنبةٍ أو عودَ شجرةٍ فلْيَمْضُغْهُ )) .
٤– ﻋَﻦْ عبدِ اللهِ بنِ بسرٍ ﻋَﻦْ أختِهِ أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ : (( لا تَصوموا يومَ السَّبتِ إلَّا فيما افتُرِضَ عليكُم، فإن لم يجِد أحدُكُم إلَّا لحاءَ عنَبةٍ، أو عودَ شجرةٍ فليمْضُغهُ )) .
٥– ﻋَﻦْ يزيدَ الصَّمَّاءِ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ ﷺ : (( لا تَصومُوا يومَ السبتِ إلاَّ فيما افتُرِضَ عليكم وإن لم يجدْ أحدُكم إلاَّ لِحاءَ عنبٍ عنبةٍ أو عودَ شجرٍ فلْيمضغْهُ فلْيمضغْها )) . وفي روايةٍ : (( فليَقْضِمْه )) . وفي أخرى : (( فليمصَّه )) .
قالَ الإمامُ مالكٌ (ت١٧٩ هـ) كما في سنن أبي داود [٢٤٢١] وتنقيح تحقيق التعليق (٢ /٣٦٠) : كذبٌ . وقالَ الإمامُ أحمد (ت ٢٤١هـ) : “كان يحيي بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به”. وقال الأثرم (ت ٢٧٣هـ): وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لهذا الحديث. الفروع لابن مفلح. وقالَ أبو داود (ت ٢٧٥ هـ) في سننه [٢٤٢١] : هذا الحديث منسوخٌ . وقالَ النسائي (ت٣٠٣ هـ) : مضطربٌ . ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭﻱ كمت في ﺗﺤﻔﺔ ﺍﻷﺣﻮﺫﻱ ﻟﻠﻤﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ . وقالَ ابنُ دقيق العيد (ت ٧٠٢ هـ) ﻓﻲ الإلمام بأحاديث الأحكام (١ /٣٦٠) : لهُ معارضٌ بإسنادٍ صحيحٍ . وقالَ محمد ابنُ عبدِ الهادي (ت ٧٤٤ هـ) ﻓﻲ تنقيح تحقيق التعليق (٢ /٣٦٠) : في إسناده اختلافٌ . وقالَ ابنُ الملقن (ت ٧٥٠ هـ) ﻓﻲ البدر المنير (٥ /٧٦٠) : فيهِ علةٌ . وقالَ ابنُ القيم (ت ٧٥١ هـ) في تهذيب السنن (٧ /٦٧) كذبٌ غيرُ محفوظٍ وشاذُّ . وقالَ ﺍﺑﻦُُ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ (ت ٨٥٢ هـ) ﻓﻲ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 193 : ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺛﻘﺎﺕٌ ﺇﻻّ ﺃﻧﻪُ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﻩ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝَ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ : ﻣﻨﺴﻮﺥ . وقالَ الصنعاني (ت ١١٨٢ هـ) ﻓﻲ سبل السلام (٢ /٢٧٣) : هذا التلون في الحديث يوهي الرواية وينبئ بقلة الضبط واختلف فيهِ على الراوي أيضًا عن عبدِ اللهِ بنِ بسرٍ . وقالَ الشوكاني (ت ١٢٥٥ هـ) ﻓﻲ نيل الأوطار (٤ /٣٣٩) : أعلَّ بالاضطراب . وقالَ ابنُ باز (ت ١٤١٩ هـ) ﻓﻲ حاشية بلوغ المرام [٤٢٤] : ضعيفٌ لاضطرابه وشذوذه . وقال ابن باز : “ينبغي أن يعلم أن الشيخ ناصر (الألباني) محدّث ولم يكن له شيوخ يقرأ عليهم، إنما يقرأ من الكتب”اهـ (التعليقات البازية 409/1). وقالَ ابنُ عثيمين (ت ١٤٢١ هـ) ﻓﻲ مجموع فتاويه (٣٦/٢٠) : فيهِ اضطراب في سنده، وفيهِ شذوذ أو نكارة في متنه. اهـ
قلتُ : وقدْ ثبتَ ﻋَﻦِ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﷺ ما يخالف ذلِكَ، والدليلُ عليه ما صحَّ :
١– ﻋَﻦْ كُريبٍ مولى ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهمَا قالَ : أرسلنِي ابنُ عباسٍ وناسٌ من أصحابِ النبي ﷺ إلى أمّ سلمةَ رضيَ اللهُ عنها، أسألها : أيُّ الأيَّامِ كانَ النبيُّ ﷺ أكثَرُها صيامًا ؟ قالَتْ : كانَ يصومُ يومَ السبتِ، ويومَ الأحدِ، أكثرَ ما يصومُ من الأيامِ، ويقولُ : (( إنّهُما يوما عيدٍ للمشركينَ، فأنا أحبُّ أن أخالفهُم )) .
رواه أحمدُ (٢٦٧٥٠)، والنسائي في السنن الكبرى (٢٧٧٦)، ﻭﺍﺑﻦُ ﺧﺰﻳﻤﺔ (2167) ﻭﺍﺑﻦُ ﺣﺒﺎﻥ (941) ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ (1 /436) ﻭﻗﺎﻝَ : ” ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢٌ ” . ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ . ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ (4 /303) .
ﻗﺎﻝَ المنذري في الترغيب والترهيب (٢ /١٤٢) : إسناده صحيحٌ أو حسنٌ أو ما قاربهما . وقالَ ابنُ تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (٢ /٧٨) : صحَّحه بعضُ الحفاظ . وقالَ ابنُ القيم في تهذيب السنن (٧ /٧١) : صحَّحه بعضُ الحفاظ . وتناقض الألباني فقالَ في ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ [4803] ، وتعليقه على صحيح ابنِ خزيمة [٢١٦٨] : إسناده حسنٌ . وقالَ في ضعيف الترغيب [٦٣٩] ، وتخريج مشكاة المصابيح [٢٠١٠]، والسلسلة الضعيفة [1099] : ضعيفٌ .
وزعم اﻷلباني في ضعيفته [1099] : ” أنَّ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦَ عمرَ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ليسَ ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﻪ ﺍﺑﻦُ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ (4/1/18/81) ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪِ ﺟﺮﺣﺎ ﻭﻻ ﺗﻌﺪﻳﻼ . ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦُ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﺬﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ! … ﻭﻓﻴﻪِ ﻋﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥَّ ﻋﺒﺪَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦَ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻪ، ﻟَﻢْ ﻳﻮﺛﻘﻪ ﻏﻴﺮُ ﺍﺑْﻦِ ﺣﺒﺎﻥ، ﻭﻗﺎﻝَ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ : ” ﻭﺳﻂ ” . ﻭﻗﺎﻝَ الحافظُ : ” ﻣﻘﺒﻮﻝٌ ” . ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ، ﻭﺇﻻّ ﻓﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﻧﺺَّ ﻋﻠﻴﻪِ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﻦ ” . اهـ .
قلتُ : وذلكَ قولٌ ساقطٌ ، كما أنَّهُ إلى الجهل سائطٌ ؛ ﻷﻧَّﻪُ ثبتَ أنْ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﺮﻗﺎﻧﻲُّ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲَّ فقالَ : ﻗﻠﺖُ ﻟﻪُ : ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦُ ﺯﻳﺪ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲ ﺑﻦِ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋَﻦْ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦِ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ﻋَﻦْ ﺃﺑﻴﻪ ﻋَﻦْ ﺟَﺪِّﻩِ ﻋَﻦْ ﻋﻠﻲّ . ﻓﻘﺎﻝَ : ” ﻛﻠﻬﻢ ﺛﻘﺎﺕٌ ” . ﺍﻫـ ﺳﺆﺍﻻﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ 85.
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝَ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ (2 /205) ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ 5073 عن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦِ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ : ” ثقةٌ ” . ﻭﻗﺎﻝَ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ (3 /668) ﺭﻗﻢ [8001] : ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﺑﺄﺳﺎً، ﻭﻻ ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪِ ﻛﻼﻣﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻟﻪُ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻤﺎ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪُ ﺣﺪﻳﺚٌ ” .
وكذلك ﻋﺒﺪُ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦُ ﻣﺤﻤّﺪ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮ ﺑﻦِ ﻋﻠﻲّ فقد وثَّقهُ الدارقطني وﺍﺑﻦُ ﺧﻠﻔﻮﻥ ﻭﻗﺎﻝَ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ (2 /484) : ﻗﺎﻝََ ﺍﺑﻦُُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ : ﻫﻮ ﻭﺳﻂ . ﻭﻗﺎﻝَ ﻏﻴﺮُه : ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ” . اهـ ﻭﻗﺎﻝَ ﻓﻴﻪِ الحافظُ اﺑﻦُ ﺣﺠﺮ : ” ﻣﻘﺒﻮﻝٌ ” . اهـ وذلكَ ﺗﺸﺪﺩ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻭﺇﻻّ فإﻧَّﻪُ ﺍﺣﺘﺞَّ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ (4 /235) ﻭﺫﻛﺮ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﺑْﻦِ ﺣﺒﺎﻥ ﻟﻪُ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻘﺒﻪ بشيءٍ ﻣﻊ أﻧﻪ ﻧﺺَّ ﻓﻲ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ (ﺹ 4) ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﻣﺎ أوﺭﺩﻩ ﻓﻲ الفتح ﻣﻦَ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺴﻦ . فهوَ إذن حديثُ حسنٌ عندَه .
٢– ﻋَﻦْ عائشةَ أمِّ المؤمنين رضيَ اللهُ عنها قالَت : « كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يَصومُ من الشَّهرِ السبْتَ والأَحَدَ والإثنينَ ومن الشَّهرِ الآخَرِ الثُّلاثاءَ والأربعاءَ والخمِيسَ » . رواه الترمذي في سننه [٧٤٦]، وقالَ : حسنٌ .
قالَ الحافظُ ابنُ حجر العسقلاني ﻓﻲ تخريج مشكاة المصابيح (٢ /٣٤٢) : حسنٌ كما قالَ في المقدمة . وقالَ السيوطي في الجامع الصغير [٧٠٦١] : حسنٌ . وقالَ الألباني في صحيح الجامع [٤٩٧١] ، وتخريج مشكاة المصابيح [٢٠٠١] ، ومختصر الشمائل [٢٦٠] : صحيحٌ! .
٣– ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ : (( لا يصُمْ أحدُكُم يومَ الجمعةِ إلَّا أنْ يصومَ قبلَهُ أو يصومَ بعدَهُ )) . رواه البخاري [١٩٨٥]، ومسلم [١١٤٤] واللفظ لهُ . ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ بعدَﻩ هوَ يومُ السبتِ .
٤– ﻋَﻦْ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥَّ النبيَّ ﷺ دخَل عليها يومَ الجمُعةِ، وهي صائمةٌ، فقالَ : (( أصُمتِ أمسِ ؟ )) . قالتْ: لا، قالَ : (( أتريدين أن تصومي غدًا ؟ )) . قالتْ: لا، قالَ : (( فأفطِري )) . رواه البخاري في صحيحه [١٩٨٦] . ﻭﺍﻟﻐﺪ ﻫﻮ ﻳﻮﻡُ السبتِ .
٥– ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﺃﻥَّ ﺭﺳﻮﻝَ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ ﻗﺎﻝَ : (( مَنْ صامَ رمضانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا مِنْ شوَّالٍ كانَ كصيامِ الدَّهْرِ )) . رواه مسلم في صحيحه [١١٦٤] . ﻭﻗﺪ يكونُ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻡُ السبتِ .
٦– ﻋَﻦْ أبي قتادة الأنصاري رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ سُئل عن صومِ يومِ عرفةَ فقالَ : (( يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ ))، وسُئل عن صومِ يومِ عاشوراءَ فقالَ : (( يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ )) . رواه مسلم في صحيحه [١١٦٢] . ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺇِﻥْ ﻭﺍفقا ﻳﻮﻡ السبتِ ﻓﻼ ﺗﺼﻮﻣﻮﻩ .
٧– ﻋَﻦْ ﺍﺑْﻦِ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﺭﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠﻪِ ﷺ : (( لئن بقِيتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسعَ )) . رواه مسلم في صحيحه [١١٣٤] ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺇِﻥْ ﻭﺍﻓﻖ ﻳﻮﻡ السبتِ ﻓﻼ نصومُ .
٨– ﻋَﻦْ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﻦِ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝَ : ﻗﺎﻝَ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﷺ : (( …فصم صومَ داودَ – ﻋﻠﻴﻪِ ﺍﻟﺴﻼﻡُ – ﻛﺎﻥَ يصومُ يوماً ﻭﻳﻔﻄﺮ يوماً )) . رواه البخاري [٥٠٥٢] ، ومسلم [١١٥٩] . ﻭﻓﻲ ﺫَﻟِﻚَ تسوية ﺑﻴﻦَ يومِ السَّبتِ ﻭﺑﻴﻦَ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ .
٩– ﻋَﻦْ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻨﻪُ ﻗﺎﻝَ : « أوصاني خليلي ﷺ بثلاثٍ: بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وركعتي الضحى ، وأن أوترَ قبل أن أرقدَ » . رواه البخاري [١١٧٨] ومسلم [٧٢١] ، واللفظ لهُ . ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ يكونُ منها ﻳﻮﻡُ السبتِ .
وقدْ تبيَّن مما قرَّرناه ، على الوجه الذي حرَّرناه ، أنَّ الألباني تمسَّك بخيط العنكبوتِ ، الذي هوَ أضعفُ وأوهنُ البيوتِ .
نسأل اللهَ السلامة ، من جميع ما يوجب الملامة ، في يومِ الحسرة والندامة ، أﻻ وهوَ يوم القيامة ، وبالله نعتصم ، من كلِّ ما يعيب أو يصم ، وصلَّى اللهُ وسلَّم على سيدنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين .