تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

الرد على استدلال الوهابية بعبارة العلامة ابن أبي زيد القيرواني المالكي(وإنه فوق العرش المجيد بذاته)

الرد على استدلال الوهابية بعبارة العلامة ابن أبي زيد القيرواني المالكي(وإنه فوق العرش المجيد بذاته)

الوهابية يستدلون بقول العلامة القيرواني:(وإنه فوق العرش المجيد بذاته)..على العلو الحسي..حيث يرجعون الضمير في”ذاته”إلى الله..فيكون المعنى عندهم:(إن الله بذاته فوق العرش فوقية حسية)..

الرد:إرجاع الضمير في”بذاته”إلى الله وحصر الفوقية بالحسية لا دليل عليه من كلام العلامة القيرواني..بل إرجاع الضمير في عبارته(وإنه فوق العرش المجيد)بذاته يحتمل احتمالات كثيرة غير ما ذهب إليه الوهابية….وهذه الاحتمالات هي:
1-إرجاع الضمير في “بذاته”إلى أقرب لفظة لها وهي المجيد..ورفع “المجيد”على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..والتقدير:هو المجيد بذاته..أي الله المجيد بذاته أي أن مجده غير مكتسب من غيره..وتكون جملة “المجيد بذاته” جملة استئنافية
فيكون معنى عبارة القيرواني:(إنه)الله (فوق العرش).. (المجيد)أي هو-أي الله-المجيد (بذاته) أي مجدا غير مكتسب من غيره..
2-ويحتمل أن يعود الضمير في “بذاته” للعرش..ويكون حرف الجر “الباء” بمعنى “في”وهذا معلوم في لغة العرب..و”المجيد” تكون بالخفض صفة للعرش..ومعنى المجيد أي العظيم..فيكون المعنى:(إنه)أي الله (فوق العرش المجيد)أي العرش العظيم (بذاته)أي العرش في ذاته عظيم فهو أعظم المخلوقات..أي أن الله فوق العرش الذي هو أعظم المخلوقات في ذاته(الضمير عائد للعرش)..
3-ويحتمل عود الضمير في “بذاته”إلى الله …ويكون المعنى أن الله بذاته فوق العرش..والفوقية تحتمل أمرين
-الفوقية الحسية..فيكون المعنى أن الله بذاته فوق العرش فوقية حسية…وهذا المعنى هو ما ذهب إليه الوهابية.. (والفوقية الحسية مستحيلة على الله لاستلزامها الجرمية والحدوث الموجبين للافتقار المنزه عنه الخالق عز وجل)
-الفوقية المعنوية أي أن الله فوق العرش فوقية قهر وغلبة بذاته أي بلا واسطة معين كملك وغيره..أو أن هذه الفوقية المعنوية له تعالى بذاته أي مستحقها بالذات لا بالغير من كثرة أموال أو جنود كفوقية المخلوقات…

فحصر الوهابية عود الضمير في “بذاته” لله..وجعل الفوقية فوقية حسية..لا دليل عليه من كلام الإمام القيرواني..بل هو مخالف لمذهبه الموافق للأشعري المستمد من السلف الصالح…
وما هذا الفعل منهم إلا تدليس لأقوال العلماء بما يوافق مذهبهم في التشبيه…كعادتهم..

(راجع كلام السنوسي في توجيه كلام القيرواني في التعليق الأول)

https://m.facebook.com/groups/1340408109701622/permalink/1487262885016143/?mibextid=Nif5oz

السابق
وكذلك رجعت للتدمرية والدرء واجتماع الجيوش؛ فعرفت كم كنتُ ساذجاً عندما كنت أمدح أو قدح بلا معرفة أو علم بالعقليات (منقول)
التالي
تفسير قول الإمام الطحاوي ( محيط بكل شيء وفوقه ) في عقيدته المشهورة (منقول)