التأويل

التأويل عند ابن تيمية بين التنظير والتطبيق/ تأويلات ابن تيمية ، المثال الأول: تأويل الجنب

ولذلك جمعتُ طائفةً من نصوص أهل التفسير والبلاغة والفصاحة والبيان في آية الزمر وهم يتأولونها على نحو تأويل ابن تيمية السابق، ولكن يبيّنون نوعَ هذا التأويل، أيْ هل هو مجاز أو استعارة أو كناية أو نحو ذلك[3]؟ وهو ما لم يبينه ابن تيمية لئلا يَعترف بالمجاز ونحوه وبالتالي لئلا يعترف أيضا بأنه مؤول للآية…!!!!
هل صحيح ما يدعيه ابن تيمية وأتباعه من أنّ الأشاعرة فروخ المعتزلة ومخانيثهم؟! (4) موضوع التأويل نموذجا [1]….
(2) #تأويلات ابن تيمية ، المثال الأول: #تأويل_الجنب

التأويل عند ابن تيمية بين التنظير والتطبيق

وأما تأويل ابن تيمية للهرولة فَقَبْل أن ننتقل إليه أنبّه إلى أمر قد فاتني في المنشور السابق حينما تحدثت عن تأويل ابن تيمية لقوله تعالى {جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56] وهو : تحديدُ نوعِ أو تحديدُ اسمِ تأويلِ ابنِ تيمية لهذه الآية حين حملها على معنى ” أنه فرط في جهته وفي حقه “[2]. وهذا التحديد أمر هام لأنه سيؤكد أن صنيع ابن تيمية هنا هو تأويل، وهو ما يحاول ابن تيمية أن يتنصل منه وينفيه….!!!!!
ولذلك جمعتُ طائفةً من نصوص أهل التفسير والبلاغة والفصاحة والبيان في آية الزمر وهم يتأولونها على نحو تأويل ابن تيمية السابق، ولكن يبيّنون نوعَ هذا التأويل، أيْ هل هو مجاز أو استعارة أو كناية أو نحو ذلك[3]؟ وهو ما لم يبينه ابن تيمية لئلا يعترف بالمجاز ونحوه وبالتالي لئلا يعترف أيضا بأنه مؤول للآية؛ وإليك تلك النصوص:
النص الأول: قال الزمخشري في أساس البلاغة (ص: 102) في مادة جنب: ومن المجاز اتق الله الذي لا جَنيبة له أي لا عديل… وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه.اهـ[4].
وهذا مثل قول ابن تيمية السابق “أنه فرط في جهته وفي حقه”، فذكر الزمخشري أن هذا من قبيل المجاز، وفي تفسيره ذكر أنه من باب الكناية، حيث قال في الكشاف: ((((قيل: {فَرَّطَتُ فِى جَنبِ الله} على معنى: فرطتُ في ذات الله. فإن قلتَ: فمرجع كلامك إلى أن ذكر الجنب كلا ذكر سوى ما يعطى من حسن الكناية وبلاغتها، فكأنه قيل: فرطت في الله. فما معنى فرطت في الله؟ قلت: لا بدّ من تقدير مضاف محذوف، سواء ذكر الجنب أو لم يذكر. والمعنى: فرطت في طاعة الله وعبادة الله، وما أشبه ذلك. وفي حرف عبد الله وحفصة: في ذكر الله.))))[5].
النص الثاني: قال السيوطي في الاتقان في علوم القرآن (ص: 1366): ومن ذلك الجنب في قوله تعالى على ما فرطت في جنب الله أي في طاعته وحقه لأن التفريط إنما يقع في ذلك ولا يقع في الجنب المعهود.اهـ[6]
ولكن السيوطي هنا لم يبين لنا نوع التأويل وأنه من باب الاستعارة كما فعل في كتابه معترك الأقران في إعجاز القرآن (3/ 91) فقال:(فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) ، أي في حق الله.وقيل في أمره، وأصله من الجنب، بمعنى الجانب، ثم استعير لهذا المعنى.اهـ (انظر الصورة: 22، 23)
النص الثالث: ما جاء في تفسير أبي السعود (7/ 260): “على ما فرطت” أي على تفريطي وتقصيري في جنب الله أي جانبه وفي حقه وطاعته وعليه قول من قال
اما تتقين الله في جنب وامق … له كبد حرى وعين ترقرق
وهو كناية فيها مبالغة، وقيل في ذات الله على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى والصاحب بالجنب وقرىء في ذكر الله.اهـ[7] فبيّن أنه من باب الكناية.
النص الرابع: وهو للعلامة الطاهر ابن عاشور حيث قال في التحرير والتنوير (24/ 46): ويكون المفرط فيه هو جنب الله ، أي جهته ويكون الجنب مستعاراً للشأن والحقِّ ، أي شأن الله وصفاته ووصاياه تشبيهاً لها بمكان السيد وحِماه إذا أُهمل حتى اعتُدي عليه أو أَقْفَرَ ، كما قال سابق البربري :
أما تتقين الله في جنب وامق …له كبد حرَّى عليككِ تَقَطَّعُ
أو تكون جملة ” فَرَّطت في جَنب الله ” تمثيلاً لحال النفس التي أُوقفت للحساب والعقاببِ بحال العبد الذي عهد إليه سيّده حراسةَ حماهُ ورعايةَ ماشيته فأهملها حتى رُعي الحِمى وهَلكت المواشي وأحضر للثقاف فيقول : يا حسرتا على ما فرطت في جنْب سيدي . وعلى هذا الوجه يجوز إبقاء الجنب على حقيقته لأن التمثيل يعتمد تشبيه الهيئة بالهيئة.اهـ (انظر الصور: 26، 27)
فنصّ ابن عاشور أن في الآية استعارة ما .

النص الخامس: وهو للعلامة الألوسي في تفسيره وهو أوسع من بسط وجوه المجاز في هذه الآية فأجاد جدا، وإليك كلامه ….. #انتظره_لاحقا

===============================

[1] انظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/961402920640397/
[2] ((الجواب الصحيح)) (3/145 ، 146) ، وانظر الصورة رقم: 3، اللون الأصفر
[3] الفرق بين المجاز المرسل والاستعارة في العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المنقول إليه فإن كانت العلاقة المشابهة كالعلاقة بين الرجل الشجاع والأسد مثلا فهي الاستعارة وإن كانت لغير ذلك من العلاقات التي ذكرها البلاغيون مثل السببية والمسببية والحالية والمحلية والكلية والجزئية وغيرها فهي المجاز المرسل كالعلاقة بين الاصبع واليد الجزئية .
أما الفرق بين المجاز وبين الكناية ففي القرينة لأن قرينة المجاز صارفة ومانعة من المعنى الأصلي أما القرينة في الكناية فهي قرينة غير مانعة أي إن المعنى الثاني في الكناية لايمنع من جريان المعنى الأول والله أعلم. كذا في

http://alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=30102
[4] انظر الصورة : 15، 16
[5] تفسير الكشاف مع حاشية الطيبي (13/ 415)، وانظر الصورة: 17، 18، 19
[6] (انظر الصور 20، 21)
[7] (انظر الصور 24، 25

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/963451953768827/

السابق
هل يجوز المسح على الجوارب الخفيفة أثناء الوضوء؟ (منقول)
التالي
رسول الله ﷺ يـقـول والوهابية يقولون … (منقول)