حكم الاشتغال بعلم الكلام

الإسفراييني: فلينظر فيما صنّفه أبو حنيفة ــ رحمه الله ــ فى الكلام ، وهو “كتاب العلم” وفيه الحججُ القاهرةُ على أهل الإلحاد والبدعة ،  وقد تكلم فى شرح اعتقاد المتكلمين ، وقرّر أحسنَ طريقة فى الرد على المخالفين (منقول)

قال الإمامُ أبو المظفّر اﻹسفـرايِيني الشافعيّ ــ رحمه الله تعالى ــ فى كتابه  “التبصير فى الدين” ص١٨٢
بعد أن سرد عقيدة أهل السنة والجماعة ما نصّه :
(واعلَـمْ أنّ جَـميـعَ ما ذكرنَـاهُ من اعـتِـقاد أهـل السنّـةِ والجماعَـةِ فلا خِـلافَ فى شيءٍ منـه بين الشافعيّ ، وأبي حنيفة ، ــ رحمهما الله ــ وجمِيـعِ أهلِ الـرّأيِ والحديـثِ مثـل مـالكٍ ، والأوزاعـيّ ، وداود ، والـزُّهْـريّ ، واللّـيْـث بن سعد ، وأحمد ابن حنبل ، وسفيان الثَّوْرِيّ ، وسفيان بن عُـيَـيْـنَة ، ويحيى بن مَعِين ، وإسحاق بن رَاهَويه ، ومحمد بن إسحاق الحَنظلي ، ومحمد بن أسلم الطُّـوسِـيّ ، ويحيى بن يحيى ، والحسين بن الفضل البَجَلي ، وأبي يوسف ، ومحمد ، وزُفَـر ، وأبي ثَـوْر ، وغيرهم من أئمة الحجاز والشام والعراق وأئمة خراسان وما وراء النهر ، ومَن تقدّمهم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
ومن أراد أن يَـتحَـقَّـقَ أن لا خلاف بين الفريقيْـن فى هذه الجُـملة فلينظر فيما صنفه أبو حنيفة ــ رحمه الله ــ فى الكلام ، وهو “كتاب العلم” وفيه الحججُ القاهرةُ على أهل الإلحاد والبدعة ،
  وقد تكلم فى شرح اعتقاد المتكلمين ، وقرّر أحسنَ طريقة فى الرد على المخالفين ،و”كتاب الفقه الأكبر”  الذى أخبرنا به الثقة بطريق معتمد ، وإسناد صحيح ، عن نصير بن يحيى عن أبي مطيع عن أبي حنيفة،  وما جمعه أبو حنيفة في “الوصية” التى كتبها إلى أبي عمرو عثمان البَـتِّـيّ وردّ فيها على المُبتدعين،
ولينظر فيما صنّفه الشافعيُّ فى مصنفاته فلم يجد بين مذهبيْهما تَبايُنا بحالٍ، وكـلُّ ما حُـكِى عنهم خلاف ما ذكرناه من مذاهبهم فإنما هو كَـذِبٌ يَـرتَـكِـبُـه مُبتدعٌ تَـرويجًا لبدعـتِـه،ومن لا يُبالي أن يَـتَـدَيَّـن بِـما لا حقيقَـةَ له في دينـه لا يُـبالي نِسْـبَـة الخُـرافَـات إلى أئـمّة الدّين ،  لأنّ من كذب على الله ــ تعالى ــ ورسوله ــ ﷺ ــ لا يُـبالِي أن يكذب على أئمة المسلمين.
وقد نَـبَـغ من أحدَاثِ أهـلِ الـرّأي من تَـلَـبّـسَ بشيءٍ من مَقالات القَـدَريّـة والـرّوَافض مُقلِّـدًا فيها ، وإذا خـاف سيوفَ أهلِ السنّـة نَـسَـب ما هو فيه من عقائـده الخَـبِيـثَـة إلى أبـي حنيفة تَـسَـتُّـرًا بـه ، فلا يَـغُـرَّنَّـك ما ادّعَـوْهُ من نِـسبَـتها إليـه ، فإنّ أبا حنيفة بَــرِيءٌ منهم وممّا نَـسَـبُـوهُ إليـه.
والله ـ تعالى ـ يَـعصِـم أهلَ السنّـة والجماعـة من جميع ما يَـنسُبه إليهـم أهلُ الغَـوَايَـة والضَّلالَـةِ ،  وبالله التوفيق.)

السابق
السنوسي: ولهذا أجمعوا أن لفظ الشم والذوق واللمس لا يصح إطلاقه في حقه تعالى لما يؤذن به من الاتصالات وتجدد الكيفيات وكل ذلك في حق من تنزه عن الحدوث في ذاته وصفاته مستحيل
التالي
حكم التلفظ بالنية في الصيام وقول ((نويت صوم غد عن أداء فرض شهر رمضان في هذه السنة لوجه الله الكريم)) / منقول /