-اعتقاد الطبري في كلام الله:
الطبري رحمه الله كان ينزه الله عن الجسمية،ويعتقد أن الله متكلم بكلام أزلي..!
فقد قال رحمه الله : “ھُوَ الـمُتَكَلِّمُ الَّذِي لَايَجُوزُ عَلَیْهِ السُّكُوتُ”.[١].[٢].
وقال: “القُرْآنُ الَّذِي ھُوَ كَلَامُ الـلَّهِ – تَعَالَى ذِكْرُهُ – لَـمْ يَزَلْ صِفَةً قَبْلَ كَوْنِ الخَلْقِ جَمِیعًا، وَلَا يَزَالُ بَعْدَ فَنَائِهِمْ”.[٣].
وقال أيضا :”مَا لَـمْ يَخْلُ مِنَ الحَدَثِ لَا شَكَّ أَنَّهُ مُحدَث”.[٤].
فكيف يقول أن كلام الله حادث،وهو يحكم بالحدوث على كل من اتصف بالحوادث( ؟؟!!!!!!).
وقال رحمه الله عند تفسیره لقوله تعالى:” وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِیِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِیلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِینَ ” – : “وَالْخُوَار : صَوْت الْبَقَر .
يُخْبِر جَلَّ ذِكْره عَنْهُمْ أَنَّهُمْ ضَلُّوا بِمَا لَا يَضِلّ بِمِثْلِهِ أَھْل الْعَقْل , وَذَلِكَ أَنَّ الرَّبّ جَلَّ جَلَاله الَّذِي لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمُدَبِّر ذَلِكَ , لَا يَجُوز أَنْ يَكُون جَسَدًا لَهُ خُوَار , لَا يُكَلِّم أَحَدًا وَلَا يُرْشِد إِلَى خَیْر . وَقَالَ ھَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَصَّ اللَّه قَصَصهمْ لِذَلِكَ ھَذَا إِلَهنَا وَإِلَه مُوسَى , فَعَكَفُوا عَلَیْهِ يَعْبُدُونَهُ جَهْلًا مِنْهُمْ وَذَھَابًا عَنْ اللَّه وَضَلَالًا” .
وقال : ” ومن أبى ماقلنا في ذلك , قیل له : أخبرنا عن الكلام الذي وصفت أن القديم به متكلم أخلقه في ذاته , أم في غیره , أم قائما بنفسه؟ فإن زعم أنه خلقه في ذاته فقد أوجب أن تكون ذاته محلا للخلق , وذلك عند الجمیع كفر”.[٥].[٦].
-قوله أن اللفظ بالقرآن مخلوق :
قال ابن كثير رحمه الله :”كان قد وقع بينه – الطبري – وبين الحنابلة أظنه بسبب مسألة اللفظ، واتهم بالتشيع، وطلبوا عقد مناظرة بينهم وبينه، فجاء ابن جرير لذلك ولم يجئ منهم أحد، وقد بالغ الحنابلة في هذه المسألة وتعصبوا لها كثيراً، واعتقدوا أن القول بها يفضي إلى القول بخلق القرآن، وليس كما زعموا، فإن الحق لا يحتاط له بالباطل، والله أعلم”.[٧].
-تفريقه بين التلاوة والمتلو:
قال الطبري رحمه الله :”وكذلك القول في قائل لو قال : ” قراءتي القرآن مخلوقةً ” . وزعم أنه يريد بذلك القرآن مخلوقٌ : فكافرٌ لا شك فيه عندنا، ولا أحسب أحداً أعطي شيئاً
من الفهم والعقل يزعم ذلك أو يقوله .
فأما إن قال : أعني بقول ” قراءتي ” : فعلي الذي يأجرني الله عليه والذي حدث مني بعد أن لم يكن موجوداً، لا القرآن الذي هو كلام الله – تعالى ذكره
- الذي لم يزل صفةً قبل كون الخلق جميعاً، ولا يزال بعد فنائهم الذي هو غير مخلوقٍ .
فإن القول فيه نظير القول في الزاعم أن ذكره الله –جل ثناؤه – بلسانه مخلوقٌ، يعني بذلك فعله لا ربه الذي خلقه وخلق فعله “.[٨].
مــحــمــد الــشــافــعــي
—–‐‐——————-‐‐————–
[١]التبصير في معالم الدين: ١٢٨.
[٢]وقد اعترض عليه محقق الكتاب،وقال أن هذا قول نفس قول الأشاعرة !!!!..
[٣]التبصير في معالم الدين :١٥٢.
[٤]تاريخ الطبري: (١/٢٨).
[٥]التبصير في معالم الدين :٢٠٢.
[٦]وهذا الكلام عكس كلام ابن تيمية رحمه الله!!!..
فقد قال في مجموع الفتاوى( ٦/328 ): “ھوَ حَادِثٌ فِي ذَاتِهِ، وھل يقال: أحدَثَهُ في ذاته؟ على قولین: أصحُّهما أنه يقال ذلك”.
فتأمل!!!
[٧]البداية والنهاية: (11 / 145).
[٨]التبصير في معالم الدين :١٥٢.