مقالات في التجسيم

أصل الخلاف بين المنزهة والمشبهة..(منشور للشيخ الفاضل عبد الناصر حدارة)

أصل الخلاف بين المنزهة والمشبهة..

أصل الخلاف مع الوهابية والتيمية ليس في صفات الباري سبحانه كما يروجون..الخلاف في الصفات تابع…

وإنما أصل الخلاف في ذات الباري سبحانه وفي قوله تعالى:(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)…

فأهل السنة من الأشاعرة والماتريدية ومنزهة الحنابلة فهموا من قوله تعالى:(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)..أن ذات الله لا تماثل ذوات المخلوقات..

فنظروا في ذوات المخلوقات فوجدوها متحيزة مكيفة لها حجم ووزن خف أو ثقل..فنفوا عن الله ب(ليس كمثله شيء) التحيز والحد والكيف والحجم والوزن…ثم أثبتوا ب(وهو السميع البصير) ما أثبته الله لنفسه صفات له من حيث كون ذاته (ليس كمثله شيء)..

فلزمهم أن يثبتوا الاشتراك بين صفات الخالق وصفات المخلوق في لازم المعنى لا في أصل المعنى بالتواطؤ أو التشكيك..لأن الاشتراك في أصل المعنى لازم للاشتراك في الكنه والحقيقة لأنه اشتراك في الذاتيات..وقد أثبتوا عدم الاشتراك في الذاتيات ب(ليس كمثله شيء)..

وأما الوهابية والتيمية فلم ينزهوا ذات الله عن ذوات المخلوقات ب(ليس كمثله شيء)..بل قالوا بالاشتراك في المعنى الكلي المشترك بين ذات الله وذوات المخلوقات..فذوات المخلوقات متحيزة مكيفة ذات حجم ووزن..وذات الله متحيزة مكيفة ذات حجم وثقل…

وإنما معنى (ليس كمثله شيء) في الكيفيات..فكيفية ذات الله أي شكلها وهيئتها ليس ككيفيات المخلوقات..وإثبات الكيف لذات الباري يلزم منه إثبات الحيز والحجم والثقل والحد وهم التزموه..

وبما أن ذات الله كذلك فصفات الله كذلك..أي كصفات المخلوقات في حقائقها ولكنها مغايرة عن صفات المخلوق بكيفياتها….فأثبتوا التماثل التام بين الخالق والمخلوق من كل وجه في الذاتيات وسموه المعنى الكلي المشترك..وغايروا في الكيفيات…لذلك وصفوا الله بكل أوصاف البشر مع نفي المماثلة في الكيف..

مع أن التغاير في الكيفية لازم كل المخلوقات بحيزها..فكل مخلوق مغاير لغيره بما يشغله من حيز..وعندهم الباري كذلك..فمغايرة الباري عندهم للمخلوق كمغاير المخلوق للمخلوق..ويتباكون لو قلت لهم مجسمة!!!

هذا هو أصل الخلاف بين المنزهة والمجسمة..وقلوب المجسمة تعرفه تماما ولو أنكرته ألسنتهم..فاضبطه حتى لا يلبسوا عليك دينك..
وتحداهم أن يثبتوا ذات الباري بلا حيز وحجم وحد..فلن تحس منهم من أحد ولن تسمع لهم ركزا…وبالله التوفيق..

السابق
الفرق بين الشبه في أصل المعنى وفي لازم المعنى..(منشور للأخ الفاضل عبد الناصر حدارة)
التالي
وثائق فيديو “ابن شمس:الأشاعرة عندهم قرآنان أحدهما في المصحف!! فأجابه البخاري: أنا ليس عندي في المصحف قرآن أصلا ج1 و 2”