الى كل وهابى من ضئضىء ذى الخويصرة رأس الخوارج :
صَه يا جهولُ فما المقابرُ مسجداً
كلَّا ولا هي قِبلةُ الإخوانِ
لم يعبدوا الشيخَ الذي بضريحِه
فنَسَبتَهم زوراً إلى الأوثانِ
هَرعوا الى ذاك الضريح توسُّلاً
بالصالحينَ لِذي العُلا الديَّانِ
لم يَطلبوا الغفرانَ مِن غيرِ الذي
خَلَقَ الوجودَ وجَاد بالغفرانِ
لم يسألوا ذاك الوليَّ لأنَّه
هو خالقُ الملكوتِ والاكوانِ
لَكِنْ لِقُربٍ مِنه مِن ربِّ السَّماء
والامرُ مَرجِعُه إلى الرحمنِ
بل انت تدري أنَّهم لم يعبدوا
غيرَ الإلهِ الواحدِ المنانِ
إنَّ التوسُّلَ بالكرام حقيقةٌ
جاءَتْ كنورِ الشَّمسِ في التِّبيانِ
كَم مِن حَدِيثٍ في الصِّحَاحِ مُدَوَّنٌ
كَرِوايةِ الأعمَى لَدَى عُثمان
ولها تَخَاريجٌ كذلك جَمَّةٌ
مِن خِيرةِ الحُفَّاظِ كالطَّبراني
منها النسَائي وابنُ ماجةَ قَبلَه
وكذا ابنُ حنبلَ أحمدُ الشٌَيباني
والترمذي أتَى بها تخريجُه
ثم الإمامُ الحاكمُ الطَّهْمَاني
إنِّي اختصرتُ ولللبيب كفايةٌ
بأقل ما يُغنِيه مِن برهان
هي في التوسلِ بالشواهدِ حُجَّةٌ
وسيوفُ حَقٍّ في رقابِ الجاني
لَكِنَّ جَهلَكَ يا ضلولُ مركبٌ
أصبحتَ في عَمَهٍ عن الفُرقان
فَرميتَ بالشركِ العبادَ خِيارَهم
بل ذا فؤادُك ناضحٌ بالرَّان
فجعلتَ نفسَك نائباً عن ربِّنا
فملكتَ للجناتِ والنيران
يا طالبَ التوحيدِ إنْ رمتَ الهُدى
بالأشعَرِيِّ عَلَيكَ واللَّقَّاني
سَيُنيرُ عَقدُ الاشعريِّ بلادَنا
حتى ليومِ القِسطِ والميزان
يا مدعين لسُنَّةٍ هيهات قد
شَوَّهتم الإسلام بالعدوان
تَبِعوا شيوخاً ما لهم أهليةٌ
في العلمِ أو سَنَدٌ كما الالباني
سُودَ الوُجوهِ مِن الجَفاءِ كَوالَحاً
لم تَختَلِط بِبَشَاشَةِ الإيمانِ
ما ثَمَّ فيهم غيرُ أبله جاهلٍ
ومُدلِسٍ يهوى رضا السلطان
إنْ قَالَ باطلَ زيَّنُوه تَمَلُقاً
وتَزَلَّفُوا لرضاه بالاذعان
ولَئِن ابَى السلطانُ سابِقَ فَتوِهِم
صَنَعوا له فَتَوى بثوبٍ ثاني
أو قال قَد أكَلَ ابنُ عُرس حَدِيدةً
قالوا بَلى هِي عادةُ الفئران
عَبثُوا بِقُدسِيِّ النُّصوصِ فَفَرَّغوا
المفهومَ عن نهجِ الهُدى الربَّاني
زَعموا بأنَّ اللهَ شابٌ أمردٌ
سُبحانك اللَّهم مِن بُهتان
نَسَبوا الجوارحَ للإلهِ فَشَبُّهوا
الرحمنَ ربَّ العرشِ بالإنسان
فَدَأَبتَ تَستَجدِي الريالَ فَدِينُكم
مُستَورَدٌ مِن مَتجرِ الخُسران
يا أيها الغِرُّ الجهولُ كَفاكُمو
أنْ تُوصِموا الاخيارَ بالكُفران
يا لَعنةً عَبر الزَّمان بِضِئْضِئٍ
مِن ذي الخُوَيصِرةِ الجَحُودِ الشَّاني