نصوص أهل العلم في عدِّ نصوص الصفات الإلهية من المتشابهات
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي (388هـ) :
(فإن قيل كيف يصح الإيمان بما لا نحيط علماً بحقيقته ونصفه بشيء لا درك له في عقولنا ؟ قيل : قد أمرنا أن نؤمن بملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالجنة ونعيمها وبالنار وأليم عذابها ، ومعلوم أنَّا لا نحيط علماً بكل شيء منها على التفصيل ، وإنما كلِّفنا الإيمان بها جملة
ألا ترى أنَّا لا نعرف أسماء عدة الأنبياء وكثير من الملائكة ولا نحيط بصفاتهم ، ثم لم يقدح ذلك فيما أمرنا أن نؤمن به
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الجنة “يقول الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر”)
إبطال التأويلات لأخبار الصفات 1 / 64
قال الإمام أبو المظفر السمعاني (489هـ) “عند صفة الإتيان” :
(والآية من المتشابهات)
تفسير السمعاني 1 / 210
وقال أيضاً “عند صفة المجيء” :
(وهو من المتشابه الذي يُؤمَن به ولا يُفسَّر ، وقد أوَّل بعضهم : وجاء أمر ربك ، والصحيح ما ذكرنا)
تفسير السمعاني 6 / 220
قال الراغب الأصفهاني (502هـ) :
(والمتشابه من جهة المعنى أوصاف الله تعالى وأوصاف يوم القيامة فإن تلك الصفات لا تتصوَّر لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسُّه)
المفردات في غريب القرآن / مادة شبه ص254 – المعرفة
قال الإمام ابن قدامة (620هـ) :
(والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى – بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ – لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ – وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ – تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) ونحوه فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله ….. فإن قيل فكيف يخاطب الله الخلق بما لا يعقلونه أم كيف ينزل على رسوله ما لا يطلع على تأويله ، قلنا يجوز أن يكلفهم الإيمان بما لا يطلعون على تأويله ليختبر طاعتهم كما قال تعالى “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ – وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ – وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ” وكما اختبرهم بالإيمان بالحروف المقطعة مع أنه لا يعلم معناها. والله أعلم)
روضة الناظر وجنة المناظر ص36
قال الإمام السغناقي (714هـ) :
(وقول شمس الأئمة – أي السرخسي – : “ما يشبه لفظه ما يجوز أن يوقف على المراد فيه وهو بخلاف ذلك” نظير ذلك قوله تعالى (يد الله) فبالنظر إلى اليد يُعلَم أن المراد منها الجارحة ، ثم هذا الموضع لا يحتمل ذلك ، فكان على خلاف المراد الذي يُعلَم من ظاهر الكلام ؛ لأن الله تعالى منزَّه عن الجارحة ، فتشابه موجب السمع وموجب العقل)
الكافي شرح البزدوي 1 / 238 – الرشد
قال الإمام ابن الوزير اليماني (822هـ) :
(قسم فيه مخاطر كبيرة وخوف من البدعة والعذاب وهو ما يتعلق بذات الله عز وجل ونحوه من المتشابهات …)
إيثار الحق على الخلق ص156
قال الإمام المرداوي (885هـ) ” وهو يتكلم عن المتشابه” :
(… أو لظهور تشبيه في صفات الله تعالى كآيات الصفات وأخبارها فاشتبه المراد منه على الناس ، فلذلك قال قوم بظاهره فشبَّهوا وجسَّموا ، وفرَّ قوم من التشبيه فتأولوا وحرفوا فعطلوا ، وتوسَّط قوم فسلَّموا فأمروه كما جاء مع اعتقاد التنزيه فسَلِموا ، وهم أهل السنة وأئمة السلف الصالح)
التحبير شرح التحرير 3 / 1396 – الرشد
قال الإمام جلال الدين السيوطي (911هـ) :
(من المتشابه آيات الصفات … وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ، ولا نفسِّرها مع تنزيهنا له تعالى عن حقيقتها)
الإتقان في علوم القرآن 2 / 10
قال الإمام مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي (1033هـ) :
(والتأويل هو أن يراد باللفظ ما يخالف ظاهره ، أو هو صرف اللفظ عن ظاهره لمعنى آخر ، وهو في القرآن كثير ، ومن ذلك آيات الصفات المقدسة ، وهي من الآيات المتشابهات)
أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشبهات ص48
قال الإمام الآلوسي (1270هـ) :
(… لكنهم نزّهوا – أي السلف – مولاهم عن مشابهة الحوادث. ثم فوَّضوا إليه سبحانه تعيين ما أراده هو أو نبيه من الصفات المتشابهات)
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 1 / 60