تتميما للمناظرة السابقة التي هنا:
قلت لخصمي:
تقول : وإن كنت ترى هذا تناقضا فوجه التهمة للسلف ، وأنا أقول لك: إن كنت ترى التفويض تجهيلا فوجه هذه التهمة للسلف ، انظر بسط ذلك: https://www.youtube.com/watch?v=sQQQ7rjni3w&t=1180s أتحدى الوهابية أجمعين أن يفسروا لا أن يؤولوا كلمة تفسير في قول السلف عن الصفات أنها تمر بلا تفسير!
فقال لي:
والله لا يخفى على أصغر طويلب علم بطلان هذه النسبة للسلف وأما روي عن بعض السلف من ترك التعرض لتفسير نصوص الصفات هذا من كلامهم المجمل الذي يوضحه ويبينه كلامهم الآخر المستفيض عنهم في إثبات حقيقة معانى الصفات لله تعالى يا صلاح ما تضحك عحالك
فقلت:
إذا كانت كلمة التفسير في كلام السلف مجملة تحتاج إلى تفسير فقد انتهيت أنت ومذهبك القائل بأن آيات الصفات المتشابهة هي من أوضح الواضحات فكيف هي من أوضح الواضحات وكيف فسرها السلف؟ فهل الواضح يحتاج إلى توضيح وهل المفسَّر يحتاج إلى تفسير؟!! إن توضيح الواضحات من أمحل المحالات .. فضلا عن أنك بذلك تسقط مذهب السلف كله .. ثم كيف تكون اليد والوجه والاستواء والنزول والكلام ونحوها كلمات واضحة لا تحتاج إلى تفسير وأما كلمة التفسير تحتاج إلى تفسير؟!!! إذ كل عبارة من عبارات السلف ستحتج بها فهي ستحتاج إلى تفسير حتى كلمة تفسير في كلامهم حينما قالوا “بلا تفسير” هي نفسها تحتاج عندكم إلى تفسير …!!!! بل تسقط الاحتجاج بنصوص الكتاب والسنة كلها سواء المحكم منها أو المتشابه لأن كل كلمة منها تحتاج إلى تفسير حتى كلمة تفسير تحتاج إلى تفسير … عرفت أنت على من تضحك ؟
فقال:
وليد أنصحك بالردود الحنبلية الحثيثة على المفوضة المتجهمة الخبيتة للشيخ إبراهيم الشمري الحنبلي
فقلت:
@ـ وأنا أنصحك أن تتابع سلسلتي “[1] هل تعلم أن اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!”
https://drwaleedbinalsalah.com/1-هل-تعلم-أن-اللاءات-التي-يرددها-ابن-تيم/
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/454355261345168/
فقد أجبت فيها عن شبهات الوهابية حول التفويض الثابت عن السلف ثبوت الجبال، وإليك نصوص أحمد في ذلك:
جاء في كتاب مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه للحافظ اﻟﺜﻘﺔ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ منصور اﻟﻤﺮﻭﺯﻱ الكوسج:
ثم وضعت له بقية المنشور وهو على هذا الرابط:
https://drwaleedbinalsalah.com/ثبوت-التفويض-عن-الإمام-أحمد-بن-حنبل-وال/
ثم قلت:
وهنا المزيد من المقالات والمناظرات عن التفويض في موقعي: https://drwaleedbinalsalah.com/مناظرات-وردود/مقالات-قيمة-في-الرد-على-الوهابية/مقالات-قيمة-في-التفويض/
ثم قال:
لا بد من النظر في كافة الأقوال التي وردت عنه في هذا المقام، وتفسير بعضها ببعض، كيلا يحمل كلامه على غير ما قصده، أما الأخذ بقول واحد من أقواله والتغافل عن الباقي فهذا لا ريب أنه خطأ منهجي، وهذا الملاحظ على المخالفين، حيث يتشبثون بكلمة أو كلمتين عن إمام من الأئمة لترويج مذهبهم، دون أن يكلفوا أنفسهم دراسة كل ما ورد عنهم في هذا الباب، ولو فعلوا وكانوا ذوي إنصاف وتجرد للحق لوجدوا الأمر خلاف ما يظنونه.. ولأجل هذا سنتبع هذا المنهج في البحث، لننظر في الكلمات التي وردت عن الإمام أحمد في هذا المقام، ونقارنها بالكلمة السابقة لنرى مدى التوافق والتخالف.. هل بالفعل الإمام يرى تفويض المعنى؟. – عن يعقوب بن بختان قال: سئل الإمام أبو عبدالله عمن زعم أن الله لم يتكلم بصوت، قال: بلى يتكلم سبحانه بصوت.. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة 1/302. هل يمكن للمفوض للمعنى أن يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت؟.. الجواب: لا، إن الإمام هنا يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت، وهذا إثبات للمعنى، أما الكيفية فمجهولة.. – وفي رواية حنبل قال أحمد: “يضحك الله، ولا نعلم كيف ذلك؟”.. المسائل والرسائل 1/315. أليس في هذا دلالة على أنه يفوض الكيفية دون المعنى؟… فلم يقل فيه: لا نعلم معنى ذلك؟. – وقال يوسف بن موسى: قيل لأبي عبدالله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، كيف شاء من غير وصف؟. قال: نعم.. المسائل والرسائل 1/348. قوله: ” من غير وصف”.. أي من غير تكييف.. ولم يقل من غير معنى، بل أثبت المعنى، وهو النزول. – قال أحمد في حديث: ( خلق آدم على صورته)، لانفسره، كما جاء الحديث.. إبطال التأويلات 1/80. فقوله هنا:” لا نفسره” أي لا نتكلم في كيفيته، بل يأخذ بظاهر المعنى، وهو المعلوم، كما جاء عن أم سلمة وربيعة مالك، والإجراء على الظاهر لايكون بتفويض المعنى، لأن المفوض للمعنى لم يجره على الظاهر، بل عطل الظاهر أن يكون له معنى، وأما المثبت للمعنى المفوض للكيفية هو الذي يصح في حقه أن يقال أجراه على ظاهره. إذن يتبين مما سبق أن القول بأن الإمام أحمد يفوض المعنى إنما هو تعلق بالمتشابهات دون حمل كلامه بعضه على بعض، وتفسير بعضه ببعض، وقد رأينا كيف أن منه ما هو صريح في إثبات المعنى وتفويض الكيفية، بل قد روى عنه الإمام ابن تيمية قولا صريحا في المسألة، هو نقيض ذلك القول تماما، قال ابن تيمية: ” وقال عبدالعزيز بن الماجشون إمام أهل المدينة وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى: ” إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن علمنا تفسيره ومعناه” الدرء 1/207 2- من الأسس التي لا يختلف فيها اثنان، أن قول الجماعة الثقات أهل الدين والعلم مقدم على قول الفرد الواحد منهم، فلو فرضنا جدلا أن الإمام أحمد يقول بتفويض المعنى، ورأينا أن جمهور السلف يقول بإثبات المعنى وتفويض الكيفية، فلا ريب أن الأخذ بقول السلف وإجماعهم مقدم، وقد رأينا كيف أن السلف أجمعوا على ذلك، قلت: هذا إذا فرضنا أن الإمام يقول بذلك، لكن الحقيقة أن نصوصه تشهد بأنه يثبت المعنى ويفوض الكيفية.. 3- تلك الرواية كانت عن حنبل، وحنبل بن إسحاق من أصحاب الإمام أحمد، قال عنه أبو بكر الخلال: ” قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بغير شيء”. طبقات الحنابلة 1/143. وقال الذهبي: ” له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد ويغرب”. سير أعلام النبلاء 13/52. قال ابن القيم: “وهو كثير المفاريد المخالفة للمشهور من مذهبه، وإذا تفرد بما يخالف المشهور عنه، فالخلال وصاحبه عبدالعزيز لا يثبتون ذلك رواية، وأبو عبدالله بن حامد وغيره يثبتون ذلك رواية”. مختصر الصواعق ص406 وقد رأينا أن تلك الرواية لم ترد إلا عن حنبل، بل نفس تلك الرواية وردت عنه لكنها خالية من لفظة: “لا كيف ولا معنى”.. فقد روى اللالكائي في كتابه شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/453 قال: ” قال حنبل ابن إسحاق قال: سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)، فقال أبو عبدالله: نؤمن بها ونصدق بها، ولا نرد شيئا مما جاء منها إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق …”. فأنت ترى هنا أن تلك اللفظة لم ترد في هذه الرواية.. فهذا يدلك على أن الرواية نفسها فيها ما فيها من حيث شهرة حنبل بتفرده وإغرابه، وعدم إثبات طائفة من أصحاب الإمام أحمد بما انفرد به رواية عن الإمام.
فقلت:
تقول “لا بد من النظر في كافة الأقوال التي وردت عنه في هذا المقام، وتفسير بعضها ببعض، كيلا يحمل كلامه على غير ما قصده…”إلخ.. جميل .. ولكن ما تفسير كلمة تفسير ؟ فهذه أصلا بحاجة إلى تفسير عندكم … هههههه …. بدليل أنك تقول ((( “فقوله هنا:” لا نفسره” أي لا نتكلم في كيفيته،” ))) إذن فسر لي أولا كلمة التفسير لي ثم فسر لي تفسيرك لها ثم فسر المفسر وهكذا إلى ما لا نهاية .. أرأيتم السفسفسطة الوهابية !!!
طبعا أنت لن تفهم هذا الكلام فأوضحه لك .. أنت تقول ((( “فقوله هنا:” لا نفسره” أي لا نتكلم في كيفيته،” ))) فأقول: فسر لي كلامك هذا ، أي فسر لي كلمة “أي” وكلمة “لا” وكلمة “نتكلم” وكلمة “في” وكلمة “كيفيته”.. ثم بعد أن تفرغ من تفسيرها كلها … فسّر لي تفسيرك لها ثم فسر تفسيرَ تفسيرك لها وهكذا .. أي إن قلت معنى كلمة “أي” : هي كلمة تقال للتفسير … فأريد منك أن تفسر لي كلمة “هي” ثم تفسر لي كلمة “كلمة” ثم تفسر لي قولك “للتفسير”. ثم تفسر لي كلمة نتكلم ثم تفسر تفسيرك لها ، ثم تفسّر لي كلمة “في” ثم تفسر تفسيرك لها وهكذا، ثم تفسر لي كلمة كيفية ثم تفسّر تفسيرك لها .. أي أنك بعد أن تفرع لي من تفسيرك لكل كلمة ستقوم بتفسير ما فسرته وهكذا إلى ما لا نهاية …
وهكذا افعلْ في كل عبارة عن أحمد وعن الكتاب والسنة لا سيما من الصفات المتشابهة ففسر لي الاستواء والنزول واليد والوجه والكلام والصوت والضحك والصورة والكيف والمعنى والتفسير والمحكم والمتشابه … ثم بعد أن تنتهي من تفسير كل ذلك فسّر لي تفسيرك لها ثم بعد أن تفسر تفسيرك لها فسر تفسيرَ تفسيرك لها، ثم فسر تفسيرَ تفسيرٍ تفسيرك لها وهكذا إلى ما لا نهاية … ههههه ..
طبعا ستقول لي : هذا تنطع وعناد ومكابرة إذ كيف سأفسر لك كلمة التفسير ثم أعيد تفسيرها إلى ما لا نهاية .. فأقول لك: سبحان الله ألست أنت نفسك الذي كنت تفسر لنا كلمة التفسير في كلام السلف الذين قالوا “تمر بلا تفسير” فقلت ((( “فقوله هنا:” لا نفسره” أي لا نتكلم في كيفيته،” …))) ثم كتبت لي جريدة في تفسير كلمة التفسير؟!! جميل اكتب الآن جرائد في تفسير ما طلبت منك؟ ثم لكل جريدة فسرها بجريدة أخرى وهكذا إلى ما لا نهاية … ههههه ..
ألست أنت الذي تقول أن آيات الصفات المتشابهة هي من أوضح الواضحات وأجلى الجليات ومع ذلك فسرها السلف ..؟!! وفي ذلك يقول ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 294):رد الجهمية النصوص المحكمة غاية الإحكام المبينة بأقصى غاية البيان أن الله موصوف بصفات الكمال من العلم والقدرة والإرادة والحياة والكلام والسمع والبصر والوجه واليدين والغضب والرضا والفرح والضحك والرحمة والحكمة وبالأفعال كالمجيء والإتيان والنزول إلى السماء الدنيا ونحو ذلك.اهـ وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (13/ 307): وأيضا فالسلف من الصحابة والتابعين وسائر الأمة قد تكلموا في جميع نصوص القرآن آيات الصفات وغيرها وفسروها بما يوافق دلالتها وبيانها .اهـ
وقال الجاسم في : «الأشاعرة في ميزان أهل السنة» (ص180):
- الإمام الحافظ الحجة سفيان بن عيينة المكي (198 هـ)
قال: «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره، لا كيف ولا مثل» (2) اهـ.
قال الذهبي: (وكما قال سفيان وغيره: قراءتها تفسيرها: يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف) (3) اهـ.
وهذا يبين مراد السلف بقولهم عن الصفات “لا تُفسّر” أي: بغير ظاهرها، وهو حملها على المجازات ونحو ذلك، أما تفسيرها بما يدل عليه ظاهرها، فهو الحق، وهو الإمرار الذي أطبق عليه السلف في الصفات.انتهى كلام الجاسم
قال وليد: إذن الآيات المتشابهة واضحة جليه ومبينة غاية البيان كما قال ابن القيم ومع ذلك فسرها السلف كما قال ابن تيمية، ولكن أشكل علينا كلمة التفسير نفسها ففسرها لنا الذهبي والجاسم وأنت ، فإذن ثبت أن التفسير يحتاج إلى تفسير .. والواضح يحتاج إلى توضيح … ففسر لنا التفسير ثم فسر لنا تفسيرك له وهكذا إلى ما لا نهاية .. ثم وضح لنا الواضح .. و جلِّ لنا الجلي وهكذا إلى ما لا نهاية … أرجو أن تكون فهمتَ إلا أن كنت تحتاج إلى تفسير كلمة الفهم ثم تحتاج تفسيرَ تفسيرِ الفهم وهكذا إلى ما لا نهاية.. هههه أرأيت سفسطتك وعنادك إلى أين يودي بك ؟ إنه يطيح بمذهبك ويصبح أثرا بعد عين. والله ولي التوفيق