وربما عَدَل بعض المغرضين في تعريف الجسم إلى ما يخلصهم …..فقالوا الجسم هو القائم بنفسه….
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/425649490882412/
جاء في “التجسيم في الفكر الإسلامي” للصقار (1/ 172): ….والحيز عند المتكلمين أعم من المكان (2) لأن المكان: هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد فيختص بالجسم، وما يشغله الجوهر الفرد لا يعد مكاناً لأنه لا امتداد في الجوهر الفرد. (3)
وربما استعمل بعض المتكلمين الجوهر مطلقاً في المتحيز فإذا أرادوا ما لا يقبل الانقسام قيدوه بالجوهر الفرد (4) . وقد يذكر بعض المتكلمين مصطلحاً يعم الأجسام والجواهر الفردة كالأعيان (5) والأجرام (6) فوجب التنبيه عليه.
وربما عدل بعض المغرضين في تعريف الجسم إلى ما يخلصهم مما ألزمهم به المتكلمون كما سبق عن بعض المجسمة أنهم قالوا الجسم هو القائم بنفسه (7) . وقد أقاموا بذلك شبهة عظيمة الفتنة بنوها على الاشتراك في لفظ القائم بالنفس، فإنه عند أهل السنة المنزهين للباري سبحانه عن الجسم ولوازمه يطلق على الباري سبحانه ويراد به المستغني في قيامه عن محل أو حيز يقوم به وعن فاعلٍ يكون قيامه به، فالمراد به حقيقة هو إثبات الغنى المطلق في مقابلة الاحتياج اللازم لأجسام العالم وأعراضه، فإن العرض يحتاج إلى محل يقوم به فيكون قيامه بغيره، ويحتاج إلى فاعل أيضاً، والجسم وإن قام بنفسه لكنه يحتاج إلى فاعل يقيمه وحيز يقوم فيه.
(2) وعند الحكماء الحيز مرادف للمكان عندهم وهو السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي انظر مقاصد الفلاسفة 312 والتعاريف للمناوي 127 و302
(3) انظر شرح النسفية للتفتازاني 72 و حاشية الدسوقي على أم البراهين 43
(4) انظر كشاف الاصطلاحات للتهانوي 1/602-603
(5) انظر تبصرة الأدلة 44 وشرح النسفية للتفتازاني 48
(6) انظر حاشية الدسوقي على أم البراهين 129وحاشية الشرقاوي 30
(7) انظر الملل والنحل للشهرستاني10
‘‘‘‘‘‘قال وليد وهذا ما يدندن حوله ابن تيمية في كتبه فهو يقول مثلا في بيان تلبيس الجهمية (1/ 545): ولقائل أن يقول إن عنيت بالتحيزية تفرقته بعد الاجتماع واجتماعه بعد الافتراق فلا نسلم أن ما لا يكون كذلك يلزم أن يكون حقيرا وإن عنيت به ما يشار إليه أو يتميز منه شيء عن شيء لم نسلم أن مثل هذا ممتنع بل نقول أن كل موجود قائم بنفسه فإنه كذلك وأن ما لا يكون كذلك فلا يكون إلا عرضا قائما بغيره وأنه لا يعقل موجود إلا ما يشار إليه أو ما يقوم بما يشار إليه .اهـ
ويقول أيضا في بيان تلبيس الجهمية (2/ 500): ولما تكلم بنفي الجسم ابو الهذيل امام المعتزلة واتباعه وتكلم في اثباته هشام بن الحكم وأشياعه، قال هؤلاء: الجسم هو الموجود وهو القائم بنفسه ولا يعني بالجسم الا القائم بنفسه ولا يعقل قائم بنفسه الا الجسم، وقالوا: دعوى وجود قائم بنفسه ليس بجسم كدعوى قائم بنفسه لا تقوم به صفة فان المعتزلة يقولون ان الباري تعالى قائم بنفسه وأنه يمتنع أن يكون محلا للصفات والحوادث قالوا وهذان مثل دعوى قائم بنفسه لا يباين غيره ولا يتميز عنه قالوا واثبات موجود قائم بنفسه ليس هو جسما ولا يقوم به صفة مثل اثبات قائم بنفسه ليس حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز كا يقوله من يقوله من الملاحدة والفلاسفة هذا كله جحد لما يعلم بضرورة العقل ومخالفة للبديهة والحس.اهـ قال وليد: إذن يستحيل عقلا عند ابن تيمية أن يكون الله قائما بنفسه وليس جسما….!!!!! ولذلك غير مستغرب من ابن تيمية حينما يثبت لله الحركة والنزول والمجيء والفوقية والمكان واليدين والعينين وووو …بالمعنى الحسي، وذلك لأنه ينطلق من قضية مسلمة عنده أن الله جسم ويستحيل أن لا يكون كذلك….!!! ويكفي في الرد عليه أن هذا هو حكم الوهم والخيال لا العقل وانظر:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=181120735397860&id=100004998042091
’’’’’’’
فالحاصل أن قيام الجسم بنفسه يراد به مقابلة العرض الذي يكون قيامه بغيره.وفسروا القيام بالغير بالتبعية في التحيز بأن يختص بالمتحيز بحيث تكون الإشارة الحسية إليهما واحدة كاللون مع المتلون فإن الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر، دون الكوز مع الماء فإن الإشارة إليهما ليست واحدة فإن الماء ليس قائماً أو حالاً في الكوز بل هو قائم بنفسه شاغل للكوب. (1) وإذا وصفنا الباري سبحانه بأنه قائم بنفسه لم نقصد هذا المعنى، بل أردنا إثبات الغنى المطلق في مقابلة الاحتياج الذي لا ينفك عنه موجود غيره. وبهذا يحصل الجواب عن كثير مما تمسكوا به في الشبه العقلية التي بنوها على هذه المغالطة. (2)
(1) انظر شرح المواقف 2/74
(2) انظر الغنية في أصول الدين لأبي سعيد النيسابوري 73و نهاية الإقدام للشهرستاني 110 وشرح النسفية للتفتازاني مع حاشية كستلي 47 و إشارات المرام للبياضي 179و شرح الهدهدي على أم البراهين 55 وحاشية الدسوقي على أم البراهين 73 والخريدة البهية لأحمد الدردير 36.
وقال بعض الكرامية الجسم هو الموجود. وقال هشام هو الشيء.
وقد أشار المتكلمون إلى بطلان هذه التعريفات بأن الأول (أي وهو: الجسم هو القائم بنفسه ) ينتقض بالباري سبحانه وبالجوهر الفرد، لأن الباري سبحانه قائم بنفسه بالمعنى الذي سبق والجوهر الفرد أيضا قائم بنفسه وليس جسماً.
والثاني (أي وهو الجسم هو الموجود) منقوض بالباري سبحانه وبالجوهر والعرض.لأن الباري سبحانه موجود والجوهر والعرض أيضا وليس في هذه الجملة جسم.
والثالث (أي وهو الجسم هو الشيء) منقوض بهذه الجملة أيضاً. لأن الشيء أعم من الجسم ويدخل فيه الباري سبحانه والجوهر والعرض قال أبو هلال: (الفرق بين الشئ والجسم: أن الشئ ما يرسم به بأنه يجوز أن يعلم ويخبر عنه، والجسم هو الطويل العريض العميق، والله تعالى يقول ” وكل شئ فعلوه في الزبر ” (1) وليس أفعال العباد أجساماً، وأنت تقول لصاحبك لم تفعل في حاجتي شيئاً، ولا تقول لم تفعل فيها جسماً، والجسم إسم عام يقع على الجرم والشخص والجسد وما بسبيل ذلك، والشئ أعم لأنه يقع على الجسم وغير الجسم) (2)
على أن في هذه التعاريف فساداً آخر لأن اللغة لا تساعد عليها بل تخالفها، لأن لفظ الجسم من أصل يدل على التجمع والتركيب من الأعضاء والزيادة في الأجزاء كما سبق وليس في هذه الأقوال إنباءٌ عن هذا الأصل. (3)
(1) الآية (52) من سورة القمر.
(2) الفروق اللغوية 307. وانظر إشارات المرام للبياضي 113. وقال الجرجاني في التعريفات 170(الشيء في اللغة هو ما يصح أن يعلم ويخبر عنه عند سيبويه. وقيل الشيء عبارة عن الوجود وهو اسم لجميع المكونات عرضا كان أو جوهرا ويصح أن يعلم ويخبر عنه. وفي الاصطلاح هو الموجود الثابت المتحقق في الخارج)
(3) انظر شرح المواقف للجرجاني 6/305 و كشاف الاصطلاحات للتهانوي 1/563 والباقلاني وآراؤه الكلامية للدكتور محمد رمضان 335