الأخ Osman Al Makki يعترف للمرة الثانية أن حديث الجارية نادر كزواجه عليه الصلاة والسلام من زينب من غير ولي ولا شهود .. فشكرا لك فقد كفئتنا المؤونة .. وكفى الله المؤمنين القتال!!!
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4931423110305005/
حيث قال الأخ عثمان “إن ما فعله وليدكم هذا هو كمثل من سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب رضي الله عنها بدون ولي ولا شهود فعارضه بذكر شروط النكاح المذكورة في كتب الفقه”.اهـ
قال وليد وفقه الله وإياكم: بل إن ما فعلته أنت يا أخ عثمان من تعميم حديث الجارية : ” هو كمثل من سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب رضي الله عنها بدون ولي ولا شهود” فجعله قاعدة فقهية وعممها على العالمين فقال لا يشترط في النكاح لا شهود ولا ولي لأن النبي عليه الصلاة والسلام فعل كذلك في زواجه لزينب!!!
هذا بالضبط ما فعلتَه أنت بحديث الجارية!!! حيث عممتَه وجعلتَه عقيدة يجب أن يعتقد بها الناس أجمعين أكتعين أبصعين بل جعلته مفتاحا للدخول في الإسلام بدل الشهادتين!!!!
وصرتم تختبرون عباد الله كلهم بهذا السؤال أين الله؟ حتى إن من استنكره أو لم يجب عنه بأنه تعالى في السماء، فهذا عندكم إما جاهل أو ضـال أو جهمي أو ربما كـافر أضاع ربه أو يعبد عدما!! كما فعل المدعو محمد شمس الدين فقد شتم مرارا وضـلّل وجهّل وأحيانا كـفّر الأشاعرة عامة والرازي والنووي وابن حجر خاصة بحجة أنهم لا يعرفون أين ربهم!!!! مع أني أتحدى ابن شمس إن كان يعرف أين ربه؟!!
بل أحد الوهابية كتب منذ حوالي أسبوعين منشورا على بعض المجموعات ـ كما في الصور أدناه ـ ذكر فيه أن الأشاعرة كفّار!! لماذا؟ قال: لأنهم لا يعرفون أين الله!! وراح يستدل بحديث الجارية!! ووجه الدلالة عنده أنه قوله عليه الصلاة والسلام “أعتقها فإنها مؤمنة” يدل ـ أي بطريق مفهوم المخالفة المختلف في الاحتجاج به في الفروع فضلا عن الأصول ـ على أن من لا يقول هو في السماء أنه ليس بمؤمن!!! مع أنه كما قلنا في منشور سابق أن أحمد ذكر أن بعض الرواة يقتصر فقط على “أعتقها” ولا يذكر كونها مؤمنة[1]!! ولكن هكذا التكفير عند القوم سهل بأي شبهة .. ثم يقولون لسنا خوارج[2]!!!
ثم على التسليم بثبوت هذه اللفظة وهي أعتقها فإنها مؤمنة، فأولا هذا يهدم زعمكم بأنه لا يدخل الإسلام إلا من أتى بلفظ الشهادة مع تحقيق سبع شروط كما سبق بيانه[3]، ثانيا: أنه معارض بأدلة أخرى، قال الذهبي: كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفّر أحدا من الأمة، ويقول: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)[4]فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم»[5]
فهذا شيخكم ابن تيمية وهو أكثر المتحمسين لحديث الجارية هكذا آل أمره في آخر حياته أنه لا يكفّر أحدا من أهل القبلة لهذا الحديث!!!
والأعجب والأغرب من كل ما سبق أنني أحيانا يسألني هؤلاء أين الله؟ فأقول لهم: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد: 4]، وأحيانا أجيبهم بقوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ } [الأنعام: 3] فينكرون علي جوابي هذا مع أني لم أجب إلا بالقرآن، ومع ذلك يقولون لي أنت تقول أنت: الله في مكان؟ هذا حلول هذا كفر … إلخ، مع أن هؤلاء هم أنفسهم من يشنعون على السنوسي لقوله بأن من أصول الكفر الأخذ بظواهر الكتاب دون ردها إلى القواطع العقلية والنقلية!
والأنكى من ذلك أنهم مرة قالوا لي في مناظرة ـ وهي مسجلة كما في الرابط أدناه [6] ـ: أين الله؟ فقلت: في السماء؟ فاستبشروا أو استغربوا مني ذلك وأرادوا التأكد فقالوا: في السماء بذاته؟ فقلت لهم ما حاصله: أنا لا أقول إلا بما في الكتاب والسنة دون زيادة أو نقصان[7]، فأقول : هو السماء كما في حديث الجارية، واستوى على العرش، وهو معنا أين ما كنا، كما في آية الاستواء في سورة الحديد[8]، وهو في السماوات وفي الأرض كما في آية الأنعام، فلما سمعوا ذلك مني شعروا بخيبة أمل وأسقط في أيديهم، ثم راحوا يتأولون المعية على أنها معية العلم!!!
طبعا هم يريدون مني أن أقتصر على آية الاستواء وعلى حديث الجارية بل أزيد عليه كلمة “بذاته”، ثم أتأول ما سوى ذلك من آيات وأحاديث المعية دون تسمية ذلك تأويلا!!! وكأنهم يتكلمون مع أطفال!!!
على كل قد أخزاهم ابن عثيمين حين أقر أن السلف أوّلوا آيات المعية وحملوها على الكناية[9]!! بل أقر أن آية الملك ومثله حديث الجارية مؤول كما سيأتي بسط ذلك[10]، وكفى الله المؤمنين القتال.
والمفارقة أن السلفية والوهابية بذلوا الغالي والرخيص ليثبتوا صحة حديث الجارية بلفظ “أين الله؟” ليستنبطوا منه أن هذا السؤال صحيح، وأنه غير مستنكر السؤال بأين الله؟ وإلا يكون المستنكر ينكر على رسول الله عليه الصلاة والسلام كما سيأتي ذلك من كلام الألباني!!
بيد أنك إذا سايرتهم وقلتَ لهم: نعم يُسأل عن الله بأين ؟ ولكن الجواب: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ } [الحديد: 4] وأية { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: 7] وآية { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَاتُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115].
فهنا ستجد وجوههم متجهمة مستنكرة عليك جوابك كما حدث معي مرارا كما سبقت الإشارة إليه، مع أن هذه النصوص فيها كلمة “أين” التي يعشقها القوم لاسيما حينما تتعلق بالله!!! فأين ذلك العشق والهيام؟ ذهب أدراج الرياح حينما جاءت على غير هواهم!!!
على الرغم من أنها ـ أي كلمة: أين ـ ثابتة هنا بقين؛ لأنها وردت في آيات بخلاف حديث الجارية الذي روي من طرق بألفاظ عدة بعضها ليس فيها “أين الله” أصلا!! وهي طرق حسنها الألباني نفسه[11]، ومع ذلك يرفضون جوابك بتلك الآيات، ويفرحون بجوابك بحديث الجارية برواية أين الله قالت في السماء!!!
فحق فيهم ما قاله بعض أصحابنا ـ وهو أخي العلامة “بلبلاه” حفظه الله ـ أن حديث الجارية المختلف فيه أحب إليهم من آيات القرآن المتواتر !!!! وهذا إن لم يكن انتقائية وهوى فماذا يكون ؟!!!
إذا أتينا إلى الألباني فنراه يجعل حديث الجارية من أصول الدين… انتظره
[1] ونصه كما جاء في السنة لأبي بكر بن الخلال (3/ 574): وأخبرني محمد بن علي، قال: ثنا أبو بكر الأثرم، أنه قال لأبي عبد الله في الحديث الذي يروى: أعتقها؛ فإنها مؤمنة، قال: ” ليس كل أحد يقول فيه: إنها مؤمنة، يقولون: أعتقها. قال: ومالك سمعه من هذا الشيخ هلال بن علي، لا يقول: فإنها مؤمنة، قال: وقد قال بعضهم: فإنها مؤمنة، فهي حين تقر بذلك فحكمها حكم المؤمنة. هذا معناه “.اهـ وذكر هذا ابن تيمية أيضا في مجموع الفتاوى (7/ 256)
انظر: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4893851200728863
[2] لستم خوارج ولكن أنتم أسوأ منهم لأنكم تكفّرون بالشبهة، وأما الخوارج فكانوا يكفرون بالكبيرة المتفق على كونها من كبائر الذنوب وليس هذا فحسب، فقد جاءت بعض النصوص التي تفيد بظاهرها أن من يرتكبها فهو كافر، مثل حديث الشيخين ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن” فتمسكوا بظاهر هذا الحديث وكفّروا الزاني وشارب الخمر والسارق، وهو حديث متفق عليه، وأما الوهابية فتمسكوا بلفظ مختلف فيه أصلا في حديث الجارية كما سبق، وصاروا يمتحنون الناس على أساسه،
ثم لماذا لا تضلّلون وتكفّرون كلَّ من لم يثبت عنه أنه قال الله في السماء؟ مثل الصحابة سوى الجارية والتابعين والقراء العشرة والرواة عنهم مثل ابن الجزري، والمفسرين والفقهاء والأصوليين واللغويين، وأصحاب كتب السنة كلهم سوى عثمان الدارمي وأمثاله؟!
[3] انظر منشور: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4890829221031061/
[4] جاء في حاشية «سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (15/ 88): «حديث صحيح أخرجه أحمد 5 / 276، و277 و282، والدارمي 1 / 168، وابن ماجة (277) والحاكم 1 / 130»
[5] «سير أعلام النبلاء – ط الرسالة» (15/ 88)
[6] انظر د1 و2 من:
https://www.youtube.com/watch?v=_63rFCMNWc0&t=3248s
[7] كما يقرر ابن تيبمية حيث قال في الفتوى الحموية الكبرى (ص: 265): ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث. قال الإمام أحمد رضي الله عنه: «لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث» .اهـ
[8] قال تعالى:{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]
[9] فجاء في «شرح الأربعين النووية للعثيمين» (ص300): «أن التأويل إذا دل عليه الدليل فلا مانع منه، فهاهم السلف أولوا المعيّة بالعلم خوفاً بأن يُظن أن المعيّة بالذات في نفس الأرض».اهـ وجاء في «شرح العقيدة الواسطية للعثيمين» (1/ 402): «أكثر عبارات السلف رحمهم الله يقولون: إنها كتابة عن العلم وعن السمع والبصر والقدرة وما أشبه ذلك، فيجعلون معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أي: وهو عالم بكم سميع لأقوالكم، بصير بأعمالكم، قادر عليكم حاكم بينكم …. وهكذا، فيفسرونها بلازمها. واختار شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الكتاب وغيره أنها على حقيقتها..اهـ
[10] جاء في «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (8/ 337):”ها هنا إشكال، وهو أن (في) للظرفية…فإذا كان الله يقول: {أأمنتم من في السماء}، فهذا ظاهره أن السماء محيطة بالله، وهذا الظاهر باطل..اهـ
[11] السلسلة الصحيحة للألباني 4/ 466