تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

وأين الذين تنمروا علينا وراحوا ينقلون لنا نصوص أئمتنا الأشاعرة كالغزالي والعز والتفتازاني … فهل هذا هو العقل والضرورة والفطرة وعقيدة العوام التي يحدثنا عنها ابن تيمية والوهابية ؟!!! إن هذا أقرب إلى الهلوسة والهذيان من كونه عقيدة!!!

وأين الذين تنمروا علينا وراحوا ينقلون لنا نصوص أئمتنا الأشاعرة كالغزالي والعز والتفتازاني … فهل هذا هو العقل والضرورة والفطرة وعقيدة العوام التي يحدثنا عنها ابن تيمية والوهابية ؟!!! إن هذا أقرب إلى الهلوسة والهذيان من كونه عقيدة، بل في أحسن الأحوال هذه أحاجي وألغاز للتعجيز لا أكثر فكيف تفخرون بهذه الأحاجي وتعتبرونها مثالا على العقيدة السهلة السلسلة البسيطة لا كعقيدة الأشاعرة المعقدة المنافية للفطرة كما زعمتم؟!!
الوجه الثالث[1] (أي من أوجه التلبيس في حديث الجارية حسب مذهب ابن تيمية):
أن الله تعالى في”في جهة معدومة”[2]، وهي ما فوق العرش، فهذه هي الجهة والمكان الدقيق لله سبحانه عند ابن تيمية[3]، ويزعم أن هذا هو ما دل عليه العقل والنقل، وعليه فكان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين للجارية أنه تعالى ليس في السماء فحسب، وإنما في السماء على العرش في جهة عدمية لا وجودية، وذلك لئلا تتوهم الجارية أنه في السماء بمعنى أنه داخلها كما في يوجد في داخلها النجوم والكواكب، وهذا قد يتوهمه بعض الجهال كما أقر بذلك ابن تيمية حيث قال: ومن قال: ” إنه في السماء ” فمراده أنه في العلو ليس مراده أنه في جوف الأفلاك إلا أن بعض الجهال يتوهم ذلك[4].اهـ
وبالتالي فما أدرانا أن لا تتوهم الجارية أنه في السماء بمعنى أنه داخلها لا فوقها ؟!! بل قد أقر الألباني أن معظم الناس أنه يتوهمون أن الله في جهة مخلوقة أو جهة وجودية، وأن هذا باطل في حقه تعالى!! وفي ذلك يقول الألباني في مختصر العلو: إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو. فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض[5].اهـ
الله أكبر.. انظر كيف أقر الألباني بأن الجهة التي يعتقدها معظم الناس هي جهة وجودية لا عدمية!!!! وانظر كيف عقب بتنزيه الله عن هذا الاعتقاد!!! وسيأتي كلام بعض الوهابية في أن الله غني ومنزه عن الجهة الوجودية المخلوقة مثل قول محقق كتاب السجزي في ” إثبات تنزيه الله عز وجل واستغنائه عن المكان الوجودي الذي هو مخلوق له، وأنه سبحانه غني عن مخلوقاته غير مفتقر إلى شيء منها”[6]!!!
فأين احتجاج القوم بالفطرة وبعقيدة العوام؟!!! لقد صدعوا رؤوسنا وهم ينقلون إجماع الكبار والصغار ، والعوام والعلماء، والمؤمنين والكافرين على أنه تعالى في السماء في جهة فوق فقالوا: «وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه، حتى ‌الصبيان ‌الذين ‌لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك، إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها، فكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية»[7]
ثم يتبين أن هذه الجهة التي يعتقدونها هي جهة وجودية ، وليست الجهة العدمية التي ذهب إليها ابن تيمية!!!
وأين الذين تنمروا علينا وراحوا ينقلون لنا نصوص أئمتنا الأشاعرة كالغزالي[8]والعز بن عبد السلام[9]والتفتازاني[10]والسنوسي وعليش[11]من أن العوام لا يتصورون موجودا لا في جهة كما في جاءت بذلك ظواهر النصوص؟! كم وكم نقلوا هذه النصوص لأئمتنا ليشنعوا علينا !!!
ومؤخرا رأيت في الصفحة التابعة لقناة أبي جعفر عبد الله الخليفي مقالا بعنوان “اللوازم الشديدة لاعتقاد ضلال العامة في صفة العلو”[12]نقل هذه النصوص السابقة وغيرها مبتهجا بها وكأنه عثر هو وإخوانه الوهابية على كنز في هذه النصوص، إذ رأوا فيها عدة أمور يمكن أن يستفيدوا منها وهي:
أولا: اعتبروا نصوصَ الأشاعرة هذه إقرار منهم أن العوام لا ينفون الجهة عن الله مما يعني أن العوام ليسوا أشاعرة، وبالتالي لا يكون الأشاعرة أكثرية، بل يكون الوهابية أكثرية وبذلك يتخلص الوهابية من عقدة شذوذهم عن جمهور الأمة كما بيناه في تسجيلات سابقة[13]!!
ثانيا: ظنوا أن في تلك النصوص إقرارا بأن عقيدة الأشاعرة أمر معقد مناف للفطرة بدليل أن العوام لا يستطيعون تصور موجود لا داخل ولا خارج ولا متصل ولا منفصل ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف، وهذا التعقيد بحد ذاته هو دليل ـ عندهم ـ على بطلان العقيدة الأشعرية.
إذ «العقيدة الصحيحة، العقيدة الموافقة ‌للفطرةإذا عرضت بطريقة صحيحة، تدخل القلب وتستقر فيه، هناك فرقٌ جذري مهم بين عرض المتكلمين -أصحاب علم الكلام من ‌الأشاعرة وغيرهم-.. ولذلك يصبح إيمان هؤلاء الناس الذين تُعرض عليهم العقيدة بطريقة الفلسفة وعلم الكلام عقيدة باردة ‌معقدة لا تؤدي إلى تحريك الإنسان للعمل»[14]
طبعا يقصدون بالعقيدة الموافقة للفطرة عقيدة التجسيم التي يكون فيها الإله جسما ذا أعضاء وتحله الحوادث ويحل في مكان ويتحرك ويسكن كما هو المألوف من المخلوقات، «لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء، ويتحرك إذا شاء، ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط، ويقوم ويجلس إذا شاء؛ لأن أمارة ما بين الحي ‌والميت التحرك.كل حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة»[15]
ثالثا: اعتبروا أن الأشاعرة أقروا في تلك النصوص بأن ظواهر النصوص في الكتاب والسنة دالة على العلو الحسي، وأن الأشاعرة أوّلوا تلك النصوص وحرفوها.
فلهذه الأمور الثلاثة وربما لغيرها يحرص كثير من الوهابية من الاستدلال بهذه النصوص الأشعرية السابقة حتى أن الأخ عثمان المكي يقول معقبا عليها: “فاحفظ أيها السني هذا النقل واجعله سلاحا تنحر به حجج القوم. فأيُّ تشبيه في إثبات ما تواترت عليه النصوص، والكتب السماوية، والفطر السليمة”
ولكن كما يقال .. يا فرحة ما تمت … فهاهو الألباني يفسد عليهم فرحتهم بإقراره بأن الناس تعتقد أن الله في جهة العلو الوجودية أي يعتقدون أنه تعالى داخل السماء !! وأن هذا ليس هو العلو الذي جاءت به النصوص.
بل إن الألباني في نصوص أخرى يقر بأن كثير من الناس العوام يقولون بأن الله في كل مكان!!! حيث يقول: وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس وستذكرها، … ماذا يقول؟ الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود هذا كفر…. فنزول الله من السماء معناه أنه على السماء وليس في كل مكان كما يقول العوام[16].
وقال أيضا:«الجارية في عهد الرسول أفقه من كثير من الفقهاء اليوم؛ لأنك إن سألت كثيراً من هؤلاء، أين الله؟ أجابك: في كل مكان، ‌واحد ‌جاري يقول: الله موجود في كل الوجود، مساكين هؤلاء الناس، الوجود مخلوق، وكان الله ولا مخلوق، فهل ربنا بعد أن خلق المخلوق اندس في هذا المخلوق على ما فيه من قاذورات، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً»[17].اهـ
أي أن الناس لا يعتقدون بأن الله في جهة العلو الوجودية فحسب بل يعتقدون أيضا أنه تعالى في كل مكان، وهذا كفر عند الوهابية كما صرح بذلك الألباني بقوله للتو “الله موجود في كل الوجود هذا كفر “.
بل هذا ابن عبد الوهاب يتهم غالب الناس بالشرك فهو يقول في بعض نصوصه التكفيرية: «من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله الذي أظهرناه للناس، وأقر أيضاً أن هذه الاعتقادات في الحجر والشجر والبشر الذي ‌هو ‌دين ‌غالب ‌الناس – أن هي الشرك بالله الذي بعث الله رسوله ينهى عنه ويقاتل أهله ليكون الدين كله لله – ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد، ولا تعلمه ولا دخل فيه، ولا ترك الشرك؛ فهذا كافر نقاتله بكفره » [18]
ولم يقتصر الوهابية على تكفير عوام الناس بل على علمائهم أيضا من المذاهب الأربعة الذي زعم ابن عبد الوهاب أنه لا يخرج على أقوالهم حيث قال «افتُرى عليّ أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي. فمنها: قوله: إني ‌مبطل ‌كتب ‌المذاهب الأربعة، وإني أقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وإني أدعي الاجتهاد، وإني خارج عن التقليد..»[19]
فهذا أحد الوهابية يقول «إن كثيرًا بل ‌أكثر ‌من ‌ينتمون ‌إلى المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة قبورية… وهم أكثر من أهل التوحيد – تكتظ بهم البلاد والبلدان… وهم ‌اليوم ‌أكثر ‌من ‌الدود» [20]
قال وليد وفقه الله : فإذن أنتم تحكمون بكفر وشرك معظم الناس بعوامهم وعلمائهم فما بالكم تحتجون بعقيدتهم وتتباكون عليهم وعلى تكفير الأشاعرة لعوامهم بزعمكم؟!!! وهذا كذب فإن محققي الأشاعرة نصوا كما سبق على أن العوام معفو عنهم اعتقاد الجهة لعسر الانفكاك عنها وأما أنتم فلم تعذروا أحدا لمخالفته لتوحيدكم المبتدع، بل زعمتم الإجماع على تكفير من ينكر الجهة فقلتم إن “القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك…ولهذا ‌كان ‌السلف ‌مطبقين على تكفير من أنكر ذلك”[21]
وأين هذا من قول الإمام العز بن عبد السلام: وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون على ذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه، وأجروا عليهم أحكام الإسلام ..ولولا أن الله قد سامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين .. لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة.اهـ
ونحوه قول الغزالي والتفتازني وغيرهما من فحول المتكلمين فقالوا ـ كما سبق في الحاشية ـ بأن العوام لا يؤاخذون على قضية الجهة ونحوها لعسر الاحتراز عنها، فقارن هذا بتكفير الألباني وابن عبد الوهاب وغيرهما للناس في نصوصهم السابقة.
ولشغف الوهابية في التكفير راحوا يكفرون عوام الناس على ما في قلوبهم رجما بالغيب، انظر ما يقوله أحدهم : «والظاهر لنا أن هؤلاء العوام وإن قالوا ‌بألسنتهم ‌إنى ‌نذرت لله أو تصدقت لله فمقصدهم فى الواقع ونفس الأمر إنما هو التقرب إلى الأولياء والصالحين وليس مقصدهم التقرب إلى الله تعالى وحده ولم يبتغوا بذلك وجهه»[22].اهـ
فتأمل كيف حكموا على النيات وما يدور في قلوب الناسوكأنهم اطلعوا عليها .. والمضحك أن هؤلاء هم أنفسهم الذين يكفّرون الصوفيةَ بحجة أنهم يدعون علمَ الغيب!!!
ثم دعك من إقرار الألباني السابق بأن العوام يعتقدون أن الله في جهة وجودية وأن هذا ليس هو العلو الذي جاء في الكتاب والسنة .. وتعال لآتيك بإقرارات أخرى مماثلة من أن العوام يتوهمون خلاف ما هو العقيدة الحقة عند الوهابية، فهذا ابن عثيمين يقر أيضا بأن العامي قد يخطئ في فهم حديث النزول إذ ” يفهم أنه إذا نزل، صارت السماوات فوقه، وصار العرش خاليا منه “!! [23]، والألباني يقر بأن النزول الحقيقي لا يفهم منه إلا هذا أصلا فيقول “أن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوق، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا دون أن يخلو منه العرشويصير العرش فوقه، وهذا مستحيل بالنسبة لنزول المخلوق الذي يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر”[24]
أيضا ابن تيمية يقر بأن مجيء الله ليس بتفريغ مكان والحلول في آخر كما يعتقد بعض الناس، فيقول “‌والحلولية ‌يقولون: إنه يأتي ويجيء بحيث يخلو منه مكان ويشغل آخرفيخلو منه ما فوق العرش ويصير بعض المخلوقات فوقه… سبحانه وتعالى عما يقول هؤلاء وهؤلاء علوا عظيما.اهـ [25] فهل يدرك العوام مجيئا أو نزولا حقيقا من غير فراغ مكان والحلول في آخر!!!
أيضا ابن تيمية يصرح بأن كون الله على العرش ليس معناه أن العرش أو أن ” هناك شيئا يحويه أو يحصره أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء “[26].اهـ فهل هذا يدركه العوامأو يتصورونه من أن الله على العرش دون أن يكون العرش ظرفا أو محلا له؟!!
أيضا يقول ابن تيمية: «فإن قيل: إذا كان الله لا يزال عاليًا على المخلوقات كما تقدم، فكيف يقال: ثم ارتفع إلى السماء وهي دخان؟ أو يقال: ثم علا على العرش؟ قيل: هذا كما أخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا ثم يصعد، وروى [ثم يعرج] ، وهو ـ سبحانه ـ لم يزل فوق العرش، فإن صعوده من جنس نزوله. وإذا كان في نزوله لم يصر شيء من المخلوقات فوقه، ‌فهو ـ ‌سبحانه ـ ‌يصعد وإن لم يكن منها شيء فوقه»[27]
لاحظ كيف يصرح ابن تيمية أن الله استوى على العرش بمعنى علا عليه مع أنه لم يزل عاليا!! كما أنه ينزل في الثلث الأخير نزولا حقيقيا بذاته ولا يصير العرش فوقه!! وأنه تعالى يصعد وليس فوقه شيء!!! فهل هذا معقول؟! إن هذا ضد اللغة فضلا عن العقل!!! كيف يقال ثم استوى على العرش أي ثم علا مع أنه لم يزل عاليا؟!!! وكيف ينزل حقيقة ولا يصير شيء فوقه بعد نزوله؟!! وكيف يصعد ولا يكون فوقه شيء حتى يصعد إليه؟!! ويجيء حقيقة دون أن يفرغ منه مكان ويحل في آخر!!! هل هذا تعقلونه أنتم فضلا عن العوام؟!
أي استواء هذا وأي نزول وأي صعود وأي مجيء؟!!! وكيف تُعد هذه ـ عند ابن تيمية ـ صفات اختيارية حادثة في ذاته تعالى بمشيئته مع أنه لم يتغير في ذاته تعالى شيء حسب تفسير ابن تيمية نفسه للاستواء والنزول والمجيء!! فهو يقول كما تقدم: ثم استوى أي ثم علا على العرش مع أنه لم يزل عاليا ، ونزل إلى السماء الدنيا ولم يزل فوق العرش ولم يخلو منه العرش حتى بعد نزوله، وصعد بعد نزوله إلى العرش مع أنه لا يزال فوق العرش ولم يخل منه حين نزل، وكذا يجيء دون أن يفرغ منه العرش ولا أن يحل في محل ويفرغ منه آخر!!!
فهل هذا هو العقل والضرورة والفطرة وعقيدة العوام التي يحدثنا عنها ابن تيمية والوهابية ؟!!! إن هذا أقرب إلى الهلوسة والهذيان من كونه عقيدة، بل في أحسن الأحوال هذه أحاجي وألغاز للتعجيز لا أكثر فكيف تفخرون بهذه الأحاجي وتعتبرونها مثالا على العقيدة السهلة السلسلة البسيطة لا كعقيدة الأشاعرة المعقدة المنافية للفطرة كما زعمتم؟!! وهل بعد كل هذا الذي سبق تجرؤون ثانية على الاستدلال بالنصوص السابقة لأئمتنا الغزالي والعز والتفتازاني والسنوسي على أنها اعترافات منا على نفرة العوام من عقيدتنا المعقدة ؟!!

وأزيدكم من الشعر بيتا بل أبياتا .. فإليكم مزيدا من هذه التناقضات في عقيدة التيمية والوهابية من خلال تصورهم لصفة الكلام واليد والرضا والغضب والفرح والهرولة ولرؤية الله في الآخرة وغير ذلك .. انتظره بحول الله

——————————————–

[1] وأما الوجه الأول فهو: أنه عليه الصلاة والسلام لَم يلقّنها أو لم يسألها ما بعث هو وسائر الرسل عليهم السلام لأجله، وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وإنما سألها سؤالا لا يفرّق المؤمن عن الكافر، إذ الكفار والمشركون في الجاهلية يقولون: الله في السماء.
انظر بسطه:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4886898314757485
وأما الوجه الثاني: أنه عليه الصلاة والسلام أقر الجارية على قولها أن الله في السماء، بيد أن هذا القول ظاهره باطل، ليس عند الأشاعرة فقط، بل دونك إقرار ابن عثيمين بذلك حيث يقول بالحرف:”ها هنا إشكال، وهو أن (في) للظرفية..
انظر بسطه:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4938943802886269/
[2] «مجموع الفتاوى» (6/ 39)
[3] حيث يقول ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (6/ 39): فإذا قال القائل: هو في جهة أو ليس في جهة. قيل له: الجهة أمر موجود أو معدوم فإن كان أمرا موجودا؛ ولا موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق بائن عن المخلوق لم يكن الرب في جهة موجودة مخلوقة. وإن كانت الجهة أمرا معدوما بأن يسمى ما وراء العالم جهة فإذا كان الخالق مباينا العالم وكان ما وراء العالم جهة مسماة وليس هو شيئا موجودا كان الله في جهة معدومة بهذا الاعتبار. لكن لا فرق بين قول القائل: هو في معدوم؛ وقوله ليس في شيء غيره؛ فإن المعدوم ليس شيئا باتفاق العقلاء. ولا ريب أن لفظ الجهة يريدون به تارة معنى موجودا وتارة معنى معدوما بل المتكلم الواحد يجمع في كلامه بين هذا وهذا فإذا أزيل الاحتمال ظهر حقيقة الأمر فإذا قال القائل: لو كان في جهة لكانت قديمة معه. قيل له: هذا إذا أريد ‌بالجهة ‌أمر ‌موجود سواه فالله ليس في جهة بهذا الاعتبار. وإذا قال: لو رئي لكان في جهة وذلك محال؛ قيل له: إن أردت بذلك: لكان في جهة موجودة فذلك محال؛ فإن الموجود يمكن رؤيته وإن لم يكن في موجود غيره: كالعالم فإنه يمكن رؤية سطحه وليس هو في عالم آخر. وإن قال: أردت أنه لا بد أن يكون فيما يسمى جهة ولو معدوما مباينا للعالم سمي ما وراء العالم جهة. قيل له: فلم قلت: إنه إذا كان في جهة بهذا الاعتبار كان ممتنعا؟ فإذا قال: لأن ما باين العالم ورئي لا يكون إلا جسما أو متحيزا عاد القول إلى لفظ الجسم والمتحيز كما عاد إلى لفظ الجهة. فيقال له: المتحيز يراد به ما حازه غيره ويراد به ما بان عن غيره – فكان متحيزا عنه – فإن أردت بالمتحيز الأول لم يكن سبحانه متحيزا لأنه بائن عن المخلوقات لا يحوزه غيره وإن أردت الثاني فهو سبحانه بائن عن المخلوقات منفصل عنها ليس هو حالا فيها ولا متحدا بها.اهـ
[4] «مجموع الفتاوى» (16/ 108):
[5] مختصر العلو (ص: 69)
[6] رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص: 196)
[7] “«نقض الدارمي على المريسي – ت الشوامي» (ص78)
[8] حيث نقلوا قول الغزالي: فإن قيل : فلِمَ لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظ الإله ولم يقل[الرسول صلى الله عليه وسلم] أنه موجود ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو داخل العالم ولا خارجه ولا متّصل و لا مُنفصل ولا هو في مكان ولا هو في جهة ، بل الجهات كلّها خالية عنه. فهذا هو الحق عند قوم والإفصاح عنه كذلك كما فصح عنه المتكلّمون ممكن ، ولم يكن في عبارته قصور ولا في رغبته في كشف الحق فتور ولا في معرفته نقصان
قلنا: من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنّ هذا لو ذكره لنفَرَ الناس عن قبوله ، ولبادروا بالإنكار وقالوا : هذا عين المحال و وقعوا في التعطيل ، ولا خير في المبالغة في تنزيه ينتج التعطيل في حق الكافة إلا الأقلّين ، وقد بُعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) داعياً للخلق إلى سعادة الآخرة رحمة للعالمين ، كيف ينطق بما فيه هلاك الأكثرين…وأمّا إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمّة الأمية) .

  • [إلجام العوام عن علم الكلام ص ١٣١، ١٣٣]
  • وانظر:
  • https://www.facebook.com/groups/462643500945385/posts/1023187624890967/
    ملاحظة : الرابط الأخير وأمثاله لا يفتح إلا لمن هو عضو في المجموعة المنشور فيها وهي منبر النقاشات العقدية.
    [9] حيث نقلوا قوله في «قواعد الأحكام في مصالح الأنام» (1/ 201): «فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به، ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة، ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقة عفا الله عنها في حق العادي. ولذلك كان – صلى الله عليه وسلم – لا يلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان» يقرهم على ما يعلم أنه لا انفكاك لهم عنه، وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون على ذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه، وأجروا عليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتوا وتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين، ولولا أن الله قد سامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمين بإجماع المسلمين، ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهم فهو كافر لأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهم لا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولا يخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه.اهـ
    [10] قال المعلمي في «القائد إلى تصحيح العقائد» (ص215):ومن آخرهم السعد التفتازاني قال في (شرح المقاصد) : – «فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة فما بال الكتب السماوية والأحاديث ‌النبوية ‌مشعرة ‌في ‌مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك وتحقيق (؟) كما كررت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع وأكدت غاية التأكيد، مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق لما تقرر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلوعند الدعاء ومد الأيدي إلى السماء؟ أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعزتهم إلى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث»
    وانظر أيضا: «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل» (11/ 547 ضمن «آثار المعلمي»)، «توضيح المقاصد شرح نونية ابن القيم الكافية الشافية» (1/ 501).
  • قال وليد ثم وجدت هذا النص النفيس للحافظ ابن حجر حيث يقول في «فتح الباري» (13/ 359):
  • «ولو قال من ينسب إلى التجسيم من اليهود لا إله إلا الذي في السماء لم يكن مؤمنا كذلك إلا إن كان عاميا لا يفقه ‌معنى ‌التجسيم ‌فيكتفى ‌منه بذلك كما في قصة الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أنت مؤمنة قالت نعم قال فأين الله قالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة وهو حديث صحيح أخرجه مسلم».اهـ ونحوه ما قاله أيضا في «فتح الباري» (13/ 402): «وكأن لفظ الشخص أطلق مبالغة في إثبات إيمان من يتعذر على فهمه موجود لا يشبه شيئا من الموجودات لئلا يفضي به ذلك إلى النفي والتعطيل وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله قالت في السماء فحكم بإيمانها مخافة أن تقع ‌في ‌التعطيل ‌لقصور ‌فهمها عما ينبغي له من تنزيهه مما يقتضي التشبيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا»اهـ وهذا أيضا مما شنّعه الوهابية على الحافظ ابن حجر، وهذا طبعا يثبت أشعرية الحافظ رحمه الله.
    [11] قال الشيخُ محمد عليش (ت1299هـ): كثيرٌ من العامَّةِ ممن لم يعتن بحضور مجالس العلمِ ومخالطةِ أهل الحقِّ يتحقَّقُ منهم اعتقادُ التجسيم والجهةِ وتأثير الطبيعةِ وكون أفعال الله سبحانه وتعالى لغرضٍ وكون كلامه سبحانه وتعالى بحروف وأصواتٍ وأنه يتكلَّمُ مرة ويسكتُ مرَّةً ونحو ذلك من اعتقادات أهل الباطلِ. اهـ.
    انظر:
  • https://www.facebook.com/nizar.hamadi/posts/1995840363768009
    وأيضا ينقلون هذا النص الأخير عن السنوسي أيضا، انظر:
    https://www.facebook.com/groups/202366540390054/posts/887250638568304/
    [12] انظر :
    https://www.facebook.com/alkulify/posts/4536023899751394/
    [13] انظر: بالوثائق .. أكثرية الأمة أشعرية، وشذوذ الفرقة النابتة الوهابية بإقرارهم
    https://www.youtube.com/watch?v=nIONUgIi7IA&t=2s

الرد على تسجيل ابن شمس “اقتباسات أشعري يبطل خرافة السواد الأعظم الأسخم و خرافة 95 % من الأمة اشاعرة”
https://www.youtube.com/watch?v=G8qazPR5Fn4&t=6s
[14] «دروس للشيخ محمد المنجد» (174/ 11 بترقيم الشاملة آليا)
[15] “«نقض الدارمي على المريسي – ت الشوامي» (ص71):
[16] موسوعة الألباني في العقيدة (6/ 563)
[17] «موسوعة الألباني في العقيدة» (7/ 597)
[18] «فتاوى ومسائل (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الرابع)» (ص9):
[19] «الرسائل الشخصية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء السادس)» (ص12):
[20] «جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية» (1/ 419)
[21] «درء تعارض العقل والنقل» (7/ 26)
[22] «كشف شبهات الصوفية» لشحاته صقر (ص229)
[23] حيث جاء في ” «مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (10/ 775):«بعض الصفات لا ‌تحتملها ‌أفهام العامة، فيمكن إذا حدثتهم بها كان لذلك أثر سيئ عليهم؛ كحديث النزول إلى السماء الدنيا مع ثبوت العلو، فلو حدثت العامي بأنه نفسه ينزل إلى السماء الدنيا، مع علوه على عرشه، فقد يفهم أنه إذا نزل، صارت السماوات فوقه، وصار العرش خاليا منه، وحينئذ لا بد في هذا من حديث تبلغه عقولهم، فتبين لهم أن الله – عز وجل – ينزل نزولا لا يماثل نزول المخلوقين مع علوه على عرشه، وأنه لكمال فضله ورحمته، يقول: «من يدعوني فأستجيب له» … ” الحديث ” وانظر أيضا «القول المفيد على كتاب التوحيد» (2/ 193) لابن عثيمين.
[24] «مختصر العلو للعلي العظيم» (ص192)
[25] جاء في «مجموع الفتاوى» (16/ 108)
[26] حيث يقول في «مجموع الفتاوى» (16/ 100): «والسلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا ” إنه فوق العرش» وإنه في السماء فوق كل شيء ” لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك بل هو فوق كل شيء وهو مستغن عن كل شيء وكل شيء مفتقر إليه
[27] «شرح حديث النزول» لابن تيمية (ص147)، «مجموع الفتاوى» (5/ 521)

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5022751681172147/

السابق
تفسير القرطبي لقوله تعالى “وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون” .. وأنه خبر من الله تعالى عن نفوذ أوامره في خلقه الموجود.
التالي
اختلاف السلف والسلفية في تأويل حديث “أتيته هرولة ” ينقله الدبيخي من الوهابية