مقالات قيمة حول البدعة

رد شبهة”كل بدعة ضلالة”.. (منقول)

رد شبهة”كل بدعة ضلالة”..

البعض جعل كل البدع ضلالات وكلها في النار..واستدلوا بحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود (4067)..

أقول(عبدالناصر): فهمهم لهذا الحديث على عمومه فهم سقيم..فالحديث عام مخصوص بالمحدثات التي ليس لها مثال سابق في شرعنا..

قال الإمام الحافظ النووي في شرح مسلم عن هذا الحديث (هذا عام مخصوص والمراد بهِا المحدثات التي ليس لها في الشريعةِ ما يشهدُ لها بالصحة فهي المراد بالبدع) .

قد يقول قائل:ولكن “كل”من ألفاظ العموم وصيغه..ولا تفيد إلا العموم..فكيف جعلتموها مخصوصة؟

أقول(عبدالناصر): نعم “كل” من صيغ العموم وتفيد العموم…ولكنها قد تأتي في صيغة العموم ويراد به الخصوص..وقد ورد الكثير منها في القرآن الكريم..
-كما في قول الخضر عليه السلام في سورة الكهف (فيها ملك يأخذ كل سفينة غصبا) “فكل سفينة” لا يراد بها عموم السفن وكل السفن ..فالملك لا يأخذ إلا الصالحة منها بدليل قول الخضر عليه السلام ( فأردت أن أعيبها )..ف”كل” أفادت في الآية السفن الصالحة لا كل السفن..
-ومنها أيضا قوله سبحانه وتعالى: ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء) ولم يفتح لهم أبواب الرحمة .
-ومنها قولهُ تعالى : (تدمر كل شيء) ولم تدمر الجبال والسموات, أليس كل ما على الأرض شيء ؟
-ومنها قولهُ تعالى : ( وأوتيت من كل شيء), ولم تؤت عرش سليمان عليه السلام..وغيرها…

فكل لا تفيد العموم دائما بل قد يراد بها الخصوص..

قد يقول قائل:وما دليل تخصيصكم لحديث العرباض رضي الله عنه؟

أقول(عبدالناصر): من أدلة تخصيصنا لحديث العرباض رضي الله عنه.
حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري (2697) ومسلم (1718)..

فهذا الحديث مخصوص لحديث كل بدعة ضلالة.. ومبين للمراد منها كما هو واضح في قوله صلى الله عليه وسلم( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) حيث أفاد أن المحدث نوعان ما ليس من الدين بأن كان مختلفاً لقواعده ودلائله فهو مردود…وهو البدعة الضلالة..وما هو من الدين بأن شهد له أصل.. أو أيده دليل..فهو صحيح مقبول..وهو السنة الحسنة.
وهذا المراد فهم من قوله صلى الله عليه وسلم (ما ليس منه) أي ما ليس من الدين فهو محدث مردود.. وما كان من الدين أي له مثال سابق كان من المحدث الهدى..وإلا لو كان المراد كل محدث.. لجاء نص الحديث(من أحدث في أمرنا هذا “شيئا” فهو رد.. لا (ما ليس منه))…تنبه

قال الحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث..(إن هذا الحديث يدل بمنطوقة على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع فهو مردود,ويدل بمفهومه أن كل عمل عليه أمر الشارع فهو غير مردود)..

ومن أدلة التخصيص أيضا.. إخراج البدع الدنيوية من عموم “كل”فهي من العادات والأصل في العادات الإباحة..وإبقاء البدع الدينية..
ومن لم يعجبه تخصيص عموم البدع في “كل بدعة ضلالة”بالبدع الدنيوية..فليترك الرفاهية التي يعيش فيها..وليعد لركوب الجمال والحمير والبغال والسكن في بيوت الشعر والتراب..بل ليترك التطور التكنولوجي ومواقع التواصل وليكتف بالحمام الزاجل..لعله الله يرد بذلك شبهه عن خلق الله…

والله أعلم بالصواب..

أخوكم عبدالناصر حدارة..

السابق
الحنابلة ينقلون عن ابن تيمية فيما يؤيد طريقتهم من الإثبات ورد التأويل ونحو ذلك، ويتجاهلون تقريراته في المواضع المشكلة؛ كحلول الحوادث والتسلسل وفناء النار… السفاريني نموذجا (منقول)
التالي
الكلام القليل يبطل الصلاة بخلاف العمل القليل عند الشافعية (منقول)