بسم الله
1- ذكر ابن كثير في طبقات الشافعيين: أن الإمام ابن سريج كان من شيوخ الشيخ أبي الحسن الأشعري، ونقل عنه الأشعري مسائل.
قلت: وهذا يبعد معه ما نسب لابن سريج من ذم الأشعرية؛ لأن تلمذة أبي الحسن له كانت في أواخر أيام ابن سريج ( إذ مات سنة 306، وأبو الحسن مات 324 )ولو أراد ذما..لذم تلميذه، لا الأشعرية؛ إذ لم يكن وقتئذ الأشعرية ذائعة، إذ ولادة أبي الحسن 260، وقضى أربعين سنة على الاعتزال، يعني: انتقل لمذهب أهل الحديث سنة 300، ومات شيخه ابن سريج بعد ذلك بأربع سنين فقط..
2- الشيخ أبو إسحاق المروزي (من أكبر أصحاب الوجوه، وملتقى طريقتي العراقيين والخرسانيين) قرأ الكلام على الأشعري، وقرأ الأشعري الفقه عليه.
3- أبو زيدٍ المروزي (من أصحاب الوجوه، حدث بصحيح البخاري عن الفربري عن البخاري، وهو أستاذ الفقال الصغير شيخ طريقة الخرسانيين) أخذ عن الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله.
4- زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى أبو على السرخسى، أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، تفقه على أبى إسحاق المروزى، قرأ القرآن على أبى بكر بن مجاهد، وأخذ علم الكلام عن الشيخ أبى الحسن الأشعرى رضى الله عنه.
5- قال الإمام أبو بكر الصيرفي (وهو من كبار أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، وأعلم الناس بأصول الفقه بعد الشافعي، شارح الرسالة للشافعي) كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم، حتى نشأ الأشعري؛ فحجزهم في أقماع السماسم.
6- قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني (وهو أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي): كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرة في جنب البحر، وقال الباهليُّ: كنت في جنب أبي الحسن الأشعري كقطرةٍ في جنب بحر.
7- درس أبو الطيب الطبري (صاحب التعليقة الكبرى) علم الكلام على الأستاذ ابي إسحاق الإسفرائيني، وقد وصف الخطيب البغدادي شيخه ابا الطيب بأنه صحيح المذهب (أي: الاعتقاد) عارفا بالأصول والفروع ، محققا علقت عنه افقه سنين.
كتب القاضي أبو الطيب بخطه موافقةً على الاعتقاد القادري، ومما جاء في الاعتقاد القادري يباين كلام التيمية (كان ربنا وحده ولا يء معه، ولا مكان يحويه، فخلق كل شيء بقدرته، وخلق العرش ولا حاجة إليه، فاستوى عليه كيف شاء وأراد، لا استقرار راحةٍ كما يستريح الخلق) ، وقال في تعليقته: (وأما الجواب عن حديث ” من حمل علينا السلاح فليس منا” فهو إنما يقل عن كمال الإيمان؛ كقوله عليه الصلاة والسلام: ” من غشنا فليس منا ” ) فهذا صريحٌ في أن معنى كلامهم: الإيمان يزيد وينقص: أن ذلك كمال الإيمان لا أصله، فالتصديق والإذعان لا يزيد ولا ينقص.
8- القاضي حسين رحمه الله، صاحب التعليقة، من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي، كان أشعريَّ الاعتقاد، نقل عن الشافعي أن من اعتقد أن الله جالس على عرشه فهو كافرٌ،، ذكره في كتاب الصلاة، وفي كتاب الشهادات، ونقله عنه ابن الرفعة مقرًّا، وقال في أول التعليقة: ولا يجوز التقليد في علم التوحيد، فإذا عرف الله تعالى ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويؤمن بالبعث والقيامة، وما يليق به فيكون مؤمنا، والمتكلمون من أصحابنا تعمقوا فيه، فقالوا: ينبغي أن يعرف الله تعالى بالدليل، فإن لم يعرفه بالدليل، فلا يكون مؤمنًا. اهـ
فتأمل:
1- مسألة منع التقليد في العقائد مما يشنع به المجسمة على الأشعرية، والقاضي حسين ينص على أنه لا يجوز التقليد في التوحيد.
2- قوله: (والمتكلمون من أصحابنا) صريحٌ في انتسابه إلى أصحاب الأشعري المتكلمين.
3- ما نقله عن المتكلمين هو ما عليه أشعرية نيسابور، والمذهب المستقر ما قرره القاضي حسين، من أنه لا يشترط معرفة الدليل التفصيلي، بل يكفي الإجمالي، وهو الذي لا يعجز عن إقامته كل أحد.
9- الإمام أبو سعيد المتولي صاحب كتاب تتمة الإبانة (لا يخلو مبحث في الرافعي أو الروضة أو كفاية النبيه أو المطلب العالي من ذكره) قال ابن كثير: من أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي.. له كتاب الغنية في أصول الدين ، وهو على مذهب الأشعري، وبين كتابه هذا والإرشاد للجويني تطابق في العبارات.
10- القاضي أبو بكر، أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي، بحاء وراء مهملتين مفتوحتين بعدهما شين معجمة، الحيري بحاء مهملة مكسورة بعدها ياء بنقطتين من تحت، وهي محلّة من محال نيسابور. كان شيخ خراسان وامامها في الفقه، وله رئاسة وسؤدد تفقّه على أبي الوليد النيسابوري.
وقرأ علم الكلام على أصحاب الأشعري.
وسمع من الأصم وأهل طبقته، وولي القضاء بنيسابور وهو آخر من وليها من الشافعية، وصنّف في الحديث والأصول، وانتهى إليه علو الاسناد.
11- الإمام أبو محمدٍ الجويني، أبو إمام الحرمين، من أصحاب الوجوه، وكان أشعري الاعتقاد.
12- الإمام أبو المعالي الجويني، من أصحاب الوجوه على التحقيق، من رؤوس الأشعرية.
الشيخ مصطفى عبد النبي
https://t.me/rdodmn