صفة اليدين

[25] هل صحيح أن لله يدين؟[1] “فكيف نحمل اليد على المعنى الظاهر، وليس لها معنى أصلا قبل التركيب حسب تقرير ابن القيم نفسه…؟!!!!!”

“فكيف نحمل اليد على المعنى الظاهر، وليس لها معنى أصلا قبل التركيب حسب تقرير ابن القيم نفسه…؟!!!!!”

[25] هل صحيح أن لله يدين؟[1]

…وكذلك الأمر في تتمة قول ابن تيمية من أن اليد المضافة إلى الله تُحمل على معناها الظاهر والمعروف في لغة العرب؟!!!!!

فهذا لا يَبقى له أي معنى على ضوء ما سبق لاسيما مع ما قرره ابن القيم ـ وقرر نحوه ابن تيمية كما سبق ـ من أن اليد أو أي كلمة أخرى ليس لها أي معنى قبل التقييد والاستعمال، وقد سبق قول ابن القيم كما في مختصر الصواعق:” فإن اللفظ بدون القيد والتركيب بمنزلة الأصوات التي ينعق بها لا تفيد فائدة، وإنما يفيد تركيبه مع غيره تركيبا إسناديا يصح السكوت عليه…لفظة يد بمنزلة صوت يُنعَق به لا يفيد شيئا البتة حتى تقيِّده بما يدل على المراد منه، ومع التقييد بما يدل على المراد لا يتبادر سواه”.

فكلامه واضح بأن كلمة يد وغيرها من الكلمات العربية لا تفيد أيَّ معنى قبل استعمالها وتقييدها ؛ فما معنى إذن قول ابن تيمية وأتباعه الذين أقاموا الدنيا من أجله وهو أن ” اليد المضافة إلى الله تُحمل على معناها الظاهر والمعروف في لغة العرب “….فكيف نحمل اليد على المعنى الظاهر، وليس لها معنى أصلا قبل التركيب حسب تقرير ابن القيم نفسه…؟!!!!!

كيف نحملها على المعنى المعروف عند العرب و “لفظة يد بمنزلة صوت يُنعَق به لا يفيد شيئا البتة حتى تقيِّده بما يدل على المراد منه”… أليس هذا تناقضا صارخا …؟!!!!

وإذا سحبنا هذا الكلام على سائر الألفاظ المتشابهة في آيات وأحاديث الصفات…. فماذا يبقى من مذهب ابن تيمية الذي يتمسك بها ـ أي بتلك الألفاظ ـ ويعتبرها صفات لله ثبتت بنصوص محكمة ؟!!!!

إنه لن يبقى من مذهب ابن تيمية شيءٌ بل سيُهدم برمته لأن هذه الألفاظ التي يتمسك بها كالاستواء والوجه والعين والنزول ونحوها، ويقول بأنه يجب حملها على المعنى الظاهر والمعروف لدى العرب: لا معنى لها قط فضلا عن أن يكون لها معنى ظاهر أو معروف كما قرر ابن القيم آنفا حين زعم أن هذه الألفاظ وغيرها لا تفيد أي معنى البتة عندما تكون مفردة ؟!!!!!!

لا جرم أن مذهب ابن تيمية يتهاوى برمته كما سبق بيانه بهذا التناقض الذي وقع فيه …. وسبب هذا التناقض الذي وقع فيه هو المكابرة ومدافعة مذهبِ خصمِه بأي وجه كان حتى ولو كان كلامه متناقضا في دفعه…!!!!!

وذلك أن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حين يحمل آيات الصفات المتشابهة على المعنى الحسي والحقيقي … وينكر على من تأولها وحَمَلها على المعنى المجازي …يزعم حينها أن هذه الآيات وما حوته من ألفاظ لها معان ظاهرة ومعروفة عند العرب فيجب حمل تلك الألفاظ عليها ، ولا يجوز أن تحمل على معان أخرى مما يسمى مجاز…وحين يُثبتُ له خصمُه بالحجة والدليل أن هذه الألفاظ جاءت لمعان أخرى مجازية… فحينها ينكر أن تكون تلك المعاني مجازية ويزعم أنها حقيقة وظاهرة في تلك المواضع لوجود قرينة دالة عليها ، وأن الكلمة دون تقييدها أو استعمالها في الكلام لا تدل على شيء البتة ….!!!

وما عَلِم ابنُ تيمية أن الكلام الثاني هذا الذي دَفع به المجازَ ينقض كلامه الأول الذي أثبت به الصفات على المعنى الظاهر والحقيقي؛ وقد وقع في هذا التناقض أتباعه كالشيخ عبد المحسن البدر …وقد سبق بيان هذا كله بحمد الله .

وأمّا أن ابن تيمية فتحَ للأشاعرةِ وغيرهم التأويل على مصراعيه فلأن….انظر اللاحق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/693441210769904/

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/804247372976173/

السابق
جانب من فساد حياتنا العلمية والأدبية … تحقيق الوهابية لكتب أهل السُّنة كمثال (مصطفى العدوي وتحقيقه للصواعق المحرقة للهيتمي نموذجا)/ منقول
التالي
[24] هل صحيح أن لله يدين؟[1] .. إن هذا يعني أنهم يثبتون لله يد على المعنى الحقيقي لليد، وهو الجارحة، ولكن على المعنى الصحيح للجارحة وهو اليد، لا على المعنى الفاسد لها وهو الجارحة كالتي للمخلوقين، فيكون حاصل قولهم هو أن لله يد حقيقة وهي الجارحة التي هي اليد …….!!!!!!! فأي اضطراب أكثر من هذا كما ترى….؟!!!!!!!