صفة اليدين

معنى قول أبي حنيفة وله يد ووجه ونفس (منقول)

قال الإمام أبوحنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف ولا يقال إن يده قدرته او نعمته لأن فيه إبطال الصفة وهو قول أهل القدر والاعتزال ولكن يده صفته بلا كيف[أبو حنيفة النعمان ,الفقه الأكبر ,page 27] 🔴”بيان معنى كلام الإمام أبي حنيفة لمن أراد الحق”🔴 قوله: (ولا يقال: يده قدرته، أو نعمته) نهي في صورة النفي، ومنع لحصر المبتدأ وقصره على الخبر؛ أي: لا يقال ذلك على سبيل الحصر، بأن يقال: إنما معنى «يد الله» هو قدرته لا غير، أو إنما معنى يده نعمته لا غير، وليست هي صفة لله تعالى، وعلل المنع بقوله: (لأن فيه)؛ أي: في قصر المبتدأ على الخبر (إبطال الصفة)؛ لأن القصر إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه، فإذا قيل: يده تعالى هي قدرته أو نعمته كان هذا قصرا لهذين المعنيين على اليد لا غير، ونفيا لأي معنى غيره مما يؤدي لنفي أن تكون اليد صفة لله تعالى بلا كيف كما يقوله السلف . قوله: (وهو قول أهل القدر والاعتزال) بيان للمراد من كلامه؛ لأننا إذا علمنا مذهب المعتزلة علمنا لزوما مراد الإمام، وعلمنا أيضا أنه لم يرد نفي مطلق التأويل ولا منع منه، خلافا لما يروجه الحشوية استدلالا بعبارته هذه، كيف وعبارته مكتسية ثوب التأويل، وشاهدة عليه بالتعليل، نطق بذلك قوله: «بلا كيف»، لكنهم بهذا يحرفون الكلم عن مواضعه، ويقولون الإمام مالم يقل، وقد خاب من افترى، والإمام ما لهذا قصد ولا لمثله عمد، بل مفهوم تعليله مشير للجواز؛ إذ بانتفاء العلة ينتفي المعلول، وإنما منع من تأويل المعتزلة بتعيين المعنى وقصره على المؤول لما فيه من نفي الصفات، فما لا يبطل الصفة ليس بممنوع، وهو يشمل التأويلين الإجمالي والتفصيلي؛ لأن كلا منهما لا يبطلها، أما الإجمالي: فإنه ينفي ظاهر النص، وهو الكيف الذي إثباته إثبات للجارحة والجسمية لزوما عقليا، وهذا التأويل تكرر كثيرا في كلام الإمام رضي الله عنه، وهو مجمع عليه عند أهل السنة، وأما التفصيلي: فهو صرف ظاهر النص وتأويل اللفظ لمعنى يحتمله دون قطع بأنه عين المراد، وهو قول بعض السلف وجمهور الخلف، فكل من الفريقين لا يعين المراد في تأويله، والتأويل في اللغة إما من «الأول» وهو الانصراف، والتضعيف فيه للتعدية، أو من «الأيل» وهو الصرف، ويكون التضعيف للتكثير، واصطلاحا: ترجيح أحد محتملات اللفظ بدون القطع والشهادة على الله تعالى، وأما التفسير: فيكون على القطع على أن المراد من اللفظ كذا، فلو قلنا في قوله تعالى:{يخرج الحي من الميت} [الأنعام: 95]: إنه أريد به إخراج الطير من البيضة كان تفسيرا، أو إخراج المؤمن من الكافر، والعالم من الجاهل كان تأويلا، لذا قيل: التأويل ما يتعلق بالدراية، والتفسير ما يتعلق بالرواية. اهـ

https://www.facebook.com/groups/1340408109701622/posts/1619596251782805/

السابق
من جناية أدعياء اللامذهبية على الدين : تجرؤ الجهال على الإنكار في مسائل الخلاف وتخطئة العلماء بزعمٍ أنّهم خالفوا الدليل…و رحم الله مالكا حين سئل : “يا أبا عبد الله هل عرفت حديث البيِّعان بالخيار !؟
التالي
عمارة يوم عرفة وعصره بالدعاء لغير الحاج ليس من البدع (حكم التعريف للدكتور حاتم العوني)