براهين وجود الله

(2) براهين إثبات وجود الله ـ برهان الحدوث وبرهان الحركة

(2) براهين إثبات وجود الله ـ برهان الحدوث وبرهان الحركة ـ (مقال قيم موجود في أحد المواقع الشيعية)
4ـ برهان الحدوث:
من البراهين التي يستند إليها في إثبات وجود الله تعالى هو البرهان المعروف ببرهان الحدوث، والذي ينسب إلى المتكلمين, وقبل تقرير البرهان نمهِّد لذلك ببيان سريع لتعريف الحدوث وأقسامه:
أ ـ تعريف الحدوث وأقسامه :
الحدوث وصف للوجود باعتبار كونه مسبوقاً بالعدم ذاتاً أو زماناً, فهو على قسمين:
الأول: الحدوث الزماني، وهو مسبوقية وجود الشيء بالعدم الزماني؛ كمسبوقية اليوم بالعدم في الأمس، ومسبوقية حوادث اليوم بالعدم في الأمس.
الثاني: الحدوث الذاتي، وهو مسبوقية وجود الشيء بالعدم في ذاته؛ كجميع الموجودات الممكنة التي لها الوجود بعلّة خارجة من ذاتها، وليس لها في حدّ ذاتها إلاّ العدم(17). والتفصيل يحتاج إلى مجال أوسع من هذا المختصر.
ثمّ إن مرجع الحدوث الذاتي إلى الإمكان الماهوي، فالاستدلال بالحدوث الذاتي راجع إلى برهان الإمكان والوجوب(18) الذي سيأتي لاحقاً؛ ومن هنا سيكون تركيزنا في تقرير برهان الحدوث على الحدوث الزماني.
ب ـ تقرير برهان الحدوث :
قضية «إن العالم المادي حادث» تمثل صغرى برهان الحدوث، وقد أثبت العلم الحديث حقيقة هذه القضيّة بل واستحالة عدم حدوثها. فإذا ضممنا إليها الأصل البديهي العقلي القائل: إنّ كل أمر غير ذاتي معلل، فإنّ النتيجة تكون لا محالة أن كل حادث لابدّ له من محدِث وخالق، وحينئذٍ يرد السؤال التالي: ما هو المحدِث لحياة المادّة؟ والجواب إما أن نقول هي نفسها أو غيرها، ولا يوجد فرض ثالث.
ولكن الفرض الأول باطل؛ لأنّ المفروض أنها كانت قبل حدوث الحياة لها فاقدة لها؛ وفاقد الشيء يستحيل أن يكون معطياً له، فلا مناص من قبول الفرض الثاني، فهناك إذن موجود آخر وراء عالم المادّة هو الموجد لهذا العالم والمحدث له(19). لكن يبقى أنّ هذا البرهان أنتج أن هناك موجوداً محدث لهذا العالم المادي؛ وأمّا هل أنّ هذا المحدِث ممكن أو واجب؟ فلا يعطي برهان الحدوث جواباً لذلك ويبقى علينا الرجوع إلى برهان الإمكان وامتناع الدور والتسلسل. وستأتي الإشارة إلى ذلك لاحقاً.
جـ ـ برهان الحدوث في كلمات أمير المؤمنين :
هناك إشارة واضحة في كلمات مولى الموحدين أمير المؤمنين علي لهذا البرهان، واستدلاله على وجود الله تعالى وأزليته في مواضع من خطبه التوحيدية، ومنها قوله : «الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه على وجوده»(20).
5ـ برهان الحركة
أبدعه الحكيم المتألّه أرسطو، وأكمله الفيلسوف الإلهي البارع صدر المتألهين على ما نقل(21)، وهو برهان شريف يتكئ على إبطال الدور والتسلسل في العلل. وقد عالج أرسطو هذا البرهان من وجهة نظر العالِم الطبيعي لا الفيلسوف الإلهي، ويمكن صبّه في المقدمات التالية:
أ- الحركة تحتاج إلى محرك.
ب- الحركة والمحرك متزامنان، أي يستحيل انفكاكهما زمانياً.
ج- كلّ محرك إما أن يكون متحركاً وإما أن يكون ثابتاً.
د- كل موجود جسمي متغير ومتحرك.
هـ- التسلسل والدور في الأمور المترتبة غير المتناهية محال.
أ ـ النتيجة:
تنتهي سلسلة الحركات إلى محرك غير متحرك. على أنّه لا يقصد أن الحركات في الزمان الماضي تنتهي إلى محرك غير متحرك، بل يقصد أنّ كلّ حركة في زمان حركتها مفتقرة إلى محرك، وهذا المحرك إمّا أن يكون ثابتاً أي ما وراء الطبيعة، وإمّا أن يكون متغيراً أي طبيعي، لكنه في نهاية الأمر ينتهي إلى محرك وراء الطبيعة في زمان الحركة(22).
غير أنّ هذا البرهان يبقى على فرض تمامه لا يثبت واجب الوجود، بل يثبت فقط ما وراء الطبيعة؛ ومن هنا حاول صدر الدين معالجة هذا الضعف في البرهان، حيث قال: إنّ المتحرك لا يوجب حركة بل يحتاج إلى محرك غيره، والمحركات لا محالة تنتهي إلى محرك غير متحرك أصلاً؛ دفعاً للدور والتسلسل، وهو لعدم تغيره, وبراءته عن القوّة(23) والحدوث واجب الوجود, أو وجه من وجوهه(24).
6ـ برهان الإمكان والوجوب
وهو من البراهين الفلسفية الشهيرة …………
كذا في :

http://alhassanain.org/arabic/?com=content&id=1959
وانظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/949705525143470/

وانظر اللاحق

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/958655320915157/

(17) تلخيص الإلهيات للسبحاني، علي الربانبي, ص39-40.
(18) انظر: المصدر نفسه, ص40.
(19) انظر: شرح التجريد, العلامة الحلي, ص 305.
(20) نهج البلاغة, ج2, ص 115, الخطبة 185.
(21) انظر: الإلهيات, سبحاني, ج1, ص74.
(22) انظر: الحكمة المتعالية, صدر الدين الشيرازي , ج6, ص 42.
(23) والقوة في اصطلاح الفلاسفة تعني القبول والاستعداد لأن يكون الشيء شيئاً آخراً ، مثل قابلية الخشب لأن يكون رماداً، فيقال: في الخشب قوة الرماد، وكالقوة الكامنة في البذرة لأن تكون شجرة، فيقال في حال كون البذرة ولم تكن هناك شجرة، هذه شجرة بالقوة.
(24) الحكمة المتعالية, ج6, ص 43.

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/954890104625012/

السابق
كذا يجيب الألباني .. لا حظْ كيف أتى على مباني مذهبه من القواعد!! لأن المشركين أيضا كانوا يقولون : الله في السماء ولم ينفعهم ذلك ، فما بال الجارية نفعها ذلك؟!
التالي
ثم يقولون: لماذا تتكلم في الاستغاثة، وتوسل الحافظ ابن حجر واستغاثته بالنبي عليه الصلاة والسلام (منقول)