مقالات عن الأشاعرة

(1) هل أخذ الأشاعرة عقيدتهم عن أرسطو وفلاسفة اليونان كما يدعي ابن تيمية وأتباعه؟

(1) هل أخذ الأشاعرة عقيدتهم عن أرسطو وفلاسفة اليونان كما يدعي ابن تيمية وأتباعه؟

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/929109623869727/
يلهج ابن تيمية[1] وأتباعه[2] بأن الأشاعرة اعتمدوا في العقيدة وتقرير مسائل مسائل علم الكلام على فلاسفة اليونان لاسيما أرسطو، وأنهم ـ أي الأشاعرة ـ قدّموا تلك الفلسفةَ على الكتاب والسنة ومذهب السلف.
قلنا: لا نطيل ولا نبطئ عليكم بالجواب وإنما نسارع فنسألكم: ما هي أشهر مسألة عند الفلاسفة بحيث أجمعوا عليها قاطبة ….. ؟!!
أليست هي قِدم العالَم …. ؟!!
فتعالوا للنظر في هذه المسـألة الشهيرة والخطيرة ….. لنرى من تأثر بالفلاسفة في أشهر وأخطر مسألة عندهم وهي قدم العالم …. أهم الأشاعرة أم ابن تيمية وأتباعه؟!
وهنا أكشف النقاب عن أمر مناسب للمقام، وهو أنني كنت من حوالي سنة تقريبا قد تناقشت مع أخ فاضل من الإخوة السلفية في هذه المسألة على الفيس بوك، وكان نقاشا عابرا وسريعا لأني كنت مشغولا حينها ولم أكن متفرغا للنظر فيها بتوسع وتعمق فضلا عن أن المنشور لم يكن مخصصا لهذه المسألة، ولكني وعدته أن أعود لمناقشته بتوسع في هذه المسألة لاحقا إن سمح الوقت بذلك، إلا أن الأخ لم يصبر عليّ كما يبدو، وراح يبحث في المسألة ويرد عليّ ويقص ويلصق ويعلق على المنشور الذي لم يكن مخصصا أصلا لهذه المسألة كما قلت، ومع ذلك لم أردّ عليه وتركتُه يعلق على راحته، غاية ما فعلته أنني نسخت كل تعليقاته وحفظتها في ملف عندي لأنظر فيها وأناقشها حين تسنح الفرصة.
ثم تبين لي أن الأخ لم يكتف بذلك بل أنشأ صفحة على الفيس بوك خصصها للدفاع عن ابن تيمية رحمه الله، ورأيتُه يورد فيها كلاما لي جرى بيني وبينه في المناقشة العابرة حول قدم العالم، التي سبق الإشارة إليها، وراح يرد عليّ سطرا سطرا ولكن دون أن يذكر اسمي، ولكني أيضا لم أتعرض له بالرد لانشغالي حينئذ.
وأرى أن الوقت الآن مناسب لأناقش هذا الأخ في هذه المسألة الهامة للغاية وهي “قدم العالم”، وبيان المذاهب فيها لاسيما مذهب الفلاسفة ومقارنته بمذهب ابن تيمية فيها، لمعرفة مدى قربه أو بعده من مذهبهم، مع بسط الأدلة والمناقشات بالتفصيل، وعلى ضوء كل ذلك سوف يتبين لنا ما نبحث عنه وهو: مَن تأثر بالفلاسفة في هذه المسألة أهم الأشاعرة أم ابن تيمية؟!!
وسوف نتوقف أيضا عند كل المسائل التي ادعى فيها ابن تيمية وأتباعه: بأن الأشاعرة أخذوها أو تأثروا فيها بالفلاسفة .
نبدأ الآن بمسألة قدم العالم وسوف أعرج فيها على مناقشة الأخ الفاضل الذي سبقت الإشارة إليه، وقد أعاود المناظرة معه في هذه المسألة إن شاء الله .

أولا: المذاهب في قدم العالم ….. #انتظره_لاحقا

===========================

[1] قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/ 399): وقال شيخ الاسلام ابو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري في كتاب ذم الكلام في آخره لما عقد بابا في ذكر هؤلاء الأشعرية المتأخرين فقال باب في ذكر كلام الأشعري ولما نظر المبرزون من علماء الأمة وأهل الفهم من اهل السنة طوايا كلام الجهمية وما اودعته من رموز الفلاسفة ولم يقع منهم الا على التعطيل البحت
وقال في مجموع الفتاوى (6/ 359): ولهذا كانوا يقولون: إن البدع مشتقة من الكفر وآيلة إليه ويقولون: إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة؛ والأشعرية مخانيث المعتزلة. وكان يحيى بن عمار يقول: المعتزلة الجهمية الذكور والأشعرية الجهمية الإناث. ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية وأما من قال منهم بكتاب ” الإبانة ” الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة؛ لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة لا سيما وأنه بذلك يوهم حسنا بكل من انتسب هذه النسبة وينفتح بذلك أبواب شر والكلام مع هؤلاء الذين ينفون ظاهرها بهذا التفسير.اهـ
وقال في مجموع الفتاوى (8/ 227): وكذلك الأشعرية؛ ولكنهم كما قال أبو إسماعيل الأنصاري: الأشعرية الإناث هم مخانيث المعتزلة، ومن الناس من يقول: المعتزلة مخانيث الفلاسفة؛ لأنه لم يعلم أن جهما سبقهم إلى هذا الأصل. أو لأنهم مخانيثهم من بعض الوجوه،
وقال في مجموع الفتاوى (5/ 272): وقال طوائف منهم: ليس فوق العالم ولا فوق العالم شيء أصلا ولا فوق العرش شيء. وهذا قول الجهمية والمعتزلة وطوائف من متأخري الأشعرية والفلاسفة النفاة؛ والقرامطة الباطنية أو أنه في كل مكان بذاته كما يقول ذلك طوائف من عبادهم ومتكلميهم وصوفيتهم وعامتهم.
وقال في الفتوى الحموية الكبرى (ص: 196): ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر، ولم يقفوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون: أعلم بالله وأسمائه وصفاته، وأحكم في باب آياته وذاته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، ….ثم كيف يكون خير قرون الأمة، أنقص في العلم والحكمة ـ لا سيما العلم بالله وأحكام آياته وأسمائه ـ من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين، وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم؛ أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟! .اهـ
وانظر الكلام نفسه في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم (ص: 71).
وقال ابن تيمية في دقائق التفسير (2/ 113): وهؤلاء القوم عامتهم من نفاة صفات الله وأفعاله القائمة به كما هو مذهب الفلاسفة المشائين فإنهم يقولون إنه ليس له صفة ثبوتية بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وهو مذهب القرامطة الباطنية القائلين بدعوة الكواكب والشمس والقمر والسجود لها كما كان على ذلك من كان عليه من بني عبيد ملوك القاهرة وأمثالهم فالشرك الذي نهى عنه الخليل وعادى أهله عليه كان أصحابه هم أئمة هؤلاء النفاة للصفات والأفعال وأول من أظهر هذا النفي في الإسلام الجعد بن درهم معلم مروان ابن محمد قال الإمام أحمد وكان يقال إنه من أهل حران وعنه أخذ الجهم بن صفوان مذهب نفاة الصفات وكان بحران أئمة هؤلاء الصابئة الفلاسفة بقايا أهل هذا الدين أهل الشرك ونفي الصفات والأفعال ولهم مصنفات في دعوة الكواكب كما صنفه ثابت بن قرة وأمثاله من الصابئة الفلاسفة أهل حران.اهـ
وقال في بيان تلبيس الجهمية (1/ 122): أبو عبدالله الرازي فيه تجهم قوي ولهذا يوحد ميله إلى الدهرية أكثر من ميله إلى السلفية الذين يقولون إنه فوق العرش ….. إلى أن يقول ابن تيمية: يقرر ذلك أنه احتج في مقدمة هذا العلم الشريف بكلام آرسطو معلم المشائين من الدهرية ولم يكن عنده من أثارة الأنبياء والمرسلين ما يقدمه على كلام الدهرية.اهـ
[2] قال ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/ 70): الثالث عشر: الإشارة إليه حسا إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم به وما يجب له ويمتنع عليه من أفراخ الجهمية والمعتزله والفلاسفة في أعظم مجمع على وجه الأرض يرفع أصبعه إلى السماء ويقول: اللهم اشهد ليشهد الجميع أن الرب الذي أرسله ودعا إليه واستشهده هو الذي فوق سماواته على عرشه.اهـ
وقال د. محمد بن خليفة بن علي التميمي في معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات (ص: 73):…. يبين لك مدى تقديم هؤلاء لشُبههم العقلية وتعصبهم لها، وكيف أنهم يجعلونها هي الأصول والسمع معروضا عليها، فما أجازته عقولهم قبلوه، وما لم تجزه عقولهم شككوا فيه وانتقصوه، ومن ثم سعوا في تأويله وتحريفه، ومن يلقي نظرةً على كتب الأشاعرة مثلاً يجد أن القوم يقسمون أبواب العقيدة إلى إلهيات- ونبوَّات- وسمعيات، وهم في باب الإلهيات والنبوات لا يقبلون نصوص الكتاب والسنة، ولذلك لن تجد في هذين البابين إلا الشبه العقلية المركبة وفق القواعد المنطقية، ويا عجبا أنأخذ ديننا من كلام الله ورسوله، أم من ملاحدة اليونان وتلاميذهم!.اهـ
وقالت الباحثة آمال بنت عبد العزيز العمرو في الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية (ص: 96): وعموم نظار المسلمين المتقدمين من المعتزلة، والأشعرية، وغيرهم، لم يلتفتوا كثيراً إلى الفلسفة اليونانية، ومنطق أرسطو، إلى أن جاء أبو حامد الغزالي فخلط منطق اليونان بأصول المسلمين5، حيث ألف كتابه معيار العلم في المنطق، وقال في مقدمته: “رتبنا هذا الكتاب معياراً للنظر والاعتبار، وميزاناً للبحث والافتكار، وصيقلاً للذهن، ومشحذاً لقوة الفكر والعقل، فيكون بالنسبة إلى أدلة العقول، كالعروض بالنسبة إلى الشعر..فكل نظر لا يتزن بهذا الميزان، ولا يعاير بهذا المعيار، فاعلم أنه فاسد العيار، غير مأمون الغوائل والأغوار”. وألف المستصفى في أصول الفقه، ووضع في أوله مقدمة منطقية، وزعم أن من لم يحط بها علماً فلا ثقة بعلومه. كما صنف في ذلك محك النظر، والقسطاس المستقيم، وقد تأثر به من جاء بعده من المتكلمين، فتكلموا في الأصول بطريقة أهل المنطق اليوناني. مع أن الغزالي قد رجع عن طريقة الفلاسفة ورد عليهم في الإلهيات كما في كتابه تهافت الفلاسفة. ومن المتكلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية الفخر الرازي، والآمدي، والإيجي وغيرهم، يقول مقدم كتاب المحصل: الدكتور حسين آتاي عن الرازي: “إنه استوعب فلسفة أرسطو التقليدية، ثم كان أول من أدخل هذه الفلسفة في علم الكلام. ونتيجة لما قام به الرازي أصبح علم الكلام فلسفة، ويمكن أن نقول بعبارة أخرى إنه جعل تلك الفلسفة كلاماً. وهكذا امتزج علم الكلام بالفلسفة”. فالرازي يعرض أصول الاعتقاد ممزوجة بالفكر الفلسفي اليوناني، الذي روج له ابن سينا وأتباعه.ومع تأثر الرازي والآمدي بمصطلحات الفلاسفة، إلا أنهم كانوا يخالفونهم ويعترضون عليهم في كثير مما يذكرونه عنهم بحسب ما يسنح لهم.اهـ
وقال د مصطفى محمد حلمي في منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين (ص: 189): هذه هي النظرية الذرية في وضعها الأصلي، صدرت في محيط فلسفي يوناني، وبيئة وثنية لا تعرف إلهًا ولا كتابًا ولا نبيًّا، ولعل الفكرة نشأت بسبب التخبط في تفسير خلق العالم.
وكل ما هنالك أن الفلاسفة القائلين بالصورة والهيولى القديمتين زعموا أزلية العالم وحركته عندهم دائرة ولهذا فهي قديمة مثلها في ذلك مثل مادته ولكن أصحاب النظرية الذرية خالفوهم فاعتقدوا أن الحركة في هذه الجواهر مستقيمة فهي ليست أزلية ولا أبدية . واقتبس المتكلمون – المعتزلة والأشاعرة – هذه النظرية (ما عدا النَّظام) مع اختلاف في التفاصيل.اهـ
وقالت الباحثة كاملة الكواري في قدم العالم وتسلسل الحوادث (ص: 12): وهكذا استمات هؤلاء واستبسلوا في إثبات أن الأجسام كلها حادثة، وأن المحدث لها ليس جسماً، وبالتالي لا يتصف بصفات الأجسام، ومن هنا وقعوا في التعطيل واتبعوا فلاسفة اليونان في وصف الله تعالى بالتجريد والإطلاق دون صفة ثبوتية، على تفاوت بينهم في ذلك لكن الأصل الذي اتفقوا عليه في حدوث العالم ومنع دوام الحوادث في الماضي ونفي حلول الحوادث بالله هو الذي دارت عليه مؤلفات القوم وعنه تشعبت أقوالهم.
فقد ورثوا عن اليونان أن الأجسام لا تخلو عن الأكوان الأربعة [وهي الاجتماع والافتراق والحركة والسكون] وهذه الأكوان هي في الحقيقة أعراض.
فمن هنا اعتمدت كل طائفة منهم طريقة في إثبات حدوث الأجسام: –
1- فالمعتزلة اعتمدوا طريقة الحركة والسكون وتبعهم إمام الأشعرية المتأخرين الرازي.
2- والأشعرية كالجويني والآمدي اعتمدوا طريقة الأعراض.اهـ
وقال د. غالب بن علي عواجي في فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (1/ 81): وعن تأثر المسلمين بالفكر اليوناني قال طارق عبد الحكيم: ((زعم أن الأثر اليوناني قد ظهر كأشد ما يكون في فكر من يسمون بفلاسفة الإسلام كالفارابي وابن سينا، وفي فكر المعتزلة – إلا أنه قد أثر في مناهج الفكر بشكل عام عند بقية الفرق، بل وعند بعض علماء أهل السنة الذين دافعوا عن علم الكلام الذي استقوه من المنهج المنطقي اليوناني، وقد تجلى ذلك في كتابات أئمة الأشاعرة)) .اهـ
وجاء في موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 630): وزعم الحبشي أن الله إذا اتصف بصفة تجردت هذه الصفة عن الزمان والمكان. وهذه الضلالة أثر من آثار آرسطو والفلاسفة.اهـ
وجاء فيها أيضا (ص: 151): وطلَبُ الحبشي الدليلَ على تقسيم التوحيد من الكتاب أو السنة يوحي بأنه ملتزم بهما ولكن : من أين أتى بـ ( دليل التمانع ) ؟ أمن كتاب الله أم من عند أرسطو ومِن بعدِهِ ؟ المعتزلة ؟ هنا تظهر حقيقة الرجل، فلقد أكد الحافظ ابن حجر أن الرازي أخذ دليل التمانع عن الفلاسفة وسلك فيه سبيل أرسطو .وفي قول الحافظ تكذيب لما زعمه النسفي في تبصرة الأدلة أن ” دليل التمانع أخذه المتكلمون من كتاب الله “.اهـ
وقال الباحث ناصر الشيخ في مباحث العقيدة في سورة الزمر (ص: 84): زعم الأشاعرة والفلاسفة أن الله ـ تعالى ـ لا يفعل شيئاً لغرض وليس له غاية يقصدها تكون باعثة له على فعله.اهـ
وقال د. محمد بن خليفة بن علي التميمي في مواقف الطوائف من توحيد الأسماء والصفات (ص: 85): وأما أهل الكلام فقد شاركوا الفلاسفة في بعض أصولهم، وأخذوا عنهم القواعد المنطقية والمناهج الكلامية، وتأثروا بها إلى درجة كبيرة. وسلكوا في تقرير مسائل الاعتقاد المسلك العقلاني على حد زعمهم، وهم وإن كانوا يخالفون الفلاسفة في قولهم: إن هذه الحقائق مجرد وهم وخيال، إلا أنهم شاركوهم في تشويه كثير من الحقائق الغيبية، فلا تجد في كتب أهل الكلام على اختلاف طوائفهم تقريرا لمسائل الاعتقاد كما جاءت بها النصوص الصحيحة، فبدل أن تسمع أو تقرأ قال الله أو قال رسوله صلى الله عليه وسلم أو قال الصحابة، فإنك لا تجد في كتبهم إلا قال الفضلاء، قال العقلاء، قال الحكماء، ويعنون بهم فلاسفة اليونان من الوثنيين، فكيف جاز لهم ترك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والأخذ بكلام من لا يعرف الله ولا يؤمن برسوله.اهـ
وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن حمادة الجبرين في تسهيل العقيدة الإسلامية (ص: 110): ومع ورود كل هذه الأدلة الشرعية المتواترة المتنوعة والصريحة في دلالتها في إثبات علو الله تعالى بذاته على جميع مخلوقاته لم يقبل المعطلة كالمعتزلة وكثير من الأشاعرة”1″ إثبات هذه الصفة لله تعالى، وقدموا على هذه النصوص الشبهات العقلية التي أخذوها من علم الكلام الذي ورثوه عن فلاسفة اليونان، فجعلوا العقول البشرية حاكمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.اهـ
وقال د.المحمود في موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 815) في سياق كلامه عن الفرق والطوائف التي تأثر به الأشاعرة: 3- الفلاسفة:وقد تأثر بهم كثيراً متأخرو الأشاعرة، لكثرة مطالعتهم لكتبهم، وأبرزهم الغزالي والرازي والآمدي، فإنهم وإن ردوا عليهم وأبطلوا كثيراً من الباطل الموجود عندهم إلا أنهم تأثروا بأقوالهم كثيراً.اهـ

السابق
نصوص العلماء على وجوب اتباع المذاهب الفقهية الأربعة دون غيرها ونقل الإجماع على ذلك….
التالي
معنى وكلوا واشربوا حتى ‌يتبين ‌لكم ‌الخيط ‌الأبيض من الخيط الأسود من الفجر