🛑 يقصد أهل السنة بقولهم إثبات الصفات على الحقيقة، الحقيقة اللائقة بجلال ﷲ، لا حقيقة معنى اللفظ في الظاهر اللغوي كمايروّج له الوهابية 🛑
الإمام الطبري مثالا:
فإن قيل: فما الصواب من القول في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله –عز وجل- ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيل: الصواب من هذا القول عندنا، ⏪أن #نثبت حقائقها على ما نعرف #من جهةالإثبات ونفي_التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه –جل ثناؤه- فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}⏩……..
• فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل #على مايعقل من حقيقة الإثبات، #وننفي عنه_التشبيه؛
• فنقول:
يسمع –جل ثناؤه- الأصوات، لابخرقٍ في أذنٍ، ولاجارحةٍ كجوارحبني آدم. وكذلك يبصر الأشخاص ببصرٍ لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارحٌ_لهم.
وله يدان ويمينٌ وأصابع، #وليست جارحةً، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير.[الطبري، أبو جعفر ,التبصير في معالم الدين للطبر[141,page 140]
🛑#إضاءة على كلام_الطبري:
الحقيقة لفظ مشترك يحتمل أكثر من معنى، وسنذكر المعنى الذي أراده الإمام الطبري رحمه الله.
“أئمة أهل السنة يطلقون (الحقيقة) في باب الصفات الخبرية ويريدون بها أحد المعاني التالية:
أ- المعنى الوضعي للكلمة : فمثلًا حقيقة “العين” هي : (عُضوٌ به يُبْصَرُ ويُنْظَر)
فمن قال أنني أثبت الصفات الخبرية لله تعالى على (الحقيقة) وأراد بها المعنى الوضعي للكلمة فهو مجسم , كالوهابية .
ب- التحقق والثبوت : فوجدت أن بعض الأئمة يثبت الصفات الخبرية على الحقيقة بمعنى أنها متحققة وثابتة .
فمن قال أنني أثبت الصفات الخبرية لله تعالى على (الحقيقة) وأراد بها المعنى أنّ تلك الصفات موجودة ومتحققة , مع نفيه المعنى الوضعي فهو منزّه.
ج- كنه الصفة : وأهل السنّة يفوّضون كنه صفات الله تعالى , وتستوي في ذلك جميع صفات الله تعالى كالعين والسمع والبصر والقدرة والإرادة وبقية الصفات .
فعندما يثبت أهل السنة الصفات الخبرية يصرحون بعدم معرفة كنهها , والمجسمة كذلك يصرحون بعدم معرفة كنهها , إلا أنّ محل النزاع في الصفات الخبرية بيننا وبين المجسمة هو في إثبات تلك الصفات على معانيها الوضعية , فهو يثبتونها على حقيقتها أي على معانيها الوضعية , أما أهل السنة فمن أثبتها منهم على حقيقتها فهو بمعنى أنها صفات معانٍ متحققة وثابتة منزهة عن المعنى الوضعي .”
فأنت ترى أخي القارئ للكلمة ثلاثة معانٍ، فأي معنى أراد الإمام الطبري؟
بعد قراءة ما نقلنا عنه من قوله:
الصواب من هذا القول عندنا، أن نثبت حقائقها على ما نعرف من [[#جهةالإثبات]] ونفي التشبيه. ثم قوله بعد ذلك: فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يعقل من [[#حقيقةالإثبات]]، وننفي عنه التشبيه.
فلا شك أنه أراد المعنى الثاني الذي هو [#التحقق_والثبوت] والذي جاء فيه:
بعض الأئمة يثبت الصفات الخبرية على الحقيقة بمعنى أنها متحققة وثابتة .
فمن قال أنني أثبت الصفات الخبرية لله تعالى على (الحقيقة) وأراد بها المعنى أنّ تلك الصفات موجودة ومتحققة , مع نفيه المعنى الوضعي فهو منزّه.
والإمام الطبري صرح بأنه يقصد بالحقيقة [حقيقة الإثبات] بل إنه لم يدع مجالاً للشك حيث إنه نفى المعنى الوضعي الذي يقول به المجسمة بعد النقل السابق مباشرة فقال:
يسمع -جل ثناؤه- الأصوات، لا بخرقٍ في أذنٍ، ولا جارحةٍ كجوارح بني آدم.
وكذلك يبصر الأشخاص ببصرٍ لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارحٌ لهم.
وله يدان ويمينٌ وأصابع، وليست جارحةً، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير.
ووجهٌ لا كجوارح الخلق التي من لحم ودم.
ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه. ولا نقول: إن ذلك كشر عن أسنان.
وبذلك يتبين أن الإمام الطبري يثبت الصفات الإلهية موجودة ومتحققة، وينفي عنها المعنى الوضعي، فهو إمام من أئمة التنزيه رحمه الله ورضي عنه.
🖋كتبه الفقير إلى عفو ربه: عبدالوهاب قداري
https://m.facebook.com/groups/462643500945385/permalink/1353014401908286/?mibextid=Nif5oz