فوائد لغوية ونحوية

وهذه الطريقة أنفع للدارس وأحْرى ألَّا يَلِجَ إلى مسائل الباب إلا بتصوُّرٍ صالحٍ لها يُرشِّحُه إلى فَهمها وضبْطها، وهي أصْلَحُ له من البدء بفكِّ عبارات المتن وتشريحِها ثم العكوفِ عليها والطوافِ حولها (منقول)

فائدة

عند قول سيبويه: (واعلم أنك إذا ثنيت الواحد لحقته زيادتان) شرَع السيرافي في شرح مسائل المثنى جملةً وذِكْرِ عللها وشواهدها والخلاف فيها، من غير أن يَعْرِضَ لشيءٍ من كلام سيبويه، حتى إذا استوفاها وذلَّلها قال: (ثم نعود إلى تفسير الفصل من كلام سيبويه حرفا حرفا).
وقال في موضع آخر: (وفيما يَرِدُ مِن كلام سيبويه ما يحتاج إلى تبيينِ ‌أصولٍ ‌تُسَهِّلُه)، فذكَرَ أصولًا وكُلّياتٍ تُسهّل ما سيرِدُ بعدُ من كلام سيبويه، حتى إذا فرَغَ منها عاد إلى كلام سيبويه بالشرح والتبيين.

وعلى هذا سار في شرح أكثر الكتاب.

وهذه الطريقة أنفع للدارس وأحْرى ألَّا يَلِجَ إلى مسائل الباب إلا بتصوُّرٍ صالحٍ لها يُرشِّحُه إلى فَهمها وضبْطها، وهي أصْلَحُ له من البدء بفكِّ عبارات المتن وتشريحِها ثم العكوفِ عليها والطوافِ حولها، فربما شغل الدارسَ اللفظُ عما وراءه.
فإنه ربما بالغ بعضهم في البدء بعبارات المتن نفسه وتفكيكها -على نفْعها- حتى أضرَّت به، فربما رأيت مَن يُحسن فك عبارة متنٍ ما بحذق وبراعة، فإذا فاتشتَه فيما وراء ذلك من مسائلَ لجلَج. فصار المتن غاية.

أيوب الجهني.

السابق
طوفان الأقصى
التالي
لا تذهلنّكَ لذّة المطالعة عن فائدتها، فليس من شرط الفائدة المتعة.