فوائد لغوية ونحوية

بعض الآيات والأحاديث التي استشكها الإمام السيوطي في المُزهر في اللغة ومن ذلك قوله “ونحوه: يخافون ربهم من فوقهم، وهل لهم ربٌّ من تحتهم. وما معنى قوله “فوق” هاهناوهل يدل على اختصاص مكان”

المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي (1/ 477)


ومَن ذَكره
ومن غَويّ الذي تنسبُ العربُ إليه الضلال
ومن ذكره من أصحاب رسول اللَّه وعلى آله وما كرب المنسوب إلى معدي كرب
وهل أصابَ المبرد في نسبة الأبيات الجيمية : – من الخفيف –
( لمّا دَعا الدَّعوَة الأولى فأَذكرني … أخذت بُرْدَيَّ واسْتَمْرَرتُ أدْراجي )
أم خطأ


فإن قال : إنه صاحبُ آثار وراوي سَنن وأحكام قلنا له : ما معنى قول رسول اللَّه وعلى آله ( منْ سعادة المرء خفّة عارضَيه ) وهو وعلى آله لم يكنْ خفيفَ العارضين لا على ما فسّره المبرَّد فإنه لم يأت بشيء
وما معنى قوله وعلى آله ( تسحَّروا فإنّ في السَّحور بركة ) ونحن نراه ربما هاض وأتْخَم وضرّ وأَبْشم
وما معنى قوله : وعلى آله ( اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة ) ولو سرق سارق جلّة تمْر فتصدَّق بنصفها كان مستحقاً للنار عند المسلمين !
ومعنى قوله وعلى آله : ( لا تزال الأنصار يقلون وتكثر الناسَ ) ولو شئنا لعَدَدْنا أشخاصهم أكثر مما كانت في البادية والحضَر

وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه: (إنَّ امرأَ القيس حامل لواء الشعراء إلي النار) وهل ثبت هذا الخبر أم لاولم قال: (إن من الشعرِ لحِكمة) ثم قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله: (أوتيت جوامعَ الكلم) فهل تخرج الحكمة من جوامع الكلم
فإن قال: إنما أفنيتُ عمري في القرآن وعلومه وفي التأويل وفنونه.
قلنا: إذا يكون التوفيق دليلُك والرَّشاد سبيلك صِفْ لنا كيف التحدي بهذا المعجز ليتم بوقوعه الإعجازوأخبرنا عن صفة التحدِّي هل كانت العربُ تعرفه أم كان شيئا لم تجر عادتها بهوكان إقصارها عنه لا لِعَجْز بل لأنه التماس ما لم تجر المعاملة بينهم بِمثله ثم نسأل عن التحدِّي هل أوفى بمعارضَة بانَ تقصيرُها عنه أو لم يلق بمعارضة ولكن القوم عدلوا إلى السيف كما عدل المسلمون مع تسليمه ولم يُعارضوه به.
ثم نسأل عن قول اللَّه تعالى {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} وفيه من الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ما لا يكون أشدَّ اختلافا منه.


ثم نسأل عن قوله تعالى: {وغَرَابِيبَ سُودٍ} .
وما معنى هذه الزيادة في الكلام والغرابيب هي السود.
فإن قال: تأكيد فقد زل لأن رجحان بلاغة القرآن إنما هو بإبلاغ المعنى الجليل المستوعب إلى النفس باللفظ الوجيز وإنما يكون الإسهاب أبلغ في كلام البشر الذين لا يتناولون تلك الرتبة العالية من البلاغة على أنه لو قال تأكيد لخرجَ عن مذهب العرب لأن العرب تقول أسود غِرْبيب وأسود حلكوك وحالك فتقدم السواد الأشهر ثم تؤكده وهو الآية تخالفُ ذلك وإذا بطل التأكيد فما المعنى
وما معنى قوله تعالى {فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفَ مِنْ َفْوقِهِمْ} وهل يكون سقفٌ من تحتهم فيقع ليس يحتاج إلى ايضاحه بذكْر فوق ونحوه: يخافون ربهم من فوقهم) (النحل: 50) وهل لهم ربٌّ من تحتهم. وما معنى قوله فوق هاهناوهل يدل على اختصاص مكان
وما معنى قوله عز وجل {كَلَمْحِ الْبَصَرِ أو هُوَ أَقْرَبُ} وما هذا الأقربوما معنى قوله تعالى {فَهِيَ كَالْحِجَارةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةٍ} وهل شيءٌ أشد قَسْوة من الحجارة


وما مَعنى قوله: {إلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} وهل بعد قوله: (إلهين) إشكال بأنهم أربعة فنستفيد بقوله اثنين بيانَ المعنى
وما معنى قوله تعالى: {وَمنْ دَخَله كَانَ آمِناً} وقد رأينا الناسَ يُذبحون بين الحِجْر والمقام في الفِتن التي لا تخلو منها تلك البلاد.
وما معنى قوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إحْدَاهُما فَتُذَكِّر إحْدَاهُما الأُخْرَى} وما الفائدة في ذكر إحداهما الأخرى ولو قال تعالى: فتذكرها الأخرى لكان أوجز وأشبه بالمذهب الأشرف في البلاغة.
وما معنى قوله تعالى: {أوْ يَأْخُذُهُمْ عَلَى تَخوّف فَإنّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيْمٌ} ومن أين تُناسبُ الرأفة والرحمة هذا الأخْذَ الشديد على التخوف الذي يقتضي العفوَ والغُفران
وعلى أن هذا السائل لو سأل عن الصناعة التي أنا بها مُرتَسِم ولشروطها ملتزم لا في الترسل فإني ما صحبت بها ملكاولكن في صناعة الخراج لكان يجب أن يقولَ لي: ما الباب المسمى المجموع من الجماعة وأين موضعه منهاوأي شيء يكون فيه ولا يحسن ذِكره في غيره وأن يقول: ما الفائدةُ في إيراد المستخرج في الجماعة. ومِن كم وَجْهٍ يتطرق الاختلال عليها بالغاية منهاوأن يقولَ: ما الحكُم في متعجل الضمان قبل دخول الضامن. وأي شيء يجب أن يوضع منه إذا أراد الكاتب الاحتساب به للضَّامن من النفقات وخلصه من جاري العملوفيه أقوال تحتاجُ إلى

بحث ونظر.
وأن يقول: إن عاملا ضمن أن يرفع عَمله بارتفاع مال إلا أنه لم يضمن استخراجَ جميعه وضمن استخراجَ ما يزيد على ما استخرج منذ خمس سنين وإلى سنته بالقسط كيف يصح اعتبار ذلكففيه كمين يحتاج إلى تقصيه وتأمله.
وأن يقول: لم يقدم المبيع على المستخرج والمبيع إنما هو من المستخرج وكيف يصحُّ ذلك. وأن يقول: كم من موضع تتقدم الجمل على التفصيل وفي أي موضع لا يجوز إلا تأخيرها عنهوأن يقول: أي غلط يلزم الكاتب وأي غلط لا يلزمه وأن يقول: متى يجبُ الاستظهار له في صِناعةِ الكتابة ومتى لا يجوز الاستظهار له وأن يقول: متى يكون النقص في مال السلطان أشد في صناعة الكتابة من الزيادة وليس يعني نقص بالارتفاع مع العَدْل وعاجل زيادته مع الجَوْر فذلك ما لا يُسْأَل عنه وأن يقول ما باب من الارتفاع إذا كثر دلَّ على قلةِ الارتفاع وإذا قل دل على كمال الارتفاع وأن يقول: متى يكون مشاهدة الغلط أحسن في صناعة الكتابة من عدمه وأن يقول: كم نسبة جاري العمل من مبلغ الارتفاع وأول من قرره ورتبه وأن يقول ما رُتْبتان من رُتَب الكتابة إذا اجتمعتا لكاتب بطل أكثر احتساباته وأن يقول هل يطَّرد في جميع أحكام الكتابة حملها على مناسبة أحكام الشريعة أم لاوهل كان يذهب إلى هذا أحد من متقدمي الكتاب وما الحجة فيه وبالله التوفيق.

السابق
في فتيا فقيه العرب وذلك أيضا ضربٌ من الألغاز (ألغاز لغوية من كتاب المزهر في اللغة للسيوطي) ج1
التالي
أي مسألة من هذه المسائل هي من مسائل علم الكلام التي يحرم الخوض فيها؟