وقفات مع صاحب “العجالة في شرح الرسالة” ..
وهذا من الافتراءات التي يلوكها – في حق أهل السنة السادة الأشاعرة – مفتي الجمعية “الباديسية” – الحالية – “بن حنفية العابدين” صاحب “العجالة في (جرح!) الرسالة” – تبعا لسلفه التيمية المجسمة! – ..
والرد: لا أريد الاطالة في بيان هذه الفرية بلا مرية، وأكتفي بما يلي:
أولا: قال الإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت:895 هـ): ((صفات مولانا- جل وعز – الواجبة له لا تنحصر .. إذ كمالاته تعالى لا نهاية لها، لكن العجز عن معرفة ما لم ينصب عليه دليل عقلي ولا نقلي لا نؤاخذ به بفضل الله تعالى)) [شرح أم البراهين (ص:35)].
وقال الإمام العلامة المارغني (1349 هـ) عند شرح قول الإمام السنوسي: ((فمما يجب لمولانا جل وعز … )) – ثم ذكر الإمام الصفات – … ما نصه: ((“من” في قوله هنا “فمما” وفي قوله الآتي: “ومما يستحيل”: تبعيضية.
وإنما أتى بها إشارة إلى عدم انحصار ما يجب لله فيما ذكره من العشرين صفة، وعدم انحصار ما يستحيل عليه تعالى فيما ذكره من أضدادها، لأن كمالاته تعالى لا تتناهى فكذا أضدادها، لكن ما قام عليه دليل عقلي أو نقلي من الكمالات – وهو العشرون صفة الآتية – كلفنا بمعرفته ومعرفة أضداده تفصيلا، وما لم يقم عليه دليل عقلي ولا نقلي لم نكلف بمعرفته ولا بمعرفة أضداده تفصيلا، بل إجمالا لعدم ما يدل على تعيينه، فيجب علينا أن نعتقد أن لله كمالات لا تتناهى، وأنه يستحيل عليه أضدادها. وإنما لم يأت المصنف بـ: “من” التبعيضية في قوله الآتي: “وأما الجائز في حقه تعالى … ” إشارة إلى انحصار الجائز فيما سيذكره)) [طالع البشرى على العقيدة الصغرى (ص:42)، ط. الجمعية التونسية لإحياء التراث الزيتوني].
فما عسى أن يطلق على صنيع صاحب “العجالة” هنا؟! …
ثانيا: الباحث النزيه يناقش مذهب خصومه بتحريره من مصادرهم المعتمدة، وإلا “فكيف تؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم” – كما قال الشيخ ابن باديس-؟!، فالعجب من هذا الرجل – وهو من دعاة “فقه الدليل و … الخ” – كيف يقلد مغمض العينين آراء ابن تيمية الشاذة في تحرير مذهب خصومه السادة الأشاعرة؟! ..
يتبع بإذن الله ..