جاء في كتاب الموشى للوشاء: حكي عنه (عن مجنون ليلى قيس بن الملوح) في أول ابتداء وسواسه (أي بسبب شغفه بليلى) أنه قيل لأبيه: لو أخرجت قيساً، أيام الموسم، وأمرته بأن يتعلق بأستار الكعبة، ويقول: اللهم أرحني من حب ليلى، لعل الله كان يريحه من ذلك، ففعل؛ فلما طاف بالبيت أمَرَه، فتعلق بأستار الكعبة، وقال: قل: اللهم أرحني من حب ليلى. فقال: اللهم زدني لليلى حباً إلى حبها، وأرني وجهها في خير وعافية! فضربه أبوه، فأنشأ يقول:
ذكرتُك، والحجيجُ له ضجيج … بمكة والقلوب لها وَجيبُ (أي خشوع)
فقلتُ، ونحن في بلد حرام … به لله أخلصت القلوبُ
أتوب إليك، يا رحمن، مما … عملتُ، فقد تظاهرت الذنوب
وأما من هوى ليلى وتَركي … زيارتها، فإني لا أتوب
وكيف، وعندها قلبي رهين … أتوب إليك منها، أو أنيب؟!