حلول الحوادث بذاته تعالى

من البدع الخطيرة لابن تيمية بدعة حوادث لا أول لها (منقول)

من البدع الخطيرة لابن تيمية بدعة حوادث لا أول لها وقد صرح ابن حجر العسقلاني في فتح البارئ أنها واحدة من المسائل الشنيعة المنسوبة لابن تيمية

ماذا يعني باختصار حوادث لا أول لها ؟!!
يعني أنه ما من مخلوق أول فكل مخلوق يسبقه مخلوق إلى ما لا نهاية في الماضي

ولهذا لو سألت وهابيا ما أول مخلوق ؟!!
سيتهرب أو سيقول لك لا أول للمخلوقات لأن كل مخلوق قبله مخلوق إلى ما لا نهاية

وقد عمد ابن تيمية لكي يحسن بدعته ويلبسها على غيره إلى تقسيم المخلوقات إلى نوع وآحاد
فقال نوع المخلوقات قديم
أما آحاد وأفراد المخلوقات فهي حادثة

ويعني ذلك أن كل مخلوق لم يكن ثم كان لكن قبله كان هناك مخلوق وهكذا وبهذا يقول ابن تيمية أن كل مخلوق على إنفراده حادث وليس قديم
أما نوع المخلوقات فهو قديم عند ابن تيمية لأن كل مخلوق قبله مخلوق فكان بهذا نوع المخلوقات قديما عند ابن تيمية

لكن يغفل ابن تيمية أن النوع هو مجموع الآحاد وأنه لا وجود له إلا في الذهن لأنه تصور لمجموع الآحاد فإذا كان كل آحاد النوع حادثة لزم أن يكون النوع حادثا
لكن ابن تيمية جاء بما هو العجب فزعم أن نوع المخلوقات قديم

وبالعموم فإن تقسيم ابن تيمية المخلوقات إلى نوع وآحاد وزعمه أن نوع المخلوقات قديم و أن آحادها حادث عبارة عن فلسفة تيمية بدعية فإن كانت مقولة نبوبة مصطفوية فلتقدم لنا الوهابية النص النبوي عليها
لكن كما هو المعتاد آراء ابن تيمية فوق النقد أو التحقيق عند الوهابية

والأن نأتي إلى بيان لماذا قال ابن تيمية بحوادث لا أول لها ؟!!
الجواب يكشف مخاطر هذه البدعة
فابن تيمية لا يمنع تسلسل المخلوقات في الماضي لزعمه أن هذا من كمال الفاعل وهو الله

فابن تيمية يقول بأن الله خالق وأن صفة الخالقية لم تتعطل في أي وقت وأن القول بأن الله كان ولم يكن معه شيء يلزم منه تعطيل صفة الخالقية وكون الله خالق يلزم منه ألا تتعطل هذه الصفة عنه أبدا وبالتالي لا يوجد وقت إلا ووجب أن يكون هناك مخلوق موجود لعدم تعطل صفة الخلق عن الله

ومن هنا نجد أن ابن تيمية يصرح بأن صفة الخلق عند الله تقتضي أنه لا بد أن يكون لها الأثر التام بإيجاد المخلوق فإن لم يوجد المخلوق كان نقصا في صفة الخالقية لله وعليه فإن أثر صفة الخالقية يوجب ظهور المخلوق

لاحظ هنا أن ابن تيمية اعتبر عدم وجود مخلوق دلالة على تعطل صفة الخالقية وهذا بنظره محال على الله فصفة الخلق لا تنفك عن الله لذا لا يوجد زمن إلا وكان هناك مخلوق مع الله لكن هذا المخلوق كآحاد ليس بقديم لأنه مسبوق بمخلوق قبله وهكذا إلى ما لا نهاية في الماضي

ومن هنا جاء ابن تيمية بقوله إن نوع المخلوقات قديم فلا بد من مخلوق قبله مخلوق حتى لا تتعطل صفة الخالقية عن الله وعليه جعل النوع قديما لأن فعل الله بالخلق قديم أما أفراد المخلوقات فهي حادثة

والأن ما مخاطر هذه الفلسفة التيمية البدعية ؟!!

يزعم ابن تيمية أن عدم وجود المخلوق هو تعطيل لصفة الخالقية وأن الله لا يكون كاملا إلا بإيجاده للمخلوق لتتحقق صفة الخالقية في الله وبهذا يجعل ابن تيمية كمال الله متوقف على غيره وأن للمخلوق تأثير على الله

كما يزعم ابن تيمية أن الأثر التام لصفة الخالقية لله يستلزم وجود المخلوق فإن لم يوجد كان الأثر ناقصا وهذا ممنوع عنده

بهذا يظهر أنه ينتج عن هذه الفلسفة التيمية البدعية إيجاب الخلق على الله بحيث أنه يجب عليه أن يخلق ويوجد المخلوق حتى يكون الله كاملا وإلا لم يكن كاملا
كما ينتج عنها القول أن الله لا يخلق باختيار منه للقيام بالخلق بل بالإيجاب

هذه نبذة صغيرة على هذه البدعة الفلسفية التيمية وأنا أعلم أن كثير من الوهابية لا يفهمون مسألة حوادث لا أول لها ولوازمها الفاسدة لكن كالمعتاد فإن أقوال ابن تيمية عند الوهابية تحولت إلى أحد مصادر التشريع التي لا يمكن ردها أو الطعن فيها أو حتى نقدها

السابق
خلاف الوهابية للحنابلة في مسائل التبرك والتوسل والقبور (منقول)
التالي
نماذج لعشرين مناظرة يدور كل منها حول منشور من ثلاثة أسطر لمن أراد مناظرتي في أحدها فأنا بحول الله بانتظاره.