علق أحدهم على الفيديو السابق بقوله ضمن تعليق طويل:
وحسبك من ذكرهم ابن القيم في (اجتماع الجيوش الإسلامية) والذهبي في (العلو) من الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة ممن نصوا في مسألة علو الله تعالى على خلقه بما يخالف مذهب الأشاعرة وهي واحدة من مسائل الاعتقاد،
فعلقت : وهو الله في السماوات وفي الأرض
فرد قائلا:
إله : معبود يعبده من في السماء ومن في الأرض كما قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى هذا لا يعد تأويلا ولا صرف للفظ إلى غير مفهومه وعلى كل أنا على خطى السلف وإنكارك عليّ هو في الحقيقة إنكار على السلف رضي الله عنهم
فأجبت:
احسنت .. وايضا نقول استوى اي علا علو ملك وسلطان كما قال الطبري الذي تحتج به فهذا ليس تاويلا واية اامنتم من في السماء اي اامنتم الاله المعبود في السماء كما قلت انت في قوله وهو الله في السماوات وفي الارض … بل يداه مبسوطتان ينفق .. اي جواد كريم كما قال ابن تيمية .. وهكذا دواليك وكله ليس تاويلا وما هو جوابك هو جوابنا والسلام
فقال :
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : “وأما قوله تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ) الملك/16 فمعناه : مَن علىٰ السماء ، يعني : على العرش” انتهى . “التمهيد” (7/130) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ: «قَدْ تَضَعُ الْعَرَبُ» فِي «بِمَوْضِعِ» عَلَى ” قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} قَالَ: {لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَمَعْنَاهُ: عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى النَّخْلِ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فِي السَّمَاءِ} ] أَيْ عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاءِ، كَمَا صَحَّتِ الْأَخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. البيهقي
فأجبت :
أما أن العرب تضع “في” بموضع: على .. فهذا مجاز عند من يقول بتعاور أحرف الجر لأن هذه مسألة خلافية بين البصريين والكوفيين قال ابن هشام في «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» (ص150): «مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس كما» أن أحرف الجزم وأحرف النصب كذلك وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلا يقبله اللفظ كما قيل في {ولأصلبنكم في جذوع النخل} إن في ليست بمعنى على ولكن شبه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحال في الشيء وإما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف كما ضمن بعضهم شربن في قوله 175 – (شربن بماء البحر … ) معنى روين وأحسن في {وقد أحسن بي} معنى لطف وإما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى وهذا الأخير هو مجمل الباب كله عند أكثر الكوفيين وبعض المتأخرين ولا يجعلون ذلك شاذا ومذهبهم أقل تعسفا.اهـ وجاء في «شرح المفصل لابن يعيش» (4/ 472): «وأما قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (2)، فليست في معنى “عَلى” على ما يظنّه مَن لا تحقيقَ عنده، وإنّما لمّا كان الصلب (3) بمعنى الاستقرار والتمكّن، عُدّي بـ “في” كما يُعدَّى الاستقرار، فكما يُقال: “تمكّن في الشجرة”، كذلك ما هو في معناه»اهـ هذا فضلا عن أنه كما تفسير البحر المحيط (6/ 242): وقيل : نقر فرعون الخشب وصلبهم في داخله فصار ظرفا لهم حقيقة حتى يموتوا فيه جوعا وعطشا .اهـ أي أن المسألة فيها قولان ، الأول : أنهم صلبوا في جذوع النخل حقيقة بأن نقر فرعون جذوع النخل ووضعهم في داخلها، والثاني: أنهم صلبوا فيها مجازا، وإذا آل الأمر إلى المجاز وهو عندكم طاغوت، فإن اليد أيضا تطلقا مجازا على القدرة والنعمة حتى لو ثنيت وأدخل عليها الباء، والوجه يراد به الذات مجازا، والاستواء على العرش يراد به القهر والسيطرة، وهكذا سائر الصفات المتشابهة ففيها وجوه مجازية أطال العلماء في بيانها، ومن ذلك أن عبارة في السماء نفسها تكون مجازا عن الرفعة وعلو المنزلة والمكانة لا المكانة، كما قال النابغة الجعدي: «بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا … وَإِنَّا لنَرْجُو فَوق ذَلِك مظْهرا …» كما في «غريب الحديث – ابن قتيبة» (1/ 361).. وهكذا تكون أتيت على مذهبك من القواعد بمجرد القول بأن في تأتي بمعنى علي. والحمد لله رب العالمين
ثم قلت”
أيضا العرب بل السلف والكتاب والسنة تطلق العلو على العلو المعنوي ، وإليك شواهد ذلك: 1. قال تعالى: “فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى” [طه : 67 ، 68] قال الإمام الطبري في تفسيره جامع البيان ت شاكر (18/ 337): (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى) على هؤلاء السحرة، وعلى فرعون وجنده، والقاهر لهم.اهـ ففسر العلوَ هنا بالقهر كما ترى. 2. ومنه قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم: 27] 3. ونحوه قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60]؛ قال الطبري في تفسيره (17/ 229): “ولله المثل الأعلى” وهو الأفضل والأطيب، والأحسن، والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره.اهـ 4. ومن ذلك قوله تعالى: “إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ” [القصص : 4]، جاء في تفسير البغوي – طيبة (6/ 185): {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا} اسْتَكْبَرَ وَتَجَبَّرَ وَتَعَظَّمَ.اهـ ونحوه في تفسير الطبري ونقله عن السدي وقتادة من السلف. [5] 5. وقال تعالى: “مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ” [الدخان : 31]، قال الطبري في تفسيره: (إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ) إنه كان جبارا مستعليًا مستكبرًا على ربه.اهـ 6. وقال تعالى: “وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” [الإسراء : 7]. قال البغوي في تفسيره (5/ 80): “وَلِيُتَبِّرُوا” وَلِيُهْلِكُوا “مَا عَلَوْا” أَيْ: مَا غَلَبُوا عَلَيْهِ مِنْ بِلَادِكُمْ “تَتْبِيرًا”. 7. وقال تعالى: “وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ” [الدخان : 30 ، 31] 8. وقال تعالى: “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا” [الإسراء : 4]. قال البغوي في تفسيره(5/ 79): {وَلَتَعْلُنَّ} وَلَتَسْتَكْبِرُنَّ وَلَتَظْلِمُنَّ النَّاسَ {عُلُوًّا كَبِيرًا}.اهـ 9. وقال تعالى: “تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ” [القصص : 83] قال الطبري في تفسيره (19/ 637): يقول تعالى ذكره: تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرا عن الحقّ في الأرض وتجبرا عنه …وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.اهـ ثم نقل نحو ذلك عن السلف[6]. 10. وقوله: “وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا” [النمل : 14] قال الطبري في تفسيره (19/ 436) هنا: والعلو الكبرُ، كأنه قيل: اعتداء وتكبرا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل…. ثم أسنَد عن ابن جُرَيج، في قوله: (ظُلْمًا وَعُلُوًّا) قال: تعظما واستكبارا.اهـ 11. وقال تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ } [ص: 75] قال البغوي في تفسيره (7/ 102): {أم كنت من العالين} المتكبرين.اهـ وقال الطبري في تفسيره(21/ 239): (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) يقول: أم كنت كذلك من قبل ذا علوّ وتكبُّر على ربك.اهـ 12. وقال عز وجل: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} [يونس: 83] قال الطبري في تفسيره (15/ 167): وقوله: (وإن فرعون لعال في الأرض) ، يقول تعالى ذكره: وإن فرعون لجبّارٌ مستكبر على الله في أرضه.اهـ 13. وقال أيضا: { وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا } [التوبة: 40] قال الطبري في تفسيره (14/ 261): (وكلمة الله هي العليا) ، يقول: ودين الله وتوحيده وقولُ لا إله إلا الله، وهي كلمتُه (العليا) ، على الشرك وأهله، الغالبةُ.اهـ 14. وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا } [مريم: 50] [مريم : 50]، قال الطبري في تفسيره (18/ 208): وقوله (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يقول تعالى ذكره: ورزقناهم الثناء الحسن، والذكر الجميل من الناس….ثم نقل بسنده عن ابن عباس، قوله (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) يقول: الثناء الحسن.اهـ 15. وقال تعالى: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل : 31] قال الطبري في تفسيره(19/ 453):(أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ) ألا تتكبروا ولا تتعاظموا عما دعوتكم إليه. كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ) ألا تمتنعوا من الذي دعوتكم إليه إن امتنعتم جاهدتكم، فقلت لابن زيد: (أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ) ألا تتكبروا علي؟ قال: نعم.اهـ 16. وقال : {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} [محمد: 35] 17. ونحوه قوله: { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] قال الطبري في تفسيره(7/ 234): فإنكم”أنتم الأعلون”، يعني: الظاهرُون عليهم، ولكم العُقبَى في الظفر والنُّصرة عليهم.اهـ 18. { فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64] قال الطبري في تفسيره (18/ 334):وقوله (وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى) يقول: قد ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره.اهـ فهذه ثمانِ عشر آية[7]جاء فيها العلو ومشتقاته بمعنى العلو المعنوي قطعا، لا بمعنى علو المكان ولا العلو الحسي؛ وهذا العلو المعنوي تَعدَّد المرادُ منه في الآيات السابقة وتراوح بين المعاني التالية: 1) الغلبة 2) والقهر 3) والبغي 4) والتكبر 5) والنصر 6) والظفر 7) والعظمة 8) والعزة 9) والشرف 10) والتجبر 11) والأفضل 12) والأطيب 13) والأحسن 14) والأجمل فهذه أربعة عشرة معنى لكلمة العلو ومشتاقتها كلها تدور حول العلو المعنوي المتردد بين هذه المعاني الكثيرة السابقة فإذا أضفنا العلو الحسي والمكاني لكلمة العلو فيتحصل لنا لكلمة العلو ومشتاقاتها: 15 معنى… وبالتالي فإن نسبة إرادة معنى العلو الحسي تكون 1/15 … يعني حوالي 7% أي أنك إذا وجدتَ كلمة العلو ومشتاقتها في مئة موضع من القرآن… فإن الاحتمال العقلي ليكون العلو فيه بمعنى العلو الحسي هو سبعة مواضع فقط[8] …..!!!!!! https://drwaleedbinalsalah.com/استدلوا-على-العلو-الحسي-بقوله-تعالى-سَ-2/