مفهوم تصريف الأولياء في الكون وأدلته
————-؛؛؛؛؛؛———–
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كثر الكلام عن تصريف الاولياء والاقطاب في الكون , وانقسم الناس فيه الي فريقين – فريق يجيز ذلك ويدخله تحت القدرة الالهية ولايرى استحالة وقوع ذلك لاشرعاً ولاعقلاً .
والفريق الاخر منكر له مستعظما ذلك الامر على الله واصفا كل من قال بذلك بانه كافر والعياذة بالله من ذلك الوصف الشنيع الذي لايليق بالمسلمين , زاعمين ان ذلك تصرف مع الله في ملكه .
وكيف ينكرإخواننا قدرة الله في أن يهب الله لمن يشاء ما يشاء
ولا معقب لحكمه ولا رادلقضاءه ونسبة الفعل للعبد نسبة مجاز
أما الفاعل فهو الله والمتصرف هو الله والآمر هو الله والمحرك لكل ساكن هو الله وحده
كما هو معلوم اخي المسلم أنه ليس لأحد قدرة أو قوة يجلب بها مصلحة لنفسه أو يدفعبها مصيبة عنه , وليس لاحد منا قيومية على نفسه , فإن الله هو الحي القيوم , ولايقسو عليه شيئ في الارض ولافي السماء وهو على كل شيئ قدير , ومن ادعى ان له قدرةذاتية على أي فعل من الافعال دق أو جل أو ادعى اي تصرف له في هذه الحياة ولو رفع قشة من الارض كفر عندالجميع .
و كل الذي يقال عن اللاولياء والاقطاب من تصرفهم في الكون هو من باب المجاز فقط وإنما الفاعل في الحقيقة هو الله . أفعال اجراها الله على ايديهم كرامة لهم وتشريفاً .
وليس ذلك خارجاً عن اراة الله تعالى بل تصرف الاولياء يأتي وفق الإرادة والمشيئة الإلهية كما قال سيدي محمد أبو المواهب الشاذلي : « التصريف : ان يعطى للكامل إذنه فيما قل وجل من المضار والمنافع ، ومن دونه يتصرف بالإذن بحسب النوازل والوقائع . ومن أعطى التصريف لا يخرج عن مشيئة الفاعل بالاختيار، ومن زعم غير ذلك حجبت عنه المعارف والأنوار » .
ونسبتنا التصريف للسادة الاولياء والاقطاب هي نسبة مجاز فقط كماهو معلوم – بل كل الافعال التي يفعلها الانسان في حياته اليومية فان نسبتها له نسبة مجاز فقط
قال ابن عطاء الله في حكمه:
من نعم الله وفضله علينا *** أنه يفعل الافعال وينسبها الينا
والمجازتعرفه اللغة العربية وتكلم به القران الكريم , فقد قال الله تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها) هنا فقد نسب الله هنا الفعل الينفسه . وفي اية اخرى قال (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكلبكم) فنسب الفعل هنا الي ملك الموت . فتارة يرجع الله الفعل الي حقيقته فينسبالي نفسه , وتارة ينسبه الي أحداً من مخلوقاته مجازاً كما ذكرناه , وتارة ينسبه له ولاحداًمن مخلوقاته , كما في قوله تعالى(كتب الله لاغلبن أناورسلي) فنسب هنا الفعل له ولرسله معاً . لنفسه من باب الحقيقة ولرسله من باب المجاز.
وقد قال به الانبياء والرسل كما ورد عن سيدنا ابراهيم عليه السلام حينما قال (فاذا مرضتُ فهويشفين) فنسب الفعل الي نفسه ولم يقل اذا أمرضي الله مع إنه لافعل لاحد مع الله.
وقال به الملائكة (قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا) فهل سيدنا جبريل هو الذي يهب الغلمان؟؟؟ ام الله سبحانه وتعالى؟؟؟ والصواب ان الفاعل حقيقة هو الله تعالى وانما نسبة الفعل الي الملك من باب المجاز فقط
اذا عرفت هذا عرفت كلامنا عن الاقطاب وتصرفهم أو جريان النفع على ايديهم أو غير ذلك فهي مجازاً .
وقال صلى الله عليه وسلم: ” تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنماأنا قاسم أقسم بينكم” رواه مسلم.
فمن هو القاسم الله أم هو النبي صلى الله عليهوسلم؟؟؟.
والاولياء الصالحين رجال عبدوا الله تعالى حق عبادته , فأكرمهم بكرامات وخصهم بمزايا لايمكن لأحد انكارها .
فقد روى الامام الترمذي من حديث أنسبن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( :كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه ، منهم البراء بن مالك)
وقال الامام النووي في قوله صلىالله عليه وسلم : ” لو أقسم على الله لأبرّه ” أي لو حَلَفَ على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له ، بإجابة سؤاله ، وصيانته من الحنث في يمينه ،وهذا لِعِظَم مَنْزِلته عند الله تعالى ، وإن كان حقيرا عند الناس . وقيل : معنى القسم هنا : الدعاء ، وإبراره : إجابته
وفي الصحيحينأن الرُّبَيِّع كَسَرَتْ ثنية امرأة ، فأمر رسول الله( صلى الله عليه وسلم )بالقصاص ، فقال أنس بن النّضر : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسَر ثنيتها، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه .
فانظر حباك الله الي هذا الصحابي كيف قسم على الله الاتكسر ثنية الربيع وأبرّ الله قسمه .
اذاعلمت هذا علمت أنهم عباد مكرمين عندالله فلايرد لهم طلب ولايكسر لهم خاطر , ولا احديستطيع ان يحدد اكرام الله لهم والشواهد والامثلة على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة فالنورد منها نذر قليل .
📝
فقد أورد لنا القران قصة سيدنا سليمان عليه السلام فكان متصرفاً في الكون فكانت الريح تجري بامره غدوا وعشيا , ويأمرها فتمتثل له أمره , وسُخر له الجن يفعلون له مايشاء , وكان عليه السلام يكلم الطير والنمل والدواب واوتي ملك عظيماً وكان يأمر الطيور بماشاءوتستجيب الي أمره , ويعذب من يشاء اذا لم يطع اوامره . اليس هذا تصريف في الكون؟؟؟نعم قد صرفه الله في الكون باذنه .
وقد اكرم الله هذه الامة بان جعل فيها من يأمر الريح فتمتثل أمره كما نقل عن سلطان العلماء الامام العز بن عبد السلام أنه قال في حروب المسلمين مع الفرنجة يا ريح خذيهم فأخذتهم الريح حتى قيل أن الله لم يزل يكرم هذه الأمة حتى كان منها من سخرت له الريح (طبقات الشافعية – الطبقة الثانية).
كما أخبرنا القران عن قصة الذي عنده علم من الكتاب وهو آصف بن برخيا الذي كان مع سيدنا سليمان وأنه اتى بعرش بلقيس من اليمن الي الشام قبل ارتداد الطرف , أي في ثواني معدودة , وانظر الي قول اصف (أنا آتيك به )
فقد اوجد سيدنا آصف العرش ! واعدمه من محله دون ان يتحرك!! ومع ان الايجاد و الاعدام من صفات الله فقط ؟!
ولكن يأذن الله لمن يشاء ويحكم بمايريد , فهل أشرك سيدنا اصف بالله ونسب الإتيان بعرش بلقيس لنفسه ؟؟ ( حاشا وكلا)
أن هذا تصريف واضح لآصف وضوح الشمس في كبد السماء – فقد صرفه الله في كونه و اعطاه إسمه الاعظم الذي اذا دعي به أجاب واذا سأل بهاعطى .
وقصة العبد الصالح وهوسيدنا الخضر أكبرشاهد ودليل , فكان الخضر يتصرف في الكون يميناً وشمالا فخرق السفينة وقتل الغلام وبنى جدار اليتيمين . وقال بعد ذلك ومافعلته عن أمري !! فدل على أن الله قد جعل له تصريفاً في كونه وأمره بفعل ذلك , والا فلماذا يرسله الله ليفعل تلك الاشياء؟؟؟ الم يكن الله قادراً على أن يفعلها وحده؟؟؟ الم يكن قادراً على تكليف الملائكة لانجاز هذهالمهام؟؟؟ نعم يفعل الله مايشاء ويختار .
بل ماخفي أعظم فلو استمر سيدنا موسى معه لكشف لنا الكثير والكثير كما قال صلى الله عليه وسلم .
وعن قصة الخضر هذه قال فيها بعض العلماء ان تصرف سيدنا الحضر كان أمر باطناً لا ظاهراً !! والا لما كان رضي اصحاب السفينة للخضر ان يخلع من سفينتهم الالواح ليفسدها لهم وهم ينظرون ؟!! ولم يحكي لنا القران اي رد فعل لاصحاب السفينة ؟؟!! فدل ذلك على ان سيدنا الخضر تصرف فيها باطناً وهم لايشعرون . وكذلك امر قتل الغلام وبناء الجدار على هذه الوتيرة .
وقصةسيدنا عيسى عليه السلام من أنه كان يحي الموتى ويبرئ الاكمه ويبرئ الابرص , ويخبر الناس بمايدخرونه في بيوتهم ويخبرهم بما طعموا من قبل , والي غير ذلك من الافعال التي لايفعلها الا الله تعالى
. فاذا كانت في حق سيدنا عيسى معجزة , كانت في حق الولي كرامة , كما نص على ذلكالعلماء .
وكذلك ماورد في القران الكريم من ان سيدنا ابراهيم علييه السلام كان يدعو الموتى فتستجيب له وتاتيه سعياً قال تعالى (ثم أدعهن ياتينك سعياً ) مع الملاحظ ان الذي يدعو هو سيدنا ابراهيم عليه السلام!!
وهاهو العلامة إبن الجوزي يروي لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وكيف قتل قارون , فقد أمر سيدنا موسى الارض ان تاخذه وتبتلعه فأمرها قائلاً (يا أرض خذيه) فابتلعته بقصره وخزائنه واستجابت الارض لأمره عليه السلام .
فامر سيدنا موسى الارض ولم تعصي أمره !!
وكذلك ما رواه الامام الحافظ ابن كثير عن امير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب وأمره لنيل مصر ان يفيض ففاض واستجاب لامره حينما كتب له عمر ابن العاص كتابا في القصة المعروفة – فكتب له سيدنا عمر ابن الخطاب خطابا قال فيه :ً(بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين ، إلى نيل مصر .السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته .
أما بعد ، فإن كنت تفيض من عندك فلا تفض ، وان كنت إنما تفيض من عند الله ففض .)
وأمر عمرو بن العاص أن يلقيهفي النيل ، ففعل ، وفاض النيل ، وأبطلت من يومئذ تلك العادة السيئة , فشاهدنا هنا من هذه القصة هو أمر سيدنا عمر لنيل مصر ان يفيض واستجابة النيل لامر الخليفة الذي هو من اكابر الاولياء وفاض .
ويحكي لنا القران قصة ذي القرنين يقول سبحانه وتعالى : ( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا) .
ثم يقول سبحانه : (قلنا يا ذاالقرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا .. )
فهل ذي القرنين هو الذي يعذب ؟؟.. وأنظر إلى رد ذي القرنين :
قال ( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا)
فهل أشرك ذي القرنين عندما جعل له عذابا ولله عذابا … كيف هذا ؟؟
ولماذا فوضه الله وأوكل اليه الامر في ان يعذب أو لا ؟؟؟ . لماذا تركه يتصرف بمايشاء كيف شاء؟؟؟ . نعم يفعل الله مايشاء ويختار وهذا تفويض واضح وجلي لأنه رجل مأمون.
وقد يقول المعترض : اذا كان الاولياء يتصرفون في الكون فماذا تركوا لله تعالى ان يفعله ؟؟
الجواب من وجهين :
📝الاول : ان هذه الافعال هي حقيقة لله تعالى وهو الذي فعلها ولم يكن لهم الا ظهورها على أيديهم فقط (فهم سبب – والله المسبب). فلامكان للاعتراض .
📝الثاني : لنسأل المعترض سؤلاً ؟
قد ورد ان سيدنا جبريل عليه السلام هو الموكل بانزال الوحي وكذلك بعض العزاب على أهل الارض وكان قد خسف بقوم سيدنا لوط عليه السلام
وسيدنا ميكائيل موكل بالارزاق وانزال الامطار – وهناك ملك موكل بالجبال لو أمرها لاطاعته وكان قد استشار النبي صلى الله عليه وسلم في ان يطبق الاخشبين على من كذبه فرفض الحليم صلى الله عليه وسلم .
وان سيدنا عزرائيل هو الذي قبض الارواح فيخرجها من البدن فيصبح البدن بعدها جثة بالية – وان منكر ونكير يسألان الميت في قبره – وان اسرافيل هو الذي ينفخ في الصور ليقوم الناس يوم البعث – وأن مالك خازن للنيران ورضوان خازن للجنان – وهنالك زبانبة يعزبون اهل النار – وان رقيب وعتيد هم الذين يقومون باحصاء الحسنات والسيئات – وهنالك ملك موكل بارسال الرياح في الكون – وغير ذلك من افعال الملائكة الكثيرة .
فماذا تركوا هؤلاء لله تعالى ليفعله ؟؟؟ اخبرني ماذا تركوا ؟؟؟ وهل هذا تصريف مع الله ؟؟ أم تصريف باذن الله ؟؟
سبحان الله رب العالمين …
فاذا قلت ان الفاعل لكل هذه الاشياء وغيرها هو الله سبحانه وتعالى وانما اجراها على ايديهم فقط .. قلنا لك كذلك الامر عند الاولياء ولافرق بين الامرين فكلهم خلق لله تعالى وليس فيهم خالق .
وان قلت بخلاف ذلك فقد وقعت في المحظورالذي لاتحمد عاقبته ؟!
والغريب في الأمر ان المعترض يرى بنفسه انه متصرف في هذه الحياة وانه يمكنه فعل الكثير من الافعال – وان الحكام والملوك والرؤساء يتصرفون في بلادهم كيفماء أرادوا , فنجدهم يقلدون المناصب العلياء من وزارات وسفارات لاحبابهم المقربين لديهم , وينزعزون الحكم عن من أرادوا نزعه .. ويقتلون البعض , ويعتقلون البعض الاخرفي السجون والمعتقلات .. ويصدروا قرارات ويسنوا قوانيين في البلاد والي غير ذلك من التصرف الظاهر وغير خفى على احد .
فان قال المعترض بان هؤلاء يتصرفون بقدرتهم من دون الله كفر … وإن قال بالقوة المودعة تفسق … وإن قال ان هذه الافعال افعال لله أجراها على ايديهم فقط . قلنا كذلك مايظهر على أيدي الانبياء والاولياء فهو ايضاً من هذا القبيل ولايتعداه , قال تعالى (والله خلقكم وماتعملون) صدق الله العظيم
فكيف تثبت تصريفا لاهل الظاهر وتنكر تصريف أهل الباطن والكل مخلوق وليس فيهم خالق ؟!!
فلو قال المعترض ولكن إن اهل الظاهر يتصرفون بماجعله الله عادة لهم ولغيرهم في الدنيا ! وتصرف الاولياء ليس عادة عندنا !.
قلنا له ان الله قادر على خرق العادات للانبياء والاولياء وكيف لا وهو رب العادات وخوارق العادات .. فتصريف الاولياء في الكون من باب الكرامات . و(الكرامة) امر خارق للعادة يظهره الله على ايدي الاولياء كما هو معروف.
وان مثل هذه المرتبة العظيمة التي يبلغها الاولياء انما هي ثمرة الطاعة التامة والمحبة الخالصة لله تعالى والتي اذا وصلها اطاعته الاشياء لطاعته التامة لله تعالى.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/376- 377) متحدثاعن الحديث القدسي فقال :
(وقد جاء فى الاثر (ياعبدى أنا أقول للشىء كن فيكون أطعنى أجعلك تقول للشىء كن فيكون يا عبدى انا الحى الذى لا يموت أطعنى أجعلك حيا لا تموت (وفى أثرأن المؤمن تأتيه التحف من الله من الحى الذى لا يموت الى الحى الذى لا يموت )فهذه غاية ليس وراءها مرمى كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشى فلا يقوم لقوته قوة). اهـ.
كما نجد ان ابن تيمية يجسد هذا المعنى ايضاً (أي معنى التصريف) في موضع اخر من مجموع الفتاوي ويوافق السادة الصوفية – فقال في الجزءالرابع صفحة379 في حديثةعن المقارنةبين الملائكةوبني ادم .
[وقد قالوا : ان علماء الادميين مع وجود المنافي أحسن و أفضل , ثم هم في الحياة الدنيا وفي الاخرة يلهمون التسبيح, كما يلهمون النفس , واما النفع المتعدي , والنفع للخلق , وتدبيرالعالم , فقد قالوا : هم تجري ارزاق العباد على ايديهم , وينزلون بالعلوم والوحي , ويحفظون ويمسكون وغيرذلك من أفعال الملائكة .
الجواب: أن صالح البشرلهم مثل ذلك وأكثرمنه , ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين , وشفاعته في البشركي يحاسبوا , وشفاعته لأهل الجنة حتى يدخلوا الجنة . ثم بعد ذلك تقع شفاعةالملائكة , وأين هم من قوله(وما ارسلناك إلارحمة للعالمين) [الانبياء: 107]؟واين هم من الذين(يؤثرون بأنفسهم ولوكان بهم خصاصة)[الحشر :9]؟
وأين هم ممن يدعون الي الهدى ودين الحق , ومن سنة سنة حسنة؟ وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم : إن من امتي من يشفع أكثر من ربيعة ومضر , وأين هم من الاقطاب , والاوتاد , والاغواث , والابدال , والنجباء؟]اهـ
؟؟ ابن تيمية جعل هنالك من يتصرف في الكون بإذن الله .
والشواهد في ذلك كثيرة وأقوال العلماء والعارفين أكثر فلا داعي من الاطالة أكثرمن ذلك – فالأوليا هم مكرومون في الدنياء والاخرة ولهم مايشاءون عند ربهم من كرامات وتصريف وغير ذلك فكل ذلك على الله يسير, فالفاعل هو الله حقيقةً وانما كان ظهورها على ايديهم تشريفاً وتكريماً قال تعالى ( يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) .
وكيف لا والحديث القدسي يقول في حقهم ((كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يخطو بها , ولئن سألني لاجيبنه , ولئن استعاذني لاعيزنه)).
اذا علمت هذا علمت أن تصرف الاولياء والاقطاب في الكون وأنهم تجري على ايديهم الارزاق وغير ذلك , فاعلم أنه بقدر الله وارادته وأنهم لايفعلون شيئ في الكون الا ما أراده الله وقدره.
ولهذا يقول الحافظ جلال الدين السيوطي ان تصريف كل وليّ حيا وميتا على مقتضى القدرة الأزلية والعلم القديم ، انما هو تابع لتصريف المصطفى وبأذنه وهو بأذن الله).اهـ
كما ان هذا الامر أي (التصريف) قد أخبر به المئات بل الالوف من عدول هذه الامة من أكابرالاولياء والعارفين والصديقين ممن يصعب تكذيبهم واجتماعهم على الكذب – وحاشاهم ان يقع منهم مثل ذلك وماهو ادنى من ذلك , وكيف لانصدقهم في أمر جائز عقلاً ونقلاً ولايخالف سنة ولا إجماعاً بل دلت عليه النصوص الواضحات .
كما يجب على المسلم ان يجعل له كفل من الإيمان بالغيب حتى يدخل في من جاء مدحهم في القران الكريم . قال تعالى (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاةومما رزقناهم ينفقون)صدق الله العظيم
ولايكذب كل من لم تره عينه ولم يشاهده فؤاده . فاذا آمن الشخص بماشاهده فلايكون ذلك ايمانا بالغيب – وانما إيمان بماهو مشاهد . والسلام