تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

ذكر 256 نصا من نصوص العلماء من المذاهب الأربعة وغيرها على أن الله موجود بلا مكان ولاجهة (منقول)

https://al-serajalmounnier.ahlamontada.com/t14-topic

http://www.sunna.info/taw7id6.html

     الله موجود بلا مكان ولاجهة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المذاهب الأربعة وغيرها على أن أهل السنة يقولون: الله موجود بلا مكان ولاجهة

1- قال مصباح التوحيد ومصباح التفريد الصحابي الجليل والخليفة الراشد سيدنا علي رضي الله عنه (40 هـ) ما نصه : (كان- الله- ولا مكان، وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. أي بلا مكان. (( الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي [ ص / 333 ] )) .

=================================================

2- وقال أيضا : “إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته” أ هـ. (( الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي [ ص / 333 ] )) .

================================================== =

3- وقال أيضا : (من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود” اهـ. (المحدود: ما له حجم صغيرا كان أو كبيرا) . [حلية الأولياء: ترجمة علي بن أبي طالب (73/1) ].

================================================== ============

4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (94 هـ) ما نصه (4): (أنت الله الذي لا يحويك مكان” أ هـ. [إتحاف السادة المتقين (4/ 380) ] .

5- وقال أيضا : ( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا ) اهـ. [إتحاف السادة المتقين (4/ 380) ]

6- وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم (148 هـ) ما نصه : “من زعم أن الله في شىء، أو من شىء، أو على شىء فقد أشرك. إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا، ولو كان من شىء لكان محدثا- أي مخلوقا” أ هـ. [ ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص/ 6) ].

7- قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي ما نصه : ” والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة ” اهـ. [ ذكره في الفقه الاكبر، انظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136- 137) ].

8- وقال أيضا في كتابه الوصية : ” ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق ” اهـ. [ الوصية: (ص/ 4)، ونقله ملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/138)] .

9- وقال أيضًا : ” قلت: أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال- أي أبو حنيفة-: يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء” اهـ. [ الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 25). ].

10- وقال أيضا : “ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا” اهـ.

[ كتاب الوصية، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2) ، وملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/ 75) عند شرح قول الامام: ولكن يده صفته بلا كيف”] .

وهذا رد صريح على المشبهة المجسمة أدعياء السلفية الذين يسمون أنفسهم الوهابية ويزعمون أن السلف لم يصرحوا بنفي الجهة عن الله تعالى. فإن أبا حنيفة رأس من رؤوس السلف الذين تلقوا العلم عن التابعين، والتابعون تلقوا العلم عن الصحابة رضي الله عنهم، فاحفظ هذا أخي المسلم فإنه مهم في رد افتراءات الوهابية على علماء السلف.

ونلفت النظر إلى أن أتباع أبي حنيفة أي الذين هم على مذهبه سواء في لبنان وسوريا وتركيا وأندنوسيا والهند وغيرها من البلدان على هذا المعتقد أي ينزهون الله تعالى عن التحيز في جهة فوق العرش ويقولون الله موجود بلا كيف ولا جهة ولا مكان، إلا من لحق منهم بأهل التجسيم الذين فتنوا بالوهابية وغرتهم الحياة الدنيا أو فتنوا بابن تيمية رافع لواء المجسمة في القرن السابع الهجري كابن أبي العز الحنفي الذي فتن به أي ابن تيمية فشرح العقيدة الطحاوية على خلاف منهج أهل الحق عامة وأهل مذهبه خاصة، فقد حشا شرحه وملاه بضلالات ابن تيمية، فإنه كالظّل له، ومما ذكره [ ذكر ذلك عند الكلام على قول الطحاوي (والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان” : (ص/ 427 سطر 16 و. 2)، ط 9، عام 08 14 هـ. ] في هذا الشرح من عقيدة ابن تيمية أن أهل السنة على زعمه يقولون بفناء النار أي عنده وعند ابن تيمية وعند الوهابية عذاب الكفار والمشركين والوثنيين الذين حاربوا الله وأنبياءه في نار جهنم ينتهي وينقطع مكذبين قول الله تعالى: (وَلَا يُخَفَّفُ عَنهُم مِن عَذَابِهَا) (سورة فاطر/36). ومما ذكره [ ذكر ذلك عند الكلام على قول الطحاري: “ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق): (ص/32 1 سطر 5- 6)، ط 9، عام 1988 ر. ] أيضا من عقيدة ابن تيمية قوله بأزلية نوع العالم التي أخذها ابن تيمية عن الفلاسفة أي على زعمهم أن الله لم يخلق نوع العالم إنما خلق الأفراد فقط والعياذ بالله.

وقد اتفق علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها منذ زمن الصحابة إلى يومنا هذا على أن هاتين العقيدتين هما عقيدتان كفريتان لما في ذلك من تكذيب الله ورسوله، ومما علم من الدين بالضرورة أن النار باقية إلى ما لا نهاية له لأن الله شاء لها البقاء، وأن العالم كله مخلوق لله نوعه وأفراده، وهذا توارثه المسلمون خلفًا عن سلف لا يناقضه ولا يعارضه إلا من استحوذ الشيطان على قلبه وأضله الله وطمس على بصيرته.

ومن العجب مع ما في هذا الشرح لابن أبي العز الحنفي من ضلالات كثيرة أن الوهابية استحسنته وصاروا ينشرون هذه العقيدة الفاسدة بين المسلمين ويتدارسونه فيما بينهم، حتى قرروا تدريس هذا الشرح في المعاهد والكليات بالرياض (14) [ صحيفة 9 من الشرح. ] وادعوا [ صحيفة 5 من الشرح ] أن هذا الشرح يمثل عقيدة السلف أحسن تمثيل.

ونقول نحن: والذي أرواحنا بيده لقد كذبوا في ادعائهم وافترائهم على السلف كما هو دأبهم، وستكتب شهادتهم ويُسألون.

وأما تكفير الإمام أبي حنيفة لمن يقول: “لا أعرف ربي فى السماء أو في الأرض “، وكذا من قال: “إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض ” فلأن قائل هاتين العبارتين جعل الله تعالى مختص بحيز وجهة ومكان، وكل ما هو مختص بالجهة والحيز فإنه محتاج محدث بالضرورة. وليس مراده كما زعم المشبهة إثبات أن السماء والعرش مكان لله تعالى، بدليل كلامه السابق الصريح في نفي الجهة والمكان عن الله.

================================================

وقال الشيخ الإمام العز بن عبد السلام الشافعي في كتابه “حل الرموز” في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه (1): “لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم أن للحق مكانا فهومشبه ” اهـ، وأيد ملا علي القاري كلام ابن عبد السلام بقوله (2): “ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم، فيجب الاعتماد على نقله ” اهـ. [(1) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص/ 198).][ (2) المصدر السابق.]

11- وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه إمام المذهب الشافعي (204 ص) ما نصه : ” إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ” اهـ. [إتحاف السادة المتقين (2/ 24 ]

12- وأما الإمام المجتهد الجليل أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (241 هـ) رضي الله عنه إمام المذهب الحنبلي وأحد الأئمة الأربعة، فقد ذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية، ثم قال ابن حجر ما نصه : ” وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه ” اهـ. [ الفتاوي الحديثية / 144).]

13- وقال الصوفي الزاهد ذو النون المصري (245 ص) ما نصه :

“ربي تعالى فلا شىء يحيط به *** وهو المحيط بنا في كل مرتصد

لا الأين والحيث والتكييف يدركه *** ولا يـحـد بـمـقـدار ولا امـد

وكـيـف يـدركـه حـد ولـم تـره *** عين وليس له في المثل من أحد

أم كـيف يبلغه وهـم بلا شبه *** وقد تعالى عن الأشباه والولد” اهـ

[ حلية الاولياء ترجمة ذي النون المصري (9/388) ]

14- وسئل ذو النون عن معنى قوله تعالى ( الرَّحمنُُ على العرش استوى ) (طه/5)، فقال (3): أثبت ذاته ونفى مكانه، فهو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمة كما شاء سبحانه ! اهـ.[ الرسالة القشيرية (ص/6). ]

=================================================

15- وكذا كان على هذا المعتقد الإمام شيخ المحدثين أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح (256 هـ) فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة.

قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري (449هـ) ما نصه : “غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان، وانما أضاف المعارج اليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه- أي تعاليه- مع تنزيهه عن المكان ” اهـ.

[فتح الباري (13/416).]

وقال الشيخ ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه:”جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله “رب العرش” ومطابقته، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله (ذِى المَعَارِجِ) (سورة المعارج/3) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى، فبيَّن المصنف- يعني البخاري- أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش، كل منهما مخلوق مربوب محدث، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها” اهـ، نقله عنه الحافظ ابن حجر وأقره عليه .[ فتح الباري (13/ 418- 419). ]

=================================================

16- وقال الإمام الحافظ المجتهد أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ) ما نصه (2): “القول في الدلالة على أن الله عز وجل القديم الأول قبل كل شىء، وأنه هو المحدث لكل شىء بقدرته تعالى ذكره فمن الدلالة على ذلك أنه لا شىء في العالم مشاهد إلا جسم أو قائم بجسم، وأنه لا جسم إلا مفترق أو مجتمع، وأنه لا مفترق منه إلا وهو موهوم فيه الائتلاف إلى غيره من أشكاله، ولا مجتمع منه إلا وهو موهوم فيه الافتراق، وأنه متى عدم أحدهما عدم الاخر معه، وأنه إذا اجتمع الجزءان منه بعد الافتراق، فمعلوم أن اجتماعهما حادث فيهما بعد أن لم يكن،. وأن الافتراق إذا حدث فيهما بعد الاجتماع فمعلوم أن الافتراق فيهما حادث بعد أن لم يكن. وإذا كان الأمر فيما في العالم من شىء كذلك، وكان حكم ما لم يشاهد وما هو من جنس ما شاهدنا في معنى جسم أو قائم بجسم، وكان ما لم يخل من الحدث لا شك أنه محدث بتأليف مؤلف له إن كان مجتمعا، وتفريق مفرق له إن كان مفترقا, وكان معلوما بذلك أن جامع ذلك إن كان مجتمعا، ومفرقه إن كان مفترقا من لا يشبهه ومن لا يجوز عليه الاجتماع والافتراق وهو الواحد القادر الجامع بين المختلفات الذي لا يشبهه شىء، وهو على كل شىء قدير. فبين بما وصفنا أن بارىء الأشياء ومحدثها كان قبل كل شىء [ أي وقبل الزمان والمكان وغيرهما من المخلوقات.] ، وأن الليل والنهار والزمان والساعات محدثات، وأن محدثها الذي يدبرها ويصرفها قبلها ، إذ كان من المحال أن يكون شىء يحدث شيئا إلا ومحدثه قبله، وأن في قوله تعالى ذكره (أفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْف سُطِحَتْ {20})(الغاشية)، لأبلغ الحجج وأدل الدلائل لمن فكر بعقل واعتبر بفهم على قدم بارئها، وحدوث كل ما جانسها، وأن لها خالقا لا يشبهها” اهـ.[(2) تاريخ الطبري (1/ 25). ]

=================================================

17- ثم قال : “فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء، والأول قبل كل شىء، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم، وأن كل شىء سواه محدث مدبر مصنوع، انفرد بالخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر” اهـ.[ تاربخ الطبري (1/ 26). ]

=================================================

18- وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه: لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سؤرة ق/16).[جامع البيان (مجلد13/جزء 27/215).]

أي أن القرب المسافي منفيٌّ عن الله، فالذي في رأس الجبل والذي في أسفل الوادي هما بالنسبة إلى الله تعالى من حيث المسافة على حد سواء لأن الله تعالى منزه عن القرب الحسّي أي القرب بالمسافة، أما القرب المعنوي فلا ينفيه هذا الإمام ولا غيره من علماء المسلمين. فهذا دليلءاخر أن السلف كانوا ينزهون الله عن الجهة.

=================================================

19- وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين (311 هـ) ما نصه : العلي: هو فعيل في معنى فاعل، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا” اهـ.[تفسير اسماء الله الحسنى (ص/48).]

=================================================

20- وقال أيضا : “والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ” اهـ.[تفسير اسماء الله الحسنى (ص/ 60).]

=================================================

21- وقال الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر أحمد بن سلامة الطحاوي الحنفي (321 هـ) في رسالته (العقيدة الطحاوية) ما نصه: “وتعالى- أي الله- عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ” اهـ.

الطحاوي هو من علماء السلف، قال في أول رسالته: “هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة أي أن هذه هي عقيدة السلف من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين في تنزيه الله عن المكان والجهة والجسمية، وكلام الطحاوي في غاية الأهمية فهو من علماء الحديث ومن علماء الفقه وهو حنفيّ أبضا. وهذه العقيدة تدرس في أنحاء الأرض في المعاهد والجامعات الاسلامية.

=================================================

22- وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رضي الله عنه ما نصه : ” كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ” اهـ أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي. نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني.[تبيين كذب المفتري (ص/ 150).]

=================================================

23- وقال أيضا ما نصه: “فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فأصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد، وكذلك الاجتماع والافتراق، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله ” اهـ. [أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45).]

=================================================

24- وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رضي الله عنه ما نصه : “إن الله سبحانه كان ولا مكان، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان، فهو على ما كان، وكان على ما عليه الان، جل عن التغير والزوال والاستحالة” اهـ. يعني بالاستحالة التحول والتطور والتغير من حال إلى حال وهذا منفي عن الله ومستحيل عليه سبحانه وتعالى.[كتاب التوحيد (ص/ 69).]

والإمام محمد بن محمد الشهير بأبي منصور الماتريدي إمام جليل من أئمة السلف الصالح مناضل عن الدين موضح لعقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية من القرءان والحديث وأدلة عقلية مع رد شبه المعتزلة وذوي البدع في مناظراتهم وخصمهم في محاوراتهم حتى أسكتهم، ومجاهد في نصرة السنة وإحياء الشريعة حتى لقب بإمام أهل السنة.

=================================================

25- قال في كتابه “التوحيد” في إثبات رؤية المؤمنين لله في الاخرة ما نصه : “فإن قيل: كيف يرى؟ قيل: بلا كيف، إذ الكيفية تكون لذي صورة، بل يرى بلا وصف قيام وقعود واتكاء وتعلق، واتصال وانفصال، ومقابلة ومدابرة، وقصير وطويل، ونور وظلمة، وساكن ومتحرك، ومماس ومباين، وخارج وداخل، ولا معنى يأخذه الوهم أو يقدره العقل لتعاليه عن ذلك “اهـ.[كتاب التوحيد (ص/ 85).]

فالماتريدي يصرح بنفي الجهة عن الله تعالى، وهذا فيه رد أيضا على المجسمة والمشبهة الوهابية اتباع ابن تيمية الذين يزعمون أن السلف يقولون بإثبات الجهة، فتمسك بما قاله الماتريدي تكن على هدى.

=================================================

26- وقال أيضا: “وأما رفع الايدي إلى السماء فعلى العبادة، ولله أن يتعبد عباده بما شاء، ويوجههم إلى حيث شاء، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج، جل الله عن ذلك “. انتهى باختصار.[كتاب التوحيد (ص/ 75- 76).]

=================================================

27- وقال الحافظ محمد بن حبان (354 هـ) صاحب الصحيح المشهور بصحيح ابن حبان ما نصه : “الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان”. [الثقات (1/ 1)]

=================================================

28- وقال أيضا ما نصه : “كان- الله- ولا زمان ولا مكان” اهـ.[صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4).]

=================================================

29- وقال أيضا : “كذلك ينزل- يعني الله- بلاءالة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ” اهـ.[صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (2/ 136)]

=================================================

30- وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه : ” سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول: سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول: قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد، لو قال لك أحد: أين معبودك أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان، قال: فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه ” اهـ.[الرسالة القشيرية (ص/ 5).]

=================================================

وهو الصوفي الزاهد الشيخ سعيد بن سلام أبو عثمان المغربي، قال عنه الحافظ الخطيب البغدادي : “ورد بغداد وأقام بها مدة ثم خرج منها إلى نيسابور فسكنها، وكان من كبار المشايخ له أحوال مأثورة وكرامات مذكورة ” اهـ.[تاريخ بغداد (9/ 112).]

=================================================

31- قال أبو القاسم القشيري ما نصه : سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا” اهـ.[الرسالة القشيرية (ص/ 5).]

=================================================

32- وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ) في بيان عقيدة الصوفية ما نصه (اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ” اهـ.[التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص/33).]

=================================================

33- وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ) صاحب “معالم السنن” ما نصه “وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)ا هـ.[أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (سورة الروم/27) (2/،147).]

=================================================

34- وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي (403 هـ) ما نصه : “وأما البراءة من التشبيه باثبات أنه- تعالى- ليس بجوهر ولا عرض، فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارىء جل ثناؤه ببعض صفات المحدثين، فمنهم من قال: إنه جوهر، ومنهم من قال: إنه جسم،ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون الملك على سريره، وكان ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك.[المنهاج في شعب الإيمان (1/ 184).]

فاذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه، لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض، ولأنه إذا لم يكن جوهراً ولا عرض لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حين إنها جواهر كالتآلف والتجسم وشغل الأمكنة والحركة والسكون، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء” اهـ.

– وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403) ما نصه (1): “ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان”اهـ.

=================================================

36- وقال ايضا ما نصه (2): “ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك” اهـ.

=================================================

37- وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر (3) نقلاً عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني: (وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل- أي بالباقلاني- فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال: وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحارث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب- يعني الباقلاني- على مخدة واحدة سبع سنين. قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته: “هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين “، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار” اهـ.

=================================================

38- وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور (404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي: “سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: “ُتضامّون” بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته- تعالى- في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة” اهـ، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (4).

=================================================

39- وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الاشعري (406 هـ) ما نصه (5): “لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا” اهـ.

=================================================

40- وقال ايضا ما نصه (6): “واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنه بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها” اهـ.

=================================================

41- وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه (7): “الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب ” اهـ.

=================================================

42- وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه (Cool: “وأجمعوا- أي أهل السنة- على أنه- أي الله- لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ” اهـ.

=================================================

43- وقال أيضا ما نصه (9): “لو كان الإله مقدرا بحد ونهاية لم يخل من أن يكون مقداره مثل أقل المقادير فيكون كالجزء الذي لا يتجزأ، أو يختص ببعض المقادير فيتعارض فيه المقادير فلا يكون بعضها أولى من بعض إلا بمخصص خصه ببعضها، وإذا بطل هذان الوجهان صح أنه بلا حد ولا نهاية” اهـ.

=================================================

44- وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه (10): “غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه- أي تعاليه- مع تنزيهه عن المكان” اهـ.

=================================================

45- وقال أيضا ما نصه: “لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان ” اهـ. وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له (11)، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا.

=================================================

46- وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي (456 هـ)- وهو منتقد من العلماء على بعض مقالاته التي انفرد بها- ما نصه (12): ” وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)، وقال (خلقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للاجسام” اهـ.

=================================================

47- وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ) ما نصه (13): “والذي روي في ءاخر هذا الحديث (14) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة، الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم) “أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء”، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان ” اهـ.

=================================================

48- وقال أيضا ما نصه (15): ” أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه و سلّم) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو (وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(الفجر/22) والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير” اهـ.

=================================================

49- وقال أيضا ما نصه (16): “قال أبو سليمان الخطابي: وليس معنى قول المسلمين: إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته، لكنه بائن (17) من جميع خلقه، انما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف، إذ ليس كمثله شيء” اهـ.

=================================================

50- وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (465 هـ) في رسالته المشهورة بـ “الرسالة القشيرية” عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه (18): “وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب. قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد: إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من المخلوقات، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام، ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان” انتهى باختصار.

=================================================

51- وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ) ما نصه (19): “الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة: وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد، والنهاية، والمكان، والجهة، والسكون، والحركة، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث ” اهـ.

=================================================

52- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه (20): “وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان ” اهـ.

=================================================

53- وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه (21): “البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه (22)، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله ” اهـ.

=================================================

54 – وقال أيضا ما نصه (23): “مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات” اهـ

=================================================

المراجع

(1) الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص/65).

(2) المرجع السابق (ص/64).

(3) تبيين كذب المفتري (ص/221).

(4) فتح الباري (447/11).

(5) مشكل الحديث (ص/ 57).

<> 

(6) مشكل الحديث (ص/ 64).

(7) ا لأزمنة وا لأمكنة (1/ 92).

( Cool الفرق بين الفرق (ص/ 333).

(9) أصول الدين (ص/ 73).

(10) فتح الباري (13/ 416).

(11) المصدر السابق (13/ 433).

(12) أنظر كتابه علم الكلام: مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65).

(13) الأسماء والصفات (ص/ 400).

(14) أي حديث: “والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل الى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى”, وهو حديث ضعيف.

(15) السنن الكبرى (3/ 3).

(16) الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397).

(17) قال الكوثري: بمعنى أنه غير ممازج للخلق لا بمعنى أنه متباعد عن الخلق بالمسافة، تعالى الله عن القرب والبعد الحسيين والبينونية الحسية فليس في ذلك ما يطمع المجسمة في كلامه. ا هـ.

(18) الرسالة القشيرية (ص/ 7).

(19) التبصير في الدين (ص/ 161)..

(20) أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101).

(21) الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص/ 53).

(22) اعلم أن معنى قيامه بنفسه هو استغناؤه عن كل ما سواه، فلا يحتاج إلى مخصص له بالوجود، لأن الاحتياج إلى الغير ينافي قدمه، وقد ثبت وجوب قدمه وبمائه.

(23) الإرشاد (ص/ 58).

55 – وقال أيضا ما نصه (1): “واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، ويتنزه عن الاختصاص بجهة.

وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماسه، وجوزوا عليه التحول والأنتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم” اهـ.

56- وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه (2): (ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا” اهـ.

57- وقال أيضا ما نصه (3): “والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:” إن لله جهة فوق” اهـ

58- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه (4): وقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان” اهـ.

59- وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الاشعري (505 هـ) ما نصه (5): ” (تعالى- أي الله- عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان ” اهـ.

60- وقال أيضا في كتابه “إحياء علوم الدين) ما نصه (6): “الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا. وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان. ثم قال: “فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل: وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة: وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء” اهـ.

61- وقال (7) لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (توفي 508 هـ) مانصه “القول بالمكان – اي في حق الله – منافيا للتوحيد” اهـ

62- وقال أيضا (7 مكرر): “إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال ” اهـ.

63- وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب “الإرشاد” لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه (Cool: “ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة” اهـ.

64- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ) ما نصه (9): “تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة، هذا عين التجسيم، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها” اهـ.

65- وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (514هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه “تبيين كذب المفتري ” ما نصه (10): “فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ” اهـ.

66- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه: “ليس- الله- في مكان، فقد كان قبل أن يخلق المكان) اهـ. ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه “المدخل” (11).

67- وقال ابن رشد أيضا (12): ” فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان” اهـ.

68- وقال أيضا ما نصه (13): وإضافته- أي العرش- إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال: بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره” أ هـ.

وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه “فتح الباري (14) موافقا له ومقرا لكلامه.

69- وقال ابو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيا سنة 539 هـ) ما نصه (15): “ثم إن الصانع جل وعلا وعز لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شيء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بقدم المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديم ازلي، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القدير محالٌ” اهـ.

70- وقال المحدث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 هـ) صاحب العقيدة المشهورة بـ “العقيدة النسفية ” ما نصه (16): “والمحدث للعالم هو الله تعالى، لا يوصف بالماهية ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان ” انتهى باختصار.

71- وقال أيضا ما نصه (17): “وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بايجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيُرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوتِ مسافة بين الرائي وبين الله تعالى” اهـ.

72- وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي . الأندلسي (543 هـ) ما نصه (18): “البارىء تعالى يتقدس عن ان يحد بالجهات أو تكتنفه الأقطار” اهـ.

73- وقال أيضا ما نصه (19): “إن الله سبحانه منزه عن الحركة والانتقال لأنه لا يحويه مكان كما لا يشتمل عليه زمان، ولا يشغل حيزا كما لا يدنو إلى مسافة بشىء، متقدس الذات عن الآفات منزه عن التغيير، وهذه عقيدة مستقرة في القلوب ثابتة بواضح الدليل” اهـ.

74- وقال أيضا ما نصه (20): “الله تعالى يتقدس عن أن يحد بالجهات “

75- وقال أيضا ما نصه (21): “وان علم الله لا يحل في مكان ولا ينتسب إلى جهة، كما أنه سبحانه كذلك، لكنه يعلم كل شىء في كل موضع وعلى كل حال، فما كان فهو بعلم الله لا يشذ عنه شىء ولا يعزب عن علمه موجود ولا معدوم، والمقصود من الخبر أن نسبة البارىء من الجهات إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته ” اهـ.

76- وقال القاضي عياض بن موسى المالكي (544 ) ما نصه (22): “اعلم أن ما وقع من إضافة الدنو والقرب هنا من الله او إلى الله فليس بدنو مكان ولا قرب مدى، بل كما ذكرنا عن جعفر بن محمد الصادق: ليس بدنو حد، صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء” اهـ.

77 – وقال الشيخ محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الشافعي (548هـ) ما نصه (23): “فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شىء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة”لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” ( سورة الشورى/11). فليس البارىء سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان ” اهـ.

78- وقال الشيخ سراج الدين علي بن عثمان الأوشي الحنفي (569 هـ) مانصه (24):

“نسمي الله شيئا لا كالأشياء وذاتا عن الجهات الست خالي ” اهـ

أي أن الله تعالى لا يحتاج إلى جهة ولا إلى مكان يحلُّ به لأنه خالق الأماكن والجهات. ومعنى الشىء: الثابت الوجود، قال الله تعالى:” قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ” (19) سورة الأنعام

79- وقال الحافظ المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر الدمشقي (571 هـ) (25) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلا عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه: “قالت النجارية: إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة. وقالت الحشوية والمجسمة: إنه سبحانه حالّ. في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه – وهي عقيدة ابن تيمية واتباعه الوهابية- فسلك طريقة بينهما فقال: كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ” اهـ.

80- وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه (26):

“خـلـق السـمـاءكـمـايـشـاء بـلا دعـائـم مستقلة

لا لـلـتـحـيـزكـي تـكـون لـذاتـه جـهـة مقله

رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لابنقله “اهـ

81- وقال الشيخ إمام الصوفية العارف بالله السيد أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه (27): “وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول، تعالى الله عن ذلك. وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود” اهـ.

82- وقال أيضا ما نصه (28): “وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض، فقد كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ” اهـ.

83- وقال أيضا ما نصه (29): “غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان ” اهـ.

=================================================

المراجع

(1) الشامل في أصول الدين (ص/ 511).

(2) الغنية قي أصول الدين (ص/83).

(3) المرجع السابق (ص/ 73).

(4) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، س/ 399).

(5) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).

(6) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائد، الفصل الثالت، الاصل السابع (1/ 128).

(7 و 7 مكرر) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182).

(Cool شرح الإرشاد (ق/ 58- 59)، مخطوط.

(9) الباز الأشهب: الحديث الحادي عشر (ص/ 86).

(10) إتحاف السادة المتقين (108/2).

(11) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).

(12) المدخل: نصانح المريد (3/ 181).

(13) المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).

(14) فتح الباري (7/ 124).

(15) التمهيد لقواعد التوحيد (ص/ 62- 63).

(16) العقيدة النسفية (ضمن مجموع مهمات المتون) (ص/28).

(17) المصدر السابق (ص/ 29).

(18) القبس في شرح موطأ مالك بن انس (1/396).

(19) المصدر السابق (1/289).

(20) المصدر السابق (1/395).

(21) عارضة الاحوذي بشرح سنن الترمذي (12/184).

(22) الشفا: فصل في حديث الاسراء (1/205).

(23) نهاية الأقدام (ص/ 103).

( 24) أنظر منظومتة بدء الأمالي (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 7، ص/ 19).

(25) تبيين كذب المفتري (ص/ 150).

(26) أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص/ 2).

(27) البرهان المؤيد (ص/17 و 18).

(28) المصدر السابق (ص/18).

(29) انظر كتاب حكم الشيخ احمد الرفاعي الكبير (ص/35 -36).

84 – وقال أيضا ما نصه (1): ” وأنه- أي الله- لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان ” اهـ.

85- وقال أيضا ما نصه (2): “لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى ” اهـ.

86- وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم: “شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد”، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي ما نصه (3): “فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا) اهـ أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ

ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه (4): “فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة” اهـ.

ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها “حدائق الفصول وجواهر الأصول ” وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، ” وصارت تسمى فيما بعد “بالعقيدة الصلاحية”. ومما جاء في هذه الرسالة (5):

و (صانـع الـعـالـم لا يحويه قطر تعالى الله عن تشبيه

قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا

سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان

فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو

وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء

وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه فيما جوزا

ولا يستغرب هذا الاهتمام البالغ من السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى فإنه كان قد نشأ على هذا الاعتقاد منذ كان في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، فحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري وصار يحفّظها صغار أولاده، فلذلك عقد جميع سلاطين بني أيوب الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري واستمر الحال جميع أيامهم وانتقل إلى أيام السلاطين المماليك ثم إلى سلاطين بني عثمان رحمهم الله تعالى إلى وقتنا هذا.

ولما كان أهل السنة والجماعة هم حرَّاس العقيدة الحقة والمدافعين عنها والداحضين لشبه المشبهة والمجسمة الذين انكسروا أمام الحجج القاطعة التي يوردها أهل الحق، ولمّاكان الوهابية أتباع ابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب الذي خرج من نجد من الفِرق التي تدعو إلى عقيدة تشبيه الخالق بالمخلوق كوصف الله بالجلوس والاستقرار على العرش ونسبة الجهة والمكان والأعضاء والجوارح لله عزَّ وجل والعياذ بالله من الكفر، عمدوا إلى التضليل والطعن بعلماء أهل السنة والجماعة وبالأخص علماء التوحيد، حتى وصل الأمر بالوهابية إلى تعليم الناس أن هؤلاء العلماء كفار عند أهل السنة، فقالوا بعد أن ذكروا أن الجهمية ينفون أسماء الله ما نصه (6): “وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم، فلهذا كفّرهم كثيرون من أهل السنة” انتهى بحروفه. وهذا الكلام لعبد الرحمن بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب مؤسس بدعة المذهب الوهابي، ذكره في كتابه المسمى “فتح المجيد”، وهذا دليل على أن الوهابية يضللون علماء المسلمين من الأشاعرة وغيرهم منذ مائتي سنة تقريبا، وزعمه أن أهل السنة كفروا الأشاعرة كذب وزور وبهتان فإن أكثر علماء الحديث والفقه والتفسير والتجويد واللغة وغيرهم من الأشاعرة. ودعاة الوهابية على هذا الانحراف في سب علماء الأمة، فهذا صالح ابن فوزان الفوزان أحد أبرز دعاتهـم يقول ما نصه (7): “و الأشاعرة والماتريدية خالفوا الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة في كثير من المسائل الاعتقادية وأصول الدين فلم يستحقوا أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة” انتهى بحروفه.

وقال زميله محمد بن صالح العثيمين وهو من أبرز دعاة الوهابية أيضا عندما قيل له: “- سؤال: النووي وابن حجر نجعلهما من غير أهل السنة والجماعة؟- قال! العثيمين: فيما يذهبان إليه في الأسماء والصفات ليسا من أهل السنة والجماعة- سؤال: بالإطلاق ليسوا من أهل السنة والجماعة؟- قال العثيمين: لا نطلق ” انتهى بحروفه (Cool.

قلنا: علماء أهل السنة من الاشاعرة والماتريدية الذين انتشروا في أنحاء الأرض لتعليم الناس عقيدة أهل الحق منذ ألف ومائتي سنة تقريبا لا يعلم عددهم على الحقيقة إلا الله تبارك وتعالى، واذا أردنا أن نجمع أسماءهم فقط مع تعدد فنونهم إن كان في العقيدة أو الحديث أو الفقه أو التفسير أو غير ذلك لجاء ذلك في مجلدات كثيرة. ولو عمل بقول الوهابية بتضليل كل ماتريدي وأشعري في عقيدته لانقطع سند العدالة بيننا وبين السلف الصالح الذي يزعم الوهابية أنهم ينتسبون إليه.

و الوهابية يقولون عن النووي وابن حجر وغيرهما من الأشاعرة والماتريدية إنهم على البدعة والضلالة والكفر، وكذلك على مقتضى كلامهم المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي دافع عن بلاد المسلمين ونصر المظلومين يكون من المبتدعة الضالين لأنه أشعري المعتقد، فلم تسلم من ألسنتهم الأموات ولا الأحياء، وإلى الله المشتكى واليه المصير.

87- قال الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه (9): ” الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال” اهـ.

88- وقال أيضا (10): افترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل ” اهـ.

وابن الجوزي من أساطين الحنابلة وصاحب كتاب دفع شبه التشبيه ” الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون. وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام.

89- ومما قاله في هذا الكتاب (11): ” كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان” اهـ.

90- وقال أيضا ما نصه (12): ” فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا: إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال ” اهـ.

91- وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) (13) في تنزيه الله عن المكان ما نصه (14):

“وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه

قد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا

سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان” اهـ

92- وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 ص) ما نصه (15): “المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ” اهـ.

3-9 وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) ما نصه (16): “واعلم أن المشبهة احتجوا على إثبات المكان لله تعالى “أَأَمنتم من في السماء “اهـ أي أن اعتقاد أن الله في مكان فوق العرش أو غير ذلك من الأماكن هو اعتقاد المشبهة الذين قاسوا الخالق على المخلوق وهو قياس فاسد منشؤه الجهل واتباع الوهم “اهـ.

94- وقال أيضا (17): ” قوله تعالى” وهو العلي العظيم ” لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله” قل هو الله أَحد” فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية، اهـ.

95- وقال الشيخ أبو منصور فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه (18): “موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا أمام ولا خلف، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان، ولا أين كـان ولا كيف، كان ولا مكان، كون الأكوان، ودبر الزمان، لا يتقيد بالزمان، ولا يتخصص بالمكان ” اهـ.

96- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 ص) ما نصه (19): “مسألة: قال أهل الحق: إن “الله تعالى متعال عن المكان، غير متمكن في مكان، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة… والذي يدل عليه قوله تعالى “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير “

فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا. ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا” اهـ.

97- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه (20): “وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :” وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله” أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :” وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ ” أى ألوهيته فيهما لاذاته، وكذي في (هذا) قوله :” أَأَمنتم من في السماء” ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :” ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم ” أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :” ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد ” أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:” وهو القاهر فوق عباده” وقالو في قوله :” إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه

سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعا اليه، وهذا كما في قوله :” ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون “(85/ سورة الواقعة)، وقوله :” وأنتم حينئذ تنظرون “(84/ سورة الواقعة) قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا: إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا: إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :” إِليه يصعد الكلم الطيب”(10/ سورة فاطر) كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :” وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين “(99/ سورة الصافات) أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :” إِن الذين عند ربك ” (206/سورةالأعراف)، يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:” وكان عند اللَّه وجيها”(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :” واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ “(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى: أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :” خلقت بيدي “(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:” ولتصنع على عيني”(39/ سورة طه) العين الجارحة، ومن الخبر المروي: ” إن الصدقة تقع في كف الرحمن ” (1) الكف الجارحة مع قوله تعالى :” ليس كمثله شيء”(11/ سورة الشورى) وقوله :” ولم يكن له كفوا أَحد “(4) سورة الأخلاص وقوله :” سبحان اللّه عما يصفون”(91) سورة المؤمنون وقوله :” إِن الله لغني عن العالمين”(6) سورة العنكبوت فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح ” الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم. وبالله العصمة من الخذلان ” اهـ.

98- وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 ص) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه (21): “هذا اعتقاد المسلمين، وشعار الصالحين، ويقين المؤمنين، وكل ما فيهما صحيح، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار” ا.هـ

99- وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 هـ) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام: “كان – الله- قبل أن كون المكان ودبر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان ” اهـ. ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله (22): “ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله ” ا.هـ.

قلنا: منذ مائتي سنة تقريبا إلى زماننا هذا والوهابية يتجاسرون على إظهار ونشر عقيدة المشبهة والمجسمة وبكل وقاحة , فقد زعم عبد الرحمن بن حسن وهو حفيد محمد بن عبد الوهاب (مؤسس بدعة المذهب الوهابي) أن بعض الناس إذا سمعوا صفات الله ينكرونها، ويعني هذا المجسم- الذي أخذ عقيدة التجسيم من مدرسة جدّه محمد بن عبد الوهاب- بصفات الله: الجلوس على الكرسي والعياذ بالله تعالى، فقال ما نصه: “فإذا سمعوا شيئا من أحاديث الصفات انتفضوا كالمنكرين له، فلم يحصل منهم الإيمان الواجب الذي أوجبه الله تعالى على عباده المؤمنين. قال الذهبي: حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: “إذا جلس الرب على الكرسي ” فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب وكيع وقال: “أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها” انتهى كلامه من كتابه المسمى “فتح المجيد شرح كتاب التوحيد” (23) الذي يعتبره الوهابية من أهم كتب العقيدة عندهم، فانظر أيها القارىء كيف يصفون الله تعالى بالجلوس الذي هو من صفات البشر والبهائم، ويموهون على الناس بنسبة هذا القول إلى علماء المسلمين ليسهل عليهم نشر هذا الاعتقاد الفاسد.

واعلم أنه لم يصح عن عالم من علماء السلف المعتبرين نسبة القول بالجلوس، بل عقيدة السلف كما قال الإمام الحافظ الفقيه أبو جعفر الطحاوي (توفي سنة 321 ص) وهو أحد أئمة السلف:، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر” ا.هـ

فتمسك أخي المسلم بعقيدة أهل السنة ولا تلتفت إلى ما تمويه أهل البدع.

=================================================

المراجع

(1) إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص/ 44).

(2) المرجع السابق (ص/ 43).

(3)الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص/ 15).

<> 

(4) الفتوحات الربانية (2/ 113).

(5) أنظر حدائق الفصول (ص/ 15).

(6) أنظر كتابهم المسمى “فتح المجيد”: باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات: (ص/ 353)، مكتبة دار السلام- الر ياض، ط أولى 13 4 1 ص- 992 1 ر.

(7) أنظر كتابه المسمى”من مشاهير المجددين في الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب” على زعمه ص/ 32) طبع و نشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- السعودية (طبع عام 1408 هـ) وهذا يعني أن مجلس الافتاء عندهم يتبنى الطعن وذم علماء الأمة.

(Cool أنظر كتاب “لقاء الباب المفترح”: (ص/ 42) دار الوطن- الرياض، ط أولى 1414هـ.

(9) دفع شبه التشبيه (ص/58). (2) صيد الخاطر (ص/ 476).

(10) الباز الأشهب (ص/ 57).

(11) المصدر السابق (ص/ 59).

(12) قال تاج الدين السبكي في طبقاته: “كان فقيها فرضيا نحويا متكلما، أشعري العقيدة، إماما من أئمة المسلمين، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم. وله نظم كثير منه ارجوزة سماها “حدائق الفصول وجواهر الأصول ” صنفها للسلطان صلاح الدين، وهي حسنة جدا نافعة، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25).

<> 

(13) منظومته “حدائق الفصول وجواهر الأصول” في التوحيد، التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي (ص10). <>

(14) النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32).

(15) تفسير الرازي المسمى بالتفسير الكبير (سورة الملك/ ءاية 16- 30/ 69).

(16) المصدر السابق (سورة الشورى ءاية 4- 27/ 144).

17) طبقات الشافعية (8/ 186).

(18) أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بيان اعتقاد أهل السنة (ص/ 45).

(19) أبكار الأفكار (ص/ 194- 195)، مخطوط.

(20) أخرجه مسلم في صحيحه بنحوه: كتاب الزكاة: باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتر بيتها

(21) و (22) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237).

(23) صحيفة 356، مكتبة دار السلام: (الرياض، ط 1 عام 1413هـ \ر1992)

100- وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652) هـ شارح العقيدة الطحاوية ما نصه (1): “ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم “ا هـ.

101- وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الأشعري الملقب بسلطان العلماء (660 ص) ما نصه (2): “ليس- أي الله- بجسم مصوَّر، ولا جوهر محدود مُقدَّر، ولا يشبه شيئا، ولا يُشبهه شىءٌ، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ

2 0 1- وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه (3): (كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان “ا.هـ.

103- وقال المفسّر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه (4): “و”العليّ” يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان، لأن الله منزه عن التحيز” ا.هـ.

104- وقال أيضا (5): ” ومعنى”فَوْقَ عِبَادِهِ”(18/ سورة الأنعام) فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان ا.هـ.

105- وقال أيضا (6)”والقاعدة تنزيهه- سبحانه وتعالى- عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة ” ا.هـ.

106- وقال أيضّا عند تفسير”ءاية “أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ “(158) سورة الأنعام مانصه (7): “وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا” اهـ.

107- وقال أيضّا (Cool: “وقال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم “لا تفضلوني على يونس بن متّى ” المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة” ا.هـ.

108- وقال أيضا (9) في تفسيرءاية:” وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا” ما نصه: “والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شىء فهو عاجز” ا.هـ.

109- وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى:” أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ” ما نصه (10): والمراد بها توقيره (11)

وتنزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة، واليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ” ا.هـ.

110- وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمرابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ) في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه (12):”هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ” ا.ه

111- وقال ابو الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي الشافعي الأشعري (676) ما نصه (13) إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق “ا.هـ.

112- وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (682 هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات ” ما نصه (14): “التوحيد: أن يعلم أن الله واحد قديم، لم يزل ولا يزال، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية” ا.هـ.

113- وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري (684 هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه (15): “وهو- أي الله- ليس في جهة، ونراه نحن وهو ليس في جهة” ا.هـ.

114- وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه (16): “ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ” ا.هـ.

115- وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (695 هـ) ما نصه (17): “جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله “رب العرش ” ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله:” ذِي الْمَعَارِجِ” ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى، فبيَّن المصنف- يعني البخاري- أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها” اهـ، نقله عنه الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.

116- وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد 10 لمعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه (18): “فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس علبه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم) أقرب إليه، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله ” اهـ.

117- وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (702 هـ) على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة (19):

هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد

ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد

وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد خلافا لابن تيمية المجسم الذي يقول بالجهة والمكان والجلوس والحد والعياذ بالله تعالى.

118- وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندراني الشاذلي (709 هـ) في حكمه ما نصه (20): “وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به والا فجل ربنا أن يتصل به شىء أو يتصل هو بشى”اهـ.

119- وقال المفسر عبد الله بن أحمد النسفي (710 هـ، وقيل 701 هـ) ما نصه (21): (إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان” اهـ.

120- وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه (21): “وفي الحديث: “من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا” المراد بقرب العبد من الله عز وجل: القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس” اهـ.

121- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ) ما نصه (22): “كان الله ولا زمان ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان” اهـ.

122- وقال أيضا ما نصه (23): “فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة.

” قلنا: الموجود قسمان: موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله. فالأول ممنوع لاستحالته، والرب لا يتصرف فيه ذلك، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه، فوجب تصديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له ” اهـ.

123- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على بعض مجسمة عصره وهو ابن تيمية، قال تاج الدين السبكي ما نصه (24): “ووقفتُ له- أي لابن جهبل- على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به، وهو هذا” اهـ ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها. وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله (25): “ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف ” اهـ.

124- وقال (26): “وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّرَ الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، هذا مذهب أهل السنة الأشاعرة، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم ” ا.هـ.

125- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه (27): “لا يقال في حقه- تعالى- أين ولا كيف ” ا.هـ.

126- وقال أيضا ما نصه (28): “فلا يقال أين ولا كيف ولا متى، لأنه- تعالى- خالق الزمان والمكان ” ا.هـ.

127- وقال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ) (29) إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى :” الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ” على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز.

128- وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (30) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة. للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه (31):وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه.

وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك، أو يعود له في هذا القول متبعاً، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مَسْراه، أو يفوه بجهة العلو بما فاه، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف ” اهـ.

-129 وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ) عند شرح حديث الجارية ما نصه (32): “لم يُرِد- أي الرسول- السؤال عن مكانه- أي الله- فإنه منزه عنه ” اهـ.

130- وقال المفسِّر المقرىء النحوي محمد بن يوسف المعروف بأبي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :” وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه ” ما نصه (33) وعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة” اهـ.

131- وقال أيضا (34): “قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة” اهـ.

132- وقال أيضا ما نصه (35): “إنه تعالى ليس في جهة” اهـ.

133- قال الإمام المحقق القاضي عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه: ” المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق ” إلى أن قال: “لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه (الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن جميعها وكلاهما باطل (أما) الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي (وأما) الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل (أما) الأول فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء، تعالى الله عن ذلك (وأما) الثاني فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي، وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب ” (36) اهـ.

134- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ) ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى. ذكر ذلك في رسالته “السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل وهو ابن قيم الجوزية المشهور بفتاويه الشاذة التي اظهرت عَوَاره وقلة فهمه، وتكذيبه لأنبياء الله ورسله والعياذ بالله، كقوله بفناء النار وزعمه الإجماع على أن الله في جهة فوق العرش مستدلا بكلام الفلاسفة وشيخه ابن تيمية.

قال السبكي ما نصه (37):”ونحن نقطع أيضا بإجماعهم- أي رسل الله وأنبيائه- (على التنزيه)، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها. أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل ” اهـ.

واعلم أن نشر الوهابية لهذه العقيدة الكفرية على أنها من عقيدة أهل السنة قول باطل وزور عاطل، والأدلة الدوافع شهود ناطقة على هؤلاء المتقولين في تعمدهم الكذب والبهتان لحاجة في أنفسهم (لأنهم على عقيدة ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين قالا بتحيز الله فوق العرش وإنه جالس عليه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوَّا كبيرا) ولكن الخيبة والخجل قرينة المفترين. أما يخشون الله ربَّهم الذي إليه منقلبهم، هذا عجيب والأعجب منه من يصدقهم على ذلك بغير برهان أتوا به. فهل بعد ذلك يقال إن الوهابية يحافظون على عقيدة أهل السنة أم ينشرون ضد عقيدة أهل الحق؟!!

حتى إن أحد هؤلاء المخذولين ألَّف رسالة في هذه العقيدة الكفرية بكل وقاحة سمّاها “القول المختار لبيان فناء النار” (ط ا عام 412 \ هـ/ مطبعة سفير- الرياض) ايَّد فيها القول بفناء النار وانتهاء عذاب المشركين والكافرين الذين حاربوا الله ورسله، بل تمادى في غيّه وضلاله إلى الكذب على الله تعالى، فقال إن في القرءان ءايات تدل على أن النار تنطفىء وتفنى وينتهي عذاب الكفار والمشركين، أي على مقتضى كلامه .عذاب أبي لهب وأبي جهل ومسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وفرعون الذي ادعى الألوهية وحارب نبي الله موسى عليه السلام، واليهود قتلة الأنبياء ينتهي ويزول على زعمه والعياذ بالله من مثل هذا الكفر القبيح الشنيع، ويكفي أن نذكر ءاية واحدة من أكثر من ستين ءاية في القرءان تدل على بقاء النار وعذابها الأبدي السَّرمدي للكفار وهي قوله تعالى :” وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا”(36) سورة فاطر ومما تبجّح به هذا الوهابي قوله (38): “القول بفناء النار لا شك فيه لورود الأدلة بذلك من الكتاب والسنة” اه. وهذا كذب على الكتاب والسنة، وقال أيضا (39): ” والحق والصواب معهما- يقصد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم- في ذلك، وقد تكلما فيه دفاعا عن الإسلام ” اهـ. وأي دفاع عن الإسلام هذا الذي زعمه هذا المفتري على الإسلام بل هو دفاع عن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين عارضا القرءان برأيهما!! وقال أيضا (40): “أما مصير أهل النارَ بعد فنائها بتحول عذابها فهو كما قال ابن عباس: يأمر الله النارَ فتأكلهم، يعني أبدانهم وأرواحهم) اهـ. ألم يقرأ هذا المفتري قول الله تعالى عن الكافر”الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى”( 12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى” (13) سورة الأعلى ونسبة هذا القول الباطل إلى ابن عباس فِرية بلا مِرية. هذه نبذة من فضائح الوهابية فإنهم يهدمون عقيدة أهل السنة متسترين بشعار السلفية والسلف منهم براء.

=================================================

المراجع

(1) النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام (ص/ 108 من المخطوط).

(2) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219).

(3) روض الرياحين (ص/ 496).

(4) الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة، ءاية/ 55 2 (3/ 278).

(5) المصدر السابق سورة الأنعام، ءاية/ 18 (6/ 399).

(6) المصدر السابق سورة الأنعام ، ءاية/ 3 (6/ 390).

(7) المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145).

(Cool المصدر السابق سورة، الأنبياء، ءاية/ 87 (1 1/333-334).

(9) المصدر السابق سورة الفجر، ءاية/ 22 (20/ 55).

(10) المصدر السابق سورة الملك، ءاية/ 16 (18/ 216).

(11) مرا ده: تعظيمه.

(12) طبقات الشافعية: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)

(13) شرح صحيح مسلم (19/3).

(14) مفيد العلوم (ص/ 24).

(15) الأجوبة الفاخرة (ص/ 93).

(15) فتح الباري (3/ 31).

(16) فتح الباري (13/ 418- 419).

(17) بهجة النفوس (3/ 176).

(18) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 128) .

(19) نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص/ 90).

(20) تفسير النسفي سورة طه/ ءاية ه (مجلد 2/2،48).

(21) لسان العرب- مادة: ق رب (1/ 663- 664).

(22) إيضاح الدليل (ص/ 103- 4. 1).

(23) إيضاح الدليل (ص/ 104- 105).

(24) طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35).

(25) المصدر السابق (9/ 36).

(26) المصدر السابق (9/ 41).

(27) المدخل (3/ 146).

(28) المدخل (3/ 181).

(29) تفسير الخازن (2/ 238).

(30) قال الحافظ ابن حجر: “كان مطاعا مهيئا عارفا بالأمور يعظم أهل العلم والمناصب الشرعية، لا يقرر فيها إلا من يكون أهلا لها ويتحرى لذلك ويبحث عنه ويبالغ ” اهـ (الدرر الكامنة 4/ 147).

(31) هذا المرسوم مأخوذ من كتاب “نجم المهتدي ” لابن المعلم القرشي (مخطوط).

(32) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)

(33) البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302).

(34) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302).

(35) البحر المحيط: (سورة فاطر/ ءاية 10- جزء7/ ص 303).

(36) ذكره محمود خطاب السبكي في (إتحاف الكائنات (ص\130-131)

(37) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص/ 105).

(38) راجع الكتاب (ص/ 7).

(39) راجع الكتاب (ص/ 14).

(40) راجع الكتاب (ص/ 28).

100- وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652) هـ شارح العقيدة الطحاوية ما نصه (1): “ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم “ا هـ.

101- وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الأشعري الملقب بسلطان العلماء (660 ص) ما نصه (2): “ليس- أي الله- بجسم مصوَّر، ولا جوهر محدود مُقدَّر، ولا يشبه شيئا، ولا يُشبهه شىءٌ، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان” ا.هـ

2 0 1- وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه (3): (كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان “ا.هـ.

103- وقال المفسّر محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه (4): “و”العليّ” يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان، لأن الله منزه عن التحيز” ا.هـ.

104- وقال أيضا (5): ” ومعنى”فَوْقَ عِبَادِهِ”(18/ سورة الأنعام) فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان ا.هـ.

105- وقال أيضا (6)”والقاعدة تنزيهه- سبحانه وتعالى- عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة ” ا.هـ.

106- وقال أيضّا عند تفسير”ءاية “أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ “(158) سورة الأنعام مانصه (7): “وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا” اهـ.

107- وقال أيضّا (Cool: “وقال أبو المعالي: قوله صلى الله عليه وسلم “لا تفضلوني على يونس بن متّى ” المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة” ا.هـ.

108- وقال أيضا (9) في تفسيرءاية:” وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا” ما نصه: “والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات، ومن فاته شىء فهو عاجز” ا.هـ.

109- وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى:” أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ” ما نصه (10): والمراد بها توقيره (11)

وتنزيهه عن السفل والتحت، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة، واليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ” ا.هـ.

110- وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمرابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ) في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه (12):”هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ” ا.ه

111- وقال ابو الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي الشافعي الأشعري (676) ما نصه (13) إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق “ا.هـ.

112- وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (682 هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات ” ما نصه (14): “التوحيد: أن يعلم أن الله واحد قديم، لم يزل ولا يزال، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية” ا.هـ.

113- وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري (684 هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه (15): “وهو- أي الله- ليس في جهة، ونراه نحن وهو ليس في جهة” ا.هـ.

114- وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه (16): “ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ” ا.هـ.

115- وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (695 هـ) ما نصه (17): “جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله “رب العرش ” ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله:” ذِي الْمَعَارِجِ” ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى، فبيَّن المصنف- يعني البخاري- أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها” اهـ، نقله عنه الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.

116- وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد 10 لمعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه (18): “فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس علبه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم) أقرب إليه، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله ” اهـ.

117- وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (702 هـ) على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة (19):

هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد

ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد

وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد خلافا لابن تيمية المجسم الذي يقول بالجهة والمكان والجلوس والحد والعياذ بالله تعالى.

118- وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندراني الشاذلي (709 هـ) في حكمه ما نصه (20): “وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به والا فجل ربنا أن يتصل به شىء أو يتصل هو بشى”اهـ.

119- وقال المفسر عبد الله بن أحمد النسفي (710 هـ، وقيل 701 هـ) ما نصه (21): (إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان” اهـ.

120- وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه (21): “وفي الحديث: “من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا” المراد بقرب العبد من الله عز وجل: القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس” اهـ.

121- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ) ما نصه (22): “كان الله ولا زمان ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان” اهـ.

122- وقال أيضا ما نصه (23): “فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة.

” قلنا: الموجود قسمان: موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله. فالأول ممنوع لاستحالته، والرب لا يتصرف فيه ذلك، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه، فوجب تصديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له ” اهـ.

123- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على بعض مجسمة عصره وهو ابن تيمية، قال تاج الدين السبكي ما نصه (24): “ووقفتُ له- أي لابن جهبل- على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به، وهو هذا” اهـ ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها. وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله (25): “ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف ” اهـ.

124- وقال (26): “وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول: عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء، ليس له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة، كان ولا مكان، كوَّن المكان، ودبَّرَ الزمان، وهو الآن على ما عليه كان، هذا مذهب أهل السنة الأشاعرة، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم ” ا.هـ.

125- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه (27): “لا يقال في حقه- تعالى- أين ولا كيف ” ا.هـ.

126- وقال أيضا ما نصه (28): “فلا يقال أين ولا كيف ولا متى، لأنه- تعالى- خالق الزمان والمكان ” ا.هـ.

127- وقال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ) (29) إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى :” الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ” على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز.

128- وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (30) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة. للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه (31):وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه.

وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك، أو يعود له في هذا القول متبعاً، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسري في التشبيه مَسْراه، أو يفوه بجهة العلو بما فاه، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف ” اهـ.

129- وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ) عند شرح حديث الجارية ما نصه (32): “لم يُرِد- أي الرسول- السؤال عن مكانه- أي الله- فإنه منزه عنه ” اهـ.

130- وقال المفسِّر المقرىء النحوي محمد بن يوسف المعروف بأبي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :” وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه ” ما نصه (33) وعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة” اهـ.

131- وقال أيضا (34): “قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة” اهـ.

132- وقال أيضا ما نصه (35): “إنه تعالى ليس في جهة” اهـ.

133- قال الإمام المحقق القاضي عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه: ” المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق ” إلى أن قال: “لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه (الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن جميعها وكلاهما باطل (أما) الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي (وأما) الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل (أما) الأول فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء، تعالى الله عن ذلك (وأما) الثاني فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي، وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب ” (36) اهـ.

134- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ) ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى. ذكر ذلك في رسالته “السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل وهو ابن قيم الجوزية المشهور بفتاويه الشاذة التي اظهرت عَوَاره وقلة فهمه، وتكذيبه لأنبياء الله ورسله والعياذ بالله، كقوله بفناء النار وزعمه الإجماع على أن الله في جهة فوق العرش مستدلا بكلام الفلاسفة وشيخه ابن تيمية.

قال السبكي ما نصه (37):”ونحن نقطع أيضا بإجماعهم- أي رسل الله وأنبيائه- (على التنزيه)، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها. أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل ” اهـ.

واعلم أن نشر الوهابية لهذه العقيدة الكفرية على أنها من عقيدة أهل السنة قول باطل وزور عاطل، والأدلة الدوافع شهود ناطقة على هؤلاء المتقولين في تعمدهم الكذب والبهتان لحاجة في أنفسهم (لأنهم على عقيدة ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين قالا بتحيز الله فوق العرش وإنه جالس عليه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوَّا كبيرا) ولكن الخيبة والخجل قرينة المفترين. أما يخشون الله ربَّهم الذي إليه منقلبهم، هذا عجيب والأعجب منه من يصدقهم على ذلك بغير برهان أتوا به. فهل بعد ذلك يقال إن الوهابية يحافظون على عقيدة أهل السنة أم ينشرون ضد عقيدة أهل الحق؟!!

حتى إن أحد هؤلاء المخذولين ألَّف رسالة في هذه العقيدة الكفرية بكل وقاحة سمّاها “القول المختار لبيان فناء النار” (ط ا عام 412 \ هـ/ مطبعة سفير- الرياض) ايَّد فيها القول بفناء النار وانتهاء عذاب المشركين والكافرين الذين حاربوا الله ورسله، بل تمادى في غيّه وضلاله إلى الكذب على الله تعالى، فقال إن في القرءان ءايات تدل على أن النار تنطفىء وتفنى وينتهي عذاب الكفار والمشركين، أي على مقتضى كلامه .عذاب أبي لهب وأبي جهل ومسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وفرعون الذي ادعى الألوهية وحارب نبي الله موسى عليه السلام، واليهود قتلة الأنبياء ينتهي ويزول على زعمه والعياذ بالله من مثل هذا الكفر القبيح الشنيع، ويكفي أن نذكر ءاية واحدة من أكثر من ستين ءاية في القرءان تدل على بقاء النار وعذابها الأبدي السَّرمدي للكفار وهي قوله تعالى :” وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا”(36) سورة فاطر ومما تبجّح به هذا الوهابي قوله (38): “القول بفناء النار لا شك فيه لورود الأدلة بذلك من الكتاب والسنة” اه. وهذا كذب على الكتاب والسنة، وقال أيضا (39): ” والحق والصواب معهما- يقصد ابن تيمية وتلميذه ابن القيم- في ذلك، وقد تكلما فيه دفاعا عن الإسلام ” اهـ. وأي دفاع عن الإسلام هذا الذي زعمه هذا المفتري على الإسلام بل هو دفاع عن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم اللذين عارضا القرءان برأيهما!! وقال أيضا (40): “أما مصير أهل النارَ بعد فنائها بتحول عذابها فهو كما قال ابن عباس: يأمر الله النارَ فتأكلهم، يعني أبدانهم وأرواحهم) اهـ. ألم يقرأ هذا المفتري قول الله تعالى عن الكافر”الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى”( 12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى” (13) سورة الأعلى ونسبة هذا القول الباطل إلى ابن عباس فِرية بلا مِرية. هذه نبذة من فضائح الوهابية فإنهم يهدمون عقيدة أهل السنة متسترين بشعار السلفية والسلف منهم براء.

=================================================

المراجع

(1) النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام (ص/ 108 من المخطوط).

(2) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219).

(3) روض الرياحين (ص/ 496).

(4) الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة، ءاية/ 55 2 (3/ 278).

(5) المصدر السابق سورة الأنعام، ءاية/ 18 (6/ 399).

(6) المصدر السابق سورة الأنعام ، ءاية/ 3 (6/ 390).

(7) المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145).

(Cool المصدر السابق سورة، الأنبياء، ءاية/ 87 (1 1/333-334).

(9) المصدر السابق سورة الفجر، ءاية/ 22 (20/ 55).

(10) المصدر السابق سورة الملك، ءاية/ 16 (18/ 216).

(11) مرا ده: تعظيمه.

(12) طبقات الشافعية: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)

(13) شرح صحيح مسلم (19/3).

(14) مفيد العلوم (ص/ 24).

(15) الأجوبة الفاخرة (ص/ 93).

(15) فتح الباري (3/ 31).

(16) فتح الباري (13/ 418- 419).

(17) بهجة النفوس (3/ 176).

(18) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 128) .

(19) نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص/ 90).

(20) تفسير النسفي سورة طه/ ءاية ه (مجلد 2/2،48).

(21) لسان العرب- مادة: ق رب (1/ 663- 664).

(22) إيضاح الدليل (ص/ 103- 4. 1).

(23) إيضاح الدليل (ص/ 104- 105).

(24) طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35).

(25) المصدر السابق (9/ 36).

(26) المصدر السابق (9/ 41).

(27) المدخل (3/ 146).

(28) المدخل (3/ 181).

(29) تفسير الخازن (2/ 238).

(30) قال الحافظ ابن حجر: “كان مطاعا مهيئا عارفا بالأمور يعظم أهل العلم والمناصب الشرعية، لا يقرر فيها إلا من يكون أهلا لها ويتحرى لذلك ويبحث عنه ويبالغ ” اهـ (الدرر الكامنة 4/ 147).

(31) هذا المرسوم مأخوذ من كتاب “نجم المهتدي ” لابن المعلم القرشي (مخطوط).

(32) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)

(33) البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302).

(34) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302).

(35) البحر المحيط: (سورة فاطر/ ءاية 10- جزء7/ ص 303).

(36) ذكره محمود خطاب السبكي في (إتحاف الكائنات (ص\130-131)

(37) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص/ 105).

(38) راجع الكتاب (ص/ 7).

(39) راجع الكتاب (ص/ 14).

(40) راجع الكتاب (ص/ 28).

135- وكذا الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي (1) (761 هـ) كان على عقيدة أهل الحق في تنزيه الله عن المكان والجهة، فقد وقف على رسالة في العقيدة ألَّفها الشيخ أبو منصور فخر الدين بن عساكر وأثنى عليها بقوله (2): “وهذه “العقيدةُ المرشدةُ” جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم ” ا.هـ.

136- وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني (768 هـ) بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه (3): “فأنا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده أنه سبحانه وتعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، لا يقال أين كان ولا كيف كان، ولا متى، كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار” اهـ.

137- وكذا الشيخ تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (771 هـ) كان ينزه الله عن المكان والجهة، فقد أورد في طبقاته رسالة فخر الدين بن عساكر في العقيدة وأثنى عليها وذكر في ءاخر هذه العقيدة ما نصه (4): “هذا ءاخر العقيدة، وليس فيها ما يُنكره سنُي ” ا.هـ.

1-38 وقال أيضا (5) عن الله:

“حيٌّ عـليـمٌ قـادرٌ مـتكـلـمٌ عـال ولا نـعـنـي عُـلُـوَّ مـكـان “

139- ثم قال (6):

“وإلُهنا لاشـىءَيُشبُههُ وليس بمشبه شـيئامن الـحِـدْثـِانِ

قد كـان ما معه قـديما قـطُّ من شـىء ولـم يَبْرح بـلا أعوان

خلق الجهات مع الزمان مع المكان الكل مخلوق على الإمكان

ما إن تحُلُّ به الحوادثُ لا ولا كلا وليس يحُلُّ في الجسمان ” اهـ

140- وقال أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي الأندلسي (790 هـ) مانصه (7):”سألني الشيخ الاستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم ابن لُب التغلبي (Cool

(782 هـ) أدام الله أيامه عن قول ابن مالك في “تسهيل الفوائد” في باب اسم الإشارة: “وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه ” فقال: إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى :” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى”ولم يبين ما وجه ذلك، فما وجهه؟ ففكرت فلم أجد جوابا. فقال: وجهه أن الإشارة بذي القرب ههنا قد يُتوهم فيها القرب بالمكان، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يُوصف بالقرب المكاني، فأتى البعدُ في الإشارة منبها على بعد نسبة المكان عن الذات العلي وأنه يبعد أن يحلَّ في مكان أو يدانيه ” اهـ.

141- وقال الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكرماني البغدادي (786 هـ) وهو أحد.شرَّاح صحيح البخاري ما نصه: “قوله “في السماء” ظاهره غير مراد، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ” اهـ، نقله عنه الحافظ ابن حجر (9).

142- وقال العلامة الشيخ مسعود بن عمر التفتازاني (791هـ) في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة ما نصه (10): “وأما الدليل على عدم التحيز فهو أنه لو تحيز فإما في الأزل فيلزم قدم الحيز، أو لا فيكون محلا للحوادث، وأيضّا إمّا أن يساوي الحيز أو ينقص عنه فيكون متناهيا، او يزيد عليه فيكون متجزئا، واذا لم يكن في جهة لا علو ولا سفل ولا غيرهما”. اهـ.

143- وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادى (817 هـ) ما نصه (11):” وقرب الله تعالى من العبد هو الإفضال عليه والفيض لا بالمكان” ا هـ.

144- وقال الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (826 هـ) ما نصه (12): “وقوله أي النبي- “فهو عنده فوق العرش “لا بد من تأويل ظاهر لفظة”عنده ” لأن معناها حضرة الشىء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف، أي وضع ذلك الكتاب في محل مُعظّم عنده ” ا.هـ. وهذا يدل على أن عقيدة أهل الحديث تنزيه الله عن المكان والجهة، ومن نسب إليهم خلاف ذلك فقد افترى عليهم.

145- وقد ذكر الفقيه الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي الدمشقي (829هـ) أن الله منزه عن الجهة والمكان في أكثر من موضع في كتابه دفع شُبَه من شَبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد، ورد على القائلين بذلك

146- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي الأشعري (852 هـ) ما نصه (13):”ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علما جلّ وعز”ا.هـ.

147- وأيضا عند شرح حديث النزول ما نصه (1). “استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور (14) لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك” ا.هـ.

148- وقال أيضا (15): “فمعتمد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شىء” ا.هـ.

149- وقال أيضا عند شرح قول البخاري: “بابٌ:تحاجَّءادمُ وموسى عند الله “ما نصه (16):”فإن العندية عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان “ا.هـ.

150- وقال الشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العَيْني الحنفي (855 هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه (17):”ولا يدل قوله تعالى :” وكان عرشه على الماء ” على، أنه- تعالى- حالّ عليه، وإنما أخبر عن العرش خاصة بأنه على الماء، ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه، تعالى الله عن ذلك، لأنه لم يكن له حاجة إليه ” ا.هـ.

151- وقال أيضا ما نصه (18): “تقرر أن الله ليسى بجسم، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ” اه.

152- وقال الشيخ جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي (864 هـ) عند شرح قول تاج الدين السبكي: “ليس- الله- بجسم ولا جوهر ولا عَرَض لم يزل وحده ولا مكان ولا زمان” ما نصه (19): “أي هو موجود وحده قبل المكان والزمان فهو منزه عنهما” ا.هـ.

153- وقال الشيخ محمد بن محمد الحنفي المعروف. بابن أمير الحاج الحنفي (879 هـ) ما نصه (20) : “ولترجيح الأقوى دلالة لزم نفي التشبيه عن البارىءجل وعز في “عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”(5) ونحوه مما ظاهره يوهم المكان بقوله تعالى “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” لأنه يقتضي نفي المماثلة بينه وبين شىء ما، والمكان والمتمكن فيه يتماثلان من حيث القدر، إذ حقيقة المكان قدر ما يتمكن فيه المتمكن لا ما فضل عنه، وقدم العمل بهذه الآية لأنها محكمة لا تحتمل تأويلا” ا.هـ.

154- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي الشافعي (885 هـ) صاحب تفسير “نظم الدُّرر” ما نصه (21): “ثبت بالدليل القطعي على أنه سبحانه ليس بمتحيِّزفي جهة” ا.هـ.

155- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه (22): “والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم، أو يكون في جهة للجرم، أو له هو جهة، أو يتقيد بمكان أو زمان ” ا.هـ.

156- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري شارحا لكلام السنوسي ما نصه (23): “وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكون له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم ” ا.هـ.

157- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه (24): ” (قوله: فيلزم قدم الحيز) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز فقدمه يستلزم قدمه ” ا.هـ.

158- وقال الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902 هـ )ما نصه (25): “قال شيخنا- يعني الحافظ ابن حجر-: إن علم الله يشمل جميع الأقطار، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن، فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن ” ا.هـ.

159- وقال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي الأشعري (911 هـ) عند شرح حديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) ما نصه

(26): ” قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان. وقال البدر بن الصاحب في تذكرته: في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى”ا.هـ.

160- وقال الشيخ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري(933هـ)في شرحه على صحيح البخاري ما نصه (27):”ذات الله منزه عن المكان والجهة” ا.هـ.

161- وقال أيضا ما نصه (28):”قول الله تعالى “وُجُوُهٌ”(22) هي وجوه المؤمنين “يَوْمَئًذٍ”(22) يوم القيامة “نَّاضِرَةٌ(22)حسنة ناعمة “إلى رَبِّهَانَاظِرَةٌ”(23)بلاكيفية ولاجهة ولا ثبوت مسافة. ا.هـ.

162- وقال الشيخ القاضي زكريا الأنصاري الشافعي الأشعري (926 هـ) في شرحه على”الرسالة القشيرية” ما نصه (29): “إن الله ليس بجسم ولا عَرَض ولا في مكان ولا زمان) ا.هـ.

163- وقال أيضا عن الله ما نصه (30): “لا مكان له كما لا زمان له لأنه الخالق لكل مكان وزمان) ا.هـ.

164- وقال في تفسيره ما نصه (31): “هو تعالى منزه عن كل مكان)ا.هـ.

165- وقال الشيخ أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عِراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت (933 هـ) (32) ما نصه (33):”كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، جَلَّ عن التشبيه والتقدير، والتكييف والتغيير، والتأليف والتصوير” اهـ.

166- وقال أيضا ما نصه (34): “ذات الله ليس بجسم، فالجسم بالجهات محفوف، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس”

أ هـ.

فهو رحمه الله تعالى في زاويته التي بناها في وسط بيروت كان يدرس تلامذته هذه العقيدة، وعلى هذه العقيدة السُّنية كان مشايخ ومفاتي بيروت وغيرها، وشذ عن هذه العقيدة الوهابية اتباع ابن تيمية، لذلك تجد النكير الشديد من علماء أهل الحق على هذه الشِّرذمة لمخالفتها للمعقول والمنقول ورفضها كلام الأئمة الأعلام من السلف والخلف، فكم من مؤلَّفات ألّفت في تزييف العقيدة التي ابتدعها هؤلاء في مختلف الأقطار كعلماء لبنان وسوريا والأردن وتركيا ومصر والمغرب وأندونيسيا والهند وبلاد افريقيا وغيرها من البلدان. وفي ذلك إشارة واضحة إلى أننا لم ننفرد بتزييف (تفنيد و إظهار باطل) العقيدة الوهابية الباطلة، بل نحن موافقون لهؤلاء العلماء، ونحن على عقيدة مئات الملايين من المسلمين الذين ينزهون الله عن الجسمية والمكان والجهة وكل ما لا يليق بالله عز وجل، فتمسك بذلك أيها المسلم ولا تتبع سبل الشيطان.

167- وقال الحافظ المؤرخ محمد بن علي المعروف بابن طولون الحنفي (953 هـ) ما نصه (35): “قال الحافظ ابن حجر: إن علم الله يشمل جميع الأقطار، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن) ا.هـ.

68 1- ويقول الشيخ الشعراني المصري (973 هـ). في لطائف المتن والأخلاق (36): ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به علي عدم قولي بالجهة في الحق تبارك وتعالى من حين كنت صغير السن عناية من الله سبحانه وتعالى بي “.

169- وقال الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن حجر الهيتمي الأشعري (974 )ها ما نصه (37): “عقيدة إمام السُّنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامّة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا من الجهة والجسمية وغيرهما من سائر سمات النقص، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه”ا.هـ.

170- وقال الشيخ محمد الخطيب الشربيني المصري (977 هـ)مانصه(38)”ثبت بالدليل القطعي أنه- تعالى- ليس بمتحيز لئلا يلزم التجسيم ” ا.هـ.

171- وقال أيضا (39): “قال القرطبي- المفسّر-: ووصْفه- تعالى- بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام، ولأنه تعالى خلَق الأمكنة وهو غير متحيز، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ” ا.هـ. أي موجود بلا جهة ولا مكان.

=================================================

المراجع

(1) قال تاج الدين السبكي: (كان حافظا ثبتا ثقة عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها متكلما أديبا شاعرا ناظما ناثرا أشعريا صحيح العقيدة سنيا، لم يخلف بعده في الحديث مثله) اه، طبقات. ا لشافعية (10/ 36)

(2) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله (8/ 185).

(3) روض الرياحبن (ص/ 498).

(4) طبقات الشافعية الكبرى (8/ 186).

(5) المصدر السابق: ترجمة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (3/381).

(6)المصدر السابق (3/ 382).

(7) الإفادات والإنشادات رقم 11-إفادة: الإشارة للبعيد باسم الإشارة الموضوع للقريب (ص/93- 94).

(Cool هو نحوي وخطيب بجامع غرناطة ومدرس به.

(9) فتح الباري (13/ 412).

(10) أنظر شرحه على العقيدة النسفية (ص/ 72).

(11) بصائر ذوى”التمييز (مادة: ق رب، 4/ 254). (2) طرح التثريب (8/،84).

(12) فتح الباري(6/ 136).

(13) فتح الباري (3/ 30).

(14) أي أهل السنة والجماعة المنزهين لله عن مشابهته للمخلوقين، وأما المشبهة فيقولون إن الله يسكن في جهة فوق العرش ثم يموّهون على الناس بقولهم: بلا كيف، فلا تغترّ بكلامهم.

(15) فتح الباري 7/ 124).

(16) فتح الباري (11/ 505).

(17) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 111).

(18) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 117).

(19) أنظر شرحه على متن جمع الجوامع (مطبوع مع حاشة البناني) (2/ 405).

(20) التقرير والتحبير (3/ 18).

(21) نظم الدرر (20/ 248).

(22) أم البراهين في العقائد (متن السنوسية)، المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص/ 4).

(23) شرح الهدهدي على أم البراهين (ص/ 88).

(24) حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص/ 72).

(25) المقاصد الحسنة (رقم 886، ص/ 342).

(26) شرح السيوطي لسنن النساني (1/ 576).

(27) إرشاد الساري (15/ 451).

(28) إرشاد الساري (15/ 462).

(29) حاشية الرسالة القشيرية (ص/ 2).

(30) حاشية الرسالة القشيرية (ص/ 5).

(31) فتح الرحمن: تفسير سورة الملك (ص/ 595).

(32) ولد بدمشق ورحل إلى مصر والتقى بعدد من العلماء منهم القاضي زكريا وجلال الدين السيوطي، ورجع إلى الشام ثم انتقل إلى بيروت وقعد لتربية المريدين وبنى بها دارا لعياله ورباطا للفقراء، وهو صاحـب الزاوية المشهورة بزاوية ابن عِراق في وسط بيروت، وحج وتردد بين الحرمين مرارا، وتوفي رحمه الله تعالى بمكة المكرمة، وهو والد علي بن محمد صاحب كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة”. أنظر ترجمته :تاريخ النور السافر (ص/ 174)، شذرات الذهب (8/ 196)، وغيرها من المصادر

(33) تاريخ النور السافر (ص/ 175).

(34) تاريخ النور السافر (ص/ 175).

(35) الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2/ 72، رقم 758)

(36) لطائف المنن والأخلاق (ص/ 275).

(37) الفتاوى الحديثية (ص/ 144).

(38) و (39) تفسير القرءان الكريم (سورة الملك/ ءاية 16- 4/ 344- 345).

172- وقال الشيخ مُلاّ علي القاري الحنفي (1014هـ) ما نصه(1): وأما علوّه تعالى على خلقه المُستفاد من نحوقوله تعالى :” وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ” ، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل، البدعة إلا طائفة من المجسمة( الوهابية اليوم) وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا” ا.هـ.

173 – وقال ما نصه (2):”إنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شىء من الموجودات”ا.هـ.

174- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المالكي (1041)هـ صاحب منظومة “جوهرة التوحيد” في العقائد ما نصه (3):.

“ويستحيل ضِدُّ ذي الصفات في حقه كـالكون في الجـهات)

175- وقال الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المالكي الأشعري (1041هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه (4): أو بارْتسَام في خيال يُعْتَبَرْ أو بزمان أو مكـان أو كِـبَرْ) اهـ. أي أن الله عزَّ وجلّ لا يتخصَص بالذهن، ولا يتمثل في النفس، ولا يتصور في الوهم، ولا يتكيف في العقل، لا تلحقه الأوهام والأفكار، ولا يتقيد بالزمان ولا يحويه مكان، ولا يوصف بكِبَر الحجم لأن الله ليس جسما، لا حجم له ولا كمية، ليس كمثله شىء وهو السميع البصير.

176- وقال منزها الله عن الجهة ما نصه (5): جَلَّ عن الجهات”ا.هـ.

177- وقال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن علاّن الصّديقي الشافعي (1057هـ) ما نصه (6):”إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة” ا.هـ.

178- وقال الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي (1078هـ) عند ذكر ما يستحيل عليه تعالى ما نصه (7): “أو يكون في جهة للجرم، أو له هو جهة، أو يتقيد بمكان أو زمان ” ا.هـ.

179- وقال العلامة الشيخ كمال الدين البياضي الحنفي (1098هـ) ما نصه (Cool: “وقال في الفقه الأبسط: (كان الله تعالى ولا مكان، كان قبل أن يخلق الخلق، كان ولم يكن أين) أي مكان، ” (ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء) مُوجد له بعد العدم، فلا يكون شىء من المكان والجهة قديما ” ا.هـ.

180- وقال أيضا في كتابه “إشارات المرام” ممزوجا بالمتن ما نصه (9):”ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفيّة ولا تشبيه له تعالى بشىء من المخلوقات ولا جهة له ولا تحيّز في شىء من الجهات، وفيه إشارات:

الأولى: أنه تعالى يُرى بلا تشبيه لعباده في الجنة بخلق قوة الإدزاك في الباصرة من غير تحيّز ومقابلة ولا مواجهة ولا مسـامته”ا.هـ.

181- وقال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي (1122هـ) في شرحه على موطإ الإمام مالك ما نصه (10): “وقال البيضاوي: لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه”ا.هـ.

182- وقال الشيخ عبد الله بن علوي الحداد الحضرمي الحسيني رضي الله عنه (1132هـ) ما نصه (11): “وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان وعن مشابهة الأكوان، ولا تحيط به الجهات ا.هـ.

183- وقال الشيخ محمد بن عبد الهادي السِّندي الحنفي شارح سنن النسائي (1138هـ) عند شرح حديث (أقرب ما بكون العبد من ربه وهو ساجد) ما نصه (12): “قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة والمساحة، لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان. وقال البدر بن الصاحب في تذكرته: وفي الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى”ا.هـ.

184- قال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1143هـ) ما نصه (13): فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما”ا.هـ.

185- وقال أيضا (14): “الجهات جمع جهة، وهي ست: فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف، والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه. ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام واضافاتها كما قدمناه في المكان والزمان وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى”ا.هـ.

186- وقال الشيخ العلامة أبو البركات أحمد بن محمد الدردير المالكي المصري (1201هـ) عن الله تعالى ما نصه (15):”منزهٌ عن الحـلول والجـهه والاتـصـال الانـفـصـال والسَّفـه”

187- وقال الحافظ اللغوي الفقيه السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (1205هـ) ما نصه (16): “إنه سبحانه لا مكان له ولا جهة” ا.هـ.

188- وقال أيضا (17): “إنه تعالى مقدس منزَّه عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان، وكذا الاتصال والانفصال فإن كلاًّ من ذلك من صفات المخلوقين”ا.هـ.

189 – وقال ايضا (18) “تقدس – اي الله – عن ان يحويه مكان فيشار اليه او تضمه جهة” ا هـ.

190- وقال أيضا (19) ما نصه: ” ذات الله ليس في جهة من الجهات الست ولا في مكان من الأمكنة” ا.هـ.

191- وسأل الأديبَ أحمد اليافي مفتي الشام محمد خليل المرادي (1206 هـ) ما نصه (19): (قلت: ما الدليل على قيامه بنفسه أيها الأجلّ؟ قال: استغناؤه عن المخصِّص والمحل “، وقال: “قلت: ما الدليل على أنه ليس بجسم ولا عرض في زمان؟ قال: عدم افتقاره إلى المحل والمكان ” ا.هـ.

192-وقال العلامة الدسوقي (1230هـ) في حاشيته على شرح أم البراهين عند قول المصنف في المستحيلات: (أو يكون في جهة أو يكون له هو جهة): حاصله أنه يستحيل أن يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت- أو خلف أو أمام لأن الجهات الست من عوارض الجسم ففوق من عوارض الرأس وتحت من عوارض الرجل ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر ومن استحال عليه أن يكون جرمّا استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها (20) اهـ.

193- وقال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد بن أحمد النقشبندي (1242هـ) دفين دمشق ما نصه (21): (أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، وكذلك صفاته، لا يقوم به حادث ولا يحل في شىء ولا يتحد بغيره، مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار) ا.هـ.

189- وقال أيضا (22): “تقدس- أي. الله- عن أن يَحويه مكان فيُشار إليه أو تضمه جهة”ا.هـ.

194- وقال أيضا ما نصه (23): “أشهد بأن الله مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار”ا.هـ.

195- وقال الشيخ الفقيه محمد أمين بن عمر المعروف بابن عابدين الحنفي الدمشقي صاحب الحاشية المعروفة (1252هـ) ما نصه (24):”ودنا من الرحمن عز وجل قرب مكانة من غير قرب مكان) اهـ. . قوله “ودنا ” أي النبي صلى الله عليه وسلم.

196- وقال مفتي بيروت المحدث الشيخ عبد اللطيف فتح الله الحنفي (1260هـ) عن قول صاحب بدء الأمالي: نسمي الله شيئا لا كالاشيا وذاتا عن جهات الست خالـي” فقال ما نصه (25): “قد لم ثبت بالدليلين النقلي، والعقلي مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى :” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ” وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية ذكرها أهل الكلام، والكلام عليها طويل ” ا.هـ.

197- قال الشيخ محمد عثمان الميرغني المكي الحنفي (1268هـ) ما نصه (26): “مخالفته للحوادث: ومعناها عدم الموافقة لشىء من الحوادث، وليس تعالى بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا متحرك ولا ساكن، ولا يوصف تعالى بالصغر ولا بالكبر، ولا بالفوقية ولا بالتحتية، ولا بالحلول في الأمكنة، و لا بالاتحاد ولا بالاتصال و لا بالانفصال، ولا باليمين ولا بالشمال ولا بالخلف ولا بالأمام، ولا بغير ذلك من صمات الحوادث” ا.هـ.

198- وقال الشيخ محدث بيروت محمد بن درويش الحوت الحسيني البيروتي الشافعي الأشعري (1276ها )ما نصه (27): “اعلم أنه تعالى منزه عن الحلول والاتحاد بشىء من الكون “ا.هـ.

199- وقال أيضا (28): “ولا يدخل في وجوده- تعالى- زمان ولا مكان، فإنه السابق على الزمان والمكان “ا.هـ.

200- وقال أيضا (29) إن الله تعالى: “ليس بنار ولا نور ولا روح ولا ريح ولا جسم ولا عرض ولا يتصف بمكان ولا زمان ولا هيئة ولا حركة ولا سكون ولا قيام ولا قعود ولا جهة ولا بعلو ولا بسفل ولا بكونه فوق العالم أو تحته، ولا يقال كيف هو ولا أين هو” ا.هـ.

201 – وقال أيضا (30): ” نّزِّه الحقَّ سبحانه وتعالى عن كل ما يوهم الجسمية أو المكان أو الحدوث، وفوَّض علم الحقيقة له تعالى في المتشابه نحو قوله تعالى :

” الرَّحْمَنُ على العرش استوى “

والشيخ الحوت وُلد في بيروت سنة 1209 هـ وحفظ القرءان الكريم اتقانا واستظهارا وترتيلا، وقرأ على مفتي بيروت العالم الفاضل الشيخ عبداللطيف فتح الله الشيخ محمد المسيري الإسكندري، ثم رحل إلى دمشق وتلقى العلوم على عدد من العلماء منهم مسند الشام عبد الرحمن الكزبري، وابن عابدين الحنفي صاحب الحاشية المشهورة والشيخ عبد الرحمن الطيبي وغيرهم، ثم عاد إلى بيروت وصار يدرِّس في الجامع العمري الكبير عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها من العلوم الشرعية النافعة فانتفع به الخاص والعام، وقد تخرج على يديه أكثر علماء بيروت ومنهم الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي ولاية بيروت والأستاذ أبو الحسن قاسم الكستي قاضي بيروت وغيرهما من أهل العلم والفضل. ودفن في تربة الباشورة رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته.

202- وقال الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي (1277ها) ما نصه (31):”- إن الله يُرى- بلا تكيف للمرئي بكيفية من. كيفيات الحوادث من مقابلة وجهة وتحيز وغير ذلك” ا.هـ.

203- وقال ما نصه (32):”ويجب في حقه تعالى القيام بالنفس، ومعناه أنه تعالى لا يفتقر إلى محل ولا إلى مخصص “ا.هـ.

204- قال الشيخ أحمد مرزوقي المالكي المكي (كان حيا سنة1281هـ) مانصه (33): “وبعد إسراءٍ عُـرُوجٌ للسـما حتى رأى النبيُّ ربَّا كلَّما من غير كيف وانحصارٍ وافْترضْ عليه خَمْسا بعد خمسين فَرَضْ “اهـ.ومراده من غير كيف وانحصار: أي من غير أن يكون الله تعالى في جهة أو مكان.

205- وقال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي (287 هـ) ما نصه (34): “الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن ليس كمثله شىء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات” انتهى باختصار.

206- ويقول الشيخ عمر بن محمد الأنسي الشافعي البيروتي (293 اهـ) في ديوانه ما نصه (35):مكانٌ شادَه شرفا وعِزَا إلهٌ لا يحيط به مكانَ

207- قال الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي (298 اهـ) ما نصه (36): “والله تعالى ليس بجسم، فليست رؤيته كرؤية الأجسام، فإن الرؤية تابعة للشىء على ما هو عليه، فمن كان في مكان وجهة لا يرى إلا في مكان وجهة كما. هو كذلك، ويرى- أي المخلوق- بمقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة ومن لم يكن في مكان ولا جهه وليس بجسم فرؤيته كذلك ليس في مكان ولا جهة” اهـ.

208- وقال الشيخ المتكلم عبد الله بن عبد الرحمن الدهلي الحنفي (كان حيا سنة 299 هـ) ما نصه (37): “أقول: إن معنى كلامهم إن المولى سبحانه وتعالى منزه عن الجهات الستة أن المعنى في ذلك أنه لا تحويه جهة من هذه الجهات الستة بل ولا كلها” اهـ.

209- وقال الشيخ العلامة المحدث الفقيه أبو المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي اللبناني الحنفي (1305 هـ) ما نصه (38): (فهذه عقيدة في التوحيد خالصة من الحشو والتعقيد، يحتاج إليها كل مريد، نفع الله بها جميع العباد، ءامين “.

210- ثم قال (39): “فإذا قال لك: أين الله؟ فقل: مع كل أحد بعلمه-لا بذاته-، وفوق كل أحد بقدرته، وظاهر بكل شىء باثار صفاته، وباطن بحقيقة ذاته- أي لا يمكن تصويره في النفس-، منزه عن الجهة والجسمية. فلا يقال: له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام، ولا فوق العرش ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه، ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو. ومن قال: لا أعرف الله في السماء هو أم في الأرض كفر- لأنه جعل أحدهما له مكانا. فإذا قال لك: ما دليلك على ذلك؟ فقل: لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا، وكل متحيز حادث، والحدوث عليه محال”اهـ.

211- وقال في كتابه سفينة النجاة ما نصه (40) “ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون ذاته كالذوات يأخذ مقدارا من الفراغ، او يتصف بالأعراض كالبياض، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، أو يكون جهةًكالأعلى والأسفل، أو يحلّ بمكان أو يُقَيّد بزمان ” اهـ.

212- وقال الشيخ محمد نووي الجاوي الشافعي (1316 هـ) عند ذكر أن الله يستحيل عليه المماثلة لشىء من خلقه ما نصه (41): “أو يكون تعالى في جهة للجرم بأن يكون عن يمينه أو شماله أو فوقه أو تحته أو أمامه أو خلفه، أو يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام، أو يتقيد بمكان بأن يحل فيه بأن يكون فوق العرش ” اهـ.

213- وقال أيضا ما نصه (42): (وكل ما خطر ببالك من صفات الحوادث لا تصدق أن في الله شيئا من ذلك، وليس له مكان أصلاً فليس داخلاّ في الدنيا ولا خارجا عنها”ا.هـ.

214- وقال الشيخ المتكلم عبد العزيز بن عبد الرحمن السكندري (كان حيّا سنة 1317 هـ) ما نصه (43): (وكذا يستحيل عليه تعالى أن يكون في مكان أو زمان لأن الحلول في المكان من لوازم الجرم والحلول في الزمان من لوازم الجرم والعرض ” اهـ.

=================================================

المراجع

(1) شرح الفقه الأكبر: بعد أن انتهى من شرح رسائله الإمام أبي حنيفة (ص/196-197).

(2) شرح الفقه الأكبر: عند شرح قول أبي حنيفة: “وهوشىء لا كالأشياء”(ص/64).

(3) جوهرة التوحيد (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 43/ ص 13).

(4) إضاءة الدُّجْنَة في عقاند أهل السنة (ص/48).

(5) المصدر السابق (ص/ 49).

(6)الفتوحات.الربانية (مجلد 4/ 7/327).

(7) شرح جوهرة التوحيد (ص/ 137).

(Cool إشارات المرام (ص/ 197).

(9) إشارات المرام (ص/ 201).

(10) شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (2/ 36).

(11) عقيدة أهل الإسلام (ص/ 12).

(12) حاشية السندي على سنن النساني (576/1).

(13) و (14) رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجنَة (ص/48- 49).

(15) الخريدة البهية (ضمن مجمرع مهمات المتون) (رقم البيت 31/ ص25).

(16) إتحاف السادة المتقين (2/ 24).

(17) المصدر السابق (2/ 25).

(18) المصدر السابق (2/ 25).

(19) المصدر السابق (2/ 103).

(20) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري (1/ 72 1- 73 1).

(21) ذكره محمود خطاب السبكي في كتابه “إتحاف الكائنات” (ص/ 130).

(22) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجرى (1/ 312).

(23) المصدر السابق (1/ 312).

(24) المصدر السابق (1/ 422).

(25) أنظر ديوان المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله، طبع بيروت.

(26) منظومته مُنجية العبيد (ص/16).

(27) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة (ص/40).

(28) و (29) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة (ص/ 44- 49).

(30) المصدر السابق (ص/ 106).

(31) تحفة المريد على جوهرة التوحيد (رقم البيت 54/ ص.80).

(32) رسالة في علم التوحيد، أنظر مجموع، أمهات المتون (ص/ 40).

(33) منظومته عقيدة العوام.

(34) بورق الحقائق (ص/420).

(35) المورد العذب (ص/276).

(36) انظر شرحه على العقيدة الطحاوية (ص/69).

(37) روض المجال في الرد على أهل الضلال (ص/7).

(38) انظر كتابه الاعتماد في الاعتقاد (ص/2).

(39) المصدر السابق (ص/5).

(40) سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة (ص/7).

(41) الثمار اليائعة في الرياض البديعة (ص/ 5).

(42) نور الظلام شرح منظومة عقيدة العوام (ص/37).

(43) الدليل الصادق على وجود الخالق (1/ 94

215- وقال مفتي ولاية بيروت الشيخ عبد الباسط الفاخوري الشافعي (1323 هـ) عن الله مانصه (1): “ليس بجِرم يأخذ قدرا من الفراغ، فلا مكان له، وليس بعرض يقوم بالجرم، وليس في جهة من الجهات، ولا يوصف بالكِبَر ولا بالصغر، وكل ما قام ببالك فالله بخلاف ذلك ” اهـ.

216- وقال أيضا (2): “تنزه- أي الله- عن المكان والزمان ” اهـ ذكر ذلك في افتتاحية كتابه “المجالس السنية”، مما يدل على أنه كان يعطي علم التوحيد اهتمامه، ولذلك كان رحمه الله حريصا على تعليم الصغار والكبار تنزيه الله عن المكان والزمان والجسمية وكل صفات المخلوقين.

2 -وقال أيضا 17(3):

“لا ينبغي للإله الواحد الصمد أن يحتوى بمكان هو خالقه

بل كان ربي ولا عرش ولا مَلَكٌ ولا سماء ورب العرش واجده

وكـل من في مكان فهو مفتقر إلى المكان ويحويه سرادقه”اهـ.

218- وقال أيضا ما نصه (4): “إن الله يُرى في الآخرة- بلا كيف ولا شبهٍ ولا مثالٍ ولا حد ولا ند ولا ضد، ولا مقابلة ولا أمام ولا وراء ولا يمين ولا شمال، ولا محسوس ولا ملموس، ولا طويل ولا قصير ولا كبير ولا صغير ولا عريض “ا.هـ وهذا أيضا فيه ردٌّ على أدعياء العلم المتسترين بالدين الذين يتصدرون مجالس العلم يوهمون الناس انهم على التقوى والصلاح، ملتزمرن بسنة النبي (صلّى الله عليه و سلّم) ثم بنكرون علينا التنزيه التفصيلي كالذي نقلناه هنا عن مفتي بيروت الشيخ عبد الباسط الفاخوري زاعمين زورا وبهتانا أن هذا منهج منحرف ومخالف للقرءان ولما كان عليه السلف كما زعم حسن قاطرجي اللبناني (5)، فتصدت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وهي حقيقة كما وصفها بعضهم: نور في زمن خيمت فيه الظلمات للرد على طعنه بمنهج أهل الحق بكتاب سمته “القول الفصل المنجي في الرد على حسن القاطرجي، الذي يظهر للناس تجرؤه على الفتوى بغير علم وانحرافه عن منهج السلف والخلف ودفاعه عن زعيم المتطرفين سيد قطب الذي كفر المسلمين في أنحاء الأرض حكاما ومحكومين، وطعن بالأزهر الشريف بمصر واصفا إياه بقوله (6): “أما أنت أيها الأزهر فقد أضعت الدين وأفسدت الدنيا” وذلك في مقال نشره جماعة سيد قطب في لبنان الذين يسمون أنفسهم الجماعة الإسلامية.

219- وقال الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي (7) (1327 هـ) في كتابه “الحصون الحميدية للمحافظة على العقائد الإسلامية” ما “نصه (Cool: “إنه تعالى ليس جوهرا ولا جسما، فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه، لأن الاحتياج إلى المكان من خواص الجواهر والأجسام، وثبت هناك أنه تعالى ليس عرضا فلا يحتاج إلى محل يحل فيه”.

220- وقال الشيخ عبد القادر الأدهمي الطرابلسي (9) (1328 هـ) ما نصه: (ولا يحناج الى مكان ومحل، ولا يغيره زمان) اهـ.

221- قال الشيخ رجب بن محمد جمال الدين البيروتي الشافعي الملقب بشيخ بيروت (1328 هـ) ما نصه (10): ” إنه تعالى ليس مماثلا للحوادث” ، ثم قال: “فليس بجرم يأخذ قدرا من الفراغ فلا مكان له، وليس بعرض يقوم بالجرم فلا يوصف بالصورة ولا بالشكل ولا باللون” اهـ.

222- وقال ما نصه (11): “انه تعالى لا يحتاج إلى محل يقوم به، ولا إلى مخصص أي موجد يوجده أ .هـ.

223- وقال الشيخ إسماعيل حقي الرومي الحنفي (1335 هـ) ما نصه (12): “خصَّ السماء بالذكر ليعلم أن الأصنام التي في الأرض ليست بآلهة لا لأنه تعالى في جهة من الجهات لأن ذلك من صفات الأجسام”اهـ.

224- وقال الشيخ سليم البشري المصري (1335 هـ) شيخ الجامع الأزهر ما نصه (13): “إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية”ا.هـ

225- وقال الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري (1348 هـ) ما نصه (14): “فهو سبحانه لا يحده زمان ولا يقله مكان بل كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان “ا.هـ.

226- وقال (15): (خلق الله العرش إظهارا لقدرته لا مكاناً لذاته ” ا.هـ.

227- وقال أيضا ما نصه (16): (الحمد لله المنزه في كماله عن الكيفية والأينِيَّة، المقدس في جَلاله عن الضِّديَّة والنِّدِّية، المتعالي بألوهيته عن الفوقية والتحتية”ا.هـ.

228- وقال الشيخ يوسف النبهاني الشافعي البيروتي (1350 هـ) ما نصه (17) فلاجهةٌ تحويه لا جهةٌ له تـنـزَّهَ ربـي عـنـهـا وَعـلاَ قـَدْرَا

229- وقال الشيخ مصطفى نجا الشافعي مفتي بيروت (1351 هـ) ما نصه (18):”ومعنى العلي المتعالي في جلاله وكبريائه إلى غير غاية ولا نهاية، والمراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأنه تعالى منزه عن التحيز والجهة “ا.هـ.

230- وقال أيضا (19) :”فإنها-يعنيءاية الكرسي- دالة على انه تعالى موجود واحد في الألوهية، متصف بالحياة، واجب الوجود لذاته موجد لغيره، منزه عن التحيز والحلول ” اهـ.

231- وقال الشيخ عبد المجيد المغربي الطرابلسي أمين الفتوى في طرابلس الشام (1352 هـ) عن الله تعالى ما نصه (20): “لا يحويه مكان ولا تحصره جهة لا فوق ولا تحت، كان الله تعالى في أزليته ولم يكن شىء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق، ا.هـ.

232- وقال أيضا ما نصه (21): “وليعلم ههنا أن الله صانع الكائنات ومحدثها يجب عقلا أن لا يكون مماثلا لشىء منها من كل وجه، ولا شىء من هذه الكائنات إلا ويحصره المكان وتحده الجهة، وكل مكان محدود، وكل محدود ومحصور حادث، والله عز وجل قديم فلا يجوز عقلا أن يكون في مكان أو تحده جهة” ا.هـ.

233- قال الشيخ محمود بن محمد خطاب السبكي (1352هـ) وهو من مشايخ الأزهر بمصر ما نصه (22): “وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكلّ على أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث، فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما، ولا يتصف بالحلول في شىء من الحوادث ولا بالاتصال بشىء منها ولا بالتحول والإنتقال ونحوهما من صفات الحوادث “ا.هـ.

234- وذكر الشيخ محمد الخضر الشنقيطي ( 1353هـ) مفتي المدينة المنورة في كتابه (23) “إستحالة المعية بالذات ” تنزيه الله عن المكان والجهة، ومما ورد فيه: “إن الله تعالى ليس بجسم، فلا يحتاج الى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان.. والبارىء ..سبحانه لا تحويه جهة إذ كان موجودا ولا جهة”ا.هـ.

235- وقال الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي اللبناني (24) (1354 هـ) ما نصه (25): “كيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكميَّة والكيفية والأينيَّة، فنزهوا ربكم وقدسوه عن الخواطر الفكرية” ا.هـ أي أن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالكمية أي الحجم والحد، ولا يوصف بالكيفية كالجلوس والاستقرار والصورة والشكل والهيئة، ولا يوصف بالأينيَّنة أي لا يحل في مكان وجهة، ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو.

– وقال الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية (1355 ها ما نصه (26): “- إن الله- منزه عن جميع النقائص، وسمات الحدوث، ومنها الزمان والمكان، فلا يقارنه زمان ولا يحويه مكان إذ هو الخالق لهما فكيف يحتاج إليهما” ا.هـ.

238- وقال أيضا (27)” لا تحيط به الجهات : كقدام وخلف وفوق وتحت، وشمال إذ هي نسب حادثة بحدوث الأشياء، والله تعالى قديم أزلي”ا.هـ.

238- وقال أيضا (28): “ولمّا قام البرهان على تنزهه تعالى عن الحيز والمكان والجهة كسائر لوازم الحدوث، وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الاستقرار والتمكن، بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى”ا.هـ.

239- وقال أيضا (29): “فيُرَى سبحانه لا في مكان ولا جهة ولا باتصال شعاع ولا ثبوت مسافة بين الرائين وبينه تعالى بل على الوجه الذي يليق بقدسيته وجلاله سبحانه “ا.هـ.

240- وقال الشيخ محمدبن إبراهيم الحسيني الطرابلسي (1362 هـ) في تفسير قوله تعالى :” وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ” (55/ سورة البقرة) ما نصه (30): “ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام وبتعلق به الرؤبة تعلقها بها- أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز، ولا ريب في استحالته ” ا.هـ.

241- وقال الشيخ يوسف الدَّجوي المصري (1365 هـ) في مجلة الأزهر التي تصدرها مشيخة الأزهر بمصر في تفسير قول الله تبارك وتعالى :” سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1/سورة الأعلى) ما نصه (31) “والأعلى صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان والجهة، لتنرهه عن ذلك”ا.هـ.

242- وقال أيضا: “واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى، خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام، فإن السلف والخلف متفقان على التنزيه “(32) اهـ.

والدجوي أحد أعضاء كبار العلماء في الأزهر بمصر، وانظر مقالة (33) له بعنوان “تنزيه الله عن المكان والجهة ” فلا تغتَرّ بعد ذلك بالذين يسمون أنفسهم السلفية ( الوهابية) ليوهموا الناس أنهم على عقيدة السلف، والسلف بريء من عقيدة المشبهة الذين يقولون بالجلوس والاستقرار والمكان والحركة والحد في حق الله، والعياذ بالله من الكفر.

243- وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (1367 هـ) مدرس علوم القرءان والحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بمصر ما نصه (34): “الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شىء منه، سواء أكان مكانا يحل فيه أم غيره ” ا.هـ.

244- وقال أيضا (35) ما نصه “قبل أن يخَلق- الله- الزمان والمكان و قبل أن تكون هناك جهات ست لم يكن له جهة ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان، لا جهة له ولا مكان “ا.هـ. ثم ردّ المؤلف على المدَّعين بأنهم السلفية وبين فساد اعتقادهم وزيَّف شبههم المتهافتة.

245- وقال وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي (1371 ها) ما نصه(35): “وتنزيه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات هو عقيدة أهل الحق رغم اغتياظ المجسمة الصرحاء والممجمجين (37) من ذلك ” ا.هـ.

246- وقال بعد أن ذكر الأدلة على تنزيه الله عن الجهة ما نصه (38): “فظهر بذلك بطلان التمسك بكلمة “فوق ” في الآيات والأحاديث في إثبات الجهة له تعالى، تعالى الله عن مزاعم المجسمة” ا.هـ.

247- وقال أيضا ما نصه (39): “قوله سبحانه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” (11/ سورة الشورى) نص في نفي الجهة عنه تعالى، إذ لو لم تنف عنه الجهة لكانت له أمثال لا تحصى، تعالى الله عن ذلك ” ا.هـ. ذكر ذلك في “تكملة الرد على نونية ابن القيم وهي قصيدة نظمها ابن قيم الجوزية سفَّه فيها اعتقاد أهل السنة والجماعة ووصفهم بالمعطلة والجهمية والعياذ بالله تعالى، وقد ورث هذا الحقد من شيخه ابن تيمية الحرَّاني الذي كان يدعو إلى عقيده الفلاسفة والمجسمة ويناصر الحشوية على أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية.

248- وقال الشيخ مصطفى وهيب البارودي الطرابلسي (1372 هـ) ما نصه (40): “إن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصل من أصول العقائد الإيمانية، لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثا، وقد قام الدليل على وجوب القِدَم- لله- واستحالة العدم- عليه- ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها” ا.هـ.

249- وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376 هـ) ما نصه (41): “أجمع أهل الحق من علماء السلف والخلف على تنزه الحق- سبحانه- عن الجهة وتقدسه عن المكان “ا.هـ.

250- وقال الحافظ المحدث الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغُمَاري المغربي (1380 هـ) ما نصه (42): “فإن قيل: إذا كان الحقُّ سبحانه ليس في جهة، فما معنى رفع اليدين بالدعاء نحو السماء؟ فالجوابُ كما نقله في “إتحاف السادة المتقين ” (43) عن الطُّرْطُوشي- المالكي- من وجهين: احدُهما :أنه محل التعبُّد، كاستقبالِ الكعبة في الصلاة، وإلصاق الجبهة بالأرض في السجود، مع تنزُّهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود، فكأنَّ السماء قبلةُ الدعاء.

وثانيهما: أنها لما كانَتْ مهبط الرزقِ والوحي وموضعَ الرحمةِ والبركةِ، على معنى أن المطرَ ينزِلُ منها إلى الأرضِ فيخرج نباتا، وهي مَسكَنُ الملاء الأعلى، فإذا قَضَى اللهُ أمرا ألقاه إليهم، فيُلقونه إلى أهلِ الأرض، وكذلك الأعمال تُرفَع، وفيها غيرُ واحد من الأنبياء، وفيها الجنةُ- التي هي غايةُ الأماني، فلما كانت معْدِنّا لهذه الأمور العظام ومَعْرِفةَ القضاءِ والقَدَر، تَصرَّفَت الهِممُ إليها، وتوفَّرَت الدواعي عليها” ا. هـ.

251- وقال المحدث الشيخ محـمد عربي التبان المالكي المدرس بمدرسة الفلاح وبالمسجد المكي (1395 هـ) ما نصه (44): “اتفق العقلاء من أهل السنة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته ” اهـ.

252-وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي (1393 هـ) (45) ما نصه (46):قوله تعالى (مَّن فىِ السَّمَاءِ) في الموضعين من قبيل المتشابه الذي يعطي ظاهره معنى الحلول في مكان، وذلك لا يليق بالله ” ا.هـ

253-وقال الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي (1393هـ) احد خوَّاص تلاميذ الشيخ المحدث بدر الدين الحسني ما نصه (47): “ويستحيل على الله المماثلة للحوادث، والتقيد في الزمان والمكان، وأن يكون في جهة، او تكون له جهة” ا.هـ.

254- وقال أيضا (48): “يستحيل- على الله- التقيد بالمكان لأن المتمكِّن فيه إما ساكن أو متحرك، وقد تقدم استحالة الحركة والسكون على الله تعالى، فإذا استحال على الله تعالى أن يتقيد بالمكان. ويستحيل ان يكون الاله في جهة أو يكون له جهة لأن الجهة التي هي الفوق، والتحت، والأمام، والوراء، واليمين، والشمال لا تتصور ولا تعقل إلا ملازمة للجرم، وقد تقدم استحالة الجرمية عليه، فإذا لا يتصور أن يكون له جهة أو يكون في جهة “ا.هـ.

255- قال محدث الديار المغربية الشيخ عبد الله بن محمد الصديق الغماري (1413هـ) ما نصه (49): “كان الله ولم يكن شىء غيره، فلم يكن زمان ولا مكان ولا قطر ولا أوان، ولا عرش ولا ملك، ولا كوكب ولا فلك، ثم أوجد العالم من غير احتياج إليه، ولو شاء ما أوجده. فهذا العالم كله بما فيه من جواهر وأعراض حادث عن عدم، ليس فيه شائبة من قِدم، حسبما اقتضته قضايا العقول، وأيدته دلائل النقول، وأجمع عليه المِلِّيُّوْن قاطبة إلا شُذاذا من الفلاسفة قالوا بقدم العالم، وهم كفار بلا نزاع” ا.هـ

256-وقال أيضا ما نصه (50): “قال النيسابوري في “تفسيره””أما قوله : وَرَافِعُكَ إِلَيَّ “(55/ سورة ءال عمران) فالمشبهة تمسكوا بمثله في إثبات المكان لله وأنه في السماء، لكن الدلائل القاطعة دلّت على أنه متعال عن الحيز والجهة، فوجب حمل هذا الظاهر على التأويل بأن المراد إلي محل كرامتي) ا.هـ.

=================================================

المراجع

(1) الكفاية لذوي العناية (ص/ 13).

(2) المجالس السنية (ص/ 2).

(3) المصدر السابق (ص/ 119).

(4) المجالس السنية (ص/ 119).

(5) وذلك بشريط مسجل بصوته بتاريخ 29/ 3/ 97 ر (وعندنا نسخة منه).

(6) مجلة الأمان: عدد 4 سنة أولى 26 ربغ الأول 1399 كل الموافق 23 شباط 979 1 ر.

(7) ولد وتعلم في طرابلس، ورحل إلى مصر ودخل الأزهر، ثم عاد إلى طرابلس وتوفي فيها.

(Cool الحصون الحميدية (ص/ 18).

(9) وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما بجب من النوحيد والاعتقاد (ص/ 4).

(10) كتاب الأجوبة الجلية في العقاند الدينية (ص/ 4)، طغ في بيروت بالمطبعة الأدبية سنة 1308 هـ، وهذا الكناب كان بدرس في مدارس ولابة بيروت في عهد الدولة العثمانية ا لإسلامية.

(11) المرجع السابق (ص/ 5).

(12) روح البيان (6/ 385).

(13) فرقان القرءان (مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي) (ص/ 74).

(14) شرح تائية- السلوك إلى ملك الملوك (ص/ 60).

(15) المصدر السابق (ص/ 29).

(16) ديوان خطب الشرنوبي: الخُطبة الثالثة لصفر (ص/ 16).

(17) الرائية الكبرى (ص/ 3).

(18) كشف الأسرار لتنوير الأفكار (ص/118).

(19) المرجع السابق (ص/122).

(20) رسالة علميه في الإسراء والمعراج (ص/ 24).

(21) الكوكب الشرقي في رد نظرية لابلاس ورفقائه (ص/ 57).

(22) إتحاف الكائنات (ص/ 5).

(23) استحالة المعية بالذات: المبحث الثامن في النزول والصعود والعروج (ص/ 277).

(24) قائم مقام نقيب السادة الأشراف والخطيب والمحدث في الجامع الكبير. تتلمذ على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي الحنفي، له كتاب سماه (المواعظ الحميدية في الخطب الجُمعية” وهو عبارة عن مجموعة خطب ألقاها على منابر المساجد يوم الجمعة.

(25) المواعظ الحميدية (ص/ 85).

(26) مختصر شرح عقيدة أهل الاسلام (ص/ 12- 13).

(27) و (28) مختصر شرح عقيدة أهل الإسلام (ص/ 12- 13).

(29) المصدر السابق (ص/ 27).

(30) تفسير القرءان الكريم. (ص/101).

(31) مجلة الأزهر (تصدرها مشيخة الأزهر بمصر)، المجلد التاسع، الجزء الأول- المحرم سنة 1357 (ص/16).

(32) المصدر السابق (ص/ 17).

(33) مقالات وفتاوى الدجوى (183/- 194و201–211).

(34) مناهل العرفان في علوم القرءان (2/186)، وكُتب على غلاف الكتاب: (طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية” اهـ. وهذا يعني أن الأزهر بمصر يعلم المسلمين تنزيه الله عن المكان خلاف ما عليه أدعياء السلفية.

(35) مناهل العرفان (2/ 190).

(36) مقالات الكوثري: مقال الإسراء والمعراج (ص/ 452).

(37) قال صاحب القاموس:”ومجمج في خبره: لم يبينه، ومجمج بفلان: ذهب في الكلام معه مذهبا غير مسنقيم، فردَّه من حال إلى حال)ا.هـ. (مادة: م ج ج- ص/ 262).

(38) تكملة الرد على نونية ابن القيم (ص/88).

(39) المصدر السابق (ص/ 102).

(40) أنظر كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدى (ص/ 73).

(41) فرقان القرءان (مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي) (ص/93).

(42) المنَِحُ المطلوبة (ضمن كتاب ثلاث رسائل في استحباب الدعاء) (ص/ 61- 62).

(43) إتحاف السادة المتقين (5/ 34- 35).

(44) براءة الأشعريين (1/ 79).

(45) هو رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس (الأعلام للزِّركلي 6/ 174).

(46) أنظر تفسيره التحرير والتنوير (29/ 33).

(47) كتاب المعرفة في بيان عمدة المسلم (ص/ 55 و 57).

(48) كتاب المعرفة في بيان عقيدة المسلم (ص/55 و 57).

(49) قصص الأنبياء: ءادم عليه السلام: (ص/ 11).

(50) عقيدة أهل الاسلام (ص/ 29).

السابق
عقيدة الوهابية أدعياء السلفية الكاذبة من كتاب «السنة» المنسوب لعبد الله بن أحمد بن حنبل!!! (منقول)
التالي
مفهوم تصريف الأولياء في الكون وأدلته (منقول)