عشرون آية تدل بشكل قاطع على بطلان استثناء الوهابية للأحياء من دعاء غير الله!!!
مقتطفات
ولو قال ذلك الأخ حمد الفكي لانفكت شبهته من أصلها في الاستغاثة، إذ الحي الحاضر أيضا لن يخلق ذبابة .. بل لا أدري كيف ذكر الآية في مقاله التي تدك شبهته من أصلها دكا بحمد الله .
لاحظ لو قلنا عين كلامه ـ أي الذي قاله صاحب مقال: دعاء غير الله قمة الضلال ـ وأقحمنا كلمة “الوهابية” لصدق كلامه تماما وهو “وهؤلاء ـ الوهابية ـ يقولون لك: هناك مخلوقون: يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء. ثم يزينون لك هذا الشرك بعبارة بإذن الله. مع أن الله يجعل ذلك خاصا به وحده …وأما غيره فلا يكشفون ولا يستجيبون ” !!!! أرأيتم كيف على نفسها جنت براقش!!
وبالتالي إذا كان دعاء الميت عبادة له وأنه شرك وكفر كما يقول الوهابية، فإن دعاء الحي أيضا عبادة له وهذا شرك وكفر …!! وعليه فمن اليوم فصاعدا إن شتمكم الوهابية وقالوا لكم: يا عبّاد القبور والأموات، فقولوا لهم: يا عبّاد القصور والأحياء …!!!
#كيف_تطحن_وهابيا
سبق أن بيّنا أن كل الآيات التي تنهى عن دعاء غير الله التي يحتج بها الوهابية على تكفير المستغيثين برسول الله صلى الله عليه وسلم هي حجة على الوهابية وليست لهم ، لأنها ـ حسب ادعائهم ـ آيات عامة تنهى عن دعاء غير الله كائنا من كان كالأنبياء والأولياء والأشجار والأحجار والكواكب والنجوم… وحين قلنا لهم هذا يقتضي أنها تشمل الأحياء والأموات، لأن “أحدا” في قوله تعالى مثلا “فلا تدعوا مع الله أحدا” نكرة في سياق النفي فتعم كما قال ابن باز وغيره من الوهابية كما سبق نقله عنهم، وحينها نقضوا غزلهم واستثنوا الأحياء!!! فنسفوا استدلالهم بعموم تلك الآيات بعد أن أقروا بأن العموم غير مراد بدليل أن الأحياء عندهم يستغاث بهم فيما يقدرون عليه ، وهذا كله وضحناه في منشور سابق[1]!!!
ولكن قيل لي في تعليق على اليوتيوب (سؤال يا دكتور ماذا إذا قال الوهابي ,الاستغاثة بالحي مستثناة من عموم النهي عن دعاء غير الله تعالى بدليل ما ورد من قبيل قوله تعالى: فاستغاثه الذي من شيعته…ونحوها من الآيات التي فيها الاستعانة من الحي فيما يقدر عليه,ويبقى باقي أفراد الدعاء داخلا في عموم النهي ! أرجو الرد من فضيلتكم على هذا الاستدلال فضيلة الدكتور)[2]
وردا على هذا السؤال سأتحفكم بآيات كثيرة تبطل استثناء الأحياء ، والمفارقة أني وجدت هذه الآيات في منشور لأحد الوهابية تحت عنوان “دعاء غير الله قمة الضلال”[3]، ولو تأملها ذلك الوهابي في منشوره جيدا، لعلم أن تلك الآيات التي استدل بها على أن الاستغاثة بالأموات شرك دون الأحياء فيما يقدرون عليه، لعلم أنها هي نفسها تنقض منشوره وتهدم مذهبه من أساسه في مسألة الاستغاثة.
وإليكم هذه الآيات التي تمنع استثناء الأحياء منها :
1) قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج 73]، فالذين تدعون من دون الله هنا هم قطعا الأحياء والأموات لقوله “لن يخلقوا ذبابا”، ولو أخرجنا الأحياء كما يقول الوهابية لصار المعنى إن الأحياء يمكن أن يخلقوا ذبابا دون الأموات!!! وهذا شرك في الربوبية كما يقول الوهابية الذين يستدلون بهذه الآية مع أنها هي نفسها تنقض زعمهم أن الأحياء مستثنون من آيات دعاء غير الله!
والطريف ما فعله حمد نجيب الفكي حمد في مقاله”تحذيرُ العبدِ الأوَّاهِ من دُعاءِ غيرِ اللّٰهِ ” حيث استدل بهذه الآية على أن دعاء الأموات والغائبين شرك !!! فانظروا كيف نسف مقاله نسفا حين قال هناك ( ومنها قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً» فهذه الآية شرطت في المَدْعي والمُستغاثِ به .. أن يكون مُتَّصِفًا بالقُدرة على الخلق والإيجاد من العدم. وهذا لا يتأتى لمخلوقٍ أبدًا، ولو كان نبيًّا أو وليًّا. ).اهـ
تأملوا قوله ” وهذا لا يتأتى لمخلوقٍ أبدًا” وهذا صحيح، ولكن المخلوق يشمل الحي والميت والغائب والحاضر!!! ولذا كان المفروض أن يكمل قوله” وهذا لا يتأتى لمخلوقٍ أبدًا، ولو كان نبيًّا أو وليًّا” فيقول : حيا كان أو ميتا ، غائبا كان أو حاضرا !!! ولو قال ذلك الأخ حمد الفكي لانفكت شبهته من أصلها في الاستغاثة، إذ الحي الحاضر أيضا لن يخلق ذبابة ، بل لو اجتمع الأحياء كلهم بل المخلوقات كلها فلن يخلقوا ذبابة، وهذا أصلا أشار إليه الأخ الفكي نفسه بقوله ” وهذا لا يتأتى لمخلوقٍ أبدًا “، فلا أدري كيف يستدل بهذه الآية على أن الاستغاثة بالأموات والغائبين شرك دون الأحياء!!!! بل لا أدري كيف ذكر الآية في مقاله التي تدك شبهته من أصلها دكا بحمد الله .
وكذا يقال في الآيات الثلاثة التالية:
2) وقال تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ) [فاطر40].
3) وقال تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ) [لقمان11] الذين من دونه هم أحياء كانوا أو أمواتا لأنه لا خالق إلا الله.
4) قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الأعراف194]، فالذين تدعون من دون الله هنا هم كل من دون الله قطعا سواء من الأحياء أو الأموات لقوله تعالى: “عباد أمثالكم”، ولو حُملت على الأموات فقط ، لخرج الأحياء من كونهم عبادا لله!! وهذا باطل قطعا .
5) وقال تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لانفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا)[الفرقان3]. فالآلهة المزعومة هنا من الأموات والأحياء لقوله “لا يخلقون شيئا” وكما أن الميت لا يخلق شيئا فكذلك الحي لا يخلق شيئا لقوله تعالى ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62].
6) وقال تعالى : (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)[الزمر38]. فهنا المراد بما تدعون من دون الله العموم قطعا أي سواء من الأحياء أو الأموات بل المراد كل المخلوقات لأنه لا مخلوق يمكن أن يمسك رحمته تعالى أو يرفع ضره إن أراده وقدّره سبحانه كما في الآية التالية:
7) { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2] فقوله من بعده يشمل الأموات والأحياء معا وليس فقط الأموات كما يزعم الوهابية!
ـ 8 ـ وقال تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر66]. أي نهيت أن أعبد الذين من دون الله من الأموات والأحياء قطعا، وإلا لصار المعنى نهيت أن أعبد الذين من دون الله من الأموات فقط، وأما الأحياء فيجوز أن أعبدهم وأن أسلم لهم بدل أن أسلم لرب العالمين !! والعياذ بالله !!
9) قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا) [الجن20]، أي ولا أشرك به أحدا أي أحد من الأحياء أو الأموات قطعا، وإلا لصار المعنى ولا أشرك به أحدا من الأموات دون ىالأحياء كما يقول الوهابية في جواز دعاء الأحياء دون الأموات !!!!
10) وقال تعالى : (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [القصص87] أي ولا تكونن من المشركين به بأن تشرك به الأموات أو الأحياء، وإلا لجاز جعل الأحياء شركاء لله ، وهذا كفر، والعياذ بالله.
11) قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ)[الانعام17] وهذا على حقيقته وهو أنه لا كاشف للضر إلا هو سبحانه لا من الأحياء ولا من الأموات كما سبق، وأما الوهابية فيستدلون بها على حظر دعاء الأموات والغائبين فقط ، وكأن الأحياء يكشفون الضر من دونه تعالى، وهذا غير صحيح لهذه الآية وللآية التالية:
12) قال تعالى : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)[النمل62] فالذي يجيب المضطر ويكشف السوء هو الله هو وحده لا الحي ولا الميت، وأما عند الوهابية فالأحياء أيضا يكشفون السوء ويجيبون المضطر إذا دعاهم فيما يقدرون عليه!! طبعا سيقولون لنا : ولكن هذا يحصل بإذن الله، أي فعاد الأمر إليه من أنه تعالى هو الذي يجيب المضطر ويكشف السوء لأنه لو لم يأذن للحي في كشف السوء عن غيره لما كشفه.
قلنا: كم وكم قلنا لكم مثل هذا في استغاثتنا برسول صلى الله عليه وسلم فلم تقبلوه منا، حيث قلنا مرارا وتكرارا أن النبي صلى الله عليه وسلم يغيثنا بإذن الله ، فرددتم بأن المشركين كانوا يعتقدون أن أصنامهم تغيثهم بإذن الله!!! انظر ماذا قال أحد الوهابية عن المشركين «وقد كانوا يقولون: إن الله تعالى هو المالك لهم وهو المالك لآلهتهم وإن آلهتهم لا تملك شيئا دون إذن من الله وتفويض منه، دل على ذلك تلبيتهم: ((تملكه وما ملك))»[4].
بل انظر ماذا قال صاحب مقال “دعاء غير الله قمة الضلال” بعد أن استدل بآية (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) على أن الاستغاثة بالأموات شرك ، انظر ماذا قال وكيف أتى على منشوره الطويل من القواعد حيث قال بالحرف “وهؤلاء يقولون لك: هناك مخلوقون: يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء. ثم يزينون لك هذا الشرك بعبارة بإذن الله. مع أن الله يجعل ذلك خاصا به وحده فيقول:(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ)[الانعام17]. وأما غيره فلا يكشفون ولا يستجيبون. قال تعالى : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ)[الرعد14]”.
فتأمل قوله “وهؤلاء يقولون لك: هناك مخلوقون: يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء. ثم يزينون لك هذا الشرك بعبارة بإذن الله. مع أن الله يجعل ذلك خاصا به وحده … وأما غيره فلا يكشفون ولا يستجيبون “
وهذا الكلام يصدق على الوهابية تماما!! لاحظ لو قلنا عين كلامه وأقحمنا كلمة “الوهابية” لصدق كلامه تماما وهو “وهؤلاء ـ الوهابية ـ يقولون لك: هناك مخلوقون: يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء. ثم يزينون لك هذا الشرك بعبارة بإذن الله. مع أن الله يجعل ذلك خاصا به وحده …وأما غيره فلا يكشفون ولا يستجيبون ” !!!! أرأيتم كيف على نفسها جنت براقش!!
13) وقال تعالى : (أليس الله بكاف عبده)[الزمر36] وهذا أيضا على حقيقته وهو أن الله تعالى وحده يكفي عبده دون الأحياء أو الأموات.
14) وقال تعالى : (فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلا) [الاسراء56] أي لا يملك الأحياء ولا الأموات كشف الضر بدليل الآيات التالية:
15) قال تعالى : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا) [الجن21] لاحظ كيف نفى عنه الضر مطلقا مع أنه حي!!
16) وقال تعالى : (قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاء اللّهُ) [الاعراف188]. وهنا نفى عن نفسه الضر والنفع مع أنه حي، فإن قلت ولكن استثنى فقال: إلا ما شاء الله، قلنا: أيضا الميت لا يضر ولا ينفع إلا ما شاء الله تعالى، والميت قد يضر وينفع بإذن الله بدليل بقرة بني إسرائيل حيث إنها بعد أن ذُبحت وماتت أحيا الله بها المقتول فنطق بمن قتله، قال تعالى {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [البقرة: 72، 73] وبدليل أن سيدنا موسى عليه السلام بعد موته كان سببا في تخفيف عدد الصلوات من خمسين إلى خمس صلوات كما في قصة المعراج.
17) وقال تعالى : (وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ) [الممتحنة4].لاحظ كيف نفى عنه ملك أي شيء، والقائل هنا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقال هذا وهو حي وليس ميتا! ونحوه الآية التالية :
18) قال تعالى : (وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ) [يوسف67] والقائل هنا هو سيدنا يعقوب عليه السلام ، قال هذا وهو حي ولم يكن ميتا ، ومع ذلك قال ما أغني عنكم أي شي من الله! ونحوه الآية التالية:
19) وقال تعالى : (وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا) [المائدة41] والخطاب هنا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء حياته الدنيوية، ومع ذلك نفى عنه ملك شيء من الله تعالى!
20) وقال تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)[يونس18] أي ويعبدون من دون الله أحياء أو أمواتا ، وإلا لو كان المراد أنهم يعبدون الأموات مع أنهم لا ينفعون ولا يضرون ، لجاز إذن أن نعبد الأحياء لأنهم يضرون وينفعون!! تماما كما يقول الوهابية أن الأموات لا يُدعون من دون الله لأنهم لا ينفعون ولا يضرون، ولكن يجوز عندهم دعاء الأحياء فيما يضرون فيه وينفعون !!!
وهذا فهم سقيم لهذه الآية وأمثالها كقوله : (يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)[الحج12]. ولقوله تعالى : (وَلا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)[يونس106] فهذه الآيات يسردها الوهابية على حظر دعاء الأموات والغائبين بحجة أنهم لا ينفعون ولا يضرون، بخلاف الحي الحاضر فله نفع وضر عندهم!!!
وهذا فهم عقيم ترده آية في السورة نفسها وهي : قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)[يونس18]. فبيّن أن الدعاء المنهي عنه هو العبادة، وهذا قاله أصحاب التفسير بالمأثور مرارا حين يفسرون آيات دعاء غير الله[5]. والله الموفق
وهكذا ثبت من خلال الآيات السابقة التي سردها كلها صاحب منشور “دعاء غير الله قمة الضلال” والتي سرد بعضها الأخ حمد الفكي أنها دلت من سياقها على بطلان استثناء الأحياء من حظر دعاء غير الله، لأنها جعلت العلة من الحظر هو كون المدعو من دون الله مخلوق لا خالق، وعبد لا إله، وهذا كما ينطبق على الميت ينطبق على الحي، وبالتالي إذا كان دعاء الميت عبادة له وأنه شرك وكفر كما يقول الوهابية، فإن دعاء الحي أيضا عبادة عبادة له وهذا شرك وكفر …!!
وعليه فمن اليوم فصاعدا إن شتمكم الوهابية وقالوا لكم: يا عبّاد القبور والأموات، فقولوا لهم: يا عبّاد القصور والأحياء …!!! طبعا لا تبدؤوهم بالشتم ولكن إن شتموا فأجيبوهم بذلك إن لم تعفوا عنهم، ومن عفا فأجره على الله، كما قال تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [النساء: 148]، وقال {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ } [الشورى: 39 – 41].
هذا وبالله التوفيق .. وكفى الله المؤمنين القتال.
طبعا ولدينا مزيد حول قلب آيات دعاء غير الله على الوهابية الذين يستدلون بها !! وسيأتي ذلك في منشورات لاحقة إن شاء الله .. {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17].
==========
[1] انظر :
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5861085150672125
[2] انظر:
[3] انظر:
https://www.facebook.com/groups/1545109759044860/posts/1880968145459018
[4] «جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية» (1/ 281)
[5] جاء في جامع البيان (20/ 451): “وقوله (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) والذين تعبدون أيها الناس من دون ربكم الذي هذه الصفة التي ذكرها في هذه الآيات الذي له الملك الكامل”. وجاء فيه أيضا (18/ 685): ” (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا) يقول: إن جميع ما تعبدون من دون الله من الآلهة”. وجاء فيه (18/ 685): ” (إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا) يقول: إن جميع ما تعبدون من دون الله من الآلهة”. وقال البغوي في قوله تعالى: {أنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} [الجن: 19]: {يدعوه} يعني يعبده. انظر: معالم التنزيل – (8/ 243)، وعند قوله تعالى: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا} [مريم: 48] قال البغوي: {وأدعو ربي} أي: أعبد ربي. انظر: معالم التنزيل (5/ 235).