تخريج أحاديث وآثار

تخريج حديث “تعلمُوا ‌تَفْسِير ‌أبي ‌جاد ـ أبجد هوز حطي كلمن صعفص قرشت ـ فَإِن فِيهِ الْأَعَاجِيب كلهَا ويل لعالم جهل تَفْسِيره”

«الدر المنثور في التفسير بالمأثور» للسيوطي (2/ 200):
وَأخرج اسحق بن بشر وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق جُوَيْبِر وَمُقَاتِل عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس
أَن عِيسَى بن مَرْيَم أمسك عَن الْكَلَام بعد إِذْ كَلمهمْ طفْلا حَتَّى بلغ مَا يبلغ الغلمان ثمَّ أنطقه الله بعد ذَلِك بالحكمة وَالْبَيَان فَأكْثر الْيَهُود فِيهِ وَفِي أمه من قَول الزُّور فَكَانَ عِيسَى يشرب اللَّبن من أمه فَلَمَّا فطم أكل الطَّعَام وَشرب الشَّرَاب حَتَّى بلغ سبع سِنِين أسلمته أمه لرجل يُعلمهُ كَمَا يعلم الغلمان فَلَا يُعلمهُ شَيْئا إِلَّا بدره عِيسَى إِلَى علمه قبل أَن يُعلمهُ إِيَّاه
فَعلمه أَبَا جاد فَقَالَ عِيسَى: مَا أَبُو جاد قَالَ الْمعلم: لَا أَدْرِي فَقَالَ عِيسَى: فَكيف تعلمني مَا لَا تَدْرِي فَقَالَ الْمعلم: إِذن فعلمني
قَالَ لَهُ عِيسَى: فَقُمْ من مجلسك فقَام فَجَلَسَ عِيسَى مَجْلِسه فَقَالَ عِيسَى: سلني

فَقَالَ الْمعلم: فَمَا أَبُو أبجد، فَقَالَ عِيسَى: الْألف آلَاء الله باءِ بهاء الله جِيم بهجة الله وجماله
فَعجب الْمعلم من ذَلِك فَكَانَ أول من فسر أبجد عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام
قَالَ وَسَأَلَ عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا تفسسير أبي جاد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تعلمُوا ‌تَفْسِير ‌أبي ‌جاد فَإِن فِيهِ الْأَعَاجِيب كلهَا ويل لعالم جهل تَفْسِيره
فَقيل: يَا رَسُول الله وَمَا ‌تَفْسِير ‌أبي ‌جاد قَالَ: الْألف آلَاء الله وَالْبَاء بهجة الله وجلاله وَالْجِيم مجد الله وَالدَّال دين الله هوَّز الهاوية ويل لمن هوى فِيهَا وَالْوَاو ويل لأهل النَّار وَالزَّاي الزاوية يَعْنِي زَوَايَا جَهَنَّم
حطي: الْحَاء حط خَطَايَا المستغفرين فِي لَيْلَة الْقدر وَمَا نزل بِهِ جِبْرِيل مَعَ الْمَلَائِكَة إِلَى مطلع الْفجْر والطاء طُوبَى لَهُم وَحسن مآب وَهِي شَجَرَة غرسها الله بِيَدِهِ وَالْيَاء يَد الله فَوق خلقه
كلمن: الْكَاف كَلَام الله لَا تَبْدِيل لكلماته وَاللَّام إِلْمَام أهل الْجنَّة بَينهم بالزيارة والتحية وَالسَّلَام وتلاوم أهل النَّار بَينهم وَالْمِيم ملك الله الَّذِي لَا يَزُول ودوام الله الَّذِي لَا يفنى وَنون (نون والقلم وَمَا يسطرون) (الْقَلَم الْآيَة 1 – 2) صعفص: الصَّاد صَاع بِصَاع وقسط بقسط وقص بقص يَعْنِي الْجَزَاء بالجزاء وكما تدين تدان وَالله لَا يُرِيد ظلما للعباد
قرشت: يَعْنِي قرشهم فَجَمعهُمْ يقْضِي بَينهم يَوْم الْقِيَامَة وهم لَا يظْلمُونَ.


«تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة» (2/ 67):
«الحديث السبعون:
” رُبَّ معلم حروف أبي جاد، دارس في النجوم، ليس له عند الله خلاق يوم القيامة” (10).
‌‌_
(9) ثم إن الشيخ استمر على هذا، فبنى عليه تضعيف هذا الحديث الصحيح، لحديث آخر حسَّنه عن الربيع بنت معوذ في “صحيح أبي داود” وفي تحسينه نظر ليس هذا محله.
(10) وروى بحشل في “تاريخ واسط” (ص 206) عن قرة المزنى مرفوعا: “تعلموا أبا جاد- ويل لعالم يجهل ‌تفسير ‌أبي ‌جاد”. وهذا باطل، فيه الحسن بن شبيب ابن راشد المكتب، قال ابن عدى: “حدث عن الثقات بالبواطيل، وأوصل أحاديث هى مرسلة”، عن محمد بن زياد وهو اليشكرى الطحان الميمونى الرقى، كذاب يضع الحديث. ثم وجدت في “فردوس الأخبار” (2068) عن ابن عباس مرفوعا: تعلموا: أبجد وتفسيرها، وويل لعالم جهل تفسيرها. ألف: الله وإلى الله وحرف من أسماء الله، والباء، فبهاء الله، والجيم فجنة الله، والدال فدين الله”. وقال الحافظ في “التسديد”: “أسنده عن ابن عباس”. وقال محققاه: “ذكره =»

=======

واه جدًّا، كأنه موضوع. رواه الطبراني (11/ 41) من طريق خالد بن يزيد العمرى نا محمد بن مسلم نا إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعًا به. وجزم الألبانى حفظه الله بوضعه، فقال في “الضعيفة” (417): “قلت: خالد هذا كذبه أبو حاتم ويحيى، وقال ابن حبان: “يروى الموضوعات عن الأثبات”. وقال الهيثمى في “المجمع” (5/ 117) بعد أن عزاه للطبرانى: “وفيه خالد بن يزيد العمرى، وهو كذاب”. قلت: ومع ذلك فقد أورد حديثه هذا السيوطى في “الجامع”! وتعقبه المناوى بما نقلته عن الهيثمى. ثم قال: “ورواه عنه أيضًا حميد بن زنجويه” اهـ. قلت: وعزاه -مع الطبراني- للديلمى أيضًا. فكأن العمرى هذا وقع له الحديث موقوفا، فتعمد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما الصحيح وقفه.
(فقد) رواه الخرائطى في “مساوئ الأخلاق” (781) والبيهقى في “السنن” (8/ 139) من طريق محمد بن يوسف الفريابى عن الثورى عن ابن طاووس عن أبيه عنه -في قوم يكتبون أبا جاد (11) وينظر في النجوم-، قال: “ما أرى لمن فعل ذلك عند الله تبارك وتعالى من خلاق”. وإسناده صحيح على شرط مسلم. والله أعلم.
‌‌_
= الكنانى في تنزيه الشريعة المرفوعة بزيادة: فيها الأعاجيب (يقصدان: بعد: جهل تفسيرها) قال: لم يبين علته، وفيه محمد بن يزيد (كذا والصواب: زياد كما فيه) اليشكرى، ومن طريقه أيضًا أخرجه ابن فنجويه في كتاب المعلمين، إلا أنه جعله من حديث أنس 1/ 226 اهـ. قلت: فهذا من تلون ذاك الوضاع، مرة يرويه عن قرة، ومرة عن ان عباس، ومرة عن أنس على أن راويه عنه – في حديث قرة – هالك أيضًا.
(11) وأبو جاد، من أبجد. وهى أولى الكلمات الست (أبجد، هوز، حطى، كلمن، سعفص، قرشت، التى جمعت فيها حروف الهجاء بترتيبا عند الساميين قبل أن يرتبها “نصر بن عاصم الليثى” الترتيب المعروف. أما (ثخذ، ضظغ، فحروفها في أبجدية اللغة العربية. قاله محقق “تاريخ واسط” وأحال على “المعجم الوسيط” (1: 1)

الكتاب: تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة

المؤلف: محمد عمرو عبد اللطيف

الناشر: مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي، القاهرة – جمهورية مصر العربية

الطبعة: الأولى، ١٤١٠ هـ

___________

«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (12/ 58):
«والله سبحانه علم آدم الأسماء كلها وأنطقه بالكلام المنظوم. وأما تعليم حروف مقطعة لا سيما إذا كانت مكتوبة فهو تعليم لا ينفع ولكن لما أرادوا تعليم المبتدئ بالخط صاروا يعلمونه الحروف المفردة حروف الهجاء ثم يعلمونه تركيب بعضها إلى بعض فيعلم أبجد هوز وليس هذا وحده كلاما. فهذا المنقول عن آدم من نزول حروف الهجاء عليه لم يثبت به نقل ولم يدل عليه عقل؛ بل الأظهر في كليهما نفيه وهو من جنس ما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير اب ت ث وتفسير أبجدهوز حطي ويروونه عن المسيح أنه قاله لمعلمه في الكتاب وهذا كله من الأحاديث الواهية بل المكذوبة. ولا يجوز باتفاق أهل العلم بالنقل أن يحتج بشيء من هذه وإن كان قد ذكرها طائفة من المصنفين في هذا الباب كالشريف المزيدي والشيخ أبي الفرج وابنه عبد الوهاب وغيرهم. وقد يذكر ذلك طائفة من المفسرين والمؤرخين فهذا كله عند أهل العلم بهذا الباب باطل لا يعتمد عليه في شيء من الدين. وهذا وإن كان قد ذكره أبو بكر النقاش وغيره من المفسرين وعن النقاش ونحوه نقله الشريف المزيدي الحراني وغيره فأجل من ذكر ذلك من المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وقد بين في تفسيره أن كل ما نقل في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل. فذكر في آخر تفسيره اختلاف الناس في تفسير أبجد هوز حطي وذكر حديثا رواه من طريق محمد بن زياد الجزري عن فرات بن أبي الفرات عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {تعلموا أباجاد وتفسيرها ويل لعالم جهل تفسير أبي جاد قال: قالوا يا رسول الله وما تفسيرها؟ قال؟ أما الألف فآلاء الله وحرف من أسمائه. وأما الباء فبهاء الله وأما الجيم فجلال الله وأما الدال فدين الله وأما الهاء فالهاوية وأما الواو فويل لمن سها وأما الزاي فالزاوية وأما الحاء فحطوط الخطايا عن المستغفرين بالأسحار} ” وذكر تمام الحديث من هذا الجنس. وذكر حديثا ثانيا من حديث عبد الرحيم بن واقد حدثني الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: ” ليس شيء إلا وله سبب وليس كل أحد يفطن له ولا بلغه ذلك أن لأبي جاد حديثا عجيبا أما ” أبو جاد ” فأبى آدم الطاعة وجد في أكل الشجرة وأما ” هوز ” فزل آدم فهوى من السماء إلى الأرض وأما ” حطي ” فحطت عنه خطيئته وأما ” كلمن ” فأكله من الشجرة ومن عليه بالتوبة ” وساق تمام الحديث من هذا الجنس. وذكر حديثا ثالثا من حديث إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي مليكة عمن حدثه عن ابن مسعود ومسعر بن كدام عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” {إن عيسى ابن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه فقال له المعلم: اكتب بسم الله فقال له عيسى وما بسم الله؟ فقال له المعلم وما أدري. فقال له عيسى الباء بهاء الله والسين سناؤه والميم ملكه والله إله الآلهة والرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة. أبو جاد: ألف آلاء الله وباء بهاء الله وجيم جمال الله ودال الله الدائم وهوز هاء الهاوية} ” وذكر حديثا من هذا الجنس وذكره عن الربيع بن أنس موقوفا عليه. وروى أبو الفرج المقدسي عن الشريف المزيدي حديثا عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير: اب ت ث من هذا الجنس. ثم قال ابن جرير: ولو كانت الأخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك صحاح الأسانيد لم يعدل عن القول بها إلى غيرها ولكنها واهية الأسانيد غير جائز الاحتجاج بمثلها؛ وذلك أن محمد بن زياد الجزري الذي حدث حديث معاوية بن قرة عن فرات عنه غير موثوق بنقله وأن عبد الرحيم بن واقد الذي خالفه في رواية ذلك عن الفرات مجهول غير معروف عند أهل النقل وأن إسماعيل بن يحيى الذي حدث عن ابن أبي مليكة غير موثوق بروايته ولا جائز عند أهل النقل الاحتجاج بأخباره. قلت: إسماعيل بن يحيى هذا يقال له التيمي كوفي معروف بالكذب ورواية إسماعيل بن عياش في غير الشاميين لا يحتج بها بل هو ضعيف فيما ينقله من أهل الحجاز وأهل العراق بخلاف ما ينقله عن شيوخه الشاميين؛ فإنه حافظ لحديث أهل بلده كثير الغلط في حديث أولئك وهذا متفق عليه بين أهل العلم بالرجال وعبد الرحمن بن واقد لا يحتج به باتفاق أهل العلم وفرات بن السائب ضعيف أيضا لا يحتج به فهو فرات بن أبي الفرات ومحمد بن زياد الجزري ضعيف أيضا. وقد تنازع الناس في أبجد هوز حطي فقال طائفة هي أسماء قوم قيل أسماء ملوك مدين أو أسماء قوم كانوا ملوكا جبابرة. وقيل: هي أسماء الستة الأيام التي خلق الله فيها الدنيا. والأول اختيار الطبري. وزعم هؤلاء أن أصلها أبو جاد مثل أبي عاد وهواز مثل رواد وجواب. وأنها لم تعرب لعدم العقد والتركيب. والصواب: أن هذه ليست أسماء لمسميات وإنما ألفت ليعرف تأليف الأسماء من حروف المعجم بعد معرفة حروف المعجم ولفظها: أبجد هوز حطي ليس لفظها أبو جاد هواز. ثم كثير من أهل الحساب صاروا يجعلونها علامات على مراتب العدد فيجعلون الألف واحدا والباء اثنين والجيم ثلاثة إلى الياء ثم يقولون الكاف عشرون. . . (1) وآخرون من أهل الهندسة والمنطق يجعلونها علامات على الخطوط المكتوبة أو على ألفاظ الأقيسة المؤلفة كما يقولون: كل ألف ب وكل ب ج فكل ألف ج. ومثلوا بهذه لكونها ألفاظا تدل على صورة الشكل والقياس لا يختص بمادة دون مادة. كما جعل أهل التصريف لفظ ” فعل ” تقابل الحروف الأصلية


«الغنية لطالبي طريق الحق» (1/ 132):
«وأسماؤه عز وجل غير مخلوقة. وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث علي كرم الله وجهه لما سأله عن معنى أبجد هوز حطي … إلى آخرها: يا علي ألا تعرف ‌تفسير ‌أبي ‌جاد؟ الألف من اسم الله عز وجل الذي هو الله، والباء من اسم الله الذي هو البارئ، والجيم من اسم الله الذي هو الجليل … إلى آخرها. فذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- أنها من أسماء الله وهي في كلام الآدميين»

الكتاب: الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل

المؤلف: عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن جنكي دوست الحسني، أبو محمد، محيي الدين الجيلاني، أو الكيلاني، أو الجيلي (ت ٥٦١ هـ)

المحقق: أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان

الطبعة: الأولى، ١٤١٧ هـ – ١٩٩٧ م

السابق
أقوال علماء المذاهب الأربعة في الحركة الوهّابية (منقول)
التالي
الشعراني: أخذ علينا العهود: أن لا نشبع الشبع الكامل قط، لا سيما في ليالي رمضان، فإن الأولى النقص فيها عن مقدار ما كنا نأكله في غيرها؛