تاريخ وتراجم وأعلام

القاضي أبو العباس عبد الله بن طالب التميمي المالكي

القاضي أبو العباس عبد الله بن طالب التميمي المالكي
من أهل القيروان، كان من أكبر أصحاب الإمام سحنون، وكان لقناً، فطناً، جيد النظر، يتكلم في الفقه فيحسن، حريصاً على المناظرة، يجمع في مجلسه المختلفين في الفقه ويغري بينهم لتظهر الفائدة ويسايرهم، فإذا تكلم أبان وأجاد حتى يود السامع أن لا يسكت = إلا أنه كان إذا أخذ القلمَ لم يبلغ حيث يبلغ لسانه. ولم يكن شيء أحب إليه من المذاكرة في العلم.
جاء في ترتيب المدارك عن القصري: كان ابن طالب يذكر تنازع أصحابنا في المسائل، فربما ذكر في المسألة خمسة أقوال أو ستة! ثم تسيل دموعه، ويضع خده على الأرض، ويقول: يا فتى! أردت أن يقال فقيه؟! فهل معك عملٌ صالح تنجو به من عذاب الله؟! وإلا فما يغني هذا عنك!
وكان عدلاً في قضائه، صارماً في جميع أمره، فقيهاً، ثقة، عالماً بما اختلف فيه وفي الذب عن مذهب مالك، ورعاً في حكمه، لا يخشى السلطان في أحكامه.
وله من التآليف: كتاب في الرد على من خالف مالكاً، وثلاثة أجزاء من أماليه، وتأليف في الرد على المخالفين من الكوفيين وعلى الشافعي.
ولم يكن في زمانه ما هو أسمح منه؛ فربما تصدق بلجام دابته ومصحفه وشوار عياله وثياب ظهره.
وذُكر أن غلاماً راعياً ناوله سوطاً وقد سقط منه فوّجه إلى مولاه فاشتراه مع الغنم وأعتقه ووهب الغنم له! وذكروا من كرمه ما هو أعجب من هذا وأعظم.
وامتُحن رحمه الله، وسُجن، وسُقي سماً. وكان قبل ذلك يقول في قضائه: اللهم لا تُمتني وأنا قاض فمات بعد عزله بنحو شهر.
توفي سنة ٢٧٥ هجرية.
رضي الله عنه وأرضاه

__

تراجم المالكية

السابق
من صفات شيخ الأزهر الإمام محمد عبد الله الخرشي (منقول)
التالي
فائدة في تفسير قوله تعالى :﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِینَ كَانُوۤا۟ إِخۡوَ ٰ⁠نَ ٱلشَّیَـٰطِینِۖ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورࣰا ۝٢٧﴾/ منقول