💎 الدرس الثاني والعشرون
أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى المراد منها ما دل على الذات بمجردها ، كالله أو ما دل على الذات باعتبار الصفة كالعالِم والقادر .
وأسماؤه العظيمة الجليلة المطهرة لا يسمى بها غيره سبحانه، ولا تفسر بها ما لا يليق، ولا تذكر على غير وجه التعظيم، كما قاله السعد التفتازاني ، والحق أنها متفاضلة فيها بينها. وأعظمها لفظ الجلالة وهو الاسم الأعظم”. وهناك خلاف هل هناك تفاضل في الأسماء أو أنها متساوية في نفس الأمر، لرجوعها كلها إلى ذات واحدة، وإن وقع فيها تفاضل فإن ذلك لأمر خارج قديم …
🌺 مـن الأسمـاء مـا يدل على الذات ـ كالله ـ ويقرب منه اسم الحق، إذا أريد به الذات من حيث هي واجبة الوجود.
🌺 ومنها ما يدل على الذات مع سلب: مثل القدوس والسلام والغني والأحد، ونظائرها، فإن القدوس: هـو المسلوب عـنـه كـل ما يخطر بالبال، ويدخل في الوهم. والسلام: هو المسلوب عنه العيوب. والغني: هو المسلوب عنه الحاجة. والأحد: هو المسلوب عنه النظير والقسمة.
🌺ومنهـا مـا يرجع إلى الذات مع إضافة : كالعلي والعظيم والأول والآخر والظاهر والباطن ونظائرها، فإن العلي: هـو الـذات التي هي فوق سائر الذوات في المرتبة، فهي إضافة. والعظيم يدل على الذات من حيث تجاوز حدود الإدراكات. والأول: هو السابق على الموجودات ولا أول لوجوده. والآخـر : هـو الـذي إليه مصير الموجودات، والظاهـر : هـو الذات بالإضافة إلى دلالة العقل، والباطن: هو الذات مضافة إلى إدراك الحس والوهم.
🌺 ومنها ما يرجع إلى الذات مع سلب وإضافة: كالملك والعزيز. فإن الملك يدل على ذات لا يحتاج شيء ويحتاج إليه كل شيء. والعزيز: هو الذي لا نظير له وهو مما يصعب نيله والوصول إليه.
🌺ومنها ما يرجع إلى صفة، كالعليم والقادر والحي والسميع والبصير.
🌺ومنها ما يرجع إلى صفة العلم مع إضافة: كالخبير والحكيم والشهيد والمحصي. فإن الخبير يدل على العلم مضافاً إلى الأمور الباطنة، والشهيد يدل على العلم مضافاً إلى ما يشاهد، والحكيم يدل على العلـم مضافاً إلى أشرف المعلومات، والمحـصـي يـدل على العلـم من حيث يحيط بمعلومات محصورة معدودة.
🌺ومنها ما يرجع إلى القدرة مع زيادة إضافة: كالقهار والقوي والمقتدر والمتين. فإن القوة هي تمام القدرة، والمتانة شدتها، والقهر تأثيرها في المقدور بالغلبة
🌺ومنها ما يرجع إلى الإرادة مع إضافة أو فعل، كالرحمن والرحيم والرؤوف والودود، فإن الرحمة ترجع إلى الإرادة مضافة إلى قضاء حاجة المحتاج الضعيف. والرأفة شدة الرحمة، وهي مبالغة في الرحمة. والود: يرجع إلى الإرادة مضافاً إلى الإحسان والإنعام، وفعل الرحيم يستدعي محتاجاً. وفعـل الـودود لا يستدعي ذلك، بل الإنعام على سبيل الابتداء يرجع إلى الإرادة مضافاً إلى الإحسان وقضاء حاجة الضعيف.
🌺ومنها ما يرجع إلى صـفات الفعـل: كالخالـق والبارئ والمصور والـوهاب والرزاق والفتاح والقابض والباسط والخافض والرافع والمعز والمذل والعدل والمقيت والمجيب والواسع والباعث والمبدئ والمعيد والمحيي والمميت والمقدم والمؤخـر والـوالي والبر والتواب والمنتقم والمقسط والجامع والمانع والمغني والهادي، ونظائره.
🌺ومنهـا مـا يرجع إلى الدلالة على الفعل مع زيادة. كالمجيد والكريم. فإن المجيد يدل على سعة الإكرام مع شرف الذات. والكريم كذلك. واللطيف يدل على الرفق في الفعل. (من كتاب المقصد الأسنى للإمام الغزالي ص ١٥٢ باختصار).