الرد على النصارى

التوجيه النحوي لقوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ…” [المائدة: 69] والنكت البلاغية في ذلك.

السادسة بعد المائة: ” رفع المعطوف على المنصوب”

النص القرآني:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ([1]) وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [المائدة: 69]

قال صاحب الشبهة: 

 كان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17 ([2]).

تقرير الشبهة:

أن من قواعد اللغة العربية المقررة أن “إنّ” تنصب اسمها وترفع خبرها على عكس ما لكان من عمل، وأن لفظة “الصابئون” في الآية الكريمة جاءت بعد حرف العطف، وهي معطوفة على إسم إن ” الذين”، وهو منصوب، فكان مقتضى القواعد أن تكون هي الأخري منصوبة لا مرفوعة، كما جاء نص الآية الكريمة، وقد جاء هذا السياق في القرآن الكريم في موضعين آخرين على مقتضى هذه القاعدة النحوية؛ فلماذا يخالف هذا الموضع القاعدة المقررة؟ وبهذا يكون في القرآن تحريفاً لمخالفته بدهيات القواعد النحوية، أو هو ليس من عند الله، لأن ما كان من عند الله لا يكون فيه خطأ.

تفنيد الشبهة وردها:

تحدث العلماء في توجيه الآية الكريمة، وبيان وجهها الإعرابي قديما وحديثا، وكانت الأقوال الواردة عنهم في هذا الشأن من القوة بمكان، بحيث إنها تقنع كل عاقل إن أنصف من نفسه وبحث عن الحق بتجرد له.

وكانت الأقوال الواردة عن العلماء في هذا الصدد من قبيل حِكم النحوي التي يمكن أن تُقبل متعددة في فهم الآية الكريمة، وكلها يبين جهة من جهات تفرد اللغة العربية ويكشف شيئا من خصائصها، وقد تقرر عند العلماء أن النكات لا تتزاحم، وأن تعدد الحكم لا يكر بعضها على بعض بالإبطال؛ ومن ثم وجدنا إماما من الأئمة يقوي وجها في توجيه الآية الكريمة، ويقوي غيره وجها آخر، ويقوي ثالث ثالثًا.

وقد يعرض بعضهم وجوها متعددة دون ترجيح بينها؛ لاكتفائه بتأهل القارئ وبحثه عن أقربها وأقواها في القبول عنده بناء على تبنيه أصولا معينة أو اجتهادات متعددة لا يناقض بعضها بعضا؛ فالاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد.

وقد يسكت بعض العلماء عن ترجيح قول على آخر لعلة أخري وهى أن كل قول من الأقوال التي يذكرها كاف لرد الشبهة، وهذا صنيع العلماء.

وسوف أذكر هنا أشهر أقوال العلماء في توجيه الآية الكريمة، ثم أتبع ذلك بالترجيح بين هذه الأقوال:

الوجه الأول في فهم الآية الكريمة:

ذكر الإمام الطاهر ابن عاشور أن الآية الكريمة اشتملت على جملتين: الأولى هي جملة ” إنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ” وخبر هذه الجملة محذوف لدلالة خبر الجملة الثانية عليه ” فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ” وهذا الاستعمال شائع في لغة العرب كما نص على ذلك سيبويه في الكتاب([3]).

أما الجملة الثانية فهي “وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” والواو عاطفة للجملة على التي قبلها، وليست لعطف المفردات، والاسم الموصول في محل رفع مبتدأ، والصابئون والنصارى معطوفات على المبتدأ فهي مرفوعة، ومَنْ مبتدأ ثاني، اسم  موصول في محل رفع أيضًا، وجملة ” مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا ” جملة صلة لا محل لها من الإعراب والرابط محذوف تقديره منهم، وخبر “من” جملة “فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” ووقوع الفاء فيه لما في الاسم الموصول من معني الشرط، ووجود الفاء فيه يعيّن كونه خبراً عن “مَنْ” الموصولة وليس خبر إنّ، والجملة الثانية من “من ” وصلتها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ الأول “الذين هادوا”  والمعطوفات عليه “والصابئون والنصارى”([4])

الوجه الثاني:

ذكر جمهور المفسرين قولا آخر فصله الشيخ المطعني رحمه الله بقوله: إن لفظة “الصابئون” مرفوعة على الابتداء، وخبرها محذوف يدل عليه خبر إن المتأخر وهو قوله تعالى في الآية الكريمة “فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، وأن هذه الجملة جملة الصابئون وخبرها هي على نية التأخير، وتقدير النظم والمعنى عندهم: ” إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك”([5]).

والفرق بين هذا القول وبين سابقه من وجهين:

  • أن كلمة “الصابئون”  في الأول معطوفة على المبتدأ “الذين هادوا” وفي هذا القول مبتدأ.
  • أن جملة “فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون” خبر مَنْ في هذا القول الأول وخبر إنّ في القول الثاني متأخر.

هذان القولان أقوى ما قيل في المسألة نكتفي بهما، فقد حصل المقصود في رد الشبهة والله تعالى أعلى وأعلم([6]).

الترجيح بين القولين:

قدمت القول الأول قاصدًا ترجيحه على القول الآخر لأسباب منها:

  1. أنّ القول الثاني يفضي إلى اختلاف المتعاطفات في الحكم وتشتيتها مع إمكان الخروج عن ذلك([7]).
  2. أن وجود الفاء في الجواب في قوله ” فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ” يعيّن كونه خبراً عن ” مَنْ” الموصولة وليس خبر إنّ على عكس قول ضابي بن الحارث:

ومن يَك أمسى بالمدينة رحلُه … فإنّي وقيّار بها لغريب

فإنّ وجود لام الابتداء في قوله:«لغريب» عيَّن أنّه خبر “إنّ” وتقديرَ خبر عن قيّار، فلا ينظّر به قوله تعالى: “والصابئون”.

  • أنّ الذي ذكرناه أوضح وأجرى على أسلوب النّظم وأليق بمعنى هذه الآية([8]).

لماذا آثر القرآن الكريم هذا التعبير؟

قال الشيخ السمين ([9]) (الجمهور على قراءته بالواو وكذلك هو في مصاحف الأمصار)([10]). وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور “ممّا يجب أن يُوقن به أنّ هذا اللّفظ كذلك نزل،لأن النبي صلى الله عليه وسلم نطق به كذلك وتلقّاه المسلمون منه وقرؤوه، وكُتب في المصاحف، وهم عَرب خلّص، فكان لنا أصلاً نتعرّف منه أسلوباً من أساليب استعمال العرب في العطف، وإن كان استعمالاً غير مشهور، لكنّه من الفصاحة والإيجاز بمكان، وذلك أنّ من الشائع في الكلام أنّه إذا أتي بكلام مؤكّد بحرف (إنّ) وأتي باسم إنّ وخبرها وأريد أن يعطف على اسمها معطوفاً هو غريب عن ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعاً ليدلّ بذلك على أنّه أراد عطف الجمل لا عطف المفردات، فيقدر السامع خبرا يقدره بحسب سياق الكلام.

ومن ذلك قوله تعالى: { أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، أي ورسوله كذلك، فإنّ براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أنّ آصرة الدّين أعظم من جميع تلك الأواصر، وكذلك هذا المعطوف هنا لمّا كان الصابئون أبعد عن الهدى من اليهود والنّصارى في حال الجاهلية قبل مجيء الإسلام، لأنّهم التزموا عبادة الكواكب، وكانوا مع ذلك تحقّ لهم النّجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحاً، كان الإتيان بلفظهم مرفوعاً تنبيهاً على ذلك. لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعاً إلاّ بعد أن تستوفي ( إنّ ) خبرها، إنَّما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخّراً، فأمّا تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للنّاظر أنّه ينافي المقصد الّذي لأجله خولف حكم إعرابه، ولكن هذا أيضاً استعمال عزيز، وهو أن يجمع بين مقتضيي حالين، وهما للدّلالة على غرابة المُخبر عنه في هذا الحكم. والتّنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإنّ الصابئين يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود. فنبّه الكلّ على أنّ عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم، فهذا موجب التّقديم مع الرّفع، ولو لم يقدّم ما حصل ذلك الاعتبار، كما أنّه لو لم يرفع لصار معطوفاً على اسم ( إنّ ) فلم يكن عطفه عطف جملة”([11]).

لماذا اختلف سياق هذه الآية الكريمة عن آيتي البقرة والحج:

موقع هذه الآية يختلف عن موقع نظيرتها المتقدمة في سورة البقرة أن هذه الجملة يجوز أن تكون استئنافا بيانيا ناشئا عن تقدير سؤال يخطر في نفس السامع لقوله: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [المائدة: 68] فيسأل سائل عن حال من انقرضوا من أهل الكتاب قبل مجيء الإسلام: هل هم على شيء أو ليسوا على شيء، وهل نفعهم اتباع دينهم أيامئذ فوقع قوله: إن الذين آمنوا والذين هادوا الآية جوابا لهذا السؤال المقدر.

ويجوز أن تكون هذه الجملة مؤكدة لجملة “ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا”([12])، فبعد أن أتبعت تلك الجملة بما أتبعت به من الجمل عاد الكلام بما يفيد معنى تلك الجملة تأكيدا للوعد، ووصلا لربط الكلام، وليلحق بأهل الكتاب الصابئون، وليظهر الاهتمام بذكر حال المسلمين في جنات النعيم.

وقد جاء ذكر الصابئين في سورة الحجّ مقدّماً على النّصارى ومنصوباً، فحصل هناك مقتضى حال واحدة وهو المبادرة بتعجيل الإعلام بشمول فصل القضاء بينهم وأنّهم أمام عدل الله يساوون غيرهم. ثمّ عقّب ذلك كلّه بقوله: { وعمل صالحاً} وهو المقصود بالذّات من ربط السلامة من الخوف والحزن به ، فهو قيد في المذكورين كلّهم من المسلمين وغيرهم([13]).

كذا في: (شبهات المبشرين حول القرآن الكريم وعلومه) “المائة والأربعون شبهة الأخيرة من كتاب (هل القرآن معصوم؟) والرد عليها ، رسالة دكتوراه أزهرية لصديقنا د. محمد عبد السميع بدير وفقه الله.


([1]) يقول الشيخ الطاهر عن المراد بالصابئين” والأظهر عندي أن أصل كلمة الصابي أو الصابئة أو ما تفرع منها هو لفظ قديم من لغة عربيه أو سامية قديمة هي لغة عرب ما بين النهرين من العراق. وفى دائرة المعارف الإسلامية أن اسم الصابئة مأخوذ من أصل عبري هو ” ص ب ع ” أي غطس عرفت به طائفة ” المنديا” (المندائية) وهى طائفة نصرانية في العراق يقومون بالتعميد كالنصارى… وهذا الدين دين قديم ظهر في بلاد الكلدان في العراق وانتشر معظم أتباعه فيما بين الخابور ودجلة وفيما بين الخابور والفرات فكانوا في البطائح وكسكر في سواد واسط وفى حران في بلاد الجزيرة… وجامع أصل هذا الدين هو عبادة الكواكب السيارة والقمر وبعض النجوم مثل نجم القطب الشمالي، وهم يؤمنون بخالق العالم وأنه واحد حكيم مقدس عن سمات الحوادث، غير أنهم قالوا إن البشر عاجزون عن الوصول إلى جلال الخالق فلزم التقرب إليه بواسطة مخلوقات مقربين لديه وهي الأرواح المجردات الطاهرة المقدسة وزعموا أن هذه الأرواح ساكنة في الكواكب ” ينظر التحرير والتنوير 1/ 533 ما بعدها0 إلى غير ذلك من حقائق ذكرها – رحمه الله – عن هذه الفرقة تنبئ عن كثرة اطلاع فعد إلى كلامه فإنه نفيس. ولا يزال لهم وجود إلى الآن. وقد كتب الآمدي رحمه الله في كتابه أبكار الأفكار عن هذه الطائفة كتابة مستفيضة ونقل عنه الأب انستاس الكرملى في مقال كتبه ونشر عن هذه الطائفة، ينظر الآمدي وآراؤه الكلامية للدكتور حسن الشافعي الطبعة الأولى، مكتبة دار السلام، 1418هـ   1998 م،  صـ 87 وما بعدها.  وكل هذا يفهم منه أن هؤلاء كانوا أتباع دين سماوي منزل من السماء وأنهم حرفوا دينهم كما فعل اليهود والنصارى ولذلك وعد الله عز وجل المؤمنين منهم فقط بالله واليوم الآخر والذين عملوا الصالحات بأن لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم يوم القيامة ولا هم يحزنون.

([2]) س 106ص 107هل القرآن معصوم؟

([3]) قال فيه (وأما قوله عز وجل: ” والصابئون “، فعلى التقديم والتأخير، كأنه ابتدأ على قوله ” والصابئون ” بعدما مضى الخبر). ينظر الكتاب لسيبويه 2/155.

([4]) ينظر التحرير والتنوير 6/269. 

([5]) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين صـ167.

([6]) ذكر المفسرون أقوالاً أخرى غير هذه الأقوال أوصلها الإمام الآلوسى إلى خمسة أقوال ينظر روح المعاني 3/ 366.

وأوصلها الشيخ السمين الحلبي رحمه الله إلى تسعة أقوال، اخترنا أقواها ونثبت بقية الأقوال هنا ليستفيد منها القارئ، على ما فيها من مقال، ولكنها في الجملة لا تخلو من فائدة:

  • أن “إنّ” في الآية الكريمة بمعنى نعم واستشهدوا على ذلك بما ورد في لسان العرب كقول الشاعر:

ويقلن شيبٌ قد علا     ك وقد كبرتَ، فقلت إنَّهْ

 أي فقلت: نعم.وعلى هذا فإن كلا من ” الذين ” و ” الصابئون ” والنصارى، أسماء مرفوعة.

  • أن لفظة “الصابئون” معطوفة على الضميرِ المستكنِّ في” هادوا” أي: هادوا هم والصابئون، وهذا قول الكسائي، ورَدَّه تلميذه الفراء والزجاج.
  • أنه مرفوعٌ نسقاً على محلِّ اسم «إنَّ» لأنه قبل دخولها مرفوعٌ بالابتداء، فلمَّا دخلَتْ عليه لم تغيِّر معناه بل أكَّدته، غايةُ ما في الباب أنها عَمِلَتْ فيه لفظاً، ولذلك اختصَّتْ هي و «أن» بالتفح، ولكن على رأي بذلك دون سائر أخواتها لبقاء معنى الابتداء فيها، بخلافِ ليت ولعل وكأن.
  • أَنْ تُضْمِرَ خبرَ «إنَّ» وتبتدئ «الصابئون» والتقدير: «إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا يُرْحَمُون» على قولِ مَنْ يقولُ إنَّهم مسلمون، و «يُعَذَّبون» على قولِ مَنْ يقول إنهم كفار، فيُحْذَفُ الخبرُ إذ عُرِف موضِعُه
  • أنّ َ”الصابئون” مرفوعٌ بالابتداء وخبرُه محذوفٌ كمذهب سيبويه والخليل، إلا انه لا يُنْوى بهذا المبتدأِ التأخيرُ، فالفرقُ بينه وبين مذهبِ سيبويه نيةُ التأخيرِ وعدمُها. قال أبو البقاء» وهو ضعيفٌ أيضاً؛ لِما فيه من لزومِ الحذفِ والفصلِ «أي: لِما يلزمُ من الجمع بين الحذفِ والفصلِ.
  • أنّ َ” الصابئون” منصوبٌ، وإنما جاء على لغةِ بني الحارث وغيرِهم الذين يَجْعَلون المثَّنى بالألفِ في كل حال، وكأنَّ شبهةَ هذا القائلِ على ضَعْفِها أنه رأى الألفَ علامةَ رفعِ المثنى، وقد جُعِلَتْ في هذه اللغةِ نائبةً رفعاً ونصباً وجراً، وكذا الواو هي علامةُ رفعِ المجموعِ سلامةً، فيبقى في حالةِ النصب والجر كما بَقِيت الألف، وهذا ضعيفٌ بل فاسدٌ.
  • أنَّ علامةَ النصبِ في «الصابئون» فتحةُ النون، والنونُ حرفُ الإِعراب كهي في «الزيتون» و «عربون»
  • قال مكي: «وإنما رفع» الصابئون «لأن» إنَّ «لم يظهر لها عملٌ في» الذين «فبقي المعطوفُ على رفعه الأصلي قبل دخول» إنَّ «على الجملةَ».  ينظر الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 4/353 وما بعدها باختصار شديد.

([7]) لأن هذا ليس من أسلوب العرب الفصحاء والذي نزل على مثله القرآن الكريم فعدم اختلاف المتعاطفات وتشتيتها أولى من اختلافها وتشتيتها.

([8]) هذه الترجيحات استخرجت بعضها من تفسير التحرير والتنوير و غيره، ينظر التحرير والتنوير 6/269 وما بعدها.

([9]) الشيخ السمين: هو أحمد بن يوسف بن عبد الدايم الحلبى أبو العباس شهاب الدين المعروف بالسمين مفسر عالم بالعربية والقراآت شافعى من أهل حلب استقر واشتهر في القاهرة من كتبه تفسير القرآن عشرون جزءاً والقول الوحيد في أحكام الكتاب العزيز وشرح الشاطبية قال ابن الحزرى لم يسبق على مثله توفي عام 756   ينظر الأعلام 1 / 274.

([10]) الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 4/ 353 وقد أورد الشيخ السمين في الآية الكريمة قراءات أخرى قال ” وقرأ أُبي بن كعب وعثمان بن عفان وعائشة والجحدري وسعيد بن جبير وجماعة: «والصابئين» بالياء، ونقلها صاحب «الكشاف» عن ابن كثير، وهذا غير مشهور عنه، وهذه القراءة واضحةُ التخريجِ عطفاً على لفظِ اسم «إنَّ» وإن كان فيها مخالفةٌ لسوادِ المصحفِ فهي مخالفةٌ يسيرة، ولها نظائرُ كقراءة قنبل عن ابن كثير: {سراط} وبابِه بالسين، وكقراءة حمزة إياه في روايةٍ بالزاي، وهم مرسومٌ بالصاد في سائر المصاحف، ونحو قراءةِ الجميع: {إيلافهم} بالياء، والرسم بدونها في الجميع. وقرأ الحسن البصري والزهري: {والصابِيُون} بكسر الباء بعدها ياء خالصة، وهو تخفيف للهمزة كقراءة من قرأ {يَسْتهزِيُون} بخلوص الياء، وقد تقدم قراءة نافع في البقرة. ينظر الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 4/362 وفي البحر المحيط (وقرأ عثمان، وأبي وعائشة، وابن جبير، والجحدري: والصابئين. قال الزمخشري: وبها قرأ ابن كثير. وقرأ الحسن، والزهري: والصابئون بكسر الباء وضم الياء، وهو من تخفيف الهمز كقراءة: يستهزئون. وقرأ القراء السبعة: والصابئون بالرفع، وعليه مصاحف الأمصار، والجمهور.) ينظر البحر المحيط 4/325.

([11]) التحرير والتنوير 6/270 وما بعدها بتصرف كبير بالتقديم والتأخير، وينظر التفسير المظهري، للشيخ المظهري، محمد ثناء الله، تحقيق: غلام نبي التونسي، مكتبة الرشدية – الباكستان، الطبعة: 1412 هـ ( 3 / 146)، وينظر مفاتيح الغيب ، لأبي عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة – 1420 هـ، (12/402).

([12]) المائدة: 65.

([13]) التحرير والتنوير 6/268 وما بعدها بتصرف كبير بالتقديم والتأخير.

السابق
تنزيه الله عن الجسمية والمكان عند حجة الإسلام الغزالي حتى في كتابه إلجام العوام عن علم الكلام الذي زعموا أنه رجع فيه عن عقيدة الأشاعرة !!
التالي
(5)صفة الكلام ….مسألة: هل كلام الله أزلي؟!!!! ([1])