قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي الشافعي رضي الله عنه:
قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 332): وَقد وجدت فِي جُزْء يخط بعض الثِّقَات سؤالا يعتقبه مَا أذكرهُ بعد من الجوابات نقلته على نَصه ونسخته ليقف عَلَيْهِ من ينْتَفع بمعرفته وَهُوَ بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم مَا قَول السَّادة الجلة الْأَئِمَّة الْفُقَهَاء اجسن اللَّه توفيقهم وَرَضي عَنْهُم فِي قوم اجْتَمعُوا على لعن فرقة الْأَشْعَرِيّ وتكفيرهم مَا الَّذِي يجب عَلَيْهِم فِي هَذَا القَوْل يفتونَا فِي ذَلِك منعمين مثابين إِن شَاءَ اللَّه
الْجَواب وبِاللَّهِ التَّوْفِيق إِن كل من أقدم على لعن فرقة من الْمُسلمين وتكفيرهم فقد ابتدع وارتكب مَالا يجوز الا اقدام عَلَيْهِ وعَلى النَّاظر فِي الْأُمُور أعز اللَّه أنصاره الْإِنْكَار عَلَيْهِ وتأديبه بِمَا يرتدع هُوَ وَأَمْثَاله عَن إرتكاب مثله
وَكتب مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي
وَبعده الْجَواب وبِاللَّهِ التَّوْفِيق إِن الأشعرية أَعْيَان السّنة ونصار الشَّرِيعَة انتصبوا للرَّدّ على المبتدعة من الْقَدَرِيَّة والرافضة وَغَيرهم فَمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السّنة وَإِذا رفع أَمر من يفعل ذَلِك إِلَى النَّاظر فِي أَمر الْمُسلمين وَجب عَلَيْهِ تأديبه بِمَا يرتدع بِهِ كل أحد
وَكتب ابراهيم بن عَليّ الفيروزباذي
وَبعده جوابي مثله.اهـ
=========
ونقله ابن تيمية فقال في «التسعينية» (3/ 888):
«الجواب -وبالله التوفيق-: أن كل من أقدم على لعن فرقة من المسلمين وتكفيرهم، فقد ابتدع وارتكب ما لا يجوز الإقدام عليه، وعلى الناظر في الأمور -أعز الله أنصاره- الإنكار عليه، وتأديبه بما يرتدع هو وأمثاله عن ارتكاب مثله. وكتب محمد بن علي الدامغاني (3)، وبعده الجواب وبالله التوفيق: أن الأشعرية أعيان أهل (4) السنة، وأنصار (5) الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة -من القدرية والرافضة وغيرهم- فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد، وكتب إبراهيم بن علي الفيروزآبادي (6) وبعده (7) جوابي مثله، وكتب محمد بن أحمد الشاشي (8).
_
(1) في تبيين كذب المفتري: يفتونا.
(2) في تبيين كذب المفتري: مثابين إن شاء الله.
(3) هو: أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني الحنفي، شيخ زمانه، كان يلقب بقاضي القضاة، سكن بغداد ودرس بها فقه أبي حنيفة، وولي القضاء بها بعد موت ابن ماكولا، وبقي فيه نحو ثلاثين سنة. توفي سنة 478 هـ.
انظر: تاريخ بغداد -للخطيب- 3/ 109. والوافي بالوفيات -للصفدي- 4/ 139. والجواهر المضيئة -لأبي الوفاء القرشي- 3/ 269 – 271.
(4) أهل: ساقطة من: تبيين كذب المفتري.
(5) في تبيين كذب المفتري: ونصار.
(6) أبو إسحاق الشيرازي. وتقدم التعريف به.
(7) في ط: بعده. بدون واو.
(8) هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي، الفقيه الشافعي، يعرف بالمستظهري، الملقب بفخر الإسلام، ولي التدريس بالمدرسة النظامية.
توفي سنة 507 هـ.
يقول السبكي: كان إماما جليلا حافظا لمعاقد المذهب وشوارده.
انظر: المنتظم -لابن الجوزي- 9/ 179. ووفيات الأعيان -لابن خلكان =»