تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

إليكم الآن جواب السؤال الأول من الأسئلة التي وجهها إلي دمشقية[1]، وهو ” كيف تجمع بين إثبات رؤية الله وأنت تنفي الجهة وهذا التناقض منكم أضحك عليكم المعتزلة؟”

فبان مما سبق أن دمشقية يقص ويلصق ويكذب ويسرق ويبتر ويقلد..!!!ولا هو عاد إلى المغني ولا إلى شرح الأصول الخمسة ولا الستة وإنما سرق ذلك من كتاب الماتريدية للحربي، وبتر منه المرجعَ الأول الذي ذكره الحربي وهو “بيان تلبيس الجهمية”، واقتصر دمشقية على ذكر المرجعين الآخرين اللذين ذكرتهما الحربي للتوسع في مسألة الرؤية عند المعتزلة واشتراطهم المقابلة والجهة فيها، لا على أنهما ذكرا تلك العبارة بنصها كما أوهم دمشقية ببتره المتعمد!!! والمضحك أن دمشقية يرمي الأشاعرة في نفس الصفحة بالتقليد حيث قال كما رأينا: “إن القوم مقلدة في الحقيقة وليس عقلانيين”!!! حقا رمتني بدائها وانسلت!!

#الجواب_عن_أسئلة_دمشقية

#جواب_السؤال_الأول_عن_الرؤية

#الزواجر_الصلاحية_لردع_دمشقية

إليكم الآن جواب السؤال الأول من الأسئلة التي وجهها إلي دمشقية[1]، وهو ” كيف تجمع بين إثبات رؤية الله وأنت تنفي الجهة وهذا التناقض منكم أضحك عليكم المعتزلة؟”

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/3186467961467204

والجواب من وجوه أسردها –إن شاء الله – على عدة منشورات لئلا يطول المنشور نزولا على رغبة بعض الإخوة الذين يحبّذون أن لا تكون المنشورات طويلة.

الوجه الأول: أن نسبة هذا إلى القاضي عبد الجبار من المعتزلة –كما فعل دمشقية في موسوعته- كذبٌ عليه، والمعتزلة أعقل من أن يعترضوا علينا بمثل هذا الاعتراض المضحك.

وبيانه أن هذا الاعتراض تلقفه القوم من ابن تيمية الذي نسبه إلى المعتزلة فقال : ولهذا صارت المعتزلة تسخر منهم حتى يقول قائلهم من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله[2].اهـ وكما ترى فإن ابن تيمية رحمه الله لم ينسبه إلى قائل معين من المعتزلة ولا إلى كتاب معين من كتبهم، وإنما هو نسبة عامة كعادة ابن تيمية، ولا يمكن التحقق من صحة هذه النسبة طالما أنه لم يحدد قائلا أو كتابا معينا لها.

والتيمية والوهابية قلدوا ابن تيمية في هذه الشبهة، فهذا ابن أبي العز يقول: وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟ ومن قال: يرى لا في جهة, فليراجع عقله!! فإما أن يكون مكابرا لعقله وفي عقله شيء… وما ألزمهم المعتزلة هذا الإلزام إلا لما وافقوهم على أنه لا داخل العالم ولا خارجه[3].اهـ وكذا فعل سفر الحوالي فقال في «منهج الأشاعرة في العقيدة – الكبير»: وبهذا سخر منهم المعتزلة قائلين: «من أثبت الرؤية وأنكر الجهة فقد أضحك ‌الناس ‌على ‌عقله»[4].اهـ ولكن كان صريحا حين عزا اعتراضه هذا فقال في الحاشية: انظر: بيان تلبيس الجهمية (ص (٨٨)).اهـ أي أن الحوالي عزا هذا الاعتراض إلى ابن تيمية.

وبعض الوهابية لم ينسب هذا الاعتراض إلى المعتزلة أصلا، فمثلا جاء في شرح العقيدة الواسطية – لعبد الرحيم السلمي (13/ 15، ت.ش): ولهذا يقول العلماء عنهم: من أثبت الرؤية ونفى الجهة فقد أضحك الناس على عقله.اهـ وكذا قال السلمي هذا في شرحه على لامية ابن تيمية[5]. وجاء في كتاب موقف ابن القيم من الأشاعرة (ص: 24): وإليك بعض تناقضات الأشاعرة:- قالوا: بأن الجهة مستحيلة في حق الله ثم قالوا بإثبات الرؤية. …. ولهذا قيل فيهم من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله.اهـ وقال منيف العتيبي في كتابه “بين ابن تيمية وابن رشد في الإلهيات” (ص: 34):وقد وافقه على ذلك النقد ابن تيمية مبينا أن تلك الرؤية التي يدعيها الأشعرية لا حقيقة لها، ومن قال يرى لا في جهة فقد أضحك الناس على عقله.اهـ

قال وليد – أغدق الله عليه من فضله – : فكل هذه الكتب السابقة لم تذكر اسم كتاب معين للمعتزلة وردت فيه عبارة “ومن قال يرى لا في جهة فقد أضحك الناس على عقله” بل بعض هذه الكتب لم تنسبها إلى المعتزلة أصلا!!!

ثم وجدت في موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام عند كلامهم عن الماتريدية ومذهبهم في الرؤية: وقول الماتريدية بإثبات الرؤية ونفي الجهة والمقابلة قول متناقض حتى أن المعتزلة صارت تسخر منهم ومن أمثالهم فيقول قائلهم: “من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله”[6].اهـ ثم ذكروا مراجعهم في الحاشية فقالوا: ((بيان تلبيس الجهمية)) (2/ 88)، وانظر ((شرح الأصول الخمسة)) (ص 249 – 253)، ((المغني في أبواب التوحيد والعدل)) (4/ 139 وما بعدها)[7].اهـ

وهذا النص مع حاشيته أخذته موسوعة الفرق مع سائر ما فيها من كلام على الماتريدية أخذته من كتاب أصله رسالة ماجستير لأحد الوهابية، والرسالة بعنوان الماتريدية دراسة وتقويما لأحمد بن عوض الله الحربي، ودمشقية سرق هذا النص من كتاب الماتريدية للحربي هذا؛ لأن هذا الأخير طُبع قبل كتاب دمشقية، ودمشقية نفسه في موسوعته ص749 ذكر كتابَ الحربي هذا كأحد الكتب التي بينت الخلاف بين الأشعرية والماتريدية.

وبالرجوع إلى كتاب الماتريدية للحربي هذا ص427 نجد أنه ذكر ثلاثة مصادر لمقولة “من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله”، الأول: كتاب ابن تيمية وهو بيان تلبيس الجهمية، وهذا سبق، ثم ذكر مرجعين للمعتزلة وهما : شرح الأصول الخمسة، والمغني في أبواب التوحيد والعدل، وكلاهما للقاضي عبد الجبار رحمه الله.

ولكن دمشقية ماذا فعل حين سرق النص من كتاب الحربي؟ دمشقية قال في موسوعته: إن القوم مقلدة في الحقيقة وليس عقلانيين. فأي عقل دل الأشاعرة على صحة اعتقاد رؤية بلا محل؟ ..فنقول لكم ما قاله لكم المعتزلة ” من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله”[8].اهـ ثم ذكر دمشقية مراجعَه في ذلك فقال في الحاشية: ((شرح الأصول الخمسة 249 – 253 المغني لعبد الجبار 4 / 139)).اهـ

أي أن دمشقية ذكر كتابي القاضي عبد الجبار وحذف وبتر المرجع الأول وهو بيان تلبيس الجهمية!!! ولماذا بتره؟ لأن دمشقية يريد أن يُظهر نفسه أنه ينأى بها عن ابن تيمية وأنه يأتي بكل جديد، فلذلك حذف دمشقية كتاب ابن تيمية، واقتصر على ذكر المرجعين الآخرين فأوهم بذلك أن عبارة “من سلم أن الله ليس في جهة وادعى … ” موجودة بنصها في المرجعين الآخرين لأنه وضعها بين مزدوجين!!!

وليس كذلك بل العبارة هذه موجودة فقط في بيان تلبيس الجهمية بنصها، وأما المرجعان الآخران – وهما كتابا القاضي عبد الجبار – التي عزا إليهما الحربي فإنما عزا إليهما لمراجعة مذهب المعتزلة وأدلتهم العقلية على أن الرؤية يشترط فيها المقابلة والجهة، ولم يعز إليهما لمراجعة العبارة السابقة فيهما، بدليل أمرين:

الأمر الأول: أن الحربي قال في حاشية كتاب الماتريدية: ((بيان تلبيس الجهمية)) (2/ 88)، وانظر: ((شرح الأصول الخمسة)) (ص 249 – 253)، ((المغني في أبواب التوحيد والعدل)) (4/ 139 وما بعدها).اهـ وهذا يعني أن مصدر العبارة السابقة هو فقط كتاب تلبيس الجهمية لابن تيمية، ثم قال الحربي: “وانظر: ((شرح الأصول..” أي انظر للتوسع في هذه المسألة بشكل عام هذين المرجعين. ولو أن العبارة بنصها موجودة في كتابي القاضي عبد الجبار لما قال الحربي: “وانظر” بل لذكر كتابي عبد الجبار دون هذه الكلمة كما جرت عادة الباحثين في الرسائل الجامعية من أن العبارة إذا وردت بنصها في عدة كتب فحينها تُذكر المراجع تباعا، وأما إن وردت بمعناها أو أردت أن تحيل للتوسع في مراجعة المسألة بشكل العام فإنك تقول: وانظر: كذا وكذا.

وهذا الثاني هو ما فعله الحربي ولكن دمشقية سرق منه وبتر دون أن يتنبه لما يترتب على هذا البتر من أن دمشقية بذلك سيوقع نفسه بالكذب على القاضي عبد الجبار ويقوّله ما لم يقله من تلك العبارة!! طبعا دمشقية لا يهمه كل ذلك، المهم عنده هو شهوة الرد على خصومه بأي طريق؛ بالكذب بالبتر بالتدليس لا يهم!!

الأمر الثاني وهو الأهم: أن الحربي قال: وانظر: ((شرح الأصول الخمسة)) (ص 249 – 253).اهـ ولو أن الحربي أراد عزو العبارة السابقة فما الداعي إلى أن يحيلنا إلى خمس صفحات متتابعة؟!! فهل عبارة ” من سلم أن الله ليس في جهة وادعى مع ذلك أنه يرى فقد أضحك الناس على عقله “. تحتاج خمس صفحات؟!! كيف؟! وهي لا تعدو سطرا!!! فهل يكتبون كلَّ كلمتين في صفحة مثلا؟!! أيضا دمشقية لم يتنبه لذلك أو ربما تجاهل ذلك و”طنّشه”!!

وكذا لما قال الحربي: (المغني في أبواب التوحيد والعدل)) (4/ 139) وما بعدها.اهـ فقوله “وما بعدها” أراد بذلك أن تراجع المسألة ككل لا أن تراجع عبارة بنصها، إذ العبارة تُذكر في صفحة وليس في صفحات. وأما دمشقية فقال في العزو: ” المغني لعبد الجبار 4 / 139″. أي أنه بتر كلمة “وما بعدها موهما أن العبارة بنصها موجودة في كتاب المغني، وليس كذلك ولا الحربي الذي سرق منه دمشقية أراد ذلك لما سبق بيانه.

ولقد رجعت فعلا إلى كتاب شرح الأصول الخمسة، وإلى الصفحات المذكورة وهي من ص249 إلى ص253 فلم أجد لتلك العبارة أثرا، وقد وضعت لكم الصفحات الخمسة في الأسفل ووضعت لكم خطا أحمر عند مظنة وجودها فيه وهي كلام القاضي عبد الجبار عن اشتراط المقابلة في الرؤية، ولكن لم يذكر القاضي عبد الجبار قط ما عزا إليه دمشقية وهي مقولة “من سلم أن الله ليس في جهة وادعى..” ولا ما في معناها، غاية ما ذكره القاضي أن الرؤية تشترط فيها المقابلة والجهة وراح يستدل على ذلك عقلا، ودمشقية يقلده في ذلك فرِحا!! وستأتي مناقشتنا لتلك الأدلة وردها عقلا ونقلا بحول الله بما يسوء دمشقية فلا يفرح كثيرا.

وكذا رجعت إلى المجلد الرابع من كتاب المغني في أبواب العدل والتوحيد للقاضي عبد الجبار وهو مخصص لرؤية الباري كما هو مكتوب عليه، ورجعت إلى الصفحة المذكورة وهي ص139 إلى ص145، أي قرأت سبع صفحات أطال فيها بذكر اشتراط المقابلة في الرؤية حتى انتقل ص145 إلى أمر آخر وهو استدلاله بآية “لا تدركه الأبصار” على نفي الرؤية، ولم أجد في هذه الصفحات لتلك العبارة أثرا، وقد وضعت الصفحات أدناه ووضعت تحت كلامه عن المقابلة خطا أحمرا، وهو مظنة ذكره لتلك العبارة إلا أنه لم يذكرها ولا ما في معناها!!!

فبان مما سبق أن دمشقية يقص ويلصق ويكذب ويسرق ويبتر ويقلد..!!!ولا هو عاد إلى المغني ولا إلى شرح الأصول الخمسة ولا الستة وإنما سرق ذلك من كتاب الماتريدية للحربي، وبتر منه المرجعَ الأول الذي ذكره الحربي وهو “بيان تلبيس الجهمية”، واقتصر دمشقية على ذكر المرجعين الآخرين اللذين ذكرتهما الحربي للتوسع في مسألة الرؤية عند المعتزلة واشتراطهم المقابلة والجهة فيها، لا على أنهما ذكرا تلك العبارة بنصها كما أوهم دمشقية ببتره المتعمد!!!

والمضحك أن دمشقية يرمي الأشاعرة في نفس الصفحة بالتقليد حيث قال كما رأينا: “إن القوم مقلدة في الحقيقة وليس عقلانيين”!!! حقا رمتني بدائها وانسلت.

الوجه الثاني:أن المضحك هو هذا الاعتراض نفسه لأنه مبني على مغالطة والمضحك أكثر هو دمشقية نفسه الذي يردد تشغيبات ابن تيمية تقليدا .. وبيانه .. انظره علىhttps://www.facebook.com/…/permalink/3189779501136050/

[1] انظرها:

https://www.facebook.com/…/permalink/3171257082988292/

[2] «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» (٣/ ٥٤٠)

[3] شرح الطحاوية – ط دار السلام (ص: 195)

[4] «منهج الأشاعرة في العقيدة – الكبير» (ص٥٣)

[5] شرح القصيدة اللامية لابن تيمية – عبد الرحيم السلمي (4/ 5، ت.ش)

[6] الفرق المنتسبة للإسلام – الدرر السنية (2/ 326، ت.ش)

[7] https://www.dorar.net/firq/510/المبحث-الرابع:-اليوم-الآخر-عند-الماتريدية

وانظر الصورة أدناه.

[8][8] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية ص: 436)

السابق
وفاة العالم العصامي المحقق المحدّث الأستاذ حسين سليم أسد الداراني (منقول)
التالي
نصوص المفسرين والشرّاح والمتكلمين والأصوليين من الأشاعرة والماتريدية والحنابلة في رؤية الله يوم القيامة من غير جهة ولا مقابلة وشذ التيمية والوهابية فأثبتوا الجهة في الرؤية!