إلزام للوهابية ببطلان معتقدهم.
يقال للوهابية: هل مجهولية الكيفية في الصفات المتشابهة كاليد والوجه… ترفع المعنى الحقيقي لها أم لا ترفعه؟
إن قلتم ترفعه، فقد نفيتم المعنى الحقيقي، وهذا تأويل إجمالي..
وإن قلتم لا ترفعه، فيبقى المعنى على أصل الوضع الذي وضع للجسمية فأنتم مجسمة.
فإن قلتم هو معنى يليق بالله..
قلنا صرف اللفظ عن معناه الذي وضع له لمعنى خاص تأويل إجمالي كذلك.
فإن قلتم إن لزمنا التجسيم كان خيرا من أن نعبد عدما.
قلنا: من أين جئتم بأن نفي الجسمية يلزم منه إثبات العدم؟
إن قلتم: لأن الموجودات إما أجسام أو قائمة بأجسام، والله موجود، فلا يجوز أن يكون قائما بجسم لاحتياجه له، فيبقى أنه جسم.
قلنا: من أين لكم بأن كل الموجودات أجسام أو قائمة بأجسام؟
إن كان بالاستقراء للمخلوقات فهذا استقراء ناقص لا يفيد اليقين، وقد زاد عليهما الفلاسفة وبعض المتكلمين المجردات فكانت قسما ثالثا للموجودات، كما أنه استقراء للمخلوقات فلا يدخل فيه الخالق.
فإن قلتم: ليس الاستقراء دليلنا، وإنما دليلنا مبدأ التناقض، حيث إن الله إما أن يكون داخل العالم أو خارجه، والله ليس داخل العالم للزوم الحلول، فهو خارج العالم، فداخل العالم وخارجه متناقضان، فإن ثبت ذلك قلنا: ولا يكون خارج العالم إلا ما كان في جهة، ولا يكون في جهة إلا المتحيز، والحيز لازم للجرم، والله خارج العالم فهو في جهة فهو متحيز فهو جرم فهو جسم.
قلنا: من أين لكم أن داخل العالم وخارجه متناقضان؟
ونقول: من شروط المتناقضين أنهما لا يجتمعان ولا يرتفعان، وعندكم قد اجتمع داخل العالم وخارجه في ربك بقولكم: (ينزل ولا يخلو منه العرش) ف(النزول) لداخل العالم للسماء الدنيا، و(عدم خلو العرش) لخارج العالم، فاجتمع داخل العالم وخارجه في موضوع ومحمول وزمان ومكان وبالفعل وبقيد، فانتفت وحدات التناقض في اعتقادكم (ينزل ولا يخلو منه العرش)، فلا تناقض بين داخل العالم وخارجه.
وبما أن داخل العالم وخارجه ليس متناقضين فقد يرتفعان ويكون الله لا داخل العالم ولا خارجه لعدم قبول ذاته الداخل والخارج.
والله المستعان..