صفة الاستواء

إلجام المجنون في تشبيهه اللام_بالنون (منقول، الرد على من قال بأن الأشاعرة حرفوا استوى إلى استولى كما حرف اليهود حطة إلى حنطة)

إلجام المجنون في تشبيهه اللام_بالنون

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد، بعد ما ثبت عن الوهابية من مشابهة اليهود في عقيدتهم التّجسيمية الباطلة بل وموالاتهم إياهم في فتاويهم قرروا أن يلجئوا إلى مغالطة: “وأنت كذلك”
وزعموا أن الأشاعرة هم من شابهوا اليهود إذ فسروا الاستواء بالإستيلاء فأضافوا للكلمة “لام” كما فعل اليهود عندما أمرهم الله جل جلاله فقال لهم: ﴿ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُوا۟ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِیدُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [البقرة ٥٨] فاستهزؤوا من أمر الله وقالوا حنطة عوضًا عن حطة مضيفين حرف النون للكلمة، وحكى القرآن قولهم فقال عز من قائل: ﴿فَبَدَّلَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡسُقُونَ﴾ [البقرة ٥٩] وهذا والله جهل لا جهل بعده ! فنقول ردًا على هذا الجهل المركب:

1- اليهود لم يكونوا يتحدثون اللغة العربية من الأساس حتى يضيفوا نون إلى كلمة حطة ! وعندما ذكر القرآن الكريم مقالتهم إنما قد ذكر ترجمة كلامهم في اللسان العربي ومصداق ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: «أَنَّهُمْ قَالُوا: هطى سمقاثا أزبه مزبا.
فَهِيَ بِالْعَرَبِيَّةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَمْرَاءُ مَثْقُوبَةٌ فِيهَا شَعْرَةٌ سَوْدَاءُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» (تفسير ابن، أبي حاتم ٨٤٣٤)
فتسقط بذلك مقارنتهم المزعومة.
2- من أين لكم أنه اليهود عندما دخلوا القرية قالوا حنطة وقد ثبت عن رسول الله ﷺ خلاف ذلك؟! فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه رسول الله ﷺ قال: «قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ يَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ. فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ» (صحيفة همام بن منبه ١١٥)
فاليهود إنما قالوا حبة لا حنطة وهذا بعيد كل البعد عن تفسير الأشاعرة للاستواء حتى مع كونه مترجمًا !!
3- اليهود إنما قالوا قولهم هذا سخريةً من أمر الله وقد حرفوا بهذا اللفظ أمر الحق جل جلاله.
أما الأشاعرة فإنما فسروا الاستواء بمعنى الإستيلاء، وتفسير استوى باستولى مشهور في اللغة لا يختلف في شيء عن تفسير استوى بتساوى، والسادة الأشاعرة لم يستهزئوا من أمر الله بل فسروا كلام الله بما تقتضيه اللغة ويقتضيه تنزيه الله، ولم يحرفوا لفظ القرآن الكريم فلم ينطقوا في صلواتهم: “الرحمن على العرش استولى” فلا وجه للمقارنة من الأساس !!
4- ونقول على فرض صحة حجتكم فأنتم أسوأ حالاً منا ! فالأشاعرة على الأقل أضافوا لام واحدة في كلمة “استوى” فجعلوها “استولى”، أما أنتم فبدتلم حرفي الواو والياء بالقاف والراء فحرفتم كلمة “استوى” إلى “استقر” وتبديل حرف أبعد من إضافة حرف فما بالك بتبديل حرفين !! بل في الحقيقة أنتم الأقرب في هذا إلى قول اليهود لأنه اليهود أبدلوا الطاء في كلمة “حطة” باءًا كما أبدلتم أنتم تاء وياء كلمة “استوى” قافًا وراءًا موافقين لهم في زعمهم بأنه الله أستراح على العرش بعد خلقه للخلق !!
وإلى ربك المنتهى.

الردود العلمية على منسوخات الوهابية #نون اليهود ولام_الأشاعرة

السابق
تعليقي على فيديو لأحد الوهابية وهو الشيخ ممدوح الحربي[1]
التالي
لماذا نثبت السمع والبصر على حقيقتها مع أنها فينا أعراض، ونصرف العين واليد والوجه عن حقيقتها بحجة أنها أبعاض؟ (منقول)