تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

(أين الله؟) دراسة حديث الجارية سندا ومتنا بحث أعده الدكتور صهيب محمود السقار التركاوي (منقول)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

(أين الله؟)
دراسة حديث الجارية سندا ومتنا
بحث أعده
الدكتور صهيب محمود السقار التركاوي
قسم الدراسات الإسلامية ـ جامعة قاريونس- بنغازي

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد . لا تدركه الأبصار ولا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام. تعالى رب السماوات السبع ورب العرش الكريم. وسبحان ربنا رب العزة عن ما يصفون ، وبعد :

فقد من الخالق على البشرية بالوجود ، وكرمهم على كثير ممن خلق ، وتفضل عليهم بتسخير السماوات والأرض . ثم فطر طبائعهم على حب معرفة المنعم ، وحجب أبصارهم عن إدراكه ، وحذر عقولهم من التطاول والتفكر بذاته ، وقطع أمل الأبصار بإدراكه وألجم العقول بأدلة تنزيهه ، وتفرق الخلق بعد ذلك على أربعة مراتب :

  • منهم من أعرض عن هدي الله واستجاب لدواعي الحس فعبد إلاها نحته بيديه على الصورة التي تشوفت لها حواسه .
  • ومنهم من استنوق في إخلاده إلى الحس فاختار من نجوم السماء وكواكبها صنما سماويا مستنكفا من عبادة صنم أرضي نحته بيديه .
  • وليس بأسعد منهم حالا من اطلع فرأى الوثنين في سواء الجحيم أخلدوا إلى الحس فخروا من سماء التوحيد إلى وديان الشرك ، لم يكن أسعد منهم لما تفلت استمساكه بعروة التنزيه الوثقى وتعلق منها بالحشو فخر من السماء واختطفه طير التشبيه ، وهذا حال من اتبع ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ، لما عرض عليه تنزيه الباري عن التمكن في مكان أعرض عن جملة ما دل على التنزيه من أدلة العقل والنقل ، وعمد إلى حديث الجارية من بين جملة نصوص الوحيين فانتزعه واختطفه وحيدا بعيدا عن ساحات الدلالات المعتبرة العلمية الموضوعية ليتعسف في انتزاع دلالته على الموهوم المطلوب  ثم تكلف في لوي أعناق باقي النصوص لتطاوع هذا الفهم أو الوهم .
  • وقد بلغ الأمر غايته لما صار هذا الفهم معيارا وفرقانا في ما يسمونه جرحا وتعديلا ، بل في ما يسمونه إيمانا وإلحادا ، فاستشرفت همم المشفقين إلى النصح لهذه الأمة لما أعلنوا الرضوخ لأدلة التنزيه وكفوا العقل عن التفكر بالخالق سبحانه، واستعانوا في كبح جماحه برجاء الظفر بالحسنى وزيادة. فردوا الشبهة سندا ومتنا بما يتعين الكشف عنه في هذا العصر.

الكلام على أسانيد حديث الجارية

جاء لفظ :” أين الله ” في حديث الجارية من رواية هلال بن أبي ميمونة عن عطاء

فأخرج الإمام مسلم بسنده عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسارعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: (قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمِّتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالاً يأتون الكهان قال فلا تأتهم قال ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال فلا يصدنكم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك .

قال وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة)([1])

هذه روايه هلال بن أبي ميمونة عن عطاء عن معاوية السلمي رضي الله عنه . وقد خالفه في روايته عن عطاء سعيد بن زيد وابن جريج .
من خالف هلالا في روايته عن عطاء

أولا : خالف سعيد بن زيد([2]) عن توبة العنبري([3]) هلالاً([4]) في روايته عن عطاء بن يسار قالحدثني صاحب الجارية نفسه قال كانت لي جارية ترعى..الحديث، وفيه فمد النبي يده إليها وأشار إليها مستفهماً من في السماء ؟ قالت الله. قال فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مسلمة)([5])

ثانيا : خالفه أيضاً ابن جريج ([6]) أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أن رجلاً كانت له جارية في غنم ترعاها وكانت شاةَ صفيٍ يعني غزيرة في غنمه تلك فأراد أن يعطيها نبيَ الله صلى الله عليه وسلم فجاء السبع فانتزع ضرعها فغضب الرجل فصكَّ وجهَ جاريته فجاء نبيَ الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وذكر أنه كانت عليه رقبة مؤمنة وافية قد همَّ أن يجعلها إياها حين صكها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ايتني بها فسألها النبي صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم وأن محمدا عبد الله ورسوله؟ قالت: نعم. وأن الموت والبعث حق؟ قالت نعم. وأن الجنة والنار حق؟ قالت نعم فلما فرغ قال أعتق أو أمسك)([7])

وللفظ سعيد بن زيد ولفظ ابن جريج شواهد صحيحة 

الروايات التي تشهد لمن خالف هلالا في روايته

أولا : أخرج الإمام مالك عن ابن شهاب الزهري([8]) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود([9]): أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت نعم. قال أتشهدين أن محمدا رسول الله؟ قالت نعم. قال أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها)([10])

ثانيا : وأخرج ابن حبان في صحيحه بسنده عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد بن سويد الثقفي قال: قلتيا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال ادع بها فجاءت، فقال: من ربك؟ قالت الله. قال: من أنا؟ قالت: رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة)([11])

مناقشة الشواهد التي أريد بها تقوية رواية (أين الله)

ساق من احتج برواية هلال مجموعة من الشواهد أراد بها تقوية روايته التي نقل فيها السؤال بـ (أين الله). ونكتفي في هذا المقام بالإشارة إلى أن الحافظ الذهبي ساق هذه الشواهد وحكم بضعفها أواضطرابها ([12])

فتحصل من النظر في أسانيد الخبر أن رواية هلال بن أبي ميمونة مرجوحة من حيث السند، خالفه فيها ابن جريج وسعيد بن زيد، ومع روايتهما من الشواهد الصحاح ما يؤكد ترجيح روايتهما ، أما رواية عطاء فلا يشهد لها إلا أسانيد ضعيفة ومتون مضطربة .

الكلام على متن حديث الجارية بلفظ “أين الله“

هذا اللفظ على ظاهره فيه إشكالات :

الأول : أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تلقين الإيمان طول أداء رسالته السؤال بأين أو أنه ذكر ما يوهم المكان ولا مرة واحدة في غير هذه القصة بل الثابت عنه تلقين كلمة الشهادة وبعثِ رسله بالدعوة إليها، ولم يُذكر أن أحداً من رسله دعا الناس إلى الإيمان بوجود الله في السماء ولا استكشف عن إيمان أحد بسؤاله “أين الله“

من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)([13])

ومنها ما أخرجه بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهماأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن فقال (ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمسَ صلوات في كل يوم وليلة فإنْ هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)([14])

الثاني : أن المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى في السماء فلا يكون جواب الجارية كافياً في الدلالة على التوحيد ، ويدل على ذلك حديث عمران بن الحصين أخرجه الترمذي بسنده عن (عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي يا حصين كم تعبد اليوم إلاهاً ؟ قال أبي: سبعة، ستةً في الأرض وواحداً في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء)([15]).

فلو قدرنا سائلاً يسأل حصيناً وهو على حالته هذه قبل دخول الإسلام فيقول : أين الله؟ لأجاب حصين : في السماء ولا يكفي هذا في الدلالة على التوحيد.([16])

الثالث : أن روايات الحديث تنص على أن الجارية كانت خرساء لا تفصح وفيها أن السؤال والجواب كان بالإشارة([17]) أما الألفاظ فهي حكاية من الرواة . يقول الكوثري رحمه الله : ( ففى لفظٍ له ” فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده إليها وأشار إليها مستفهماً من في السماء “، فتكون المحادثة بالإشارة. على أن اللفظ يكون ضائعاً مع الخرساء الصماء فيكون اللفظ الذى أشار إليه الناظم -ابن القيم- لفظَ أحد الرواة على حسب فهمه لا لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا الحديث يصح الأخذ به فيما يتعلق بالعمل دون الاعتقاد، ولذا أخرجه مسلم في باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان حيث اشتمل على تسميت العاطس في الصلاة ومنعِ النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولم يخرجه البخاري في صحيحه وأخرج في جزء خلق الافعال ما يتعلق بتسميت العاطس من هذا الحديث مقتصراً عليه دون ما يتعلق بكون الله في السماء بدون أي إشارة إلى أنه اختصر الحديث)([18])

ويقول الحجة الغزالي: (وأما حكمه صلى الله عليه وسلم على بالإيمان للجارية لما أشارت إلى السماء فقد انكشف به أيضاً- يعني السر في رفع الأيدي إلى السماء- إذ ظهر أن لا سبيل للأخرس إلى تفهيم علو المرتبة إلا بالإشارة إلى جهة العلو وقد كان يُظن بها أنها من عبدة الأوثان ومَن يعتقد اللهَ في بيت الأصنام، فاستُنطقت عن معتقدها فعرَّفت بالإشارة إلى السماء أن معبودها ليس في بيوت الأصنام كما يعتقد هؤلاء)([19])

فإن صح هذا الحديث فليس فيه دليل على شيء سوى أن العامي يعد معذوراً في اللفظ الموهم اعتداداً بأصل اعتقاده بالله سبحانه وإن أوهم بعض إيهام في وصفه تعالى([20]) . وأن الإشارة إلى السماء من مثل هذه الجارية يدل على إسلامها .

الرابع : ونقول في إجمال هذا الوجه من الإشكال : أن ظاهره معارض بظواهرَ أكثر عدداً وأصح سنداً ذُكر فيها كونه على العرش وقِبَل وجهِ المصلي وكونُ بعض المخلوقات عن يمينه فإما أن يثبتوا جميع هذه الأخبارعلى ظواهرها وإما أن يختاروا إثباتَ أحدها وتأويلَ الباقي، وهو اختيارهم، لكن لا يقدرون معه على منع خصومهم من اختيار التأويل في الجميع ، ويحتاج هذا الإجمال إلى تفصيل نقول فيه :

لو سلمنا أن صحة الإيمان تتوقف على معرفة الجواب عن سؤال السائل : (أين الله) فلنرجع إلى كتاب الله تبارك وتعالى وإلى جملة السنة المطهرة لنبحث فيها عن الجواب ، فإن في الرد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه تحكيما في ما شجر في دلالة هذا الخبر ، ولو رجعنا إلى كتاب الله تعالى ونحن نبحث عن جواب لهذا السؤال لوقفنا عند عدد من ظواهر الآيات التي لا تنزل في قوة دلالتها عن قوة الدلالة التي أفادها ظاهر الخبر ، فما في الخبر إلا مكان أوظرف وهو (السماء) وحرف دال بظاهره على الكون فيه وهو الحرف (في).

وتجد في الكتاب الكريم والسنة المطهرة ألفاظا يوهم ظاهرها التمكن في مكان فمن ذلك (عند، وعن يمين، ومن جانب، وفوق، وعلى، وعند، ومع ) تجد كل ذلك مضافا إلى ظرف يغاير الظرف الذي ذكر في الخبر ، تأمل ذلك في قول الله تبارك وتعالى : (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) .

وقوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).

وقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ).

وقوله تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ).

وقوله تعالى: (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ).

وقوله تعالى: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ).

وإذا بحثنا في السنة المطهرة وجدنا ظواهر لا تنزل عن رتبة هذا الخبر في درجة ثبوته ورتبة دلالته ، منها ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه ثم أقبل على الناس فقال ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى)([21])

وأخرج الإمام أحمد بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين).([22])

وتجد في ما استدلوا به إثبات كون الله تبارك وتعالى فوق العرش وأشهر ما ورد فيه حديثُ سماكِ بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قالكنت في البطحاء في عصابة وفيهم رسول الله فمرت سحابة فنظر إليها وقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والمزن، قالوا والمزن، قال والعنان قالوا والعنان، قال هل تدرون ما بُعدُ ما بين السماء والأرض؟ قالوا لا ندري. قال إن بُعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سموات ثم فوق السماء السابعة بحرٌ بين أعلاه وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهورهم العرش أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله عز وجل فوق ذلك)([23])

قال ابن عبد البر: (لا أعلم في هذا الباب حديثا مرفوعاً إلا حديث عبدالله بن عميرة وهو حديث مشهور بهذا الإسناد رواه عن سماك جماعة)([24])على اختلاف في رفعه([25]).

بل أثبت بعضهم طواف الله تعالى في الأرض محتجا بما أخرجه عبد الله بن أحمد بسنده عن لقيط بن عامر من حديث طويل في البعث والموقف ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيباً فقال : (…ثم تبعث الصيحة فلَعَمْر إلهك ما تدعُ على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك يطوف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك عز وجل السماء.. قلت يا رسول الله فما يعمل بنا ربنا جل وعز إذا لقيناه ؟ قال تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قِبَلكم بها فلعمر إلهك ما يخطىء وجه أحدكم منها قطرة..) ([26])

قال ابن القيم رحمه الله هذا حديث كبير جليل تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة …وكذلك ” فأصبح ربك يطوف في الأرض ” هو من صفات فعله كقوله : “وجاء ربك والملك صفاً صفاً “([27]) “هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك“([28]) و” ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا “..والكلام في الجميع صراط واحد مستقيم إثبات بلا تمثيل بلا تحريف ولا تعطيل)([29])

وبعد الرجوع إلى هذه النصوص نحتاج إلى منهج علمي نتحاكم إليه في فهمها ونحن نبحث عن جواب السائل: (أين الله) ، فإن كان التمسك بالظاهر مختارا فليس أحد هذه الظواهر بأولى من الآخر بنفسه في جواز التمسك به ، ولا يقبل أن يدعي مدع أن ظاهر الاستواء على العرش يساوي الكون في السماء، والنزول منها إلى السماء الدنيا، ومع ذلك يساوي الطواف في الأرض، وكون المقسطين عن يمينه، وهو مع ذلك في قبلة المصلي، وهو مع المؤمنين أينما كانوا. فلا يخفى تعارض هذه الظواهر على أحد.

وما من أحد يكابر في التسليم بأن هذه النصوص لا تشترك ظواهرها في الإشارة إلى كون الباري في مكان واحد . ولذلك لم يستقم التمسك بجميع هذه الظواهر عند أحد من العقلاء. فكيف يستقيم التمسك بظواهر هذه النصوص جميعها من غير تأويل، مع أن ظاهر الكون في السماء ينافي ما يظهر من حصول النداء من جانب الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة. وينافي ما يظهر من كونه في قبلة المصلي ، بل لا يخفى أن الكون في السماء لا يدل بظاهره على الكون فوق العرش ، لأنه لا يخفى التباين بين مدلول الحرفين (على) و(في) ولا يخفى تغاير العرش والسماء .

ولما كان تعارض هذه الظواهر واضحا اتفق الجميع على استحالة الحمل على الظواهر جميعها . لكن المخالف اختار أحد الظواهر ليتمسك به ويعمل التأويل بعد ذلك في سائر الظواهر التي تعارض الظاهر المختار .

ولا يستقيم هذا التصرف في منهج من يعد التأويل تعطيلا وإلحادا. ولا بد من دليل يستقل بإثبات جواز التمسك بالظاهر المختار مع دليل يستقل بجواز التعطيل والإلحاد في الظواهر التي اختاروا هجرها بالتأويل ، والمنهج العادل هو أن نجعل من تعارض هذه الظواهر شاهدا يدل على تنزه الباري سبحانه عن التمكن في مكان إذ لا يفهم قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى) مع كونه أقرب إلينا من حبل الوريد إلا إذا كان وجوده متنزها عن الوجود المكاني ولوازمه.

ومن حسنات هذا المنهج العادل أن نستقيم على فهم واحد غير مضطرب ولا منحاز في اختيار التأويل في موضع والتمسك بالظواهر في موضع ، ولك أن تقول إن من حسناته أنا نبرأ به من التكلف والتحكم في التصرف في الظواهر بالتشهي من غير مسوغ ولا مرجح.
وبعد الكلام على سند الحديث ومتنه ونقد الاستدلال به أوجز نصوصا يتبين بها تعسف المتشبثين بظاهره. ثم أختم بنص يتبين به فهم أهل السنة لهذا الحديث.

يقول عثمان الدارمي : (..فقول رسول الله إنها مؤمنة دليل على أنها لو لم تؤمن بأن الله في السماء لم تكن مؤمنة وأنه لا يجوز في الرقبة المؤمنة إلا من يحد الله أنه في السماء كما قال الله ورسوله..وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه)([30])

ويقول محمد بن عبد الوهاب راداً على من نسب إلى الحنابلة نفي الأين : (وقوله ومذهب أهل السنة إثبات من غير تعطيل ولا تجسيم ولا كيف ولا أين إلى آخره ، وهذا من أبين الأدلة على أنه لم يفهم عقيدة الحنابلة ولم يميز بينها وبين عقيدة المبتدعة وذلك أن إنكار الأين من عقائد أهل الباطل وأهل السنة يثبتونه اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح أنه قال للجارية أين الله؟ فزعم هذا الرجل أن إثباتها مذهب المبتدعة وأن إنكارها مذهب أهل السنة كما قيل وعكسه بعكسه)([31])

ويقول ابن عثيمين رحمه الله : (واستفهام النبي صلى الله عليه وسلم بـ “أين الله” يدل على أن لله مكاناً، ولكن يجب أن نعلم أن الله لا تحيط به الأمكنة لأنه أكبر من كل شيء وأن ما فوق الكون عدم، ما ثَم إلا الله فهو فوق كل شيء)([32])

وأين هذا الفهم من فهم أهل السنة الذي عبر عنه الحجة الغزالي فقال : (فإن قيل فإن لم يكن مخصوصاً بجهة فوق فما بال الوجوه والأيدى ترفع إلى السماء فى الأدعية شرعاً وطبعاً؟ وما باله صلى الله عليه وسلم قال للجارية التي قصد إعتاقها فأراد أن يستيقن إيمانها أين الله ؟ فأشارت إلى السماء فقال إنها مؤمنة؟

فالجواب عن الأول: أن هذا يضاهي قولَ القائل: إن لم يكن الله تعالى فى الكعبة وهو بيته فما بالنا نحجه ونزوه ؟

وما بالنا نستقبله فى الصلاة ؟ وإن لم يكن فى الأرض فما بالنا نتذلل بوضع وجوهنا على الأرض في السجود ؟ وهذا هذيان.

بل يقال قصد الشرع من تعبد الخلق بالكعبة فى الصلاة ملازمةَ الثبوت فى جهة واحدة. فإن ذلك لا محالة أقرب إلى الخشوع وحضور القلب من التردد على الجهات.

ثم لما كانت الجهات متساوية من حيث إمكان الاستقبال خصص الله بقعة مخصوصة بالتشريف والتعظيم وشرفها بالإضافه إلى نفسه واستمال القلوب إليها بتشريفه ليثيب على استقبالها.

فكذلك السماء قبلة الدعاء كما أن البيت قبلة الصلاة.والمعبود بالصلاة والمقصود بالدعاء منزه عن الحلول فى البيت والسماء.
ثم في الإشارة بالدعاء إلى السماء سر لطيف يعز من ينتبه لأمثاله.

وهو أن نجاة العبد وفوزه فى الآخره بأن يتواضع لله تعالى ويعتقد التعظيم لربه.

والتواضع والتعظيم عمل القلب وآلته العقل، والجوارح إنما استعملت لتطهير القلب وتزكيته، فإن القلب خُلِق خِلْقةً يتأثر بالمواظبة على أعمال الجوارح كما خُلقت الجوارح متأثرة بمعتقدات القلوب. ولما كان المقصود أن يتواضع فى نفسه بعقله وقلبه بأن يعرف قدره ليعرف بخسة رتبته فى الوجود لجلال الله تعالى وعلوه، وكان من أعظم الأدلة على خسته الموجبة لتواضعه أنه مخلوق من تراب كلف أن يضع على التراب الذى هو أذل الأشياء وجهه الذى هو أعز الأعضاء ليستشعر قلبه التواضعَ بفعل الجبهة في مماستها الأرض فيكون البدن متواضعاً فى جسمه وشخصه وصورته بالوجه الممكن فيه وهو معانقة التراب الوضيع الخسيس ويكون العقل متواضعاً لربه بما يليق به وهو معرفة الضعة وسقوط الرتبه وخسة المنزلة عند الالتفات إلى ما خلق منه.

فكذلك التعظيم لله تعالى وظيفة على القلب فيها نجاته. وذلك أيضاً ينبغى أن تشترك فيه الجوارح وبالقدر الذى يمكنه أن تحمل الجوارح. وتعظيم القلب بالإشارة إلى علو الرتبة على طريق المعرفة والاعتقاد وتعظيم الجوارح بالإشارة إلى جهة العلو الذى هو أعلى الجهات وأرفعها فى الإعتقادات، فإن غايةَ تعظيم الجارحة استعمالها فى الجهات. حتى أن من المعتاد المفهوم فى المحاورات أن يفصح الإنسان عن علو رتبه غيره وعظيم ولايته فيقول أمره فى السماء السابعة. وهو إنما ينبه على علو الرتبه ولكن يستعير له علو المكان. وقد يشير برأسه إلى السماء في تعظيم من يريد تعظيمَ أمره أن أمرَه فى السماء أي فى العلو وتكون السماء عبارة عن العلو. فانظر كيف تلطف الشرع بقلوب الخلق وجوارحهم في سياقهم إلى تعظيم الله، وكيف جهل من قلت بصيرته ولم يلتفت إلا إلى ظواهر الجوارح والأجسام وغفل عن أسرار القلوب واستغنائها فى التعظيم عن تقدير الجهات، وظن أن الأصل ما يشار إليه بالجوارح، ولم يعرف أن المظنة الأولى لتعظيم القلب وأن تعظيمه باعتقاد علو الرتبه لا باعتقاد علو المكان وأن الجوارح فى ذلك خدم وأتباع يخدمون القلب على الموافقة فى التعظيم بقدر الممكن فيها. ولا يمكن فى الجوارح إلا الإشارة إلى الجهات فهذا هو السر فى رفع الوجوه إلى السماء عند قصد التعظيم)([33])

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتاب رفع الغاشية عن التأويل والمجاز وحديث الجارية

—————-
([1]) صحيح مسلم1/381 (537) (باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته)
والحديث من طريق هلال في مسند الطيالسي1/150(1105) ومصنف ابن أبي شيبة 6/162(30342)
ومسند أحمد 5/447(23813) و5/448(23816) وسنن أبي داود1/244(930) (931) والرد على الجهمية لعثمان الدارمي1/46(61) ونقض عثمان بن سعيد1/491والسنة لابن أبي عاصم1/215(488) و(490) والسنن الكبرى للنسائي1/362(1141) والمنتقى لابن الجارود1/63(212) والتوحيد لابن خزيمة 81 وصحيح ابن حبان1/383(165) والإيمان لابن مندة1/230(26) واعتقاد أهل السنة3/392(652) وسنن البيهقي الكبرى7/387(15043) والأسماء والصفات له أيضاً 422 والمعجم الكبير للطبراني 19/398 (937)
([2]) سعيد بن زيد بن درهم الأزدى 167 هـ وهو صدوق له أوهام انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 4/33.
([3]) توبة العنبرى هو توبة بن أبى الأسد: كيسان بن راشد وهو ثقة انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/515.
([4]) قال المزى فى ترجمته في تهذيب الكمال 30/344: هلال بن على بن أسامة، ويقال: هلال بن أبى ميمونة..قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه.وقال النسائى: ليس به بأس.)
([5]) انظرالعلو للعلي الغفار 120 بتحقيق السقاف وقد أشار إلى حذف سندها في النسخ التي حقققها غيره انظر العلو1/15 بتحقيق أشرف بن عبد المقصود. ومختصر العلو للألباني 80. وذكرها المزي في تحفة الأشراف 8/427
([6]) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أحد الأعلام انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/405.
([7]) مصنف عبد الرزاق 9/175
([8]) هو محمد بن مسلم (ابن شهاب الزهرى) أحد الأعلام انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 9/450.
([9]) أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ثقة فقيه ثبت انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 7/24.
([10]) الموطأ 2/777(1469) وهو في مصنف عبد الرزاق 9/175ومسند أحمد 3/451 والمنتقى لابن الجارود 1/234(931) والتوحيد لابن خزيمة 122وسنن البيهقي الكبرى7/388(15046) وقال الذهبي في العلو 15هذا حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة في التوحيد.
وقال ابن كثير في تفسيره1/535: (وهذا إسناد صحيح وجهالة الصحابي لا تضره).
وفي سنن البيهقي الكبرى 7/388(15046) بسنده عن عون بن عبد الله بن عتبة حدثني أبي عن جدي وذكره.
([11]) صحيح ابن حبان1/418(189) ومسند أحمد4/222و388و389 وسنن الدارمي2/244(2348) والتوحيد لابن خزيمة 122والمعجم الكبير7/320(7257) وسنن البيهقي الكبرى7/388(15049).
([12]) انظر العلو للعلي الغفار 120 –124 بتحقيق حسن السقاف غفر الله له فقد أفدت منه في الكلام على سند الحديث. وانظر تنقيح الفهموم العالية للمحقق 5-24
([13]) صحيح البخاري1/17(25)
([14])المصدر السابق2/505(1331)
([15]) سنن الترمذي5/519(3483)
([16]) انظر “مناظرة بين محمد الزمزمي بن الصديق الغماري والألباني ” 26
([17]) انظر ابن خزيمة في التوحيد 122-123
([18]) السيف الصقيل ص 107
([19]) الإقتصاد في الإعتقاد 33
([20]) انظر السبف الصقيل للعلامة الكوثري 107
([21]) صحيح البخاري 1/159 ح (398) وصحيح مسلم 1/ 388 ح (547)
([22]) مسند أحمد 2/160. وأخرجه ابن حبان في صحيحه 10/336، والبيهقي في سننه 10/87.
([23]) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/206(1770) وهو في سنن أبي داود4/231(4723) (4724) وسنن ابن ماجه1/69(193).وسنن الترمذي 5/424(3320) وقال الترمذيهذا حديث حسن غريب) والرد على الجهمية للدارمي1/50 (72) ونقض عثمان بن سعيد1/ 473والسنة لابن أبي عاصم 1/253(577) ومسند أبي يعلى12/76 ومسند البزار4/135(1310) والتوحيد لابن خزيمة (102) والتوحيد لابن مندة1/14و163 و3/187 والمستدرك على الصحيحين2/316(3137) و2/410(3428) واعتقاد أهل السنة للالكائي3/389(650) وكتاب العرش للذهبي 1/55(9) (10) والعلو للعلي الغفار1/59
([24]) التمهيد 7/139.
([25]) وقد أشار إلى ذلك الترمذي في سننه5/424 (روى الوليد بن أبي ثور عن سماك نحوه ورفعه وروى شريك عن سماك بعض هذا الحديث وأوقفه ولم يرفعه) وأعله بذلك الاختلاف ابن الجوزي في العلل المتناهية1/24
([26]) السنة 2/485(11120) وهو في مسند أحمد 4/13 من زيادات عبد الله بن أحمد وأخرجه أبو داود مختصرا فى آخر باب لغو اليمين من سننه 3/226(3266) مقتصرا فيه على موضع الشاهد وهو قوله: “لعمر إلهك”.وأخرجه مطولا ابن أبي عاصم في السنة1/286(636). وابن خزيمة في التوحيد 186-190مع مغايرة في بعض الألفاظ. والطبراني في المعجم الكبير 19/211(477) والدارقطني في الكتاب المنسوب إليه “رؤية الله” 1/153مقتصراً فيه على موضع الشاهد في الرؤية.والحاكم في المستدرك 4/605.
وسنده ضعيف جداً، يرويه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهو صدوق، انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 1/117عن
عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، وهو صدوق أيضاً انظر ترجمته فى تهذيب التهذيب 6/276. يرويه عن عبد الرحمن بن عياش الأنصارى: ولا يعرف إلا بهذا الحديث، انظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 5/335. وتقريب التهذيب 348. يرويه عن دلهم بن الأسود قال الذهبي في ميزان الإعتدال 3/45: (عداده في التابعين لا يُعرف، سمع أباه) يرويه عن أبيه الأسود بن عبد الله بن حاجب وهو مثله لا يعرف إلا بهذا الحديث. قال الحافظ فى تهذيب التهذيب 1/341: (روى له أبو داود حديثاً واحداً وهو حديث أبى رزين العقيلى الذي يقول فيه: ” لعمر إلهك “) يرويه عن عاصم بن لقيط بن عامر وهو لا يعرف أيضاً ذكره الحافظ في تهذيب التهذيب 5/50 بحديثه وقال: (ورواه أبو القاسم الطبراني مطولاً وهو حديث غريب جداً).
([27]) الآية (22) من سورة الفجر.
([28]) الآية (158) من سورة الأنعام.
([29]) زاد المعاد 3/677-682 وانظر شرح قصيدة ابن القيم لأحمد بن إبراهيم 2/471 ومعارج القبول للحكمي 2/766
([30]) نقض عثمان بن سعيد1/226-229
([31]) مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب1/133
([32]) شرح العقيدة الواسطبة 44.
([33]) الاقتصاد في الاعتقاد 31-33

السابق
نفي الجهة عن الله (منقول)
التالي
والنظر إليه (أي إلى الجسد أو العورة من خلال مرآة ونحوها) قد أباحه الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة وإن اعتمدوا تحريم النظر إلى العورة الحقيقية (منقول.. مع التعقيب عليه)